الفصل التاسع والعشرون١

تَعِس مَن ابتغى امتلاك الدنيا،
بمجمع قبضته،
ضلَّ مَن تصور أنه مُسيِّرها
وفق هوى قلبه.
الدنيا ملكوتٌ قاهرٌ يتأبَّى عن أن يذعن لعبث الأهواء.
مَن تسلط على الدنيا بالقهر،
نازعته بالخسران،
مَن نازعها بالغلبة،
ناوأته بالخذلان؛
ذلك بأن غالبها مغلوبٌ،
وآخِذها مأخوذٌ بضياع جنى مسعاه.
للدنيا سرمد طبع جارٍ لا يتبدل:
إقبالها إدبار،
الهمس في كهف أسرارها،
دوي عاصف ملء الأقطار،
مكمن قدرتها عين بلاء أقدارها،
وافر كثرتها نقصان؛
لذلك،
ينبغي على العاقل أن يلزم مقام الاعتدال،
دون شططٍ أو إفراطٍ.
١  يُمثِّل هذا الفصل أهم ركن من أركان الفِكر الطاوي، ويُطلق عليه في الصينية «وو وي»، وهو أشد المصطلحات الطاوية إبهامًا؛ فلا أجد مقابلًا له في العربية يتطابق معه في دلالته، ويحقق درجة عالية من التكافؤ الترجمي.
لكنه، على أية حال، أقرب لمعنى «اللافعل» أو «التسليم» أو «الإحجام عن معاندة طبائع الأمور»، وربما نستطيع أن نتصور المغزى الحقيقي بتركيب هذه الدلالات الثلاث في نسقٍ تعبيريٍّ واحدٍ. ولنتذكر، أن الكتابة الطاوية ذات طابع صوفي شديد الرمزية والغموض. (المترجم)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤