الفصل التاسع عشر

رعب «مفيد»

حين تلقَّت جورجيا خطاب الآنسة جونز، شعرت كأنها عادت أدراجها فجأةً إلى بُعد مفقود. فقد ذكَّرها الخطاب بأن هناك فعلًا عالمًا حيث الناس طيبة وأمينة في سلوكها العادي في الحياة.

رغم أن جورجيا كانت دائمًا دمثةَ الأخلاق وكيِّسة مع المربية، فقد جعلتها خارجَ دائرة أصدقائها المحدودة. فقد حذَّرتها أمُّها من أن إقبال الفتاة عليها قد يصير مصدرًا للإحراج، إذا شجَّعته. وفي جميع الأحوال، كانت الفتاة من وجهةِ نظر جورجيا مجردَ واحدةٍ من العوام العاديِّين الذين تمتلئ بهم الحافلات ودُور السينما؛ أشخاصٍ طيبين، لا يخطر ببالهم التهرُّب من دفع الأجرة للكمساري، أو التسلل خلسةً إلى صالة السينما، لكنهم قد يسبقونها إلى المقعد الذي ترغب فيه؛ ومن ثَم فإنهم الأعداء.

تراءت لها الآنسة جونز كما رأتها آخرَ مرة، مجردَ واحدة ممن تتجاهلهم من العوام؛ ترتدي معطفًا طويلًا من الصوف وقبعةً رياضية من اللَّبَد، لكنَّ عينيها تلمعان بوميض الأمانة. ورأتها متناقضة مع جمال كلير اللاتيني — بوجهها البيضاوي المثالي في رسمته، وحاجبَيها المتقوسَين، وشكل رأسها الخالي من كل عيبٍ — فغصَّ حلقها بألم الحنين.

فقد كانت في تلك اللحظة على استعدادٍ للتنازل عن عشر سنواتٍ من عمرها لترى الآنسة جونز، أو لتختلط بعامة الشعب الإنجليزي مرة أخرى، وهي تعيد قراءة خطابها. كانت لهجته سلسةً وطبيعية للغاية، حتى إنه جعلها تغفُل عن وقائع حالها بعض الوقت.

عزيزتي السيدة يو

حين يصلك هذا الخطاب، سأكون قد بلغت سالتسوبدن. هل تفاجأتِ أنني احتذيت خيرَ مثال وجئت إلى السويد لقضاء عطلة الصيف؟ (في الواقع، لقد ذهب الكثير جدًّا من أصدقائي هناك مؤخرًا وأفادوني بأخبار طيبة.) إنني أحظى بوقت رائع، لكنني سأصاب بخيبةِ أمل كبيرة إن لم أفلح في رؤيتكِ. إليكِ هذا الاقتراح. في المرة القادمة حين يأتي قاربكم إلى سالتسوبدن لتسلُّم البريد أو ما شابه، هل من الممكن أن يحملني إليكِ على متنه وسط الطرود؟ لا أبالي كيف سأُصنَّف — فضلات قديمة أو مرساة — ليكن أي شيء. أما في رحلة الرجوع، فإنني مصرَّة على دفع ثَمن الوقود وأجرة السائق. فإنني مشتاقة إلى رؤيتكِ أنتِ وتلميذتيَّ مرة أخرى. أخبريهما أنني أتوقَّع سماعهما تتحدثان السويدية بطلاقة. ما عليكِ سوى أن ترسلي رسالةً قصيرة إلى هذا الفندق لتخبريني متى وأين عساي أجد قاربكِ.

نظرت جورجيا إلى الكونت وهو يطالع الخطاب حانقًا.

وسألته بضجر: «ما العذر الذي سأتحجَّج به؟»

«عذر؟ لا تمزحي. سوف نؤكد لها سرورنا نحن الاثنين باستقبالها. أخبريها، بأنني سألقاها شخصيًّا في سالتسوبدن.»

«ربما عليك التوقف عن المزاح أنت أيضًا. فإنني لا أرى الأمر مضحكًا.»

هبط الكونت إلى الأرض ودسَّ رأسه في حِضن كلير، مثل صبي غاضب.

ثم قال يحثُّها: «أخبريها أيتها الفاتنة. أخبريها بأسلوب سهل. إننا نريد جَذْب الانتباه لجزيرة شهر العسل؛ لذلك نرفض استقبال صديقة العروس القديمة التي قطعت الطريق كلَّه من إنجلترا.»

فقالت كلير ساخرة: «امرأة إنجليزية بلسان طويل، ستظل تتحدث وتتحدث. «ما الحقيقة؟ هل هناك ما يخفونه؟ ربما السيدة يو العزيزة ليست سعيدة؟ ربما تزوجت من رجل سكِّير، أو متوحش يضربها؟»»

قالت جورجيا، وقد لاح لها شعاع أمل مفاجئ: «لا حيلةَ لي في ذلك. فلست أنا مَن بدأ هذا الوضع. أنتَ مَن أقحمني فيه.»

حين حاولت أن ترى الموقف بعينَين محايدتَين، بدأت ترى الأسباب وراء قلق الكونت. فمهما يكن عذرها عن استقبال الآنسة جونز، فمن المؤكَّد أنه سيُعطي انطباعًا مزعجًا. بل وكان من المحتمل حتى أن تسلط تبعاته الضوءَ على حبكة روايتها الجديدة.

ومن ناحية أخرى، فإنهم لم يكونوا ليجرءوا على استقبالها على الجزيرة، إلا إذا كانوا لا ينوون أن ترجع.

أصغت جورجيا باهتمامٍ والكونت يناقش مع كلير الترتيبات بجملٍ مقتضبة.

«سأذهب إلى سالتسوبدن غدًا. وأمرُّ بفندقها. أعِدي العُدَّة للرحيل مبكرًا. في الساعة الخامسة صباحًا. وسنكون هنا قُرابة الساعة الحادية عشرة.»

«ماذا عني؟»

«لا بد أن تكوني موجودة.»

«كصبي أم فتاة؟»

«صبي. فمن الوارد أن يكون تورش قد أتى على ذكركِ.»

«ماذا عن الصغيرتَين؟»

«سأنبِّه عليهما أن تتواريا عن الأنظار. وأنتِ أعلمي فان والبروفيسور بالخبر.»

لم يسبق أن رأت جورجيا الكونت يومًا غاضبًا هكذا. مثل طفلٍ هائجٍ يُريد أن ينفِّس عن غضبه على أحد.

«هذا خطؤكِ. لم أظنَّكِ بهذا الانحطاط. لم أكن أعلم أنكِ من عينة النساء التي تريد أن تلازمها امرأة أخرى أينما ذهبت.»

فقالَت: «لست كذلك. لكن ما دامت ستأتي فلا بد أن أعلم ما سيحدث. هل ستسمحون لها بمغادرة الجزيرة؟»

«نعم. ستغادرها، في المساء نفسِه، على زورق بخاري، مع البروفيسور. أما مسألة أن تصل إلى سالتسوبدن، فهي متوقِّفة عليكِ بالكامل.»

«كيف؟»

«إذا حاولتِ أن تبلغيها، أو تمرِّري إليها رسالة — أو أي شيء آخر — فمن المحتَّم أن تقع حادثة في رحلة رجوعها إلى سالتسوبدن.»

«لكن تلك ستكون جريمة قتل.»

تبدَّل التعبير المتجهِّم على وجه الكونت احمرارًا من الشعور بالحَنَق.

«إنني أسميه اسمًا آخر. دفاعًا عن النفس وإخلاصًا لأصدقائي. إنني لا أتصرَّف من أجل مصالحي الخاصة وإنما من أجل … من أجل جماعتي. فثمة فتًى عهِد إليَّ بكل مدخراته. كان محض بنك صغير في الريف، لكنه أنجز المهمة كلها وحدَه، أطلق النار على الصراف واحتجز الباقين. إنه لعملٌ شجاع. وأنا أشعر أنه تجب عليَّ حمايته، وآخرين مثله.»

فسألته جورجيا: «هل كان الصراف مسلحًا؟»

«إنكِ تمزحين في اللحظات الخطأ أحيانًا.»

ذكَّرتها نبرة التهديد في صوته بخطورة موقفها وهو يتابع كلامه.

«إذا أردنا أنا وأنتِ أن نقدِّم عرضًا مقنعًا بعد غد، فمن الأفضل أن نتعاون. فلتنظري إليَّ كأنكِ تعشقيني، وإلا ارتابت الآنسة جونز.»

«هذا أمره سهل. فإنني على الدوام أمثِّل دورًا.»

على الرغم من توكيدها المتصنِّع، كانت جورجيا مدركةً أن خداع الآنسة جونز سيكون أصعبَ من خداع الصغيرتَين. فقد تذكَّرت كيف أن الفتاة اعتادت أن تتفرَّس في وجهها حين كانت تظن أن لا أحد يلاحظها، وهو الشيء الذي كان يزعج جورجيا. فلا بد أنها الآن قادرةٌ على أن تُفسِّر التغيراتِ التي تحدُث في تعبيرات وجهها، والانفعالات والمشاعر التي تتحكَّم في هذه التغيُّرات، وقادرة على تمييز التعبيرات الحقيقية والكاذبة.

حدَّثت جورجيا نفسها يائسة: «لن أستطيع خداعها أبدًا.»

وما لبِثت أن اكتشفت أن الكونت الأكثر خبرةً منها قد نجح تمامًا في خداع الصغيرتَين. فإنها حين التقت بهما في المرة التالية وجدتهما متقدتَين غيظًا. وكانت ميفيس التي تستهويها الشكوى مستشيطة غضبًا وهي تُطلِع أمَّها على الأخبار.

«هل سمعتِ أنباءَ تلك العجوز اللئيمة جونز؟ إنها تريد أن نعود إلى إنجلترا، حتى يتسنى لها الاستمرار في التدريس لنا إلى الأبد. لذلك ستأتي هنا لترى إن كنا تدهور … إن كنا تراجعنا، لأننا بتنا نعيش بلا نظام.»

فقالت ميرل بتهلُّل: «لكننا سنفسِد عليها خطتها. فسوف نُخيِّم عند حمام السباحة طوال اليوم، ولن نخاطبها ولو بكلمة واحدة. وبذلك لن تستطيع أن تنقل أخبارنا إلى جَدتي.»

فقالت جورجيا بوهن: «أعتقد أنها خطة جيدة نوعًا ما. هكذا سأحظى وحدي تمامًا بصحبة الآنسة جونز.»

أدركت جورجيا أن الصغيرتَين كانتا تستغلان تساهلها في الفترة الأخيرة، لكن لم يطاوعها قلبها أن تقوِّمهما؛ إذ شعرت أن الوقت المتاح لهما معًا قد يكون قصيرًا. وهنا شعرت لأول مرةٍ بإغراء المجازفة بسلامة الآنسة جونز.

فقالت لنفسها: «إنها حلقة الاتصال. ولن تتسنى لي فرصة أخرى أبدًا. لكن كيف يمكنني أن أنقل لها الرسالة؟»

تردَّدت أفكارها مع الأمواج المتكسرة على الصخور، فهي ساعة تفور في سعي محموم من أجل الحرية، وساعة أخرى تتراجع متحيرة. واتتها لحظة ذكَّرت فيها نفسها بأنها إذا فشلَت فسوف تحمل حتمًا ذنب موت الآنسة جونز، كأنها هي مَن قتلتها، لكنها بمجرد أن أقنعَت نفسها بأن توريط الآنسة جونز سيكون من قبيل الغدر بها، فكَّرت مرةً أخرى في مسألة سلامة ابنتَيها.

ما دام عنصر البارود موجودًا، فستظل أرواحهما في خطر.

حاولت جورجيا أن تجد بعض الوسائل المضمونة للتواصل، لكن أعيتها صفات الآنسة جونز. فقد كانت مخلصة وشجاعة، لكنها لم تكن سريعة البديهة، وكانت أكثرَ صدقًا وصراحةً من أن تتحمل الدور الذي سيُطلب منها أن تؤديه. سيكون من المحتَّم أن تفضح نفسها بسؤال أو نظرة.

إن أقلَّ تردد، أو سوء تفاهم، أو قصور عن التقاط كل كلمة سينجم عنها هلاكهن. رُوعت جورجيا من الصعوبات التي تواجهها. كانت قصتها أكثرَ تعقيدًا من أن توجزها في كلمتَين أو ثلاث. فلم يكن عليها أن تُوضِّح الخطر والحاجة الماسَّة لتكليف تورش بالنجدة فحسب، وإنما كان عليها كذلك أن تبلغ الرسول بالخطر الذي سيحيق به إذا ارتيب في علمه بالأمر.

كان الموقف سيرهق حتى تورش بسرعة فَهْمه وسَعة حيلته، لو كان هو مَن زارها، وحين تذكَّرت صممَ الآنسة جونز، أدركت أنه لا أمل.

ثم خطر لها خاطر، فقالت لنفسها: «بإمكاني أن أكتب رسالة. ليس من المحتمَل إطلاقًا أن تتاح لي الفرصة لأعطيها لها. لكن كل شيء جائز. فقد يغفُلون عن شيءٍ وهو واضح.»

كانت جورجيا في حاجةٍ إلى العزلة، فنزلَت إلى غورٍ في الصخور، واستلقَت منكمشةً على نفسها بداخله. كانَت في مكانٍ منخفضٍ جدًّا حتى بدا كأن البحر قائمٌ فوقها مثل جدارٍ أخضر متصل. وهو ما أسبغ وهمًا بأن الجزيرة غدَت بلا جذورٍ وقد حملتها موجةٌ هائجة؛ فقد بدا المحيط هادئًا، في حين راحت جورجيا تهتزُّ في حركةٍ مستمرَّة.

وما لبِثت أن بدأت الحركة المستمرة تثير فيها القلق. وتاقت نفسها إلى إيقافها، كما يستطيع المرء التلاعب بآلية الساعة. كانت المرة الأولى التي تمرُّ فيها بهذا الشعور، وقد أدركت خطورةَ السماح له بالتأثير على رابطة جأشها.

ثم قالت بعزم: «يجب ألا توهِن الجزيرة من عزيمتي.»

وأغمضت عينَيها بإحكام، محاولة حلَّ مشكلة الرسالة. سيكون عليها أن تخفيها هي أولًا قبل أن تحاول نقلها إلى الآنسة جونز. والحِيَل على غِرار دسِّها في حقيبة أو جيب كانت بدائية جدًّا، أما الحِيَل الأذكى والأعقد فلم تكن آمنة، بما أنها كانت عُرضة أن يلاحظها أحد ويكتشفها قبل الأوان.

بعد استبعاد أغلب الخطط التي استخدمتها في حبكات رواياتها، نهضت جورجيا وفركت ساقَيها المصابتَين بتشنُّج عضلي.

ثم قالت وقد قرَّرت ما ستفعله: «سوف أكتب الرسالة الآن. فربما لا يعطونني فرصةً لكتابتها إن انتظرت إلى آخر لحظة.»

ثم اتخذت مسارًا منحرفًا وهي تعتلي الصخورَ الزلِقة، فمرَّت برقعة الخضراوات والزهور المزروعة في منحدر محجوب لكنه وعر، ووصلت إلى الشرفة الوسطى سالكةً الطريق الخلفي للشَّجِيرة.

رفعت السيدة فاندربانت عينَيها عن الجريدة التي كانت تقرؤها بنظارةٍ يدوية، وتحدَّثت بأسلوبها الرسمي المعهود.

«إذا كنتِ ستعودين إلى عملكِ يا سيدة يو، فلديَّ رسالة من الكونت. فإنه يرى أنكِ ستكتبين بأسلوب أفضل بعد استراحة قصيرة.»

لمَّا حُذِّرت مما ينتظرها، شرعت جورجيا تصعد السلالم القصيرة سريعًا. فوصلت إلى حجرتها ووقفت تلهث وهي تحدِّق نحو مكتبها.

كانت كل لوازم الكتابة قد اختفت. فقد سمحت لأعدائها أن يسبقوها وهي تضيِّع وقتها على الصخور. وكانت لا تزال تؤنِّب نفسها حين ظهرت كلير في الشرفة. وقد استندت إلى الجدار، واضعةً يديها في جيوب بُرْنسها المصنوع من قماش وبري أبيض في برتقالي.

سألت كلير جورجيا: «ما رأيكِ فيما فعلت؟»

فقالت جورجيا بمرارة: «ثابتة على مستواكِ من الإتقان. أرى أنه اهتمام زائد بالتفاصيل.»

«إنه مجرد إجراء تمهيدي لإبعادك عن الإغراءات. لن تعثري على قلم حبر أو رصاص في أي مكان، فلا حاجة بكِ للبحث. لكن بعد غد، سنكون مدقِّقين حقًّا.»

«إنني أتطلع إليه إذن. فعندئذٍ سألقى امرأة محترمة مرة أخرى.»

ساور جورجيا شعورٌ فطري خافت بالرضا لإدراكها أنه رغم أن السيدة فاندربانت كانت حصينة ومنيعة، فقد كان من الممكن الحط من احترام الكونت وكلير لنفسيهما. فقد نظرت إليها الفتاة شزرًا، لكنها لم تنطِق بكلمةٍ أخرى في خروجها من الحجرة منحنيةَ القامة.

راحَت جورجيا تذرع حجرتها جَيئةً وذهابًا، غير قادرة على الوصول إلى قرار. ولم تزل كذلك حين دخلت عليها الصغيرتان، وهما في طريقهما لتغيير ملابسهما من أجل العشاء.

فقالت ميفيس: «قضينا وقتًا ممتعًا. فقد سمعنا قصصًا مرعبة.»

ثم شرعت ميرل تشرح لأمها عندما لاحظت استياءها.

فقالت: «إنه رعب مفيد، لأنه يحذِّرنا. يجب ألا ننزل المياه ونحن منقطعات الأنفاس، وإلا غرِقنا وهبطنا أكثرَ فأكثر، فلا نطفو مرة أخرى أبدًا.»

ثم قاطعتها ميفيس قائلة: «هذا ما أخبرنا جوستاف به. إنها حقيقة. فقد كان هناك سيدة مسكينة خرجت في قارب بخاري، وحين بدأ يهتزُّ بها أصابها الذعر وقبضَت على عجلة القيادة، لكن السائق أبى ذلك فتحامقت، وظلت تحاول حتى أفلتت العجلة من يد الرجل ودارت، فأصابتها في صدرها، وأوقعتها لتسقط في البحر و…»

تدخَّلت ميرل وقد ظلَّت منتظرةً أن تصمت أختها لالتقاط أنفاسها، فأتمَّت القصة بقولها: «ولم تطفُ قط.»

وبينما كانت جورجيا تُصغي إليهما، شعرت برجفةٍ توجسًا مما هو آتٍ. فقد أدركت أن القصة قد اختُلِقت حتى تسمعها، وأن ما كان كذبًا في الماضي من الجائز أن يصبح حقيقةً في المستقبل، إذا حاولت أن تُعلِم الآنسة جونز.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤