الخاتمة

ثم زُفَّتْ عائدةُ إلى يوسف بك رأفت، فبَقِيَ طاهر أفندي وحيدًا.

وبعد ذلك بأشهر قليلة تُوُفِّيَ حسين باشا عدلي، فقصد طاهر أفندي إلى زينب لِيُعَزِّيَها فقيل له؛ إنها في فراشها مريضةٌ، وإنها تنتظر مقابلتَه، فصعد إلى غرفتها وكان لم يرها منذ تلك المقابلة الأخيرة التي خرجتْ من عنده في ختامها حزينةً يئسة، فوَجَدَها في فراشها أنحلها السقامُ وأضنت قواها الآلامُ فبادرتْه قائلة: الحمد لله الذي أراني إياك قبل موتي، ومَكَّنَنِي من أن أُوصيكَ بأنْ تكون مِنْ بعدي أبًا حنونًا لأولادي الصغار.

فوجف فؤاد طاهر أفندي وترقرق الدمع في عينيه، وقال: كَلَّا يا زينب إنك لا تموتين بل ستعيشين، فنظرتْ إليه والدموعُ ملء عينيها وقالت: آه يا طاهر لقد خَلَّصْتَني من الذل والعار والموت في الأول، ولكنك لم تُتم جميلك في الآخر. يكفيني أن تكون أبًا لأولادي.

فأطرق طاهر أفندي هنيهة، وقال: سنكون يا زينب لهم أبًا وأُمًّا معًا، فعيشي! أفهمت؟

فأشرق وجهُ زينب بنور الحياة وقالت: فهمت فها أنا أعيش …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤