محروم

أنا كنت ماشي،
وفكري كان سرحان في حال،
وسمعت صوت لعب وعيال،
بصيت على ايديا الشمال،
مالقيتش غير سور مدرسة،
شبابيك ولعب وكورة،
ناس مترصَّصة،
ويادوب هعدي من اليمين،
لفت انتباهي
واد يادوب حِسْبة سنين،
رجَّعني لزمان من سنين،
وكأني شايف صورتي أنا،
شنطة قماش من صنع إيد،
نضارة إيدها من حديد،
والجزمة من لون التراب،
وفي عينه نظرة عارفها،
من زمن العذاب،
ورجعت بالحاضر لماضي ماحبِّتوش،
ولظلم عيشته ومانسيتوش،
وكأن كل سنيني أدام عيني بتعدِّي بمرار،
وخدتني لحظات انتظار من بعدها،
عدِّيت لشارع ماعرفوش،
هربان وبس،
بهرب بنفسي كأني مش عايز أحس،
وغلبني دمعي لقيتني راجع أحضنه،
يمكن بحضني أو كلامي أطمِّنه!
وسألت نفسي ليه مشيت؟
على نفسي ولَّا عليه بكيت؟
ورسمت بالكدب ابتسامة على الخدود،
ولقتني فجأة كأني مربوط بالخيوط!
رجليَّا مش شيلاني صوت بيهزني،
وخيال حزين عمَّال يشيل ويحطِّني!
غمَّضت ونسيت،
أو نويت انسى اللي فات،
اسمي وعنواني خلاص بقوا ذكريات!
وسافرت واتغرَّبت توهت مع الوشوش،
والماضي لسه جوَّا مني مابنساهوش،
وكأنه ضِلِّي في الطريق،
صاحب ولا الأخ الشقيق!
على فين أروح من سكِّتي؟
آدي الله وآدي قسمتي!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤