إغراء

زودينا من حسن وجهك.

المتنبي
يا باخلًا بجمال عَيـ
ـنيه عليَّ البخلُ عابْ
ومفاخرًا أترابَه
بمباسِم الثغر العِذاب
ومغيرَ زَهر الرَّوض بالـ
ـخدَّين أصلًا وانتِسَاب
ما ضرَّ لو نَلهُو ولَو
يومًا كما شاءَ الشَّباب
ولمن تصونُ الحسنَ تُنـ
ـزِله ضَنينًا في حِجاب
هبْ أنك الدنيا وبهـ
ـجتُها ففيها العيشُ طاب
والشمسُ يسقِي نورُها الـْ
أزهارَ أصنافَ الشَّراب
والبدر يبذُل نفسَه
للَّيل منجرِدَ الإِهاب١
والفجر يكسو الكَونَ والـ
آفاقَ أنواع الثِّياب
والزهر نقطفه ونحـ
مِلُه كحَليٍ أو مَلاب
ونضمُّه ونشمُّه
فكأَنه رود كَعاب
ونرَى من الأطيار ما
إن هجتَهُ نغَمًا أجَاب
آياتُ ربِّك كلِّها
في الحُسن أَنزلَها ثوَاب
كفَّارةً عمَّا نلا
قي في الحيَاة من العَذاب
والعمر بغيُ الفاهميـ
ـهِ والحياةُ لهم عِقاب
لما تمادَى ذنبها
جاءَ الجمال لها مَتَاب
فعلامَ تذخَرُه وهل
في صونِه نفعٌ يُصَاب
الحسنُ وهْو من التُّرا
بِ غدًا يصير إلى التُّراب
١٠ يناير سنة ١٩١٩

هوامش

(١) أي: عاريًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤