كلمة للمؤلف

تجتمع جلدة هذا الكتاب على أبحاث نُشرت بضعة منها على أثر انتخاب هذه الأمة صاحب الترجمة وكيلًا عنها في الجمعية التشريعية، وخُصصت بتلك الأبحاث المجلة المعروفة في هذا البلد، مجلة البيان الشهرية، التي لا أزال أكتب لها، وأسوق لقراء العربية فيها ما ينفع الناس، وهذه الأبحاث التي نُشرت في البيان كانت على أثر كراسات استمدها البيان من المترجم به ودفع بها إليَّ صديقي الأستاذ الأديب المكين في الأدب الشيخ عبد الرحمن البرقوقي، فصغت منها بحثي، وجعلتها سناد التاريخ الذي توفرت عليه، واستعنت فيها بطائفة من المعلومات والآراء الخاصة التي هداني إليها صديقي صاحب البيان.

ولو كان لهذا الكتاب فضل، فما أنا واجد له فضلًا إلا لروح المترجم به، وما كان يشع عليَّ من الوحي من ناحيته، فلقد كنت أكتب وكأنما أحس شبحًا ساميًا يتراءى لي من وراء الأفق، يُملي عليَّ فأكتب، ويُجري يدي على الصفحات فإذا هي صحف مكتوبة، وقد كنت أتسمع إلى صوت أجش يملأ المكان الذي مللته ويناديني إلى خواطر ما كنت مهتديًا إليها لولا أن هداني ذلك المثل الأعلى الذي تجلى لعينيِّ من المترجم به.

وقد قصرت من وجوه، وأفضت من أخرى، على أنني كنت أرسم للناس صورة من الصور الآلية التي لا تراها ا لأبصار، وإنما تكشف الحجب عنها القلوب، وكنت حَسن النية، وإنما الأعمال بالنيات.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤