الفصل الخامس

المشهد الأول

(قصر الملك ليونتيس في صقلية، يدخل ومعه اللورد كليومينيس واللورد ديون والسيدة بولينا.)١
كليومينيس (إلى ليونتيس) :
يا سيدي! لقد فعلتَ ما فيه الكفاية! قضيتَ في الحداد
فترة تليق بالقديسين! وما تركتَ إثمًا واحدًا من دون
تكفيرٍ صحيحٍ عنه! بل لقد دفعت في الكفَّارة
زيادة عن كل إثم اقترفته٢ وحان آخِرًا محاكاة الذي
أبدته هذه السموات العُلى من النسيان. فاغفر٣ لنفسك مثلها! (٥)
ليونتيس :
لا أستطيع! ما دُمت أذكر هرميون هنا وكل فضيلة فيها،
سأظل أذكر سيئاتي حين تُبرزها هنا حسناتها … وأظلُّ
أذكر أنني كنت الظلوم لنفسه ظلمًا يعاقبني؛
فيحرمني الوريث لعرش هذي المملكة! ورفيقتي وأرقِّ قادرة
على إنجاب طفل ذي رجاء للرجل … هذا صحيح؟٤ (١٠)
بولينا :
بل بالقطع صحيح يا مولاي! إن تتزوج من كل نساء الأرض،
واحدة بعد الأخرى، أو تجمع، في امرأة واحدة،
كلَّ محاسنهنَّ٥ لكي تبدع أنثى كاملة؛ ستظل الراحلة
بدون نظير! من أقدمْتَ على أن تقتلَها!
ليونتيس :
أقتلها؟ رأيك هذا؟ أنِّي قاتلها؟ فعلًا! (١٥)
لكنَّكِ وجَّهتِ إليَّ أشد الضربات ضراوة؛
إذ قلتِ بأني قاتلها! وأُحِسُّ لقولكِ طعم مرارة
بلساني وبخاطر ذهني. أرجوكِ رجاءً حارًّا
ألَّا تُذكَر هذي الكلمة إلا فيما ندر.
كليومينيس :
بل ألَّا تُذكر قط أيا امرأة صالحة! (٢٠)
كان الأجدر بكِ أن تأتي بكلامٍ أكثر فائدة،
مهما أسهبتِ وأطنبت … وأشد مُلاءمة لطباع المرأة
ويزين مقامكِ.
بولينا : لأنت ممن يحفزونه إذن على الزواج مرة أخرى!
ديون :
إن عارضتِ الفكرة كنتِ بلا إشفاقٍ لمصير المملكة ولا (٢٥)
ذكر لاستمرار اسم الملك السامي في ذريته … أو تقدير كافٍ
للأخطار الكامنة بفقدان الملك لمن يرث العرش!
قد تدهم تلك الأخطار المملكة، وتلتهم الرائين كذلك
من أبناء صقلية هنا في حيرتهم! ما أقدس أن
نفرح أن مليكتنا السابقة بجنات الخلد!٦ ما أحكم (٣٠)
— من أجل استمرار العائلة الملكية واطمئنان الناس
اليوم وخير المستقبل — من أن يهنأ عاهلنا
بجمال شريكٍ عذبٍ لِفِراشه؟
بولينا :
لا يوجد من يجدر بفراش الملك ويرقى للغائبة٧ العظمى!
ويُضاف إلى ذلك أنَّ الآلهة بهذا ستحقق غايتها المكنونة (٣٥)
أفلم يذكر أبوللو الرَّبُّ الأعلى ذلك؟
أفلم يك مضمون نبوءته أنَّ الملك ليونتيس
لن يهنأ بوريثٍ للعرش بتاتًا إلا
حتى يهتديَ إلى طفلته المفقودة؟٨
وحدوث الأمر كما أذكر لا يقبله العقل البشري (٤٠)
تمامًا مثل قيام حليلي أنتيجونوس
من القبر وعودته لي حيًّا! وأنا أعتقد،
وأقسم بحياتي أنَّ الرجل قضى نحبه …
مع تلك الطفلة … إنَّ مشورتكم يا لورد
معناها عصيان مشيئة أعلى الأرباب، (٤٥)
وتحدِّي مَن بسماء الكون! (إلى ليونتيس) لا تقلق
من هذا الأمر! فالتاج سيجد وريثًا له!
والإسكندر ذو العظمة ترك التاج لأجدر مَن يلبسه٩
وخليفته من ثمَّ غدا أفضل من خَلَفَه.
ليونتيس :
يا بولينا الصالحة! يا من تَلْقَى ذكرى الراحلة لديك التكريم! (٥٠)
يا ليت فِعالي لم تسترشد إلا بمشورة لُبِّك!
وإذن لظللت أُديم النظر إلى عيني ملكتنا المفعمتين حياة،
ولَعِشت لأنهل من ذُخر القبلات على شفتيها!
بولينا : ولأغنيتَ الشفتين مقابل ما تعطيه إليك!
ليونتيس :
قولك قول الحق! لم يعد الآن لدينا زوجات من (٥٥)
هذا اللون! وإذن لن أتخذ لنفسي زوجة! لو
زُوِّجت بأسوأ منها كي تَلقَى مني أفعالًا أكرم
لاتخذتْ روح الرَّاحلة١٠ — وقد بوركت الآن١١— صورة من
ماتت وأتتنا نحن الخاطئ — في موقفنا هذا فوق المسرح —
ولهتفت في غضبٍ «لِمَ تفعل هذا بي؟» (٦٠)
بولينا : لو قَدَرَت أن تفعل هذا كان لديها خيرُ مبرِّر!
ليونتيس : بل ولكانت تدفعني وتحرضني أن أقتل زوجتي الأخرى!١٢
بولينا :
ذلك ما كُنتُ لأفعل! لو كنتُ مكان الشبح العائد لامرأتك،
أن تنظر في عيني، وتقول لأي ملامح باردة فيها:
اخترت زواجي؟ وإذن لصرختُ صراخًا ممدودًا (٦٥)
يُحدِث صدعًا في أذنيك! وجاءت كلماتي التالية:
«تذكَّر عينيَّ هُنا!»
ليونتيس :
بل كانتا كنجمتين! وكلُّ ما عداهما كجمرٍ انطفأ! لا تُوجِسِي
خوفًا من زوجة أخرى!١٣ فلن يكون عندنا سواها!
بولينا : هل تُقسم ألا تتزوج أبدًا إلا بإرادتي الحرة؟ (٧٠)
ليونتيس : أقسمتُ يا بولينا! أرجو لروحي البركة!
بولينا : يا سادتي اشهدوا إذن على القسم!
كليومينيس : بالغتِ في الضغط عليه.١٤
بولينا : إلا إذا لاحت لعينِه مثيلة لصورة١٥ هرميون!
كليومينيس : سيدتي الكريمة … (٧٥)
بولينا :
قد انتهيت! لكن إذا اضطررت يا مولاي للزواج
— إن لم يكن من الزواج بُدٌّ —
أرجوك تكليفي بأن أقوم باختيار زوجة لك!
ولن تكون شابة كقرينتك … لكنَّ روح زوجتك
إذا أتت وسارت بيننا فسوف تفرح (٨٠)
أن تراها ها هنا تُقيم في أحضانك.
ليونتيس : بولينا أيتها المخلصة! لن نتزوج إلا إن أحببتِ لنا ذلك!
بولينا :
لن يحدث ذلك إلا عند رجوع الأنفاس إلى ملكتِك الأولى!
لن يحدث ذلك حتى ذاك الحين!

(يدخل أحد السادة.)

السيد :
جاء من يقول إنَّه الأمير فلوريزيل ابن المليك (٨٥)
بوليكسنيس … مصطحبًا قرينته الأميرة …
وإنَّها لأجمل من رأت عيناي حتى الآن!
ويبتغي إذنًا بأن يلقى سُمُوَّكم!
ليونتيس :
ما شأنه؟ لم يأتِ بأبهة وفق مكانة والده العظمى!
إنَّ زيارته لمفاجِئة، بل من دون أصول الرسميات المعهودة … (٩٠)
وإذن ليست رسمية … بل دفعته إليها حاجته أو حادثة ما …
من معه من أفراد الحاشية؟
السيد : عددٌ لا يُذكَر وأولئك حقراء!
ليونتيس : هل قلتَ إنَّه بصُحبة الأميرة زوجته؟
السيد :
وتلك قطعة من الصلصال١٦ لا تُجارى في اعتقادي! (٩٥)
يفوق حُسنُها جميع من أطلَّت شمسنا عليه يومًا ما!
بولينا :
يا هرميون! مثلما تباهى كل عصر بامتيازه على من سبقه،
أتيحي الآن موقعًا وأنتِ في قبر كريم للتي نراها الآن!
(للسيد)١٧
كتبْتَ سيدي وقلت هكذا بنفسك! لكنَّما التي مضت حياتها
أزكى من التي وصفتها بهذه الأشعار! ما كانت التي مضت (١٠٠)
تُجارى قط! وذاك ما امتدحتَ حُسنها به في شِعْرِك!
فإن ذكرت من يفوقها جمالًا كنت تقسو قسوة شديدة!
السيد :
الصفح مولاتي! فإن تلك كدتُ أنساها! ولتغفري قولي!
لكنَّما الأخرى١٨ إذا رأتها عينُكِ،
فازت كذاك بالمديح من لسانك. فإنَّها مخلوقة (١٠٥)
إذا ابتدت في الدين مذهبًا جديدًا سوف تُطفئ الحماس في
قلوب أتباع المذاهب الأخرى، وتجعل الذين شاهدوها
يتبعون إن تشاء مذهبها!
بولينا : عجبًا! ويُستثنى النساء قطعًا؟
السيد :
لسوف تهواها النساء لأنَّها أنثى تزيد قيمة (١١٠)
وجدارة عن الرجال كلهم! وسوف يهواها الرجال لأنَّها
بين النساء نادرة المثال!١٩
ليونتيس :
اذهب يا سيد بمساعدة كِرام صِحابك كي
تُحضِر هذين الزوجين إلى أحضاني!٢٠
(يخرج كليومينيس مع السيد.)
ما زلتُ أقول بأنَّ زيارته خُلسة … أمر مستغرَب (١١٥)
بولينا :
لو عاش ماميليوس أميرنا الذي مضى وكان درة الأطفال؛
لأصبح الرفيق الحق للأمير الزائر! فالفرق بينهما
أقل من شهر وحسب.
ليونتيس :
أرجوكِ أن تكُفِّي! فأنتِ تعلمين أنَّه يموت من جديدٍ٢١
في خيالي كلما ذكرناه! قطعًا وعندما أرى هذا الأمير الآن؛ (١٢٠)
فسوف أبدأ التفكير فيما قلتِهِ فأفقد الصواب.
الآن قد حضرا.
(يدخل فلوريزيل وبرديتا وكليومينيس وآخرون.)
يا أيها الأمير أخلصت من أنجبتك كل إخلاصٍ لزوجها؛
إذ إنَّها في حملها قد طبعت
تمام صورة المليك في ملامحك.٢٢ (١٢٥)
لو كان عمري لم يزل إحدى وعشرين سنة،٢٣
فإنني إزاء هذي النسخة الدقيقة الصغرى لوالدك —
وروحه بذاتها — لكنت أدعوك أخي كما دعوته …
وكنت قد بادلتك الحديث عن لهو شرود سابق … فمرحبًا
بكل إعزازٍ، وهذه الأميرة الحسناء زوجتك! كأنَّها ربَّة! (١٣٠)
لكنَّما ويلي! لقد فقدتُ اثنين مثلكما … وكان يمكن أن
يُشعَّا بين هذي الأرض والسماء٢٤ مثلكما دلائل الإعجاب
أيها الثنائي الكريم! كما فقدتُ من نأى بجانبه … لحماقتي …
أعني صداقة بل محبَّة والدك … الرائع النبيل!
ورغم أنني أعاني ما أعاني من شقاء لا أزال راغبًا (١٣٥)
في العيش كي أراه مرة أخرى!
فلوريزيل :
إني أتيت تنفيذًا لأمره إلى صقلية،
ومنه أُهدي كل ما يهديه ملك ذو صداقة
أخاه من تحايا صادقة. لولا الوهن،
وهو الذي يأتي به كَرُّ الزمن، (١٤٠)
قد حال دون مجيئه فورًا لجاء ذارعًا هذي الأراضي
والبحار الشاسعة … ما بين عرش مُلكه وعرشك٢٥
كيما يقابل الذي يحبه، كما أراد لي أن أُبلِغكَ
بأنَّ حُبَّه يفوق كلَّ صولجان،٢٦
وحاملي هذي الصوالج من بني الإنسان! (١٤٥)
ليونتيس :
أُوَّاه يا أخي! يا أيها الكريم الصالح!
كلُّ الذي اقترفته من الإساءات إليك
يعود للحياة في جوانحي! وهذه التحيات التي أهديتها
بصدقها، الذي أراه نادر المثال، تبرز التأخُّر الذي
بدا من جانبي! فمرحبًا هنا كترحيب البسيطة بالربيع! (١٥٠)
هل عرَّض المليك أيضًا هذه الأميرة التي في صُحبتك
لأحوال الرهيب ربِّ البحر نبتون المهيب،
أو قل لمسلكٍ خلا من الرقة،
حتى يُحَيِّي ذلك الرجل الذي لا يستحق عناءها،
ناهيك عن تعريض ذاتها للخطر؟٢٧ (١٥٥)
فلوريزيل : بل إنَّها يا سيدي الكريم من ليبيا.٢٨
ليونتيس :
حيث المحارب الصنديد سيمالوس،٢٩
السيد النبيل والمُكرَّم الذي يحظى بحبٍّ ومهابة؟
فلوريزيل :
بالحق مولاي الكريم! من عنده إذ أعلنت دموعه
عند الفراق أنَّها ابنته! ومن هنا أقلعنا … تسوقنا ريح (١٦٠)
ودودة مواتية من الجنوب! وهكذا عبرنا البحر حتى أُنجز
المهمة التي كُلِّفت من أبي بها لزيارتك … وقد صرفتُ
عندما رسوت في صقلية … أفاضل الرجال من حاشيتي؛
حتى يعودوا عندها لبوهيميا … لا كي يُذيعوا أنني
نجحت في ليبيا وحسب، بل إنَّني أيضًا وصلت سالمًا (١٦٥)
إلى هنا وزوجتي … أي حيث نحن الآن.
ليونتيس :
أدعو إذن أربابنا المباركة! بأن تطهِّر الهواء في أجوائنا
من الجراثيم التي تجيء بالأمراض، ما دُمتَ وإياها هنا!
لديك والدٌ رباني! وسيدٌ شهمٌ فضيل …
وكنتُ قد قرفتُ، في حق الذي له قداسته،٣٠ (١٧٠)
خطيئة فعاقبتْني هذه السماء إذ غضبت
وخلَّفتني دون ذرية! أمَّا أبوك فإنَّه مباركٌ بك!
وإنَّه ليستحقُّ من أربابنا هذي المباركة …
فإنَّك الجدير بالخير المركَّب فيه … تُرى
ما كان يمكن أن أكون إذا قضت أربابنا (١٧٥)
بأن يكون لي ابن وابنة أراهما بذلك الجمال فيكما؟

(يدخل لورد.)

اللورد :
مولاي يا أنبل إنسان! إنَّ الذي سأروي الآن
يستعصي على التصديق … ما لم يكن لديَّ برهان
قريب حاضر! أرجوك يا رفيع الشأن أن تسمح!
مليك بوهيميا يُحمِّلني السلام إليك منه، (١٨٠)
ويرجوك اعتقال ولده! … إذ إنَّه نبذ المكانة العليا،
وما يقضي به الواجب … ففرَّ من أبيه تاركًا
آماله وراءه مُرافقًا لبنت راعٍ للغنم.
ليونتيس : وأين مليك بوهيميا … تكلَّم!
اللورد :
هنا في داخل المدينة … وقد أتيت توًّا من لَدُنه. (١٨٥)
وإنَّما ألفاظي المشوَّشة … أصداء ذهني الذي
تعروه حيرة ودهشة من هذه الرسالة: فبينما كان المليك
يُسرِع الخُطى مطاردًا — فيما بدا — لهذين الجميلين هنا،
إذا به يُلاقي في الطريق والد الفتاة — هذي التي تبدو
من الأشراف — مصاحِبًا شقيقها — إذ غادرا بوهيميا، (١٩٠)
وصاحبا هذا الأمير الشاب في الرحلة.
فلوريزيل :
قد خانني كميلو! من بعد أن أبدى الصمود حتى الآن
لكل ألوان العواصف بالأمانة والشرف!
اللورد : إذن فواجِهه بهذا! فإنَّه في صحبة المليك والدك.
ليونتيس : من؟ كميلو؟ (١٩٥)
اللورد :
قطعًا كميلو سيدي! حادثته، والآن قد رأى الرجلين — أعني
اللذين قلتُ إنَّهما من البسطاء! وما شهدتُ في حياتي بائسًا
يزيد في ارتجافه ورعبه قط! إذ يركعان ثم يسجدان كي
يُقَبِّلا التراب! وينكران كل شيء بعد أن حلف اليمين!
ومليك بوهيميا يصمُّ أذنه، ويصدر التهديد بالقتل (٢٠٠)
الذي يذيق المرء ألوانًا منوَّعة من الموت!٣١
برديتا :
أُوَّاه والدي المسكين! قد بثَّت السماء أعينًا علينا؛
إذ لا تريد أن ترى احتفالنا بزفافنا!
ليونتيس : هل أنتما زوجان؟
فلوريزيل :
لسنا كذلك بعد … زواجنا بعيد الاحتمال! ولتهبط النجوم (٢٠٥)
أولًا كيما تقبِّل الوديان! تساوت الفرص المتاحة للرفيع والوضيع!
ليونتيس : هل هذه بنت ملك؟
فلوريزيل : نعم! في اللحظة التي أبني بها.
ليونتيس :
لكنَّني أرى بأنَّ هذه اللحظة … ستُبطئ المجيء إبطاءً شديدًا؛
لأنَّ والدك الكريم أسرع بالقدوم! إني لآسف، (٢١٠)
لا بل شديد الأسف! فأنتَ قد قطعت حبل حُبِّه وكان
واجب البنوَّة يقتضي الحفاظ دائمًا عليه! وآسف لأنَّ مَن
تختارها لا تزدهي بمكانة رفيعة كما يزينها جمالها
بحيث تستطيع الاستمتاع حقًّا في الزواج منها!
فلوريزيل (إلى برديتا) :
تجمَّلي بالصبر يا حبيبتي! فرغم أنَّ ربَّة الأقدار خصمٌ سافرٌ (٢١٥)
يجِدُّ خلفنا في صحبة الوالد٣٢ … فإنَّها لن تستطيع أن
تنال من غرامنا مثقال خردلة! أرجوك سيدي!
تذكَّر الوقت الذي عهِدته وأنت في سني!
تذكَّر المشاعر التي عهدتها؛ وكن بها مدافعًا عنِّي
أمام أبي! فإن طلبتَ منه غاليًا؛ (٢٢٠)
فلن يضن به … كأنَّه من التَّوافه!
ليونتيس :
لو كان أمره كذلك … طلبتُ منه هذه الفتاة الغالية،٣٣
وهي التي يَعُدُّها من التوافه!
بولينا :
مولاي! لا يجمُل بعيونك قط مغازلة فتاة في هذا٣٤
العمر الغضِّ! كانت ملكتكم أجدر بالنظرات الحالية (٢٢٥)
حتى قبل الموت بما لا يصل إلى شهر واحد.
ليونتيس :
كانت تتراءى لي في هذي النظرات! (إلى فلوريزيل) لكني لم
أُجِبِ الآن على ما تسأل! وإذن فسأمضي لأبيك!
ما دامت رغباتك لم تلثم شرفك،٣٥
سأُناصرها وأُناصرُك! هذا ما أمضي فيه الآن إليه! (٢٣٠)
وإذن فاتبعني وانظر كيف أوفَّق في مسعاي لديه …
هيَّا يا مولاي الأكرم!

(يخرج الجميع.)

المشهد الثاني

(قصر الملك ليونتيس، في مكان كالبهو خارج قاعة المقابلات الملكية.)

(يدخل أتوليكوس مع أحد السادة.)٣٦
أتوليكوس : أرجوك سيدي! هل كنتَ حاضرًا أثناء سرد القصة؟
السيد :
كنتُ حاضرًا أثناء فتح اللفافة،٣٧ وسَمِعتُ الراعي العجوز
وهو يحكي كيف وجدها؛ وبعد أن تغلَّب الحاضرون على
دهشتهم، أُمِرنا جميعًا بمغادرة القاعة.٣٨ لكنني أستطيع أن (٥)
أحكي أمرًا واحدًا؛ إذ إخال أنني سمعت الراعي يقول إنَّه
هو الذي عثر على الطفلة.
أتوليكوس : لَكَم يسرني أن أعرف نتيجة ذلك!
السيد :
روايتي لما حدث تفتقر إلى الاتساق، ولكنني لاحظت دلائل (١٠)
دهشة وعجب صادقة في وجهيْ الملك ليونتيس وكميلو.
كان كلٌّ منهما يحدق في وجه الآخر بتركيزٍ يُخرِجُ عيونهما
من مآقيها. كان في صمتهما كلام وفي حركاتهما لغة ناطقة.
وبدا لي كأنَّما يستمعان إلى أنباء إنقاذ عالَم أو فناء عالم آخر! (١٥)
كان الإحساس بالحيرة الطاغي ظاهرًا عندهما، ومهما يكن
ذكاء الرائي الذي لا يعرف إلا ما يشهد، فلن يستطيعَ القطع
فيما إذا كان ذلك الإحساسُ ينم على الفرح أو الحزن، لكنما
كان قطعًا قد بلغ الغاية في أيهما.
(يدخل روجيرو.)٣٩
ها قد أتى أحد السادة الذي ربما كان يحيط بالمزيد. ما الأنباء (٢٠)
يا روجيرو؟
روجيرو :
لا شيء سوى إيقاد مشاعل الفرح٤٠ في الخارج! لقد تحققت
النبوءة،٤١ وعُثِرَ على ابنة الملك. لقد حدثت غرائب كثيرة
وعجائب في الساعة الماضية، حتى إن كُتَّاب المواويل
القصصية المثيرة ليعجزون عن التعبير عنها. (٢٥)
(يدخل القهرمان.)٤٢
ها قد أتى قهرمان منزل ليدي بولينا، ويستطيع أن يحكي لنا
المزيد. ماذا وراءك يا سيدي؟ هذه الأنباء التي يُزعَمُ صدقُها
تشبه القصص الأسطورية التي يُشَكُّ كثيرًا في صدقها. هل
وجد الملك من يرث عرشه؟
القهرمان :
من أصدق ما يمكن، ما دامت الحقيقة تؤكدها الأدلة المادية (٣٠)
والملابسات. فما سمعتموه سوف تحلفون أنَّكم رأيتموه رأي
العين، بسبب الاتساق الشديد في البراهين. خذوا مثلًا
وشاحَ الملكة هرميون حول الطفلة، والجوهرة التي كانت
معلَّقة في رقبتها، وخطابات أنتيجونوس٤٣ التي عُثِرَ عليها
معها، وهي التي تَأَكَّدَ أنَّها بخط يده، وجلال هذه الإنسانة (٣٥)
الذي يحكي جلال أمها، وأمارات النبالة التي تُظهِرُها
الطبيعة، وتؤكد أنَّها تسمو على ما نَشَأَت وترعرعت فيه! إلى
جانب أدلة كثيرة أخرى تعلن بتأكيدٍ قاطعٍ أنَّ الفتاة بنت
الملك. هل شاهدتم اللقاء بين الملكين؟
روجيرو : كلا! (٤٠)
القهرمان :
إذن لقد فاتكم مشهد لا بد أن يُرى،٤٤ ولا يمكن الحديث
عنه. كنتم سترون كيف يُكَلِّلُ فرحٌ فرحًا آخر، وبصورة
توحي بأنَّ ربَّة الأحزان بكت على فراقهما، لأنَّ فرحهما كان
يخوض في ماء العبرات! كانا يرفعان العيون إلى السماء، (٤٥)
وتتشابك أيديهما، وقد طمس الذهول ملامح الوجهين حتى
لم تكن لتميِّز بينهما إلا الملابس، لا قسمات الوجه! كان ملكنا
يكاد يتواثب ويخرج من جلده فرحًا بالعثور على طفلته، ثم
يبكي كأنَّما كانت تلك الفرحة قد أصبحت آنئذٍ فقدانًا لها،
قائلًا وهو ينهنه «لهفي على والدتك! والدتك!» ثم يطلب (٥٠)
الصفح من ملك بوهيميا، ثم يعانق زوج ابنته، ثم يعود إلى
مضايقة ابنته بمعانقتها بشدة وعنف. وها هو ذا يشكر
الراعي العجوز الذي كان واقفًا مثل مِزْرَابٍ للعبرات أبلاه
تقلُّب الأجواء، وشهد حكم ملوك كثيرة. لم أسمع في حياتي (٥٥)
بمثل هذا اللقاء، وهو الذي تعجز رواية الرواة عن تصويره،
ويتحدى قدرة الوصف على وصفه!
روجيرو :
وماذا جرى، أرجوك، لأنتيجونوس الذي مضى بالطفلة من
هذا المكان؟
القهرمان :
مثل القصص الأسطورية أيضًا! تلك التي تواصل رواية (٦٠)
الأحداث على الرغم من عدم تصديقها وانسداد الآذان
أمامها! مزَّقه دبٌّ إربًا! ويشهد على ذلك ابن الراعي، الذي
تدفعنا إلى تصديقه براءته التي تبلغ حد السذاجة! ليس ذلك
وحسب، بل عثوره أيضًا على منديلٍ وخواتم تنتمي
لأنتيجونوس وتعرفها زوجته بولينا. (٦٥)
السيد : وما الذي حدث لسفينته ولأتباعه؟
القهرمان :
تحطَّمت وغرق من فيها في اللحظة التي مات فيها رئيسهم،
وأمام بصر الراعي، وهكذا فإنَّ جميع من ساعدوا على نبذ
الطفلة فُقِدُوا عندما عُثِرَ عليها. ولكن أوه! ما أنبل الصراع (٧٠)
بين الفرح والحزن٤٥ في نفس بولينا! كانت إحدى عينيها
منكسرة لفقدان زوجها، ونظرات العين الأخرى وهَّاجة
بسبب تحقق النبوءة. رَفَعَت الأميرة من على الأرض، وظلَّت
تُشدِّدُ حبسَها في أحضانها كأنما تُريدُ ربطها إلى قلبها، بحيث (٧٥)
لا تتعرض بعدها لخطر فقدانها.
السيد :
جلال هذا المشهد جدير بحضور الملوك والأمراء؛ إذ كان
هذا حقًّا ما حدث.
القهرمان :
من أرق اللمسات جميعًا — وهي التي أَدلَت الشَّصَّ
لاصطياد عينيَّ وإن صادت الماء لا السمك — رواية مَوتِ (٨٠)
الملكة والأسلوب الذي ماتت به، وهو الذي أقرَّ الملك
بذنبه فيه بنُبل ونعاه بشهامة. وكيف أدى انتباه الابنة إلى
جرح شعورها حتى جعلت تنتقل من آية حزن إلى آية
أخرى، حتى ندَّت عنها صيحة «والهفي!» وأكاد أقول إن (٨٥)
عينيها ذَرَفَت دمًا لا دموعًا، فأنا واثق أن قلبي كان يبكي
بعبرات من دم. ومن كان قلبه في قسوة الأحجار غاض
اللون من وجهه، فأغمي على البعض، وغمر الحزن الجميع.
ولو قدِّر للدنيا كلها أن ترى ذلك المشهد لعمَّت الأحزان (٩٠)
أرجاء البسيطة.
السيد : وهل عادوا إلى القصر الملكي؟
القهرمان :
كلَّا! فلقد سَمِعَتْ الأميرة بتمثال والدتها الذي تحتفظ به
بولينا، وهو الذي اكتمل حديثًا، واستغرق نحته سنوات
كثيرة، وأبدعه النحَّات الإيطالي الفائق جوليو رومانو، ولو (٩٥)
أوتي هذا الرجل زمنًا غير محدود وتمكَّن من بثِّ الأنفاس في
عمله، لَخَدَع الطبيعة، فدسَّ عليها كائنات تنافسها، بسبب
كمال محاكاته لها! لقد صنع تمثالًا لهرميون يقترب اقترابًا
شديدًا من هرميون، حتى إنَّهم يقولون إنَّ المرء يستطيع أن
يخاطبها ويرجو منها أن تجيبه. وقد ذهبوا إلى هناك وفي (١٠٠)
أعماقهم نَهَمٌ شديد لمشاهدته، ويعتزمون تناول الطعام هناك.
روجيرو :
لطالما اعتقدتُ أنَّ لديها مشروعًا عظيمًا هناك؛ إذ إنَّها كانت
تذهب وحدها مرتين أو ثلاثًا كل يوم، منذ وفاة هرميون،
لزيارة ذلك البيت المنعزل.٤٦ هل نذهب نحن كذلك فنضيف (١٠٥)
مع صحبتنا إلى الأفراح؟
السيد :
من ذا لا يمضي إذا سُمحَ له بالدخول؟ في كل طرفة
عين سوف نشهد رحمة جديدة٤٧ من السماء! لو لم نذهب
لفقدنا فرصة زيادة معرفتنا! هيا بنا! (١١٠)

(يخرج السيد وروجيرو، والقهرمان.)

أتوليكوس :
(وحده على المسرح) لولا الوصمة التي تشينني بسبب
حياتي الماضية لَهَبَطت عليَّ الترقية دون طلب! أتيتُ
بالرجل العجوز وابنه إلى سفينة الأمير، وقلتُ له إنني
سمعتُهما يتحدثان عن لفافة، وسوى ذلك من الأمور، (١١٥)
ولكنَّه كان في ذلك الوقت مُدَلَّهًا بحب ابنة الراعي — إذ كان
يظنها كذلك — وهي التي أُصيبت بدوار البحر الشديد، ولم
تكن حاله أفضل كثيرًا، كما استمر سوء الأحوال الجوية،
وهكذا بقي السَّرُّ طيَّ الكتمان. ولكن الأمر سواء بالنسبة
إليَّ، فحتى لو كنت أنا الذي عثر على هذا السر، لما طاب (٢٠)
مذاقه وسط مثالبي الأخرى.
(يدخل الراعي والمهرج في ثياب السادة التي لا تناسبهما.)
ها قد أتى من أَحسَنتُ إليهما على الرغم مني، وقد ارتديا
بالفعل «براعم» سعدهما الذي أزهر!
الراعي :
هيا يا بُنَيَّ! لقد تجاوزتُ القدرة على إنجاب مزيد من
الأطفال، ولكن أبناءك وبناتك سوف يولدون سادة.٤٨ (١٢٥)
المهرج (إلى أتوليكوس) :
مرحبًا بكَ يا سيدي. رفضْتَ مبارزتي منذ
يومين٤٩ لأنني لم أولَد سيدًا! هل ترى هذه الملابس الآن؟٥٠ أَنْكِرْ
أنَّك تراها، وقل في نفسك إلى الآن إنني لم أولد سيدًا! إذن
فأَنكِر أنَّ هذه الملابس من السادة بالمولد! كذِّبني٥١ فأبارزك (١٣٠)
حتى تعرف إن لم أكن وُلِدت سيدًا!
أتوليكوس : أعرف الآن يا سيدي أنَّك سيدٌ بالمولد.
المهرج : نعم وأنا كذلك منذ عدة ساعات.٥٢
الراعي : وكذاك أنا يا ولدي. (١٢٥)
المهرج :
قطعًا يا أبي! لكنني وُلِدت سيدًا قبل أبي، لأنَّ ابن الملك
صافحني بيده ودعاني أخاه، ثم دعا الملكان أبي أخًا، ثم إذا
بالأمير أخي والأميرة أختي يدعوان والدي «يا أبي!» وهكذا
بكينا، وكانت هذه أول دموع للسادة تُذرَف على مرِّ التاريخ. (١٤٠)
الراعي : لا بد أن نذرف يا ولدي مزيدًا من الدموع.
المهرج : نعم وإلا ساء حظنا، ما دام حالي قد انقلب هذا المنقلب!٥٣
أتوليكوس :
أرجوك بكل تواضع يا سيدي أن تصفح عن كل الخطايا (١٤٥)
التي ارتكبتها في حق معاليكم! وأن تذكرني بالخير
عند سيدي الأمير.
الراعي :
أرجوك يا ولدي أن تفعل، فلا بد أن نبدي الكرم ما دمنا
سادة كرماء٥٤ الآن! (١٥٠)
المهرج (إلى أتوليكوس) : سوف تصلح أحوالك وتستقيم؟
أتوليكوس : لو أرضى ذلك معاليك الكريمة!
المهرج :
فلنتصافح إذن … هات يدك! سوف أُقسِم للأمير إنَّك
شريف كريم الخُلق مثل أي رجل في بوهيميا.
الراعي : لك أن تقول ذلك لكن لا تُقسم عليه. (١٥٥)
المهرج :
لا أقسم وقد أصبحت من السادة؟ ليمتنع الفلاحون
والعمال عن ذلك،٥٥ ولكني سأقسم!
الراعي : ماذا يكون الحال لو كانت اليمين كاذبة؟
المهرج :
إن لم تكن كاذبة فمن حق السيد الحق أن يحلف لمناصرة
صديقه. (إلى أتوليكوس) وسوف أقسم للأمير إنَّك شجاع (١٦٠)
ذو يَدٍ طُولَى،٥٦ وإنَّك لن تَسكَرَ، لكنني أعرف أنَّك لست
شجاعًا ولا ذا يدٍ طُولَى، وأنَّك سوف تَسْكَرُ، ولكنني سأقسم على
ذلك، وأتمنى لو كنت شجاعًا ذا يدٍ طُولى! (١٦٥)
أتوليكوس : سوف أثبت صحة ذلك يا سيدي قدر ما أستطيع.
المهرج :
نعم أَثْبِت بأية وسيلة أنَّك رجلٌ قادرٌ. لا أستطيع أن أفهم —
وأؤكد لك — كيف تجرؤ على المخاطرة بالسُّكرِ ما دمت غير
قادر على المبارزة!
(يُسمَع من داخل القصر دَوِيُّ بوق.)
اسمع! الملكان والأميران — أقرباؤنا — ذاهبون لمشاهدة تمثال
الملكة. تعال … اتبعنا! سنقوم بالدفاع عنك خير دفاع! (١٧٠)

(يخرج الجميع.)

المشهد الثالث

(المكان بيت بولينا المنعزل، وبه متحف يضم تماثيل ولوحات، إلى جانب تمثال هرميون المقام في كوة منفصلة. ومحراب للصلاة للأرباب، وهي تأتي إليه بالملك ليونتيس، والملك بوليكسنيس، كما يدخل معها فلوريزيل وبرديتا، وكميلو، وبولينا، ولوردات وآخرون.)٥٧
ليونتيس :
أقول بولينا! ذات الكمال والكرم!
ما أعظم السَّلوى التي قدَّمتِها إليَّ!
بولينا :
يا سيدي الملك! إن كنتُ لم أحسن أداء شيء ما
فإنَّ مقصدي حَسَن. وقد دفعتم أجر كل خدمة
قدَّمتُها إليكم! أمَّا وقد تواضعتم بأن تزوروا (٥)
منزلي الفقير٥٨ مُصطَحِبين في عطفٍ أخاكم الملك
ووارثيْ عرشيْكما اللذيْن قرَّرا الزواج؛
فإنَّه كريم فيضٍ٥٩ لن أُوفِّي حقَّه ما عِشت!
ليونتيس :
في ذلك التكريم إرهاق لكم بولينا!٦٠ لكنَّنا أتينا
كي نرى تمثال زوجتِنا المليكة! إنَّا انتهينا من (١٠)
تمتُّعنا الشديد بمعرضك — وكل ما فيه من التحف٦١
لكننا نرجو مشاهدة الذي جاءت فتاتي
كي تراه … تمثال أمها.
بولينا :
ومثلما عاشت بلا نظيرٍ جاء تمثال المليكة في اعتقادي
صورة دقيقة٦٢ لها تفوق كل ما شاهدتموه (١٥)
حتى الآن! وكل ما قد أبدعت براعة البشر!
وهكذا أبقيته في عزلة وحده٦٣ … لكنني أزيح السِّتر
عنه الآن! تهيَّأوا لرؤية الحياة نابضة به٦٤
في الوهم مثلما يحاكي النائمون موتانا!
تأمَّلوا وقولوا إنَّه حسن! (٢٠)
(تزيح الستار فتكشف عن هرميون واقفة مثل التمثال.)
يروق لي صمتُكم! فإنَّه لأبلغ التعبير عن دهشتكم.
لكنَّني أريد أن تتكلموا كذلك. والآن قل لي أولًا مولاي:
ألا يقارب التمثال صورة الرَّاحلة؟
ليونتيس :
ووِقفة المليكة الطبيعية! أرجوك عاتبني أيا حجرًا أصمَّ
لكي أقول إنَّها هرميون! لا بل أقول إنَّها أنت٦٥ … (٢٥)
ما دمتُ لا ألقى عتابًا منك! فإنَّها كانت رقيقة لطيفة،
كالطفل أو كرحمة الأرباب.٦٦ لكنَّ هرميون يا بولينا
لم تكن كستها هذه الغضون أو بدا عليها الكِبَر!٦٧
بوليكسنيس : ليس إلى هذا الحد.٦٨
بولينا :
وهو الذي يؤكِّد امتياز ذلك النحَّات؛ (٣٠)
إذ تصوَّر انقضاء هذه السنين كلها … ستٌّ وعشر …
حتى تلوح مثلما كانت لتبدو الآن حقًّا!
ليونتيس :
كأنَّما عاشت لهذه اللحظة … وهو الذي يزيد من سروري
قدر ما أرى العذاب في غيابها! كانت كذاك وِقفتُها،
بكل ذلك الجلال في الحياة — أعني الحياة الدَّافئة (٣٥)
بقدر ما فيها هنا من البرودة — عندما خطبتها أول مرة!
إنِّي أُحِسُّ العار! ألا يلومني هذا الحجر
لأنني أزيد قسوة عن الحجر؟ أُوَّاه يا مليكتي!
إنَّ الجلال فيكِ ذو سحرٍ عظيم … لأنَّه يستحضر
الشَّرَّ الذي اقترَفْتُه لتذكيري به … ويُذهِل ابنتك … (٤٠)
ويسلب الفتاة جأشها؛ فإذ بها استحالت حجرًا … مثلك!
برديتا :
أرجو هنا الصَّفح الجميل فلا تقُل إنَّي
أقدِّس الأصنام إن أركع لأطلب المباركة!
(تركع برديتا.)
أرجوك يا مليكتي العزيزة … من انتهت حياتها
عند ابتداء حياتي! مُدِّي إليَّ يدًا أُقَبِّلُها!٦٩ (٤٥)

(تنهض برديتا.)

بولينا :
اصبري! حذار فالألوان٧٠ لم تَجِفَّ حتى الآن؛
إذ انتهى النَّحَّات منه لِتوِّه.
كميلو (إلى ليونتيس) :
ذرفتَ يا مولاي أدمعًا كثيرة مريرة من نبع حزنك،
فما استطاعت هذه السنون الست والعشر،
بكل صيفٍ أو شتاءٍ مرَّ تجفيفًا لها. (٥٠)
ما عاش فرحٌ قبل هذا كلَّ ذلك الزمن،
كلا، ولا استطاع حزنٌ أن يظل دون قتل نفسه!
بوليكسنيس (إلى ليونتيس) :
أُوَّاه يا أخي العزيز! اسمح لمن كان السبب،
في كل ما جرى، بأن يقوى على احتمال جانبٍ مما حَمَلْتَ
من الحزن … يُضيفه إلى ما عنده! (٥٥)
بولينا (إلى ليونتيس) :
حقًّا يا مولاي! لو خطر ببالي أنَّ مُشاهدة التمثال
المتواضع٧١ عندي سوف تُحرِّك في نفسك هذي الأشجان
— فأنا أمتلك الأحجار هنا — ما أطلَعتُك قطُّ عليه.

(تتهيأ لإسدال الستار على التمثال.)

ليونتيس : لا تُسدلي الستار!
بولينا :
لن أقبل أن تستغرِق وقتًا أطول في التحديق وإلا (٦٠)
جعل خيالك يتصوَّر أنَّ التمثال تحرَّك.
ليونتيس :
أقول فليكن! بل فلأمُتْ إن لم يُصوِّر لي خيالي ذلك!
من كان صانعه؟ انظر إليه يا مولاي!
ألا تظنُّ أنَّه تنفَّس؟ وأنَّ هذه العروق حقًّا
تحمل الدِّماء؟ (٦٥)
بوليكسنيس : ما أبرعه! تبدو الحياة نفسها على الشِّفاه دافئة!
ليونتيس :
ثبات عينها به٧٢ تحرُّكٌ خفيٌّ
وذاك مما يُوهِم الفن به.
بولينا :
سأسدل الستار الآن! فإنَّ أوهام المليك قد زادت،
بل إنَّها سرعان ما توحي له بأنَّها حيَّة! (٧٠)
ليونتيس :
أرجوكِ بولينا الرقيقة! فلتسمحي بأن أظنَّ هذا دائمًا،
ولو عشرين عامًا!٧٣ وما إخال في الدنيا طمأنينة
تُعادل الذي ألقاه في هذا الجنون من متعة! فاتركيها!٧٤
بولينا :
إني لآسَفُ سيدي أنِّي أَثَرتُك هكذا! لكنَّني
لا أستطيع زيادة لعذابك. (٧٥)
ليونتيس :
بل فلتزيديني إذن بولينا! فإنَّ للتعذيب طعمًا فاق
قدرة الشَّراب المنعش الذي يُحيي القلوب! لكنَّني أظنُّ أنَّها
تتنفَّس! فأي إزميلٍ دقيق استطاع نحت هذه الأنفاس؟
لا يسخرن مني أحد: فسوف ألثمها!
بولينا :
حذارِ مولاي الكريم لا تفعل! إنَّ الطلاء الأحمر القاني (٨٠)
على الشفاه لم يجف بعد! فإن لثمْتَها أفسدته،
ولوَّثت اليدين بالطلاء الزيتي! هل أُسدل الستار؟
ليونتيس : كلا ولعشرين سنة!٧٥
برديتا :
وأستطيع أن أظلَّ هذه السنين واقفة
أشاهد التمثال! (٨٥)
بولينا :
أرجوك إمَّا الابتعاد وأن تغادر المحراب فورًا،
أو تستعدَّ للذي يزيد دهشتك! إذا احتملت أن تشاهد الذي
آتيه سوف أجعل التمثال ها هنا يتحرك —
فيهبط الدرج — مادًّا إليك يده!٧٦ لكن لربما ظننتَ أنَّني
— وهو الذي سأنكره — قد استعنتُ بالقوى الخبيثة.٧٧ (٩٠)
ليونتيس :
لَسوف أرضى أن أرى كل الذي استطعتِ جعلها تفعله،
والاستماع للذي تقوله!
فإن يكن سهلًا عليكِ جعْلُها تتحرك؛
فلن يكون صعبًا جعْلُها تتكلم.
بولينا :
لكن عليك إيقاظ اليقين والإيمان في قلبك٧٨ (٩٥)
قِفوا إذن بلا حراك. إن ظنَّ شخصٌ أنَّني
سأستعين بالسحر المحرَّم … عليه أن يغادر المكان فورًا.
ليونتيس : للعمل إذن! لن تتحرك قدمٌ واحدة!
بولينا :
أيقظيها الآن يا موسيقى! اعزفوا!
(تُعزف الموسيقى.)
(إلى هرميون)
آن الأوان! فاهبطي! وانبُذي هذا الحجر! تقدَّمي! (١٠٠)
وأدهِشي الرائين كلهم! أقدِمي! سأردم القبر الذي خلا!
تحركي وسيري! ولتتركي للموت آثار الخَدَر! فإنَّما
نبض الحياة قد أنجاكِ منه!٧٩ انظروا! إنَّها تحركت!
(تهبط هرميون من قاعدة التمثال التي تتكوَّن من درجتين.)
لا تفزَعوا! فِعالها بالحقِّ ربَّانيَّة!٨٠
كما سمعتم التعويذة التي هي الحلال٨١ عينُه! (١٠٥)
(إلى ليونتيس)
لا تبتعد عنها سوى عند الوفاة مرة أخرى،
وعندها تكون قد قتلتها للمرة الثانية! لا لا!
بل مُدَّ أنت يدك! فعندما كانت صغيرة خطبتها،
فهل تريد منها الآن بعد هذا العمر أن تخطبك؟
ليونتيس : وإنَّها لدافئة! فإن يكن ذلك سحرًا فليكن حلالًا كالطعام! (١١٠)
بوليكسنيس : قد عانقَتْه!
كميلو :
لقد تعلَّقت به مثل القلادة في العنق! فإن تكن حياتها٨٢
حقيقية فلتجعليها تتكلم!
بوليكسنيس :
وأن تقول أين كانت حية
أو كيف فرَّت من مرابع الموتى. (١١٥)
بولينا :
ولو سمعتم قصة الرجوع للحياة ربما ظننتم أنَّها
أسطورة،٨٣ وربما سخرتم وضحكتم! لكنَّما الحياة ظاهرة!
حتى وإن لم تنطق! فاصبروا وانتبهوا!
(إلى برديتا)
توسَّطي أرجوكِ يا حسناء بينهما! واركعي!٨٤
(تقف برديتا بين هرميون وليونتيس ثم تركع.)
توسَّلي كيما تنالي البركة … فإنَّها أُمُّك! (١٢٠)
(إلى هرميون)
التفتي كريمة الخُلُق! عثروا على المفقودة ابنتك … برديتا!٨٥
هرميون :
ألْقُوا علينا نظرة يا أيُّها الأرباب! ومن قوارير القداسة …
فلتصبُّوا غامر الرحمات والبركات فوق فتاتي!
(تُنهض برديتا من ركعتها.)
قُصِّي عليَّ يا ابنتي خبر نجاتك. من الذي أنقذكِ؟
وأين عشتِ؟ كيف اكتشفتِ قصر أبيك؟ (١٢٥)
فسوف تسمعين أنني — من بعد أن علمت من بولينا٨٦
أنَّ النبوءة العليا أبقت على أمل النجاة لك —
رعيتُ نفسي كي أرى تحقيق ذلك الأمل … وأراكِ!٨٧
بولينا :
في الوقت متَّسع لكل ذلك. هذا وإلا طالبوكِ بأن تَقُصِّي
قصة مماثلة … تعكِّر الفرح الذي واتاكِ! فلتذهبوا جميعًا (١٣٠)
يا فائزون بالثمين الغالي!٨٨ وأشركوا الجميع في أفراحكم!
أمَّا أنا القُمرية الوفيَّة العجوز٨٩ … فإنني أطير كي أَحُطَّ
فوق غصنٍ ذابلٍ كي أَنعِيَ الحرمان من زوجي الذي
لن يعثروا عليه قط … حتى أموت!
ليونتيس :
بل اسكتي بولينا! عليكِ بالزواج من زوجٍ رضيتُ عنه (١٣٥)
كما اتخذتُ زوجة برضاكِ! هذا زواج سوف نعقده،
ونقسم الأيْمان ها هنا عليه! لقد وجدتِ زوجتي
حتى وإن كانت وسيلة العثور غامضة؛
إذ إنَّني رأيتها … كما ظننتُ آنذاك … ميتة!
وكم دعوت فوق قبرها لها عبثًا! (١٤٠)
ولن أطيل البحث كي آتي بزوج ذي شرف،
فإنني أدري بجانبٍ من رأيه!
أقبل كميلو! وضَعْ يديك في يديها عاقدًا عهد الزواج!
فإنَّه لمشهورٌ لدى الجميع بالإخلاص والرفعة،
كما لديه شاهدان يشهدان هكذا بهما … هما أنا الملك، (١٤٥)
وذلك المليك … فلنمضِ من هذا المكان.
(إلى هرميون)
ماذا؟ أرجوكِ لا تتردَّدِي، بل انظري إلى أخي! أرجوكُما
أن تَصفحا عنِّي لأني كنت أستريب يومًا ما
بكل نظرة بريئة وطاهرة٩٠ … تُبُودِلت بينكما!
هذا هنا زوج ابنتك٩١ … ابن المليك هذا … قد ألهمته (١٥٠)
أرباب السماء أن يخطبها! أرجوك بولينا الكريمة …
سِيري بنا إلى باب الخروج … غدًا سنفرغ كي يُساءل
كلُّ شخص عن فِعاله … وعندها سيشرح الدور الذي
أدَّاه طُول الفجوة الكبرى من الزمن٩٢ … أي
منذ أول مرة تفرَّقنا هنا فيها! أرجوكِ أسرعي فهيَّا! (١٥٥)

(يخرج الجميع.)

١  المنظر: قصر الملك ليونتيس، وربما يكون قاعة المقابلات، وعلى المسرح منصة غير مرتفعة، (انظر حاشية المنظر في ١ / ٢).
٢  (١–٤) كان ليونتيس قد أقسم أن يزور المعبد الذي دُفِن فيه ابنه ماميليوس وزوجته هرميون، كل يوم طيلة حياته (٣ / ٢ / ٢٣٥–٢٣٨) وأمَّا هذه السطور فتدور حول سداد الدين، مثل السطور ١ / ٢ / ٣–١٠.
٣  التعبير الشائع بالإنجليزية forget and forgive أي «انْسَ واغْفِر» هو الفكرة من وراء قول كليومينيس كله، وهو مستقى من الدعاء المشهور في «كتاب الصلوات العامة» بخصوص عودة المرضى «يا رب يا أرحم الراحمين … يا من تغفر خطايا من يتوب توبة نصوحًا، ويا من ينساها نسيانًا تامًّا» (شاهين، ص٧٣١، مقتطف في بيتشر ص٣١١). والسموات العُلى يُقصَد بها الأرباب.
٤  «هذا صحيح؟» أي أليس هذا صحيحًا؟ في بعض الطبعات ينسِب المحررون كلمة true? إلى بولينا بحيث تبدأ حديثها في السطر ١١ هكذا «هذا صحيح … بل بالقطع صحيح يا مولاي …» ولكنني ملتزم بنص طبعة الفوليو كما حققها بيتشر في طبعة آردن ٢٠١٠م، وأورجيل (أكسفورد ١٩٩٦م) وسنايدر (نيوكيمبريدج ٢٠٠٧م) وأمَّا التعديل ففي الطبعتين الصادرتين عام ١٩٦٣م (سيجنت وآردن).
٥  (١٢-١٣)«تجمع في امرأة واحدة/ كل محاسنهن» سبق لشيكسبير أن عالج الفكرة نفسها في «كما تحب» (٣ / ٢ / ١٣٦–١٤٩) (انظر الترجمة العربية، القاهرة ٢٠١٠م) ويقدمها في «العاصفة» حين يُقال لميرندا إنَّها خلقت من أفضل صفات الإناث جميعًا (٣ / ١ / ٤٦-٤٧) (انظر الترجمة العربية، ٢٠٠٤م).
٦  «بجنات الخلد» التعبير الإنجليزي هو is well وكان يُقصد به في النعيم أي in bliss والنعيم هو الجنة، والمُضارع هنا في الإنجليزية يُفيد الدعاء، مثل قولنا «يرحمه الله» وهو مضارع، أو قولنا «أسكنه الله فسيح جناته» (وهو ماضٍ)، وكان التعبير يُقال للمتوفَّى من باب الدعاء كما ذكرت، وهو شائع في شيكسبير.
٧  «الغائبة» في قول بولينا مراوغة لفظية (equivocation) سبق أن أشرت إليها في الحواشي أعلاه وفي المقدمة، وهي أقرب ما تكون هنا إلى التورية العربية، حيث يفهم المجتمعون أنَّها تعني «المتوفاة» وتقصد هي «التي ليست معنا الآن، (وقد تكون حية).»
٨  قالت العرافة إلا إذا عثر على طفلته المفقودة، وبولينا تستبدل «حتى» بكلمة «إذا»، كأنَّما تتمنى أو تحدس أن العثور على برديتا ممكن (انظر نص قول العرافة ٣ / ٢ / ١٣٣).
٩  (٤٨-٤٩) ربما استقى شيكسبير هذا القول من المؤرخ الروماني كورتيوس (Curtius) الذي كتب سيرة الإسكندر الأكبر. فعندما مات الإسكندر تنافس عددٌ على خلافته لرئاسة الإمبراطورية، ويروي كورتيوس أنَّ الإسكندر قال وهو يحتضر لمن اجتمعوا حول فراش مرضه «عندما أرحل سوف تجدون ملكًا جديرًا برجال مثلكم». وعندما سألوه ومن عسى أن يخلفه، أجاب بكلمة واحدة وهي «الأجدر».
١٠  كان الناس لا يزالون يعتقدون أنَّ الروح يمكن أن تعود بعد الموت إلى جسد من مات، والشبح الذي يتصوره ليونتيس ليس وهمًا مثل الشبح في ٣ /  ٣ / ١٦ وما بعد، ولكنَّه كيان حقيقي.
١١  «وقد بوركت الآن» الفعل بالإنجليزية هو sainted في حالة اسم المفعول، وهو عادة يعني «رُسِمَت قديسة» أو حتى جُعِلَت من الأبرار، أي طُوِّبت (beatified) ولكن ليونتيس لا يعني هذا، بل يقصد المعنى الذي أتيت به لأنَّها ماتت مظلومة، ولكنَّها لا ترقى قطعًا إلى مرتبة القديسة (المسيحية) أو التطويب (في الكاثوليكية). وهذا شائع في شيكسبير، ففي «مكبث» يقول مكدف لماكلوم إنَّ والده كان تقيًّا ورعًا، ولكنَّه يُشير إليه بهذا اللفظ نفسه (٤ / ٣ / ١٠٨) (الترجمة العربية، القاهرة، ٢٠٠٥م).
١٢  «ولكانت تدفعني … أن أقتل زوجتي الأخرى!» هذا تصور غريب من جانب رجل يرى أنَّ زوجته مباركة (ولا أقول قديسة!).
١٣  (٦٨-٦٩) أي لا توجسي خوفًا من اتخاذي زوجة أخرى، لكنني أحببت نقل التعبير لطرافته.
١٤  «بالغتِ في الضغط عليه» الأصل يقول you tempt him over-much وهذا هو المعنى الوارد في المعجم، وإن كان الخامس في الترتيب، ويقول بعض الشُّراح إنَّ شيكسبير يستخدم الفعل بالمعنى الوارد به في إنجيل متَّى ٤: ٧ وهي الآية التي تنهى عن افتراض رحمة الله، فهذا لا يجوز لأنَّ الرحمة في يده ينعم بها على من يشاء.
١٥  «صورة» (picture) يقول أحد الشُّراح إنَّ المعنى هو «تمثال»، لكنني لا أتصور أنَّ مُشاهِد المسرحية في المسرح سوف يخطر له هذا المعنى «التأويلي».
١٦  «قطعة من الصلصال» (a piece of earth) كانت الكلمة الأولى في العبارة تعني الشخص «أي إنسان» والثانية كما هو معروف تعني التراب الذي خُلق منه الإنسان، ولكن لمَّا كان الإنسان أيضًا مخلوقًا من «صلصال من حمأ مسنون» فضَّلت الصلصال!
١٧  تستشهد بولينا بشعر كتبه «السيد» الذي تُخاطبه، ولكنَّها لا تُفصح عن هذا إلا بعد ذكر ما قاله «الشاعر»، انظر حواشي الشخصيات رقم ١٢.
١٨  «الأخرى»: برديتا.
١٩  يعود شيكسبير إلى استخدام الصفة «نادرة المثال» في صيغة أفعل التفضيل.
٢٠  «إلى أحضاني» (embracement) يعني ليونتيس أحضان الوداد والمحبة.
٢١  «يموت من جديد» أي إنني أشعر بألم فقدانه كلما تحدث أحد عنه، وكان القول بأنَّ الحديث عن الأحزان يجدِّدها قولًا شائعًا.
٢٢  (١٢٤-١٢٥) صورة الطباعة ترجع صدى الصورة التي استخدمتها بولينا في وصف برديتا في ٢ / ٣ / ٩٧.
٢٣  «إحدى وعشرين سنة» ليست تلك سن فلوريزيل، فهو على الأرجح في الثالثة والعشرين.
٢٤  «بين هذي الأرض والسماء» الأصل يقول twixt heaven and earth وإن كان بعض الشُّراح يقولون إنَّ المعنى هو «بين أهل الأرض والسماء»، (أي بين البشر والملائكة) ولكن المعجم يقول إنَّ التعبير كان يُقصَد به الوجود كله (OED heaven n. 3a) وقد يعني ليونتيس أنَّ الزوجين يشغلان موقعًا وسطًا بين أهل الأرض وأهل السماء (أي الأرباب، ما دام العصر وثنيًّا). ولم أجد للصورة دلالة حاسمة فأحجمت عن التأويل والتزمت بالنص.
٢٥  (١٤٤-١٤٥) لاحِظ التمييز في عصر النهضة بين المنصب والشخص، أي بين ليونتيس الملك، وليونتيس الإنسان (الذي يحمل الصولجان، رمز السلطة الملكية، مثلما أشار بوليكسنيس إلى أنَّ الراعية تحمل خطافًا في ٤ / ٤ / ٤٢٦، وانظر الحاشية على ذلك السطر).
٢٦  ليونتيس يُخاطب بوليكسنيس في خياله.
٢٧  (١٥١–١٥٥) لاحِظ أنَّ الجملة على طولها ليست معقدة البناء، وإن يكن بها أكثر من جملة صلة واحدة، إلى جانب استدراك الملك الأخير، وانظر كم يتناقض هذا الأسلوب مع أسلوبه في القسم الأول من المسرحية (انظر المقدمة).
٢٨  «من ليبيا» لم تكن مملكة مستقلة في أيام شيكسبير، بل كانت خاضعة للدولة العثمانية على عكس ما توحي به الكلمات في ١٥٦–١٥٨، وكان الناس في العصر الإليزابيثي يتوقعون أن يكون الليبيون سُمر البشرة، مثل عطيل المغربي. ويقول بعض النقَّاد إنَّ الزعم بأنَّ برديتا ببشرتها البيضاء وملامح أمها الروسية كانت من ليبيا كفيل بأن يدوي الجمهور بالتصفيق أو الضحك على هذه الأكذوبة.
٢٩  «سيمالوس» في الأصل Smalus ولكن الاسم مأخوذ على الأرجح من كتاب بلوتارخوس المشار إليه، في الفصل الخاص بحياة ديون (Dion) وهو الذي يذكر فيه رحلة إلى بلدة في صقلية يحكمها سينالوس (Synalus) وهو قائد من قرطاجنة. وقد تكون الكلمة الواردة في النص خطأ مطبعيًّا للاسم Sinalus أو خطأ من جانب رجل المطبعة كرين (Crane)؛ إذ ما أسهل أن يختلط الأمر على قارئ المخطوط. وقد احتفظت أنا بحرف الميم، كما في الأصل، مُضيفًا في التعريب ياءً.
٣٠  «له قداسته» أي باعتبار أنَّه خليفة الله في الأرض.
٣١  (١٩٧–٢٠١) ربما يكون المقصود أن تكون هذه السطور شبه كوميدية، فمَشاهِد رعب البسطاء من الكبار (أو سخرية الكبار من البسطاء) كانت شائعة في الكوميديا.
٣٢  «في صحبة الوالد» (with my father) قد تعني في صورة الوالد.
٣٣  إعجاب ليونتيس ببرديتا قد يفسره الشبه الكبير بينها وبين هرميون، وقد يفسره الحرمان الذي كابده ست عشرة سنة، والذي دفعه — رغم أنفه — إلى العودة إلى مشاعر الشوق إلى الجنس الآخر. وشتان ما بين هذه «النظرة» (التي تُسميها بولينا غَزَلًا) وبين اشتهاء باندوستو في رواية جرين لابنته، وهو الذي جعله يشعر بالذنب، ولا يجد تكفيرًا عنه إلا الانتحار. قد يعني رد ليونتيس ما يقوله ويكون قد أحسَّ بالذنب فعلًا تجاه هرميون حين ذكَّرته بها برديتا، وقد يكون الشبه بين هرميون وبرديتا كبيرًا إلى الحد الذي أثار في باطنه رغبة عابرة.
٣٤  تحافظ بولينا على نبرة احترام الملك وهي تعاقب ليونتيس.
٣٥  أي ما دمت لم تضاجع الفتاة قبل الزواج رسميًّا. وأمَّا التحوُّل في موقف الملك من صاحب سلطة يستنكف أن يتزوج أمير من «راعية» غنم، إلى مناصر للحب بين الشباب، فهو الذي يميز التطور الدرامي في النصف الثاني من المسرحية، وانظر المقدمة حيث أناقش هذا التحول بالتفصيل.
٣٦  المنظر: مكان ما في قصر ليونتيس خارج قاعة استقبال الزوار، وهي القاعة التي شهدت الكشف عن الحقيقة، وأُمر السادة بالخروج منها (٥ /  ٢ / ٢–٥) ونحن لا نشهد اجتماع ليونتيس بابنته برديتا والكشف عن هويتها الحقيقية بل نسمع عن ذلك، والمسرح يُفضل المشاهدة على السماع، فليس من رأى كمن سمع، ولكن الجمهور مُطالب بأن يُصدق ما يسمع هنا، وحتى المشهد الثالث الذي يشهد الجمهور فيه ما يؤكد صحة ما سمعه؛ إذ يقول القهرمان «فيما سمعتموه سوف تحلفون أنَّكم رأيتموه رأي العين» (٥ / ٢ / ٣١-٣٢) وانظر مثلًا (٣ / ٣ / ٨١–٩٩) و(٤ / ١ / ١٩–٢٥).
٣٧  «أثناء فتح اللفافة»: يقصد اللفافة المشار إليها في الإرشاد المسرحي للسطر ٣ / ٣ / ٤٥، وهي التي تحتوي خطابات أنتيجونوس، والشهادة التي تُثبت هوية برديتا.
٣٨  «القاعة» أي قاعة استقبال الملك للزوار.
٣٩  «يدخل روجيرو» انظر حواشي الشخصيات.
٤٠  «مشاعل الفرح»: المقصود النيران التي يوقدها الناس في الحدائق لإحراق أوراق الشجر الذابلة ويجتمعون حولها طلبًا للدفء (bonfires) ولكنني استبدلت بها المشاعل من ثقافتنا من باب تقريب المعنى إلى مدارك القراء.
٤١  «النبوءة» أي نبوءة عرافة دلفوس (٣ / ٢ / ١٣٠ وما بعده).
٤٢  الإرشاد المسرحي: القهرمان، انظر حواشي الشخصيات.
٤٣  خطابات أنتيجونوس: انظر الإرشاد المسرحي في ٣ / ٣ / ٤٥.
٤٤  «لا بد أن يُرى» أي من المحال نقل صورته برواية شفهية.
٤٥  (٧١-٧٢) الوصف مبني على المثل السائر «يبكي بعين ويضحك بالأخرى.»
٤٦  «البيت المنعزل» أي الذي صنع رومانو التمثال فيه، أو الذي كانت تختبئ فيه هرميون.
٤٧  «رحمة جديدة» (new grace) وردت الكلمة من قبل وترجمتها بألفاظ أخرى، ولكن السياق هنا يفرض هذا المعنى (انظر معاني الكلمة المختلفة في «فن الترجمة» ١٩٩٣–٢٠١٠م).
٤٨  «يولدون سادة» (gentlemen born) كانت الأعراف والقواعد المعمول بها في العصر الإليزابيثي تقضي بأنَّ المرء لا يولد سيدًا إلا بعد ثلاثة أجيال من الانتساب للسادة، وكان المثل السائر يقول «لا يصبح الإنسان سيدًا إلا بعد ثلاثة أجيال» وفي السطور ١٢٥–١٤٠ يُبدي الراعي وابنه المهرج جهلهما بمعنى التعبير، ولكنهما مفتونان به بسبب إيحائه بالمصطلح القانوني وحسب. والتعبير يرد بمعناه الصحيح في «زوجتان مرحتان من وندسور» (١ / ١ / ٧، ٢٥٨-٢٥٩) حيث ترجمته بتعبيرين، الأول هو «ابن الحسب والنسب» والثاني «كرم المحتد» (انظر الترجمة العربية، القاهرة، ٢٠٠٨م).
٤٩  «منذ يومين» يقصد من فترة قصيرة، والتعبير the other day يوازي قولك بالعامية «داك النهار».
٥٠  (١٢٦-١٢٧) انظر الحاشية على ٤ / ٤ / ٧٢٧-٧٢٨.
٥١  «كذِّبني» أي وجِّه إليَّ أقصى إهانة تُوجَّه إلى «سيد بالمولد» وانظر إن كنت سوف أبارزك أم لا.
٥٢  «سيد بالمولد منذ ساعات» أي إنَّ اللقب جديد عليَّ، وإن كان المهرج لا يعرف معناه.
٥٣  «ما دام حالي قد انقلب هذا المنقلب» في الأصل يستخدم المهرج الكلمة الخطأ، فبدلًا من أن يقول prosperous وتفيد الازدهار والتقلُّب في أعطاف النعيم، يقول preposterous ومعناها الحرفي انقلب وضعي وانعكس، ومن ثَمَّ أصبح منافيًا لطبيعة الأمور، أو شأنها أو قبيحًا (والمعنى الحديث للصفة أي السخيف أو غير المعقول أو المحال يتجاهل اشتقاق الكلمة من الجذر اللاتيني poster-us + prae أي «ما قبل + يأتي بعد»). والمعنى إذن مقلوب الحال، وبحثت عن كلمة بالعربية تُفيد معنى الكلمة ويمكن أن توحي بمقصد المهرج فوجدت كلمة المنقلب؛ إذ ترد في القرآن بالمعنيين جميعًا، فأمَّا المعنى السيئ فهو في الآية وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (الشعراء: ٢٢٧)، وأمَّا المعنى الحسن الذي كان يريده، فيرد في الآية: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ (آل عمران: ١٧٤).
٥٤  يستخرج الراعي من لفظ gentlemen صفة gentle بمعنى الكريم النفس، ما دام كريم المحتد.
٥٥  (١٥٦-١٥٧) كان من حق أبناء الطبقة الراقية أن يشهدوا على صحة شيء بعد حلف اليمين، ولم يكن هذا الحق متاحًا للعمال والفلاحين.
٥٦  (١٦٠-١٦١) «شجاع ذو يدٍ طولى» الأصل a tall fellow of thy hands وقد جمعت بين الدلالتين في الترجمة، وانظر «المقدمة» حيث أعرض آراء النقَّاد في التعبير؛ إذ يفسره أتوليكوس على أنَّه يعني مهارة اليد والإقدام على النشل والسرقة في رده التالي ١٦٦.
٥٧  المنظر: كما هو موصوف في نص المسرحية، وأضيف أنَّ المحراب الموصوف أحيانًا يُسمَّى المعبد، وما دامت الوقائع تجري في عصر وثني فللمخرج رسم الصورة التي يريدها له، وأمَّا المتحف فهو قاعة مستطيلة تضم عدة تماثيل ولوحات، وفي إحدى الكُوَى تقف هرميون متظاهرة بأنَّها تمثال، على درج أو منصة صغيرة، وفوقها ستارة تحجبها عن عيوننا.
٥٨  «منزلي الفقير»: وصف بولينا يعني أنَّه أقل فخامة من منازل علية القوم أو قصورهم.
٥٩  «كريم فيض» الأصل هو a surplus of your grace ولاحِظ كيف يتغير معنى الكلمة الأخيرة من موقع إلى موقع في المسرحية، وأمَّا الكلمة الأولى فتعني التدفق والفيض، فأضفت معنى الكلمة الأولى لإخراج معنى «فيض النعم» والفيض عادة فيض خير، يقول الشاعر العربي «وغيرك لا يفيض ندى»، وتنازُل الملك بزيارة بولينا يمثِّل تكرمًا منه يفيض به عليها، ومن ثَمَّ تكريم فائض.
٦٠  يخاطب ليونتيس بولينا بصيغة الجمع تأكيدًا للتكريم الرسمي.
٦١  «التحف» الأصل يقول singularities أي «الفرائد» حرفيًّا فأتيت بالمعنى المراد.
٦٢  «صورة دقيقة» في الأصل dead likeness وهذا هو المعنى (OED dead a. 31c).
٦٣  «في عزلة وحده» (Lonely, apart) تكرار المعنى مقصود فحافظت عليه.
٦٤  تُشير بولينا من طرف خفي إلى أنَّ تمثال هرميون يبدو ميتًا، وإلى أنَّ الطبيعة هي التي تتولى محاكاة الموت! أي إنَّ الملكة تنام نومًا هادئًا فلا هي حجر ولا جثمان.
٦٥  (٢٤–٢٦) أي إنَّه سوف يُصدق أنَّ التمثال هو هرميون إذا استطاع التمثال أن يعاتبه، فإنَّ ليونتيس يرى أنَّ العتاب من حق زوجته، لكنَّه يستدرك قائلًا إنَّه يصدق أنَّ التمثال زوجته ما دام لا يسمع عتابًا منه.
٦٦  «كرحمة الأرباب» الكلمة المستخدمة هنا هي (grace) ويُجمع الشُّراح على معناها عندي. انظر الحاشية على السطر ١ / ٢ / ٨٠.
٦٧  «بدا عليها الكبر» إذا كانت هرميون في سن ليونتيس (انظر حواشي الشخصيات) فلا بد أنَّها في منتصف الأربعينيات الآن أي في ٥ / ٣، ومعنى ذلك أنَّها كانت تُعتبر شبه عجوز في زمن شيكسبير.
٦٨  «ليس إلى هذا الحد» قد تفيد الاتفاق مع التهوين من دلائل التقدم في السن، وقد تفيد الاختلاف مع التسليم بأنَّ مظاهر التقدم في السن طفيفة.
٦٩  (٤٣–٤٥) الركوع وتقبيل يد الأب والأم كان يعتبر دليلًا على حب الأبناء وطاعتهم، وأمَّا إن حدث ذلك أمام تمثال فكان يُعتبَر في عيون البروتستانت من قبيل عبادة الأصنام البابوية، بل صنوًا للخرافات (OED superstition 1a, 2b) وخصوصًا تبجيل مريم البتول.
٧٠  كانت العادة تلوين التماثيل في العصر الإليزابيثي.
٧١  (٥٦-٥٧) «التمثال المتواضع» (poor image) انظر «منزلي الفقير» في السطر ٦ أعلاه.
٧٢  كان ليونتيس يُشير إلى التمثال بضمير غير العاقل («أنَّه» في ٦٤)، والآن يُشير إلى «عينيها» كأنَّما أحس أنَّها حية.
٧٣  «ولو عشرين عامًا» أضفتُ «ولو» لأُبيِّن أنَّ العدد غير مقصود لذاته، مثل سبع سنوات في ٤ / ٤ / ٥٨٤، وانظر الحاشية.
٧٤  «فاتركيها» أي اتركي الستارة.
٧٥  «ولعشرين سنة» انظر الحاشية على ٧١ أعلاه.
٧٦  أي المنصة التي تقف عليها هرميون.
٧٧  «بالقوى الخبيثة» (wicked powers) أي فنون السحر الأسود أو الأرواح الشريرة.
٧٨  «لكن عليك إيقاظ اليقين والإيمان في قلبك» الأصل يقول:
It is required/you do awake your faith.
وبحثت معنى الكلمة الأخيرة في معجم شيكسبير ثم في معجم أكسفورد الكبير، واقتنعت بما اهتدى إليه الباحثون عن دلالتها في هذا السياق، ألا وهو أنَّها تتكون من عنصري اليقين والإيمان معًا، على تداخل معناهما، وإن كان المفسرون العرب يرون أنَّ اليقين هو الإيمان الذي لا يداخله أي ريبٍ على الإطلاق، فهو درجة أعمق، ربما لأنَّه، كما يقول بعضهم، يتضمن العقل والقلب معًا، فلم أجد مناصًا من الجمع بينهما، وذلك على أية حال من سُنن العربية.
٧٩  «نبض الحياة قد أنجاك منه!» الضمير في الكلمة الأخيرة يعود، كما هو واضح، على الخدر، ولكن الشُّراح يقولون إنَّه الموت، وقد نقبل هذا إن نحن فسرنا الخدر بأنَّه انعدام الحس المصاحب للموت أو الذي يُكنى به عن الموت.
٨٠  «ربانية» (holy) هذا هو المعنى الأول للكلمة في المعجم، والمعنى الثاني الذي يأخذ به بعض الشُّراح هو «حلال»، ولكن بولينا تستخدم الكلمة الأخيرة (lawful) في السطر التالي فكان يلزم التمييز بين الكلمتين. ولكن الكلمتين تشتركان على أية حال في جوهر واحد، وهو أنَّ الأرباب ترضى عنه (أو الرب الواحد وفقًا للأديان السماوية) وانظر الحاشية التالية.
٨١  «الحلال» المقصود بالحلال التمييز بين السحر الأسود («الخبيث» في ٩٠، و«المحرم» في ٩٧) وبين السحر الأبيض أو «الطبيعي» وهو المقبول إذا كانت «التعويذة» (١٠٥) أو كان «السحر» (١١٠) فيه خير.
٨٢  يقول الشُّراح إنَّ ليونتيس قد يرفع هرميون عن الأرض وذراعاها حول عنقه.
٨٣  «أسطورة» في الأصل old tale وهذا هو المعنى، وانظر المقدمة.
٨٤  انظر الحاشية على ٤٣–٤٥ أعلاه.
٨٥  أي إنَّ النبوءة تحققت.
٨٦  «علمت من بولينا» هذا سهو من جانب شيكسبير؛ إذ كانت هرميون حاضرة عند قراءة النبوءة (انظر ٣ / ٢ / ١٣٠–١٣٣).
٨٧  «كي أرى تحقيق ذلك الأمل … وأراكِ» (to see the issue) والكلمة الأخيرة يتكرر ورودها في المسرحية بمعنى «النتيجة» و«الطفلة» معًا، وكنت أحيانًا آتي بالمعنى الغالب، ولكن ازدواج المعنى هنا أرغمني على الإتيان باللفظين معًا، فكررت كلمة «الأمل» (hope) الواردة في السطر السابق ما دام تحقيق الأمل هو النتيجة المنشودة، وأردفت الكلمة بالمعنى الثاني للكلمة الإنجليزية.
٨٨  «يا فائزون بالثمين الغالي» الأصل: you precious winners العبارة فيها «صفة منقولة» (transferred epithet)؛ إذ ينقل الشاعر صفة «الثمين» من الجائزة إلى الفائزين.
٨٩  «القمرية الوفية العجوز» (old turtle) شرحت ذلك من قبل، وقد أوضحت دلالة الوفاء لدى طائر القمري بصفة مستقلة.
٩٠  «بكل نظرة بريئة وطاهرة» الصفتان تؤديان معنى الكلمة الإنجليزية holy انظر الحاشية على ١٠٤ أعلاه، والمعنى يكمن في أنَّ الأرباب ترضى عنها.
٩١  «زوج ابنتك» أي اعتبارًا بما سيكون (prolepsis)؛ إذ لم يتزوج فلوريزيل برديتا بعد.
٩٢  «الفجوة الكبرى من الزمن» الأصل يقول this wide gap of time وهي إشارة إلى الأعوام الست عشرة، وانظر الإشارة إليها باسم «الفجوة المريعة» في ٤ / ١ / ٦.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤