مقدمة

بقلم  كامل كيلاني

أَيُّها الصَّبِيُّ الْعَزِيزُ:

تَرْجَمْتُ لك هذِهِ القِصَّةَ التَّمْثِيليَّةَ البارعةَ مُنْذُ خَمْسَةَ عَشَرَ عامًا — أَوْ تَزِيدُ — أَيْ قَبْلَ وِلادَتِكَ بِعامَيْنِ، أَوْ ثَلاثَةٍ، ثُمَّ شَغَلَتْنِي عَوادِي الزَّمَنِ وَمَشاغِلُهُ الْكَثِيرَةُ، عَنْ تقْدِيمِها إِلَيْكَ فِي حُلَّةٍ قَشِيبَةٍ، تَهَشُّ بها نَفْسُكَ، وَيَطْرَبُ لَها فُؤَادُكَ.

ولَقَدْ سَأَلْتَنِي — مُنْذُ أَسابِيعَ — أَنْ أُزَوِّدَكَ بِقِصَّةٍ تَمْثِيلِيَّةٍ، تَشْتَرِكُ فِي تَمْثِيلِها مَعَ أَخْدانِكَ وَلِدَاتِكَ — مِنَ الطُّلَّابِ والطَّالِباتِ — فَذَكَّرْتَنِي بِهذِهِ الْقِصَّةِ، وَما كُنْتُ لَها ناسِيًا.

وَهَأَنَذاَ أُقَدِّمُهَا إِلَيْكَ، مُفْتَتِحًا بها الْمَجْمُوعَةَ الْجَدِيدَةَ، تَحْقِيقًا لِرَغْبَتِكَ، وتَوَخِّيًا لفائِدَتِكَ.

•••

وسَترَى — فِي هذِهِ القِصَّةِ التَّمْثِيلِيَّةِ الجَمِيلَةِ — مِنَ الْعِبَرِ والْعِظاتِ السَّامِيَةِ مَا يَحْفِزُ هِمَّتَكَ إلَى دَرْكِ الْعَظَائِمِ، ويُلْهِبُ فِي نفْسِكَ حُبَّ الْوَطَنِ الَّذِي يَنُوطُ بِك أَكْبَرَ الآمالِ، وَيَرْتَقِبُ مِنْكَ أَجَلَّ الْأَعْمالِ.

١٥ مارس سنة ١٩٣٥

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤