الفرعون «حورسا إزيس»

حز خبر رع ستبن آمون مري آمون حورسا إزيس
نحن لا نعلم شيئًا مؤكدًا عن أصل «حورسا إزيس» الذي نصب في بادئ الأمر كاهنًا أكبر «لآمون رع» في «طيبة»، ثم نجده قد اشترك فيما بعد مع الملك «أوسركون الثاني» في حكم البلاد، ويحتمل أن «حورسا إزيس» هذا قد أصبح ملكًا في «طيبة» عندما أعلن «أوسركون الثاني» أنه ترك إقليمها نهائيًّا للإله «آمون»، أو بعبارة أخرى للكاهن الأعظم «لآمون»، وقد حدث ذلك في السنة الثانية والعشرين من حكم «أوسركون الثاني»، ولكن لا نعرف التاريخ المعين الذي أُعلن فيه «حورسا إزيس» ملكًا على «طيبة» أو مشتركًا مع «أوسركون الثاني»، ومن جهة أخرى نعلم أن مدة حكمه انتهت ما بين عامي: ٢٣، ٢٤ من حكم «أوسركون الثاني»؛ وذلك لأننا وجدنا أن السنة الثامنة والعشرين من حكم هذا الملك كانت تقابل السنة الخامسة من حكم «تاكيلوت الثاني» شريكه في الملك (راجع L. R. III p. 337, Inscrip No. 13 du Quai de Karnak).

وقد تحدثنا عن معظم آثار هذا الفرعون فيما سبق.

وقد وجد له صندوق تابوت في «قفط» وهو محفوظ الآن بمتحف القاهرة (راجع A. S. VI p. 123)، والمهم في هذا الأثر أنه عرَّف لنا هذا الملك «حورسا إزيس»، وهو الذي كشف «كوببل» عن قطع من غطاءين من النسيج المقوى عليهما اسمه: «ابنة الملك رب الأرضين (محبوب آمون «حورسا إزيس») معطي الحياة (مثل رع …)» (راجع Quibell, The Rameseum. p. 16 & 18). وقد مثِّل هذا الفرعون في منظر على أحد وجهي صندوق تابوته يقدم رمز الحقل للإله «أوزير»، وألقابه الملكية هي: حور الثور القوي الذي يظهر في «طيبة»، ملك الوجه القبلي والوجه البحري «حز خبر رع ستين آمون» ابن الشمس (محبوب آمون «حورسا أزيس»).

وعلى الوجه الثاني من صندوق التابوت نشاهد منظرًا آخر مثِّل فيه كاهن أكبر «لآمون» وهو ابن «حورسا إزيس» يحرق البخور ويصب القربان أمام «أوزير» وآلهة آخرين. ومما يؤسف له أن هذا المتن مهشم من هذه الجهة؛ ولذلك لم يمكن قراءة اسم ابن الملك «حورسا إزيس»! ولكن من جهة أخرى ظهر من الحفائر التي عملت في الكرنك منذ الكشف عن هذا الصندوق المصنوع من الجرانيت الوردي آثار جديدة لهذا الملك نفسه؛ وذلك أن تمثال الموظف «حورسا إزيس» بن «نختفموت»، وكذلك تماثيل «نختفموت» رقم «٧٧، ٩٦، ٢٤٣» — وهي التي عثر عليها في خبيئة الكرنك — تُمدُّنا بسلسلة النسب التالية، ويلاحَظ أنها تُفحص من أسفل إلى أعلى، وها هي ذي:

وقد ترك لنا «نختفموت» هذا تماثيل استخرجت من خبيئة الكرنك كما ذكرنا من قبل، واسمه الحقيقي هو «زد تحوتيفعنخ»، وهو من جهة أمه من فرع ملكي، وجَدُّه هو الكاهن الأكبر «أوبوت»، ويرجع نسبه إلى «شيشنق الأول».

وتمثال «نختفموت» المصنوع من المرمر يمكن أن نسترشد بنقوشه إلى تحديد عهد حكم الملك «حورسا إزيس»؛ لأنه قد وُهب إنعامًا من هذا الملك. والواقع أن «نختفموت» كان يرتدي ملابس الكاهن، وهي ثوب ذو ثنيات، وجلد فهد على كتفه الأيسر، وشريط عريض نقش عليه متنان يحتويان ألقاب الملك «أوسركون الثاني» كاملة. ومن ثم نعلم أن حكم «حورسا إزيس» كان معاصرًا لحكم الملك «أوسركون الثاني»، أو بعبارة أخرى كان ملكًا على «طيبة» أو مشتركًا مع «أوسركون الثاني» في الحكم، والرأي الأول هو الأصح؛ لأن «أوسركون الثاني» كان قد نزل عن إقليم «طيبة» للإله «آمون»، ومن ذلك أصبح الكاهن الأول فيها ملكًا وكتب اسمه في طغراء. وتدل شواهد الأحوال على أن «أوسركون الثاني» كان يحكم بوصفه ملكًا عامًّا على مصر، و«حورسا إزيس» يحكم ملكًا متوَّجًا على «طيبة».

و«حورسا إزيس» هذا كان ابن الكاهن الأول «شيشنق» الذي أصبح ملكًا باسم «شيشنق الثاني»، وقد كُشف عن قبره حديثًا كما تحدثنا عن ذلك في حينه، وقد خَلَفَهُ ابنُه «حورسا إزيس» كاهنًا أكبر «لآمون»، ثم ملكًا على «طيبة» [راجع الأسرة الثانية والعشرين «شيشنق الثاني» الملك]. والتمثال رقم «٣٨٩» يحمل طغراء «حورسا إزيس».

أولاد «حورسا إزيس»

يقول «لجران» (راجع Rec. Trav XXVII p. 76): «إن الملك «حورسا إزيس» تزوج من امرأة تدعى «نسرت تاوي».» (راجع A. S. VI p. 124). ومن المحتمل أنها لم تكن إلا من فرع نبيل، وقد أنجب منها طفلين على أقل تقدير وهما: الأميرة «أست ورت» وهي التي أعلنها والدها أول كاهنة أولى للإله «آمون»، وابنه هو «بادوباست» (؟) الكاهن الأول «لآمون» ملك الآلهة (راجع Ibid).
ويظن «دارسي» أن «بادوباست» هذا هو الذي أصبح فيما بعد ملكًا، وافتتحت به الأسرة الثالثة والعشرين (راجع Rec. Trav. XXXV p. 143).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤