الثوب الأزرق

فاخري بالذي لبِستِ السَّماءَ
أنتِ بدرُ التَّمام فيها تراءَى
كل ما تلبسَين حُلوٌ جميلٌ
مستمِدٌّ منك السَّنى والسناءَ
زدتِ حسنًا إن السماءَ وشاحٌ
لك صارتْ غلالةً زَرقاء
درَّة تلبَس البحارَ وجِسمٌ
بصفاهُ كالماءِ يلبَس ماءَ
كوكبٌ ثوبُه الفضاءُ وغُصنٌ
قد تردَّى أوراقَه الخضراءَ
نسجَتْ ذلك القميصَ العُيونُ الزُّرْ
قُ تكسُو الحمامةَ البَيضاء
تتَهادَين عزَّةً وجَلالًا
وجَمالًا ومنعةً وإباءَ
لكِ ثغرٌ غضٌّ على جانِبَيه
طَبعَ الحسنُ آيتَيه رواءَ١
وابتسامٌ ترقرقَ السحرُ فيه
يبعثُ الحبَّ والمنى والرجاءَ
وعيونٌ سُودٌ بها سكَب الله
شعاعًا يُحيي النفوسَ غذاء
فالبَسي ما يَشاءُ ذوقُك وابقَيْ
قُرَّةَ العين بهجةً وصَفاءَ
واسرَحي وامرَحي وتِيهي ودلِّي
واسلَمي واغنَمي الحياةَ هناءَ
٣٠ مايو سنة ١٩١٣

هوامش

(١) المراد بآيتي الحُسن ما تسميه العامة غَمَّازتين، وهما في اللغة الغِينَتان (بكسر الغين المعجمة).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤