ضجيج

أثارت قصيدة أبي الطيب ضجةً وصخبًا في مجامع العلم والأدب، فلو قيل إن العبيديين زحفوا على مصر من المغرب، ما كان شغل الناس بالخبر واهتمامهم به، فوق شغلهم بهذه القصيدة وما فيها من ومضات فنية، لم يكن لهم بها عهد. ففي القصر يزدحم القواد ورجال الدولة، حول ابن الفرات، وهو يردد كثيرًا من أبياتها، معجبًا تارةً وعابسًا تارةً أخرى، وفي سوق الورّاقين يتكاثر الأدباء على النسّاخين؛ ليظفروا بنسخ منها، وإن اشتطوا في الأجر، وغالوا في الثمن، وفي الجامع العتيق يتجمع الطلاب، ويشتد بينهم الجدل في معاني القصيدة ومراميها، وبينما هم في لغط وصراخ، إذ أقبل عليهم أبو بكر الكندي، وكان من أدباء مصر وعلمائها، فصيحًا بارعًا في الحديث واللغة والنحو الأدب، حتى لقد لُقِّب بسيبويه؛ لمكانته في النحو وغريب اللغة، وكانت مع هذا به لوثة جنون، فكان يركب حمارًا أكثر أوقات النهار ويدور به في الأسواق، ويتكلم وهو راكب، والناس حوله يكتبون ما يقول.

فلما رأى الطلبة أبا بكر تسابقوا إليه متصايحين: إلينا أبا بكر! إلينا يا صاحب الحمار! فقد اشتد جدالنا في بعض أبيات من قصيدة المتنبي، وعندك القول الفصل، وأنت جَهِيزَة التي تقطع قول كل خطيب.

– إن المتنبي يا أبنائي، رجل معروف المكانة، ولكن له هفوات في اللغة، وانحرافًا عن الأسلوب السليم. فصاح الجمع: كيف يا أبا بكر؟

– لقد زل في بيته المشهور:

ومن نكد الدنيا على الحُرِّ أن يرى
عدوًّا له ما من صداقته بدُّ

لأن الصداقة مشتقة من الصدق في المودة، والحر لا يصدق في مودة عدوه، والصداقة ضد العداوة، ولا موقع لها في هذا الموضع. فابتدره أحد الطلبة قائلًا: وماذا كان يقول يا أخا الحمار؟!

كان يقول:

ومن نكد الدنيا على الحُر أن يرى
عدوًّا له ما من مداجاته بدُّ

فصفق الطلاب، وعلا صياحهم في إعجاب وسخرية. فأشار إليهم بذراعيه؛ ليسكتهم. ثم قال؛ أما القصيدة الجديدة فمطلعها هو: «كفى بك داءً أن ترى الموت شافيًا» لا يصح أن يخاطب به ملك وإن كان كافورًا، وفي قوله:

ولكن بالفسطاط بحرًا أزرته
حياتي ونصحي والهوى والقوافيا

سخف وتطفل وتعد على الوزراء وكبار الدولة؛ لأن قوله أزرته حياتي معناه جعلت حياتي تزروه، وليس لهذا المعنى قيمة يتجه إليها شاعر. ثم يقول وأزرته نصحي فيدعي أن وصل في أصالة الرأي وبعد النظر في السياسة إلى القمة، وأنه قدم من الشام؛ لأن الأستاذ كان في حاجة إلى نصحه وثاقب رأيه، على الرغم من كثرة قوّاده ووزرائه.

فغضب أحد الطلاب، وقال: هذا تعصب يا مجنون. فأومأ إليه في حلم وهدوء، وقال: أما ثالثة الأثافي فقوله في المديح:

فتى ما سرينا في ظهور جدودنا
إلى عصره إلا نرجى التلاقيا

فهل سمعتم أقبح من هذا وأسخف! إن آباءكم أيها الطلبة النجباء من لدن آدم كانوا ينقلونكم من ظهر إلى ظهر؛ لتتمتعوا بطلعة جمال كافور! ثم انظروا إلى التركيب المعوّج، وإلى سوء الأدب في حق ممدوحه حين يقول:

ومن قول سامٍ لو رآك لنسله
فدى ابن أخي نسلي ونفسي وماليا

ومستقيم الكلام أن يقول: لو رآك سام لقال أفدي ابن أخي بنسلي، واللئيم هنا يقذف سهمًا مسمومًا فيلحق ملكنا بأبيه سام الأسود في وقاحة سافرة.

هذا أيها الطلبة بعض ما في القصيدة التي لهجت بها الأفواه، وتناقلها الرواة، وغالى بها أدعياء الشعر والأدب، ولكنكم يا أهل مصر لا تحبون إلا الجديد، وما أشبهكم ببني إسرائيل الذين سئموا المنّ والسلوى، واشتهوا على الله الفول والبصل!

وهنا انبرى له فريق كبير من الطلبة يتزعمهم شاب كان يعرف بينهم بالذكاء وقوة الشكيمة، حتى لقد كان العلماء يدارونه ويصانعونه، ويتجنبون سلاطة لسانه، فقال له: هذا نقد زائف أيها الشيخ، وهذا دأبكم دائمًا أيها الأدباء الجامدون، لا يلتمع أمامكم من الشعر جديد إلا قطعتم أنفاسكم في إطفائه. تركت القصيدة كلها يا مولانا، وهي آية خالدة من آيات البيان، وجئت تماحك في أبيات خيّل إليك سوء فهمك أن فيها متنفسًا لحقدك، وكل ما قلته هراء، ولن يضر الشمس ألا تراها مقلة عمياء، ولن يبالي السحاب بنباح الكلاب.

فقهقه أبو بكر طويلًا، وقال: إنني السحاب، وأنتم الكلاب! ثم انتقل من بينهم كأن أرضًا ابتلعته.

وفي هذا اليوم كانت تجلس عائشة بنت رشدين إلى جانب شرفتها المطلة على النيل ذاهلة واجمة، وكانت المراكب تتهادى فوق أمواجه تحتها، وقد داعب النسيم شعرها في رفق ولين، كأنه زفرة عاشق، أو جسة طبيب حاذق، وانطلقت أصوات الملاحين بالغناء مغرِّدةً مطربةً في نعمات اعتادوها، وأغنيات ابتدعوها، فيها شوق وفيها شكوى وفيها حنين إلى الأوطان.

وكانت عائشة بارعة الحسن مشرقة الطلعة، لها وجه صباحي تحيَّر فيه ماء الشباب، وتزاحمت فيه صنوف الفتنة: فعينان سوداوان فيهما سحر، وفيهما خمر، لهما نظرات ذابلة يخفضها الحياء، ويعترك أمامها اليأس والرجاء، وأنف تأنّقت في تكوينه يد الجمال، لا ترى فيه عوجًا ولا أمتًا، وفم ياقوتي لؤلؤي ضن على الشفاه بالقبلات، وعلى العاشقين بالبسمات.

وخصر تثبت الأبصار فيه
كأن عليه من حدق نطاقًا

ثم هي إلى ذلك معتدلة القد، رخيصة الجسم، هضيم الكشح.

لها بشر الدر الذي قلدت به
ولم أر بدرًا قبلها قلد الشهبا

وكانت صورة للعفاف، وتمثالًا للطهر، وملكًا سماويًّا كوِّن من نقاء ونور.

وقد كثر عشاقها، وتسابق إلى اجتذابها أبناء سراة المدينة وكبار حكامها، فكانت تقابل الإقبال بالإعراض، والرجاء بالإباء؛ لأنها أنفت أن تكون في طاعة رجل، أو أن يكون جمالها ملهاة للعابثين، ونهبًا للوالغين. فُتن بها أبو بكر بن صالح وزير كافور، وجنّ بها جنونًا، وأغراها بالمال والجاه، ولم يترك أحبولة لاصطيادها إلا نصبها، ولكنها صدفت عنه في كبرياء، ونفرت كما تنفر مروَّعة الظباء.

وقد نشأت عائشة في بيت أدب وشعر، فقد كان أخوها أبو علي صالح بن رشدين من أعظم كتاب المملكة، وأبرع شعرائها، وكانت داره مثابةً لأدباء مصر؛ فنشأت عائشة في هذا الجو الأدبي كما تنشأ الزهرة على شاطئ الغدير، وثقّفها أخوها فأحسن تثقيفها، وتلقّت من كبار العلماء والشعراء دروسًا في الشعر والنحو واللغة، وكان من أساتذتها عبد الله بن أبي الجوع الشاعر الأديب اللغوي، وكانت برزة في النساء لا تحتجب عن الرجال إلا بخمار رقيق أسود تلفه حول وجهها فيبرز كالبدر في محتلك الظلام.

وكثيرًا ما حضرت في دارها مجالس للشعراء الذين كانوا يكثرون من ازديار أخيها؛ لكرمه وسجاحة خلقه، وكان أبو بكر بن صالح يدأب على شهود هذه المجالس، عله يظفر من فاتنة لبه بكلمة رضًا أو لمحة حنان، ولكنه كان لا يلقى إلا تجاهلًا وإعراضًا.

جلست عائشة إلى جانب شرفتها وفي يدها ورقة كتبت بها قصيدة أبي الطيب، وكانت تقرأها متئدة مفكرة، وكثيرًا ما كانت تهتز في طرب وإعجاب، وبينما هي منصرفة إلى القراءة إذ دخل أخوها وهو يصيح: ألا تزالين تكررين أبيات هذه القصيدة؟!

– لقد حفظتها، إنها إلهام صوِّر في كلام.

– حقًّا إنها من عيون الشعر.

– إنه شاعر وفيٌّ. اسمع يا أبا علي حنينه إلى سيف الدولة, وكيف صاغ هذا الحنين في عزة الأنوف، وإباء العيوف:

حببتك قلبي قبل حبك من نأى
وقد كان غدّارًا فكن أنت وافيًا
وأعلم أن البين يشكيك بعده
فلست فؤادي إن رأيتك شاكيا
فإن دموع العين غدرٌ بربها
إذا كنّ إثر الغادرين جواريا
إذا الجود لم يرزق خلاصًا من الأذى
فلا الحمد مكسوبًا ولا المال باقيا
وللنفس أخلاق تدل على الفتى
أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
أقِلَّ اشتياقًا أيها القلب إنني
رأيتك تصفي الود من ليس صافيا
خلقت ألوفًا لو رجعت إلى الصبا
لفارقت شيبي موجع القلب باكيا

أرأيت يا أخي كيف يصاغ الكلام، وكيف ينفث السحر، وكيف يثور العاشق المهجور على قلبه؛ لأنه يحب من لا يفي، ويصف الود للمماذق الغادر! ثم هل رأيت كيف وخز الشاعر سيف الدولة في رفق لا يكاد يحس، حين قال إن إعطاءه لم يكن سخاءً بل كان تساخيًا؟ ثم هل مر بك في حسن التخلص والإبداع في مدح السواد مثل قوله:

قواصد كافور توارك غيره
ومن وجد البحر استقل السواقيا
فجاءت بنا إنسان عين زمانه
وخلت بياضًا خلفها ومآقيا

قل لي يا صالح: هل حضرت حفل الإنشاد؟

– حضرته، وواثقت أبا الطيب على المحبة والإخلاص.

– نِعْمَ ما فعلت يا أخي، إنه غريب الدار، قليل الصديق في بلد تنبت فيه النمائم كما تنبت الأشواك.

– لقد حذرته من كل ذلك يا عائشة، ولم تعجبني نظرة ابن الفرات إليه، وطفرت من أبي بكر بن صالح في المجلس كلمات شممت منها رائحة الحقد والضغن.

– بئس القوم! إنهم لا يعيشون إلا في جو مدنس بالمكر والخديعة. صف لي المتنبي يا أبا علي.

– إنه صورة للعربي السمح الوسيم.

– هل شاع في شَعره الشيب كما يقول؟

فضحك صالح، ونظر إليها نظرة مزجت فيها الدعابة بالاستنكار، ثم قال: وما لنا الآن بشيب شَعره، ونحن نتحدث في رائع شِعره؟ لا يا فتاتي، إن شعره لم يطرقه الشيب، وهو الآن في نحو الأربعين لم تفارقه نضارة الشباب. هل من سؤال آخر؟ سؤال مثلًا عن لون عينيه؟ أو تكوين أنفه؟ أو طول قامته؟

– إنك رجل ماجن يا صالح، لا تترك المزح ما وجدت إليه سبيلًا. ثم قامت في عجلة وهي تتصنع الاهتمام بإعداد العشاء.

ومرت أيام كان فيها المتنبي يزور كافورًا في كل يوم، ويلقى من بشاشته وكرمه ما يغرس المحبة في القلوب، ولكن هيهات! فإن المتنبي لا يريد مالًا، ولا يريد بشاشة، وإنما يريد من الأيام ما لا توده، ويسعى إلى منهل يعجز الطير ورده، وكان يلتقي في أثناء هذه الزيارات بابن الفرات، فيلبس كل منهما لصاحبه غير وجهه، ويتحدث بغير ما في قلبه، وكثيرًا ما شهد المتنبي وفود الشعراء وطلاب الحاجات وهم يردون على ساحة كافور، وحدث مرة أن كان في حضرة الأستاذ وإلى جانبه أبو إسحاق النحوي، فدخل الفضل بن العباس على كافور يحييه، وما كاد يقول: أدام الله أيام سيدنا، حتى خفض «ميم» الأيام، فابتسم من بالمجلس، ولحظ كافور ابتسام القوم فابتسم، ووقف أبو إسحاق يعتذر عن الفضل ويقول:

لا غرو إن لحن الداعي لسيدنا
وغصّ من دهش بالريق والبهر
فتلك هيبته حالت جلالتها
بين الأديب وبين القول بالحصر
فإن يكن خفض الأيام عن غلط
في موضع النصب لا عن قلة البصر
فقد تفاءلت في هذا لسيدنا
والفأل نأثره عن سيد البشر
يأن أيامه خفض بلا نصب
وأن أوقاته صفو بلا كدر

ونبتت أول بذرة للشقاق بين المتنبي وبعض أدباء مصر، وطارت أول شرارة للشرّ بينه وبين طائفة من شعرائها، حينما دُعي مرة إلى مجلس أبي بكر بن صالح وزير كافور، وكان ابن الفرات حاضرًا، وقد غصّ المجلس بالشعراء المتعصبين لأبي القاسم الأنصاري، الذي جاء لينشد أبا بكر قصيدة في مديحه، وكثر لغط الشعراء، وكثرت الإشارة إلى المتنبي، وهمس صالح بن مؤنس في أذن من بجانبه قائلًا: سيكون هذا اليوم فاصلًا في سمعة مصر في الأدب، ومكانتها في الشعر.

– إن أمة أنت شاعرها يا ابن مؤنس لن تلقي بلوائها إلى شاعر أفّاق. فظهر الغضب على وجه ابن أبي الجوع وكان صديقًا وفيًّا للمتنبي، فأشار إليهما بيده في عنف وهو يقول: ليس للشعر وطن أيها الغبيّان، والعربية وطن لكل عربي، وهنا وقف أبو القاسم الأنصاري وتهيأ للإنشاد بين نظرات الإعجاب من شيعته، وابتسامات الرضا من أبي بكر وابن الفرات، وما كاد يبدأ قصيدته بقوله: «نظر المحب لدى الحبيب غرام».

حتى انبرى له المتنبي يخطّئه في خشونة وجفوة صائحًا: قف يا شيخ! إن العرب لا تقول نظر لدى فلان، ولا تقول غرام لدى فلان، وإنما تقول نظر إليه، وغرام له، إلا إذا كنت تريد أن تجعل من لغة الضاد لغة نبطية.

وهنا اربدّ وجه ابن الفرات؛ لأن أجداده كانوا من النبط، ولم تنل الدهشة من الأنصاري، ولكنه قهقه في سخرية وقال: لا تجزع يا أبا الطيب فقد فسد كل شيء في هذا الزمان حتى أصبح مثلك يتبجّح بمعرفة لغة العرب، ويقول: قل كذا، ولا تقل كذا. إن سميّك الكندي الفاجر الضليل، لا يجرؤ على أن يدَّعي أنه أحط بالعربية، فكيف بك وأنت لست من ذاك! إن العرب أيها الأصمعي الجديد تقول: نظر لديه وله وإليه، وتقول: غرام لديه وله وإليه، والكلمات ينوب بعضها عن بعض، وإلا فأين التضمين وأين المجاز؟ فقال المتنبي في حدة: تقول أكلت على الإناء؟

– أقول أكلت على الإناء وفيه ومنه، وهنا صفّق أشياع الأنصاري، وتصايحوا في شماتةٍ ونكر. فلما هدءوا قال ابن أبي الجوع: إذا كانت بعض الكلمات ينوب عن بعض فإن هذا معقود بشرط لابد منه؛ هو أن يكون الأسلوب جاريًا مع الذوق العربي السليم، سائغًا في أذن الأديب البصير بمرامي الكلام، وهنا تسارع القوم إليه فأسكتوه، وشرع الأنصاري في الإنشاد فأخذ أشياعه يبالغون في الاستحسان وطلب الإعادة. فلما أتم القصيدة خلع عليه أبو بكر وأجزل له العطاء، فانتحى ناحية من الحجرة، وأخذ يدوِّن أبياتًا حتى إذا أتمها طلب أن ينشدها، فأذن له، فكان منها:

لما تعرض لي بمقت حاسدي
أبدى الملام وكيف يرضى الحاسد؟
في مجلس أما الوزير فمنكب
فيه يؤيدني وأنت الساعد
ولى فما أنا شاكر لسؤاله
يومًا ولا هو بالإجابة حامد

وهنا نظر ابن الفرات إلى أبي الطيب وقال: هذا شاعر هجاء سليط اللسان، فخذ حذرك منه يا ابن الحسين.

– إنه أقل من أن ألقي إليه أذنًا، أو أرفع له قدرًا بالرد عليه، ولقد قلت فيمن هم أقدر منه وأشعر:

أرى المتشاعرين غروا بذمي
ومن ذا يحمد الداء العضالا؟
ومن يك ذا فم مرٍّ مريض
يجد مرًّا به الماء الزلالا

ثم وقف مغضبًا، وانصرف مع ابن أبي الجوع، وقد عرف أن سخط الناس عليه وبغضاءهم له لا يفارقان ظلّه أينما سار، ولو أنصف نفسه لعلم أن نفسه هي مثار السخط، ومصدر هذه البغضاء، وودَّ أن يرحل عن مصر، ولكن ماذا يعمل لهذا الأمل الطائر الذي لا يستقر في وكن، وذاك الخيال السابح الذي لا ينال بالأكف؟ ليصبر إذًا، وليتحمّل في سبيل غايته كيد الكائدين ودس الحاسدين، ووصل في هذا اليوم إلى داره وهو ينفخ من الغضب، ويزمجر زمجرة الليث، وينشد:

ومن عرف الأيام معرفتي بها
وبالناس روَّى رمحه غير راحم

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤