بلادي

أُحِبُّكِ أُغْنِيَةً فِي الثُّغُورْ
وَحُلْمَ هَنَاءٍ وَرَهْجَ حُبُورْ
وَأُمْنِيَةً تَتَعَرَّى الْمُنَى
لَدَيْهَا صِغَارًا كَحُلْمِ الصَّغِيرْ
وَأَهْوَاكِ أُسْطُورَةً تَكْتَسِينَ انْـ
ـتِفَاضَ الْمَدَى وَجَلَالَ الْعُصُورْ
عَلَى مَفْرِقِ الدَّهْرِ مِنْكِ ائْتِلَاقٌ
وَفِي مُقَلِ الشُّهْبِ أَفْيَاءُ نُورْ
أَكُرُّ عَلَى الزَّمَنِ الْمُنْقَضِي
فَأَلْقَاكِ فِي كُلِّ أَمْرٍ خَطِيرْ
وَأَيُّ إِلَهٍ سَطَا فِي الْعُصُورْ
وَلَمْ يَكُ مِنْكِ وَأَيُّ أَمِيرْ
أَرَى مِنْ خِلَالِ الزَّمَانِ الْبَعِيدْ
قَوَافِلَ تَمْتَدُّ مِنْ شَطِّ صُورْ
وَتَسْرِي عَلَى هَيْنَمَاتِ الْحُدَاةِ
وَتَغْدُو عَلَى زَقْزَقَاتِ الطُّيُورْ
فَيَرْتَقِصُ الْكَوْنُ تِيهًا وَيَزْهُو
وَيَرْفُلُ بِالْأُرْجُوَانِ الْوَثِيرْ
وَتَغْفُو الْكَوَاكِبُ فِي كُلِّ أُفْقٍ
بَعِيدٍ نَشَاوَى بِهَمْسِ الْعُطُورْ
وَأُبْصِرُ أَشْرِعَةً جَارِيَاتٍ
عَلَى الْيَمِّ لَمَّاعَةً فِي الْأَثِيرْ
كَسِرْبٍ مِنَ الْحُورِ يَعْبَثْنَ بِالزُّ
مُرُّدِ مُسْتَرْسَلَاتِ الشُّعُورْ
تَمِيلُ بِمَا حَمَلَتْهُ وَتَمْضِي
خِفَافًا عَلَى بَرَكَاتِ الْقَدِيرْ
وَتَمْتَدُّ أَفْيَاؤُهَا فَإِذَا الشُّـ
ـطُوطُ هَيَاكِلُ قُدْسٍ وَفِيرْ
بِلَادِي فَدَيْتُكِ وَزَّعْتِ فِي الْـ
ـبَرَايَا فُرَادَكِ نَجْوَى بَخُورْ
شَرَعْتِ السَّخَاءَ وَكُوفِيتِ عَنْهُ
مِنَ الْمُجْتَدِينَ بِعَقٍّ وَزُورْ
مَضَى فِي الْعُصُورِ الطَّوَالِعِ مِنْ
سَمَائِكِ طَيْرٌ وَلَا كَالطُّيُورْ
تَخَطَّى السَّحَابَ وَمَرَّغَ بِالشُّـ
ـمُوسِ جَنَاحَيْهِ دُونَ النُّسُورْ
وَأَلْوَى كَثِيرَ الْحَنَانِ إِلَى الْـ
ـفَضَاءِ وَمَاتَ طَعَامُ السَّعِيرْ
وَلَكِنَّهُ نَفَضَتْ نَفْسُهُ
رَمَادَ الرَّدَى قَبْلَ يَوْمِ النُّشُورْ
أَلَا فَانْفُضِي الذُّلَّ عَنْكِ وَقُومِي
بِلَادِي عَلَى زَغْرَدَاتِ النَّفِيرْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤