الفصل الثاني والخمسون

لكل الأشياء التي تحت السماء،
نقطة بدء أول،
فهذه النقطة أول أصل الأشياء؛
فمن وقف على مغزى الأصل الأول [= الأم]،
انفتحت له أبواب الباطن [= الابن]،
فإذا أحاطت المعرفة بكل دقائق الباطن،
امتلِك زمام الفهم ناصية الأصل الأول،
ونجا نجاة الأبد.
أغلِق أبواب الحس [= أعضاء الحس]،
ومشارب المعرفة،
تحفظ باطنك من تشوش الخاطر،
وتأمن لواعج الكرب مدة حياتك،
أو افتح بابك،
لوارد ما احتجب عنك،
وتقلَّب في ساحة شغلك الشاغل،
واتبع في اشتهاء قصدك كل مسعى،
تكتنفك البلايا،
فلا يبرح عنك سقمك،
ولا يشفيك دواء،
 […]
مراقبة دقائق الأحوال،
مما لا تقع عليه الأنظار،
أمارة من أمارات جلاء الأبصار،
ومقامك في ذل الخضوع،
جسارة.
فاقتبس قبسًا من أنوار الطريق [الطاوي]،
والحظْ تجليات البصر،
واحفظ نفسك مما يوردك موارد المحنة،
ترسخ بك رواسخ الفهم [… الطاوي]،
ويثبت لك دوام شهود الطريق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤