الطائر والغصن

ومشبه بالغصن قلبي.

البهاء زهير
طيرٌ على غُصُنٍ في الروض قد وقَعا
إذا شَدا راح في الألحان مُبتدِعا
مموِّجًا صوتَه في النَّاسمات كما
تموَّجَ النورُ فوق الماءِ فالتَمعا
يقرِّب الفجرَ بالإنشادِ مُبتكرًا
ويُبعِد الليلَ بالإنشاد مُختَرعا
أعيرَ من بهَجاتِ الكون أوقعَها
في النَّفس لَونًا وشكلًا عنده اجتَمعا
والغُصنُ من سَعده ما انفكَّ في جذَل
يحبُوه أوراقَه الخَضراءَ مُفترِعا
ويلتَوي لدُنوِّ الماءِ يُورده
ويُخرِج الثَّمَراتِ الغرِّ مُصطَنعا
ويحمِل الطَّير مُرتاحًا به وإذا
أبدَى الخُضوعَ له حبًّا فما خضَعا
كلٌّ سعيدٌ بما قد نال صاحبُه
هذا بذاكَ ولا غُرمٌ لمن شفَعا
لكنْ رأَى الطيرُ يومًا زهرةً فمضَى
وخلَّف الغُصنَ في أوراقِه جزعا
فأذبلَتْ حسراتُ الغصن نضرتَهُ
ولم يزلْ مُوجسًا في يأسِه فزعا
ويأسُه في غدٍ لا شكَّ قاتلُه
على حَبيبٍ له ولَّى فما رجَعا
ولازمَ الصمتَ لا يشكُو إلى أحَدٍ
وما رأى أحَدٌ شيئًا ولا سَمِعا
٣ مايو سنة ١٩٢٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤