الفصل السادس والعشرون

بطاقة بريد من بروج

رغم أن فورة ميفيس لم تلقَ المزيد من الاهتمام، فقد أدركت جورجيا أن الموقفَ قد تجاوز مرحلة السيطرة المعتدِلة ووصل إلى اتخاذ إجراء حاسم. فقد كانت عقلية الكونت مشابهةً لعقلية الناظرة العجوز في مدرسة أمِّها، التي أخلت نفسها من المسئولية، حين نأت بنفسها عن المعرفة بمأساة القطة.

فقد قالت في ملحوظة من ملحوظاتها: «إن تابي مزعجة شديدة الإزعاج. وقد نبَّهت على الخدم بضرورة ألَّا أجدها في المدرسة عند عودتي من العطلة، على ألَّا يخبروني بالتفاصيل.»

فكان الكونت بأسلوب مماثل بمأمن من تهمة القتل، على أساس أنه مجرَّد عامل سلبي. أما السيدة فاندربانت فقد كانت القوةَ الفاعلة في المخطَّط اليائس، بصفتها مَن بدأه، وهو المخطَّط غير المدروس بالمرة، حتى إنها احتاجت إلى ضحايا جدد للتخلُّص من أخطائها.

بدأَت جورجيا تفهم كيف من الممكن أن تؤدي جريمةٌ إلى أخرى، حين أدركَت أنه — ما دام أن وقوع حادثةٍ لها كان شيئًا حتميًّا — فمن الممكن تدبُّر مأساةٍ ثلاثية بقَدْر أكبر قليلًا من المجازفة، بما أن وفاة ابنتَيها ستؤدي إلى فرص جديدة للربح.

فمع عدم وجود وصية، سيتمكن زوجها من المطالبة بأموال الوديعة. لقد اكتسب مسبقًا ثقةَ أمِّها، وبما أنه سوف يصرُّ على صرفِ دخلٍ لها، فلن يكون لديها دافع للشك أو الشكوى. أما فيما يتعلق بالأوراق اللازمة لدعم مؤامرة الاحتيال، فبإمكانه شراءُ خدمات موظف سجلات عديم الضمير وبحاجة للمال، ليزوِّر له كلَّ التقييدات والوثائق.

رغم أن الصغيرتَين كانتا في أمانٍ إلى أن ينقطع الرجاء من انتزاع المزيد من الروايات من رأسها، فقد شعرت أنه ينبغي لها محاولةُ التواصل مع أصدقائها، قبل أن يطرأ أي شيء فيفوت الأوان على ذلك.

هكذا ظلَّت أغلب الليل ساهرة، تنهي دفعةً أخرى من الرواية — لتكون مبرِّرًا لبطاقة البريد التي ستُرفق بها — ثم أدركت أن الكونت وإن كان قد لا يفهمها، فمن الوارد أن تثيرَ الصورة التي اشترتها من بروج شكَّه.

ثم قالت لنفسها وقد حسمت الأمر: «لا بد أن أجعل ابنتيَّ تشخبطان على كل البطاقات الفارغة.»

كان عليها الانتظار إلى يومٍ ممطر، حتى تتسنى لها فرصة اقتراح لعبة جديدة على الصغيرتَين الحبيستَين في المنزل، اللتَين ملَّتا اختيارَ المنازل في الجرائد.

فخاطبتهما سائلة: «لماذا لا تفتتحان متجرَ ملابس؟ بإمكانكما استخدام كل أغراضي. ضعا سعرًا على كل شيء ولنرَ مَن ستكتب أفضلَ بطاقات. لا تكتبا «أفضل سعر» أو «حسم ممتاز». حاولا أن تبدِعا.»

فهتفت ميرل في الحال قائلة: «أعلم ما سأكتبه في إحدى بطاقاتي. سوف أكتب: «إنني بلا أمٍّ.» هكذا سيشعر الناس بالأسف على الثوب الصغير المسكين ويشترونه.»

بدأت ميرل البحث في الخزانات فيما سألت ميفيس: «وماذا سنستخدم من أجل البطاقات؟»

فاقترحت جورجيا بصوتٍ خفيض: «بطاقات البريد.»

انطلقت الصغيرتان لدى سماعهما الاقتراح، فاجتاحتا المنزل، مثل الجراد، تجرِّدان كلَّ حجرة من الأدوات المكتبية. وحين عادتا، ظلَّت تحثُّهما في منافسةٍ حامية إلى أن امتلأ الفراغ الأخير في آخر بطاقة.

ارتعشت يدا جورجيا وهي تكتب العنوان على بطاقة بريد «سجود الرعاة»، ثم كتبت بضعة سطور على المساحة الصغيرة المتبقية. إلا أنها حين أخذتها إلى حجرة التدخين وضعتها باستهانةٍ فوق مخطوط روايتها.

وقالت بنبرةٍ لا مبالية: «من المستحسن أن تطلب المزيد من الأدوات المكتبية حين تأخذه إلى سالتسوبدن. يبدو أن ابنتيَّ قد استهلكتا الكثير منها.»

فسألها بمرح: «ولمَ لا؟ ربما تعلمان أنكِ مَن يدفع ثمنها. يبدو أن ميفيس على دراية بكل الأسرار.»

لم تنبِس جورجيا ببنت شفة. وخرجت من الحجرة شاعرةً أنها لا يسعها سوى أن تثق في الحظ. ولم تجسر على الإمعان في الاحتمالات التي تعاكسها. فالبطاقة البريدية ليست ذات قيمة مادية كبيرة. ومن الممكن أن تضيع من الكونت، أو يَعُدَّها غير جديرة بطابع البريد. وفي المقابل، من الوارد أن يوليها عنايةً بالغة وينتابه الشك من صيغتها التي تحيد قليلًا عن صيغة العمل. وحتى إذا وصلت إلى مكتب تورش فمن الجائز أن يعترض سبيلها موظفٌ ويتخلص منها في سلة النُّفايات الورقية.

لم يكن في وسعها سوى الانتظار والرجاء، غير مدركة أن خيوط القدَر بالغةُ التشابك، حتى إن كلَّ شخص من الوارد أن يكون مصدرًا مؤثرًا على الأجيال القادمة. ففي حالتها، تقرر مصيرها قبل ميلادها بسنوات عديدة، حيث تقرر بناءً على نشأة سيدة من العصر الفيكتوري على أخلاقيات الطبقة المتوسطة ومبادئها السليمة.

صارت تلك السيدة التي نشأت في العصر الفيكتوري أمًّا لفتاة من العصر الإدواردي، ولدت بدورها بنتًا في العصر الجورجي، بعد زواجها بيومٍ واحدٍ تحديدًا، ثم ماتَت مكفِّرة عن ذنوبها، مما أثبت أن «الأم دائمًا على حق.»

لمجابهة أي صفات قد تُورَث من هذه السيدة التي أبَت الانتظار للأسف، نشأت الطفلة في كنف جَدتها الفيكتورية على قواعدَ بالغة الصرامة، من دون الإذعان لتفريط الحياة المعاصرة في الأخلاقيات. وفي النهاية، جنى تورش بعضًا من فوائد هذه التربية. فقد وُظِّفت لديه وأثبتت أنها سكرتيرة مثالية، فيما عدا رفضها الكذب عند الرد على الهاتف.

فكانت أول مَن رأى بطاقة البريد التي أرسلتها جورجيا، وهي تفرز البريد الصباحي لتورش. ولما كانت قد قضت من فورها عطلةً في بلجيكا، فقد دسَّت البطاقة في حقيبتها. كانت بالفعل قد كتبت إليه رسالةً تُخبره أن الآنسة جونز تلقَّت التوة جزءًا جديدًا للطباعة من السيدة يو؛ لذلك لم يكن ثمة داعٍ لإزعاجه لقراءتها.

كان الأمل الأخير لجورجيا سينطفئ مثل شمعة في مهب الريح، حتى تحدَّثت السيدة الفيكتورية بصرامة من قبرها. وبدأ الضمير الحي للآنسة ويليامز الصغيرة يؤنبها لعدم طلب الإذن لأخذ غرض شخصي. وذكَّرها أنه في حين أن بطاقات البريد العادية التي تحمل توصياتٍ يمكن التخلُّص منها في سلة الأوراق المهملة، فقد لا تستحق الصورة الآتية من بروج هذه المرتبةَ الدنيا. فقد يكون لدى السيد تورش — أو زوجته — ألبومات لبطاقات البريد، وفي هذه الحالة ستحمل فعليًّا إثم سرقتها.

وبناءً على ذلك فقد وضعت بطاقةَ البريد على دفتر مكتب تورش، بعد أن دوَّنت ما أملاه عليها وتلقَّت تعليماته.

وقالت: «لقد وصلَت للتو من السيدة يو. إذا كنت لا تريدها، فهل يمكنني الاحتفاظ بها؟»

فقال موافقًا: «بالتأكيد. ماذا جاء فيها؟»

مدركةً جيدًا أنها تساوي عند تورش زمرةً من المؤلفين في مختلف المجالات، فقد أفصحت عن ابتسامتها وهي تقرؤها مع التشديد قليلًا على مقاطعها.

«هذه البطاقة من أجل تذكيرك بأنني أرسلت التوة جزءًا آخرَ من المخطوط إلى الآنسة جونز.»

فقال: «جيد. هل هي صورة لستوكهولم؟»

«لا، إنها لبروج. إنها لوحة «سجود الرعاة»، لبيير بوربو. لقد رأيت الأصلية.»

لاحظت أن حدقتيه قد انكمشتا حتى صارتا في حجم نقطتين، وأدركت أنه كان يحاول شحذ ذاكرته.

قال وهو يأخذها من فوق المكتب: «سوف أتركها لكِ بالخارج.»

وحين صار بمفرده، جلس يحدِّق في الفراغ. كان عقله مزدحمًا بصخبٍ من الكلمات غير المترابطة، وكان يبذل جهدًا ضخمًا للربط بينها. «تذكير». بماذا تذكِّرني؟ «بروج». وما حدث في بروج. لم يتذكر سوى أنه أوضح أن بوربو كان يوقِّع لوحاته برسمٍ شبيه له … «شبيه». ألم تتلُ الآنسة جونز عليهم شيئًا بشأن شخصيةٍ هامشيةٍ في رواية جورجيا الجديدة وبها شبهٌ منها؟

إنه لم يقرأ أيًّا من الأجزاء بنفسه، لكن بما أن الآنسة جونز دائمًا ما تُعِدُّ أربع نسخ — شاملة الأصل — فستكون هناك نسخة احتياطية في المكتب. من ثَم فقد رنَّ الجرس طلبًا لها، وقرأها على عجالة، لكنه لم يجِد إلا رواية تقليدية من روايات «يو»، من دون شخصية يمكن مقارنتها بالكاتبة.

ولأنه كان يبحث بلهفة عن فكرة توقَّفت على هذه الشخصية الواضحة من شخصيات الرواية، فقد استاء من الآنسة جونز لإهدار وقته وطاقته الذهنية.

وحدَّث نفسه معللًا الأمر: «إنها هستيريا. لقد ابتدعت القصة بأكملها لخلق جوٍّ من الإثارة.»

وظل موضوع رواية السيدة يو الجديدة مهملًا عدةَ ساعات، إلى أن تدخَّل القدَر مرة أخرى. حيث لم يستطِع مؤلِّف أن يفيَ بموعده معه بعد أن فاته القطار، فصار لدى تورش الفراغ ليتذمر مجددًا. وفي النهاية قرَّر الإعراب عن استيائه.

فقال لسكرتيرته: «صليني بالآنسة جونز رجاءً.»

وحين حُولت إليه المكالمة الخارجية، واجه المربية بالموضوع مباشرةً.

«لقد قرأت من فوري الفصولَ الأولى من رواية السيدة يو، لكنني لم أستطِع العثورَ على أي شيء بشأن روائية ذائعة الصيت باسم السيدة جيرترود ييتس.»

مضت هنيهة قبل أن تندفع الآنسة جونز لتواجهه وهي في حالة من الانفعال.

«لقد حذفتها عند الطباعة. فقد كانت زائدة على الحبكة ولا تؤثِّر على الأحداث أو تطوُّرها. إنه التصرف الأفضل، وسأتحمل مسئوليته بالكامل. فإنني أعلم أن السيدة يو ستكره أن تبقى شخصيتها في الرواية. فهي إنما وضعتها لتخبرنا بشيء.»

ومما أثار دهشتها أن الوكيل لم يوجِّه إليها اللوم.

فقال: «بدأت أعتقد أن حكمك كان سليمًا. هل تظهر «السيدة ييتس» هذه في الجزء الجديد من الرواية؟»

«نعم.»

«فلتبقيها إذن في الوقت الحالي. فقد نحتاج إليها بوصفها دليلًا. لقد بدأت أتبيَّن شيئًا. لا تتوقعي الكثير منه، لكنني أرجو أن أبلغكِ خبرًا طيبًا عن السيدة يو قريبًا.»

أغلق تورش السماعة قبل أن يمكن للآنسة جونز أن تسأل أيَّ أسئلة. كان قد بدأ يشعر بإثارة متزايدة مما أنبأه به حَدْسه، وحين اتصل بأخيه كان في ذروة الانفعال لأهمية اكتشافه.

«لا بد أن نتصرف، ونتصرف سريعًا. فلديَّ دليل على أن جورجيا يو واقعة في قبضة وغد، وأنها محتجزة لديه. لقد فهمت الآنسة جونز المسألة فهمًا صحيحًا … لا، لا تقاطعني. اسمعني. حين كنا معًا في بروج أريتها لوحةً معينة، وأوضحت لها أن الرسام كان دائمًا ما يضع نفسه بين الشخصيات الهامشية في لوحته، لتكونَ طريقته الخاصة في التوقيع … وها هي ذي قد فعلت الشيء نفسه، وصفت نفسها شخصيةً في روايتها … فماذا تفهم من ذلك؟»

«إذا كان لهذا أي معنًى على الإطلاق، فمعناه أنها اتخذت أسلوبًا متكلفًا لتوقيع أعمالها، على سبيل الدُّعابة.»

«يا أيها السطحي يا محدودَ الفهم.» لأول مرة يهين تورش شقيقه البطل. «لا تفهم الكلام فهمًا حرفيًّا، وإنما افهم الفكرةَ العامة. إنها تحاول أن تقول: «هذه الرواية قصتي أنا. ما يحدُث للبطلة يحدُث لي. وقد وضعت نفسي في الرواية لأثبت أنها قصتي أنا.»»

ثم أضاف بأسلوب مؤثِّر: «لقد أرسلت إليَّ التوة بطاقةَ بريد مصورة لنفس اللوحة التي أطلعتها عليها، «صلاة الرعاة». ألا يؤكد هذا الأمر؟»

«من المؤكد أنها مصادفة غير عادية.»

«إنها ليست مصادفة. المسألة في غاية البساطة؛ وحين تضيف إليها النقاطَ المختلفة لِما حكَته الآنسة جونز، تصير لديك الصورة كاملة … وإذا صحَّت نظريتي، فإنهما ليسا متزوجين. إنها جريمة خطف.»

إذا كان أوزبرت يستثار على نحوٍ أبطأ، فإن حماسته تبقى مدةً أطول. فبعد أن تناول هارفي السريع الانفعال مشكلةَ الإنقاذ من عدة زوايا مختلِفة، أُصيب بالإحباط وبات متشككًا في منطقه، فطفِق أخوه يسوقه بلا هوادة. فكان هو مَن ذكَّر الوكيل بأن ناشر أعمال جورجيا لديه صديق يعمل مفوضًا مساعدًا في الشرطة، وأصر على أن يلتمس تعاونه معهما.

في نهاية اليوم الثاني، كان تورش منهكًا، ذهنيًّا وجسديًّا، من وطأة التشكيك المهذَّب. على الرغم من أنهما ألحَّا وأزعجا كلَّ مَن احتمل أن يفيدهما، فقد قوبلا بلياقة وصبر في العموم، ولا شيء أكثر. وحين أخبرهما الناشر بنتيجةِ لقائه بالمفوَّض المساعِد، وشَت نبرة صوته بالتعاطف.

«لقد طرحت على مارسون كلَّ النقاط التي أخبرتماني بها، لكنني أخشى أنه لا يرى أن لكما سندًا. فليس لديكما ما يكفي من الأدلة الفعلية لتسويغ تدخُّل الشرطة. في الواقع، الأمر برُمته خياليٌّ تمامًا من وجهة نظر سكوتلاند يارد.»

فسأله أوزبرت قائلًا: «وما رأيك أنت؟»

«أرجو أن يكون على حق.»

«وأنا كذلك. يبدو أنها الزاوية المألوفة. ستلاحق الشرطة مرتكبي الجريمة، لكنها لن تفعل شيئًا لمنعها.»

كان لدى الناشر القدرةُ على معرفة المحب في حالة أي شخص، لكنه تجاهل العامل العاطفي بلياقة قائلًا: «في تلك الحالة سيكون الأمر في يدك. فإنني لو كنت شابًّا ولديَّ الاستعداد للشجار لعالجتُ المسألة بنفسي.»

«كيف؟»

«حسنًا، إنها نصيحة سيئة ومن المرجَّح أن تضعك في مأزق. لكنني كنت سأحشد ثلةً من الأصدقاء الرياضيين، بنفس وزنك تقريبًا، وأزور السيدة. لأعرفَ قصتَها. وأتصرف بناءً عليها … لا بد أن تكون على استعداد لمواجهة الصعوبات بالطبع. فإذا رفض الكونت استقبالَ ضيوف، فلن يكون لديك سلطةٌ أو مسوِّغٌ للدخول. وإذا دخلت عَنوة، فستخرق القانوني بذلك. وأخيرًا، إذا وجَّهت إلى الكونت تهمًا بلا أدلةٍ بشأن زواجه، فمن الممكن أن يرفع عليك قضية.»

قطَّب تورش ما بين حاجبَيه منزعجًا، أما أوزبرت فقد التمعت عيناه وجعل يستعرض عضلاته كأنه يتهيأ لمعركة.

فقال الناشر من فوره: «لا بد ألَّا يحدث اعتداء على أحد. إذا وجَّهت السيدة يو إلى الكونت تهمة، فسيصدر أمرٌ قضائي ضد الكونت وشركائه، على النحو المعتاد. وإذا هرب، فإن القبض عليه مهمة الشرطة. ولا شأن لكما في الأمر.»

قال تورش: «أخشى أنه سيلجأ إلى الحيلة ويدَّعي أنه لم يكن ثمة إكراه، إذا افترضنا أنهما لم يتزوجا. فالنساء رومانسيات للغاية.»

فعلَّق الناشر قائلًا: «في تلك الحال سأقول إن الكثير سيتوقف على ما إذا كان راح يسحب النقود من حسابها البنكي. فمحور قصتكما أنه يجبرها على الكتابة ليجنيَ هو الأرباح. إذا كان ذلك صحيحًا، فلا أعلم إلى متى يتوقَّع الاستمرار في ذلك.»

فقال أوزبرت: «المدة الكافية لتحقيق غرضه.»

«سوف نرى. إن الجزء الأعسر على التصديق من وجهة نظري أنه قد يجعلها تؤلِّف روايةً عن وضعها.»

«ولمَ لا؟ فقد استقبلناها جميعًا استقبالَ العمل الأدبي، نظرًا لنوعية القصص التي تكتبها.»

فسأله تورش: «هل كان سيساورك أيُّ شكوك لو كنت قرأت الكتاب على النحو المعتاد؟»

فقال الناشر بحزم: «إنني أنوي نشره باعتباره رواية على أي حال.» ثم التفَت نحو أوزبرت وأضاف قائلًا: «وأعتمد عليك لتضع لها نهايةً سعيدة.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤