بداية المغامرة

عاد الأصدقاء إلى الكورنيش مرة أخرى في السادسة، ولكنهم لم يجدوا «تختخ»، لقد وجدوا السيدة العجوز بائعة البالونات تجلس في مكانها، ولم تكد تراهم حتى أخذت تنادي عليهم: اشتروا بالونات … أجمل بالونات … من كل الألوان.

وأخذ الأصدقاء ينظرون إليها في ضيق وقال لها «عاطف»: ماذا تريدين! لقد اشترينا منك بالونات هذا الصباح.

ولم تنصرف السيدة، بل أخذت تلحُّ عليهم، في حين كانت «لوزة» مستغرقة في الضحك، وقد أعجبها منظر «تختخ»، وهو يتقن دوره، ومنظر الأصدقاء المخدوعين.

وارتفعت ضحكات «لوزة»، فصاح بها «عاطف»: لماذا تضحكين؟ هل في منظر العجوز أو منظرنا ما يضحكك؟

وظلت «لوزة» تضحك وهي تشير إلى العجوز قائلة: هذا هو «تختخ»!

لم يصدق «عاطف» و«مُحب» و«نوسة» ما قالته «لوزة»، وأخذوا يطوفون حول العجوز في دهشة شديدة، وهنا أخذ «تختخ» يتحدث بصوته الطبيعي، وكاد أن يخلع ثيابه التنكرية أيضًا، لولا أن فوجئ الأصدقاء بالشاويش «فرقع» يقترب منهم ثم يقول للسيدة العجوز: ماذا تفعلين هنا! هل تتسولين؟

ورد «تختخ» في صوت العجوز المبحوح: أبدًا يا سيدي؛ إنني كما ترى أبيع البالونات لهؤلاء الأولاد الظرفاء.

الشاويش: إذن أين رخصتك؟

تختخ: رخصتي! رخصتي! دقيقة واحدة، سوف أفتِّش عنها في جيبي، وسأجدها حالًا.

ولكن الشاويش لم ينتظر؛ فليس معقولًا أن ينتظر شاويش هام مثله حتى تبحث العجوز عن رخصتها، فتركها غاضبًا، وضحك الأولاد كثيرًا، وبدءوا طريق العودة، حيث التقوا بالرجل العجوز الأصم الذي ظنُّوه «تختخ» في الصباح، وقصُّوا على «تختخ» كيف حاولوا شد لحية الرجل العجوز، ونظر «تختخ» إلى الرجل فأعجبه شكله وقال: سوف أتنكر في هذا الشكل يومًا ما. ثم جلس بجوار الرجل العجوز وأخذ يحدِّثه، ولكن الرجل لم يرد عليه واكتفى بالسعال وحك طرف أنفه، وكلمة «واه» التي تخرج من فمه بين فترة وأخرى.

أُعجب «تختخ» بشخصية العجوز وطريقة تدخينه وحركاته، فأخذ يقلِّدها للأصدقاء طوال الطريق بإتقان شديد جعلهم ينفجرون بالضحك، ثم انصرف كل منهم إلى منزله واتفقوا على اللقاء في اليوم التالي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤