الخاتمة

عاد لاردان إلى تولوز بدوني، بينما منحت نفسي يوم راحة. خرجنا أنا وكلودين لآخذ حقيبتي من الفندق. وعلى بُعد خطوات منه، كانوا يجددون محطة بون نوفيل. انهمك نحو عشرة رجال — يتسلقون السقالات — في نزع طبقات الملصقات المتعاقبة التي تغطي لوحات الإعلان. وبعيدًا، في طرف الميناء، أخذ عاملان آخران يكشطان مربعات السيراميك بأداة معدنية.

كشفت الأوراق — وهي تُنتزع — عن إعلانات قديمة ألصقت منذ عشرة أعوامٍ أو عشرين.

انهمك اثنان من «البانك» — شعرهما حليق وملوَّن — في تبادلات القُبلات تحت إعلان «سافينياك»، الذي يتباهى بمزايا زيت «كالفيه»، الزيت الدهني الخفيف والنباتي مائة في المائة.

وراح موظف إداري شاب — بحقيبة أوراق صغيرة في يده و«ووُكْمان» على أذنيه — يتسكع أمام شعار يتغنَّى بنوع من المياه المعدنية و«بادادي، وبادادا».١

توقفت كلودين أمام ركن بالحائط. أشارت إلى مربعٍ من السيراميك تُغطي نصفه قطعة ورق صفراء تقاوم جهود عاملٍ جزائري. لم يظهر سوى جزء من النص، لكن دون أن يؤثر ذلك في المعنى.

«… ممنوع في فرنسا .. اﻟ… سيتعرضون للإعدا… محاكمة عرﻓ… مانية … شخص يحمل … رعايا يهو… عقاب يصل إلى حد المو… عناصر غير مسئو… في تأييد أعداء ألمانيا …

… تُحذر … مذنبين هم أنفسهم وسكان الأراضي المحتلة.

توقيع الحاكم العسكري
ستون بناجيل»
أوبرفيلييه
يناير–فبراير ١٩٨٣م
١  لحن نغمة مشهورة في ذلك الوقت. (المترجم)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤