ملحق

أفرام جالانتي … العالم والسياسي

يعد جالانتي شخصية فريدة، تكونت على تخوم عصرين؛ غروب الإمبراطورية العثمانية وقيام الجمهورية التركية.

وُلد جالانتي في الرابع من نوفمبر عام ١٨٧٣م في مدينة بودروم من أعمال ولاية إزمير. ينتمي والده ميشون جالانتي إلى سلالة من الحاخامات اكتسبت شهرتها منذ القرن الرابع عشر الميلادي، وقد عمل لمدة أربعين عامًا في خدمة الدولة وكان مخلصًا تمامًا، بشهادة الجميع، للرعايا العثمانيين، الأمر الذي لا يمكن قوله عن ابنه. جوليا هي أم أفرام وتنحدر من عائلة كادرون من رودس.

عندما بلغ جالانتي السادسة من العمر، أُرسِل، كما كان متبعًا في الطائفة، إلى المدرسة الدينية اليهودية الابتدائية في مدينة بودروم، حيث درس بها مبادئ التوراة، وبعد سنوات ثلاث أرسل إلى جزيرة رودس. آنذاك كانت هناك طائفة يهودية كبيرة في رودس، كان أقاربه من ناحية أمه ينتمون إليها. وهناك واصل جالانتي تعليمه الديني اليهودي، وبعد أن أنهاه عاد في عام ١٨٨٧م إلى بودروم ليلتحق بالمدرسة الحكومية الرشيدة من الدرجة الثانية. كانت هذه المدارس العثمانية المدنية التعليمية العامة قد افتتحت في البداية في إسطنبول في الفترة الأولى للإصلاحات الليبرالية في عام ١٨٣٩م، وكانت موجودة جنبًا إلى جنب المدارس الدينية الإسلامية السابقة، وكانت مخصصة لتعليم جميع الرعايا العثمانيين بغض النظر عن دياناتهم أو انتماءاتهم الإثنية. وقد أولت المدارس الرشدية اهتمامها بتعليم اللغات الشرقية: التركية والعربية والفارسية، وكذلك باللغة الفرنسية باعتبارها لغة أوروبية. وبالإضافة إلى ذلك، كان التلاميذ يتعلمون الخط والحساب ومبادئ الهندسة والتاريخ والجغرافيا.

كانت مدرسة إزمير الإعدادية هي المرحلة التالية في تعليم جالانتي، حيث واصل فيها دراسة اللغات الأجنبية والتاريخ العام والجغرافيا. وقد أضيف إلى هذه المواد مبادئ القانون العثماني والاقتصاد السياسي والمحاسبة والمنطق والجبر والهندسة والفيزياء والكيمياء والمعارف الطبيعية والرسم.

وعندما بلغ جالانتي العشرين من عمره أصبح شخصًا على درجة رفيعة من التعليم، بعد أن أتقن عدة لغات هي العبرية القديمة واللادينو والتركية والعربية والفارسية ثم الفرنسية. كانت معرفة اللغة الفرنسية إلى جانب التركية أمرًا مطلوبًا للخدمة في الحكومة.

في نهاية عام ١٨٩٤م عاد جالانتي إلى رودس باعتباره مدرسًا في ليسيه المدينة، وسرعان ما أسس بمساعدة الاتحاد اليهودي العام والطائفة اليهودية المحلية مدرسة جديدة. كانت اللغة الفرنسية لغة إجبارية في المدارس التي أسسها الاتحاد اليهودي العام، مثلها في ذلك مثل مدارس الليسيه التركية، الأمر الذي أثار احتجاج بعض أعضاء الطائفة من أصحاب النفوذ. لم يكن الجميع يحبذ إدخال اللغة التركية ضمن برنامج المدرسة اليهودية، لكن جالانتي أصر على تدريسها، ونتيجة لذلك ظل الطلاب يدرسون اللغة التركية في المدارس اليهودية طوال فترة استمرار رئاسة الاتحاد دون تغيير.

في هذه السنوات تناولت الصحافة المحلية على نطاق واسع مشروعات إصلاح نظام التعليم الحكومي، وقد شارك جالانتي في النقاش الدائر بهذا الشأن، كما ظهر له مقال في صحيفة Hizmet (الخدمة) تحت عنوان «كيف يمكن أن يحقق تعليمنا النجاح؟»

وفي رودس تشكل ولع سياسي بجالانتي. اقترب الرجل من الشاعر المنفي أشرف ومن غيره من المثقفين الأتراك المغضوب عليهم. وقد انخرط جالانتي في خلية سرية محلية من خلايا جمعية تركيا الفتاة «الاتحاد والترقي».

وفي عام ١٩٠٢م انتقل أفرام جالانتي إلى إزمير، حيث قام بالعمل في الصحافة اليهودية، التي كانت تصدر باللغتين اللادينو والفرنسية، وذلك إلى جانب قيامه بالتدريس في إحدى المدارس. وقد شعر جالانتي بالملل من جراء النزعة المحافظة الشديدة لدى بعض أعضاء الطائفة المحلية من ذوي النفوذ، الذين كان قد انتقدهم في مقالاته. وقد أرغمت المرحلة الجديدة من قمع النظام البوليسي جالانتي الشاب إلى الرحيل إلى مصر في عام ١٩٠٤م بعيدًا عن السلطات المركزية، وهناك انضم إلى إحدى خلايا تركيا الفتاة المحلية وأنشأ عددًا من الصحف الصهيونية، كانت إحداها تحمل اسم «الرسالة الصهيونية»، وكانت قد بدأت في الظهور في عام ١٩٠٢م، والأخرى كانت تسمى «مصراييم» وكانت قد صدرت في عام ١٩٠٤م، كما صدرت صحيفة La Vara (الفرع) بلغة اللادينو في الإسكندرية لتوزع في القاهرة، حيث كان جالانتي يقيم بها. حصل جالانتي على حرية نسبية بعيدًا عن الملاحقة وعن الضغوط من جانب السلطات العثمانية بعد أن أصبح حاخامًا للطائفة اليهودية المحلية، وقد راح يدعو في صحيفة Progrès (التقدم)، وكان يصدرها باللغة الفرنسية، لأفكار تركيا الفتاة. كان برنامج جمعية «الاتحاد والترقي» غير الشرعية، والتي التحق بها قبل ذلك في رودس، يبدو ليبراليًّا تمامًا.

كانت الصحيفة تستهدف حرية الكلمة والنشر وإقامة الاجتماعات، وتقييد الحكم المطلق للسلطان وزيادة صلاحيات البرلمان، وتحمل الوزراء مسئوليتهم أمام البرلمان، وحق النواب القانوني في طرح المبادرات، وهو الحق الذي لم يكونوا يملكونه في ذلك الوقت، وكذلك إلغاء المادة ١١٣ من الدستور العثماني الخاص بحق السلطان في نفي الشخصيات غير المرغوب فيهم من جانبه. حاول جالانتي استنادًا إلى أيديولوجيا تركيا الفتاة أن ينشئ «جمعية اليهود المصريين» السرية، وفي عام ١٩٠٧م تعرَّف على واحد من أعضاء تركيا الفتاة وكان يزور القاهرة آنذاك ويدعى أحمد رضا بك، وكان يتراسل معه.

أَكَّد جالانتي لرضا بك أن الخلية التي أنشأها داخل الطائفة اليهودية تؤيد قرارات المؤتمر الثاني لتركيا الفتاة، الذي اجتمع في باريس.

وإلى جانب صحيفته الخاصة «الفرع» كان جالانتي يكتب كثيرًا في الصحف التركية Meşveret (المجلس)، şura-I Osmani (المجلس العثماني) وDoğvu Söz (كلمة الحق).

في عام ١٩٠٨م ونتيجة للثورة أزاحت تركيا الفتاة السلطان عبد الحميد الثاني عن عرشه وأسست حكومتها. وفي الثالث والعشرين من يوليو ١٩٠٨م صدر الدستور الجديد، الذي تم تحديثه. هنا خفت حدة الصراع مؤقتًا فأوقف جالانتي إصدار صحيفته.

آنذاك عُرض على الطائفة اليهودية المحلية تأسيس مركز استيطاني في السودان. وفي هذا الصدد كان من الضروري الاتفاق على عدد من الشروط مع الدول الأوروبية الكبرى. على أن مخططات جالانتي تغيرت؛ فقد علم بموت حاخام إسطنبول الأكبر موشى أ-ليفي، وكان هذا بمثابة إنذار بتغييرات ممكنة في وضع الطائفة. أضف إلى ذلك أن البدء في إعادة تنظيم جامعة إسطنبول كان مبشرًا بالنسبة له بآفاق مغرية لمستقبله العلمي. لقد تغير مفهوم التدريس نفسه، الذي كان يحمل في السابق طابع ومنهج المدرسة. لقد تمت دعوة المدرسين من ألمانيا، وجرى تجديد الكتب المدرسية التي أصبحت موضوعاتها قديمة. ومنذ ذلك الوقت دخل العلم الأوروبي إلى الحياة الجامعية بكل معنى الكلمة.

كان من بين الذين جرت دعوتهم البروفيسور خوتخيلر برجشتراسر، الذي كان يُدرِّس اللغات السامية. وقد تم تعيين جالانتي مترجمًا ومساعدًا له، وكانا يقومان معًا بإعداد كتب «تاريخ اللغات السامية» لطبعه ونشره، وهو الكتاب الذي صدر في إسطنبول. وفضلًا عن ذلك فإن المواد التحليلية التي وضعها جالانتي قد نُشرت في المجلات الرصينة Yeui Mecmua (المجلة الجديدة)، Büyük Mecmua، (المجلة الكبرى)، Darülfünun Edebiyat Fakültesi Mecmuasi (مجلة كلية الآداب). على أن اللحظة الفارقة والمهمة في حياته العلمية كانت هي تلك اللحظة التي فتحت أمامه فيها الأبواب نحو الأرشيف العثماني الأكبر، حيث تسنى له العثور على كمية هائلة من الوثائق المتعلقة بمختلف جوانب حياة الطوائف اليهودية في الإمبراطورية العثمانية. كان جالانتي هو أول من قام بدراسة ونشر هذه الوثائق. كانت الوثائق من الوفرة بحيث أنه لم يستطع أن يقوم بدراستها جميعًا، فأسرع بنشرها في مجلة Tarih-I Osmani Encumeni Mecmuasi (مجلة الجمعية التاريخية العثمانية)، وترجم بعضها إلى اللغة الفرنسية، وكان يُوقعها باسم أبراهام جالانتي على الطريقة الفرنسية. وفي عام ١٩١٨م انتهت مدة عقد البروفيسور برجشتراسر مع الجامعة، ومن ثم أصبح جالانتي، الذي كان قد حاز سمعة كبيرة في الدوائر العلمية العالمية، مدرسًا في البداية، ثم بروفيسور ورئيسًا لقسم تاريخ شعوب الشرق القديمة.

كانت الأفكار الصهيونية واسعة الانتشار في أوروبا في سنوات الحرب العالمية الأولى معروفة في تركيا أيضًا، وقد وجدت لها أنصارًا قليلين بين الطوائف اليهودية، وحتى جالانتي نفسه لم يكن من بين مناصريها. بداهة فإنه كان يرى أنها أفكار وهمية، لكنه كان يؤيد بحرارة اقتراح كبير حاخامات إسطنبول حاييم ناخوم بشأن إنشاء منطقة يهودية قومية ذات حكم ذاتي في فلسطين تحت الحماية العثمانية. على أن الهجوم الكاسح للحلفاء في عام ١٩١٨م أحبط كثيرًا من الخطط. لقد منيت ألمانيا وحليفتها تركيا بالهزيمة تلو الأخرى على جبهات الحرب العالمية. وبعد احتلال إسطنبول على يد قوات الحلفاء وإجبار الحكومة التركية على هدنة مودروس، التي عقدت في الثلاثين من أكتوبر عام ١٩١٨م، قامت الأقليات الإثنية في العاصمة العثمانية بتأييد الحلفاء علانية. وقد احتفوا بدخول قوات التحالف، التي كان من بينها أيضًا وحدات يونانية. لم يكن رد فعل اليهود مُوحدًا تجاه هذه الأحداث؛ فالبعض حبَّذ وصول قوات التحالف، لكن غالبية الطائفة، والتي انحاز إليها جالانتي، كانت ترى أن مصلحة اليهود مرتبطة بتحرير تركيا من الاحتلال الأجنبي. كتب جالانتي كثيرًا عن العلاقات التاريخية بين الطوائف اليهودية والدولة العثمانية، وعن مغزى الدعم المتبادل بينهما في الأوقات الصعبة.

وقف جالانتي دون تردد إلى جانب مصطفى كمال إبان سنوات حرب التحرير الوطني (١٩١٨–١٩٢٣م) وكان يترجم يوميًّا إلى اللغة التركية الأخبار الصادرة في الصحافة الأوروبية عن سير العمليات العسكرية ويرسلها إلى مصطفى كمال وإلى أنصاره. وفي هذه السنوات واصل جالانتي تعاونه مع الدوريات اليهودية مثل Ha menorah على سبيل المثال.

حظي نشاط جالانتي الصحفي باهتمام الدوائر العليا في إسطنبول، وقد أثنى الأمير عبد المجيد على مقالاته التي دافع فيها عن المصالح القومية التركية، وأرسل إليه صورة وعليها الإهداء التالي: «إلى أفرام جالانتي … احترامًا وتقديرًا لما قدمتموه من أفضال في الدفاع الثابت والغيور عن الحقيقة التاريخية والقضية العثمانية العادلة. القسطنطينية، ١٢ يوليو ١٩٢٢م. عبد المجيد.»

في الأول من نوفمبر عام ١٩٢٢م أصدرت الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا بعد مناقشات حادة قانونًا يقضي بفصل السلطة المدنية عن السلطة الدينية وإلغاء السلطنة، واضطر السلطان والخليفة وحيد الدين إلى الهروب خارج البلاد على إحدى السفن الإنجليزية الحربية.

استمر عبد الحميد لفترة قصيرة «خليفة لعموم المسلمين» وهنا رأى الجزء الأكبر من الصفوة العثمانية السابقة ومن الوجهاء والجنرالات، الذين أصبحوا في ظل السلطة الجديدة بلا عمل، في الخليفة الجديد قوة موازنة للكماليين، الذين كانوا يخشون إعادة نظام السلطنة وزيادة قوة نفوذ الخليفة الجديد. وفي عام ١٩٢٤م ألغى مجلس النواب التركي نظام الخلافة أيضًا، ومن ثم كان على عبد الحميد أن يخضع للحراسة وأن يغادر البلاد بصحبة أولاده كثيري العدد وأهل بيته، بناء على قرار الجمعية الوطنية الكبرى. أعطت سياسة الكماليين الحازمة إمكانية إجراء إصلاحات جذرية، ليس فقط في مجال البناء الحكومي والاقتصاد، وإنما في مجال الثقافة أيضًا.

شارك جالانتي مشاركة فعَّالة في بحث الخط الجديد للغة التركية التي حلت الأبجدية اللاتينية، الأكثر اتساقًا مع النطق التركي، محل الخط العربي السابق. وبالتعاون مع الصحفيين والأدباء الأتراك المشاهير عرض جالانتي في صحيفة Akşam (المساء) تصوراته بشأن إصلاح اللغة، والذي تم قبوله، وقد سهَّلت تعلم القراءة والكتابة لملايين الأتراك.

في عام ١٩٣٢م اجتمع المؤتمر الأول للجمعية التاريخية التركية، والذي دعا إليه جالانتي، وقد أخذت مقالاته في الظهور في الإصدارات السنوية لهذه الجمعية، وقد تناول فيها شتى مشكلات التاريخ التركي والحياة المعاصرة.

في الأول من أغسطس عام ١٩٣٣م ترك جالانتي جامعة إسطنبول نتيجة اختلافه مع رئاسة الجامعة بسبب وجهات نظره السياسية. وقد بدأ جالانتي يولي اهتمامًا أكبر للسياسة والعمل الاجتماعي. وفي عام ١٩٤٣م تم انتخابه نائبًا عن مدينة نيجدي في مجلس النواب في اجتماعه السابع، وفقًا لجدول الحزب الشعبي الجمهوري. انتقل جالانتي إلى أنقرة عاصمة تركيا، حيث ظل نائبًا للجمعية الوطنية الكبرى لتركيا حتى عام ١٩٤٦م. وقد استغل جالانتي هذه السنوات على نحو مثمر للغاية في بحوثه العلمية، فعمل في أرشيف المجلس وأصدر، استنادًا إلى الوثائق التي تم جمعها، عدة كتب تتناول تاريخ نيجدي وأنقرة وغيرهما من المدن التركية، وقد وقَّع على أعماله الأخيرة باسم بودروملو، على اسم المدينة التي ولد فيها وذلك طبقًا لقانون العائلات. وفي عام ١٩٤٦م انتهت مدة انتدابه في مجلس النواب ليعود إلى إسطنبول، بعد أن استمر في بحوثه الأرشيفية في خزانة الحاخامية الرئيسية. وقد نجح جالانتي في إنقاذ حوالي ألفي مجلد من أثمن المواد الأرشيفية من الدمار، والتي نقلها إلى الأرشيف المركزي للتاريخ في القدس.

مرض جالانتي طويلًا في السنوات الأخيرة من حياته وكان يتلقى العلاج في مستشفى بلاط-أور-آخيم اليهودي. توفي جالانتي في الثامن من أغسطس عام ١٩٦١م ودفن في المقبرة اليهودية في أرناءوط كيوي.

كانت المواد الموجودة في الأراشيف التركية من الضخامة بحيث لم يتمكن جالانتي من فحصها، وقد نَشَر الكثير منها في ملاحق أعماله. سوف يتم تقدير إسهامه في تاريخ الطوائف اليهودية في الإمبراطورية العثمانية حق قدره، عندما يصبح بمقدور المؤرخين استخدام الوثائق التي قام بنشرها بصورة تامة. وقد صدر في عامي ١٩٨٥ و١٩٨٦م في إسطنبول باللغة الفرنسية تسعة مجلدات من الأعمال العلمية الكاملة لجالانتي والمكرسة للطوائف اليهودية في إسطنبول وآسيا الصغرى، وقد صدرت بعنوان «تاريخ يهود تركيا».

كانت الاهتمامات العلمية لجالانتي واسعة للغاية؛ بدءًا من تاريخ الطوائف القديمة في الشرق الأوسط وحتى الأحداث التي وقعت في تركيا المعاصرة له.

دَرَس جالانتي شرائع حامورابي ملك بابل، وكذلك قوانين الآشوريين والحيثيين، ووضع تاريخ مدن: بودروم، أنقرة، نيجدي، لكن أعماله الأساسية ارتبطت بتاريخ الطوائف اليهودية في كل من إسطنبول وآسيا الصغرى.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤