الأختان

نزلتْ لتشهدَ روضةً نبتَتْ
أثلاتُها وترَعرع النَّبتُ
فإذا السماءُ وكلُّ أنجُمِها
وإذا الحياةُ وصفوُها البَحتُ
فتَّانةُ البهَجات زُخرفُها
كالسِّحر عنه يقصُر النَّعتُ
زهر الرِّياض طَوائفٌ نُشِرَت
راياتُها وصفًا لها الوَقتُ
لا بل عيالٌ كل واضحةٍ
أمٌّ وكلُّ وَضيعةٍ بِنت١
والماءُ تَسقيها مناهِلُه
خَيرات عُمرٍ عافَها المَقْتُ
وملاعبُ النسَمات تنقُل ما
تروِي ولا زور ولا بُهتُ
وكذاك وجهُ العمر مبتَسِم
لذوِي العِيال وللسِّوى شُختُ٢
لكنْ هنالك زهرةٌ وقفَت
حيرى وجافَاها الأُلى شتُّوا
ملمومةُ الورَقات ذابِلةٌ
مثلُ المليحةِ ما لها بَخت
صمتَت حوالَيها الطيورُ وفي
بعض المواقف يحسُن الصَّمتُ
ومضَتْ على الأيَّام مرتفعًا
رغمَ الجفاءِ جبينُها الصَّلتُ٣
فحنَت لها سلمى وقد ذرفت
دمعًا كعِقدِ الدر يَنبَتُّ٤
وتقدَّمت حتى إذا قرُبتْ
منها وحجَّب غَيرَها السَّمتُ٥
صارتْ تقبِّلُها ملاطفةً
وكذا تقبِّل أُختَها الأُختُ
٣ نوفمبر سنة ١٩١٥

هوامش

(١) عيال المرء أهل بيته الذين يعُولهم، والواضحة هي البَيضاء المنيرة، كنَّوا بها عن المرأة التي تَطول مدةُ جَمالها.
(٢) ضامر ولا هزال.
(٣) العالي البراق.
(٤) ينقطع.
(٥) سمْتُ كلِّ شيء ما واجهَك مِنه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤