الفصل الثالث والثلاثون

السلام

  • الشرق الأوسط الجديد: ١٩٢٢م.

  • الأبيض المتوسط.

***

في الثامن عشر من يناير ١٩١٩م، أي بعد شهرين وأسبوع من الهدنة، عَقدَ مؤتمر السلام في باريس جلستَه الافتتاحية. المثير للدهشة أنه كان يوم سبت، إلا أنه كان التاريخ الذي تم الإصرار عليه — بما يتضمنه ذلك من سخرية — من قِبل رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو Georges Clemenceau؛ حيث كان يصادف الذكرى الثامنة والأربعين لتتويج ولهلم الأول Wilhelm I قيصرًا على ألمانيا. كانت المهمة الأولى أمام الوفود هي صوغ أوروبا جديدة … وهكذا فعلوا. يمكن قياس درجة نجاحهم بحقيقةِ أنه بعد عشرين عامًا بالتمام والكمال، بدأت أوروبا الجديدة التي صنعوها — مثل القديمة تمامًا — تمزِّق نفسها بنفسها إربًا.
بالنسبة للبحر الأبيض، كانت الدول المصطفَّة على ساحله الجنوبي ما زالت تحت السيطرة الأجنبية: كانت مراكش والجزائر وتونس تتطلع إلى فرنسا، وليبيا إلى إيطاليا، ومصر إلى بريطانيا (التي أعلنتها محميةً protectorate، في ١٩١٤م). كل الدول على امتداد الساحل الشمالي — باستثناء واحد هو إسبانيا التي نجحت، إلى حدٍّ ما، في الحفاظ على حيادها — كانت متورطة في الأعمال العسكرية بدرجة أو أخرى؛ وكانت كلها قد حاربت على أراضيها. كانت الدول التي انتهى بها الأمر في الجانب المنتصر، تمنِّي نفسها بأن يعود عليها المؤتمر بفائدةٍ ما في البحر الأبيض أو عليه، والآمال كلها تتركَّز على حقيقة واحدة: تفكيك الإمبراطورية العثمانية. فرنسا، التي كانت قد فقدت نحو ربع سكانها من الذكور بين الثامنة عشرة والثلاثين من العمر وأضعاف ذلك العدد من الجرحى، كانت منشغلةً بألمانيا قبل أي شيء آخر، إلا أنها كانت تضع عينها كذلك على سوريا ولبنان، وكانت تضع الخطط السياسية لذلك منذ فترة طويلة. إيطاليا، التي كانت سعيدة بسقوط عدوِّها القديم: النمسا-المجر، كان يقلقها ما يدور عبر الأدرياتيكي، وبخاصة احتمالُ قيام دولة متحدة بين سلاف الجنوب، تضم كرواتيا وسلوفينيا وصربيا ومونتينيجرو والبوسنة والهرسك وشمال شرق مقدونيا، التي كان يبدو من المرجَّح أن تحل محلَّ ممتلكات السلطان في البلقان. سيكون من الأفضل كثيرًا بالنسبة لها، أن تخرج من المؤتمر بالأراضي الممتدة من ترنتو Trento إلى تريستا Trieste، ومن ساحل دالماشيا حتى ألبانيا، وأخيرًا جزر الروديكانيز، وربما جزء صغير من أراضي الأناضول.
كانت اليونان، كما رأينا في الفصل السابق، في حالةِ فرح عندما انتهت الحرب، إلا أن طموحات فينيزيلوس، ربما كانت أعلى من تلك التي لدى رجال الدولة في باريس. كان تفكيره منصبًّا، كما كان طيلة حياته، على الفكرة الكبرى The Great Idea: بيزنطة مستعادة، مع آسيا صغرى يونانية، وأيا صوفيا عائدة إلى العقيدة الأرثوذوكسية، وملك يوناني مرة أخرى على العرش في القسطنطينية. لم يكن، بالطبع، يستطيع الإفصاحَ عن مثل تلك المطالب بكلمات كثيرة في المؤتمر. كلُّ ما طلبه كان إيبيريوس الشمالية، وتراقيا، وعددًا قليلًا من الجزر، وقطعة كبيرة من آسيا الصغرى من بحر مرمرة إلى سميرنا Smyrna (إزمير Izmir)، ولم تتضمَّن مطالبه القسطنطينية، (رغم أنه، كما قال لأصدقائه وهو يضحك: بمجرد طرد الأتراك منها، فإن المدينة سوف تسقط في يد اليونانيين عاجلًا أو آجلًا). داخل وخارج جلسات المؤتمر التي عُقدت مكتمَلة النِّصاب، كان فينيزيلوس يترك انطباعًا جيدًا لدى الجميع. تأثير شخصيته جعل منه ألمعَ نجوم المؤتمر، أما سِحر حديثه فكان يتكفل بالباقي. لم تكن أوروبا الغربية قد رأت، أو سمعت رجلًا من هذا النوع. كان الدبلوماسي الشاب هارولد نيكلسون Harold Nicolson، يصفه مدهوشًا بأنه: «مزيج غريب من السحر واللصوصية والوطنية والشجاعة والأدب والدهاء السياسي، وفوق ذلك كله، فهو الرجل المبتسِم، المفتول العضلات، الذي يختلس النظر من خلف نظارته الطبية، وعلى رأسه قلنسوة مستديرة ضيقة، من الحرير الأسود.»
من ناحيةٍ أخرى، كان لا يمكن أن توصف بريطانيا، بأي حال من الأحوال بأنها دولة متوسطية؛ غير أنها كانت تمتلك من القواعد الشديدة الأهمية (في جبل طارق ومالطة وقبرص وجزئيًّا في قناة السويس)، ما يجعلها أكثرَ اهتمامًا بمصالحها الواسعة في مصر والشرق وهكذا؛ حيث إنها كانت قد حصلت على الكثير مما كانت تريد (كانت البحرية الألمانية والتجارة البحرية الآن آمنةً في يدها، والمستعمرات الألمانية في أفريقيا استسلمت، وانهيار روسيا وضعَ نهاية لذلك الخطر على شمال الهند وما كان يسمَّى ﺑ «اللعبة الكبرى Great Game»)، كانت تستطيع الآن أن تركِّز كلَّ قوَّتها بعد ذلك على الحوض الشرقي من البحر الأبيض. في الركن الشمالي الشرقي منه، كانت مهتمة بمنع السفن الحربية المعادية من المرور عبر المضايق من وإلى البحر الأسود. كذلك كان قلقها يتزايد بخصوص حلفائها الفرنسيين. كانت الدولتان قد وقفتا معًا بكل إخلاص في الحرب، إلا أن السلام قد يأتي بضغوط وتوترات جديدة — ليس أقلها تلك الناجمة عن الحاجة لضمان الإمدادات النفطية من الموصل في شمال العراق ومن فارس، التي كانت تتزايد أهميتها. منذ العام ١٩١٦م، كان السير مارك سايكس Sir Mark Sykes، والمسيو جورج بيكو M. Gerrges Picot قد اتفقا سرًّا على أنه عندما يحين وقت تقسيم ممتلكات السلطان في الشرق، ستكون سوريا ولبنان من نصيب فرنسا، بينما تحصل بريطانيا، إلى جانب معظم العراق الحديثة، على الموانئ المتوسطية في عكا وحيفا؛ وبجوار هذين الميناءين يتم حجز مساحة (بحجم دولة إسرائيل الحالية تقريبًا) بسبب وضعها الخاص باعتبارها الأرض المقدَّسة، ليقوم فيها حكمٌ دولي خاص بها. كان من الواضح بالفعل أن التقسيم لن يكون سهلًا، كما أن دخول اللنبي القدس مؤخرًا، لم يفعل الكثير لطمأنة فرنسا الكاثوليكية. باختصار، لم تكن القوتان الأوروبيتان الرئيسيتان في الشرق الأوسط تثقان ببعضهما قيد أنملة — وكانت كلتاهما على حق في ذلك.
من ناحية أخرى، ارتكبت كلتاهما الخطأ نفسه: كانتا تسوِّيان حساباتهما دون اعتبار للعرب. وصول الأمير فيصل إلى المؤتمر (حيث قدَّمه لورانس، الذي كان يرتدي زيَّه العربي كذلك، بكل تقدير) سرعان ما غيَّر ذلك كله. كان فيصل هاشميًّا، ينتمي إلى واحدة من أكثر الأسر العربية أصالة؛ إذ يمتد نَسبُها — من جهة الذكور — إلى ابنةِ النبي. في عام ١٩١٥م، كان السير هنري مكماهون Sir Henry Mcmahon، المندوب السامي البريطاني في مصر، قد وعد شريف مكة (والد الملك فيصل) بأنه في حال قيام العرب بالثورة على الأتراك، سيمنحهم البريطانيون كلَّ ما يحتاجونه من مساعدة، وبعد نجاحها سوف يحصلون على الاستقلال.١ بمساعدة لورانس، الذي كرَّر تلك الوعود — رغم أن ذلك كان على مسئوليته ولا أكثر — كان فيصل قد أوفى بنصيبه من الصفقة، وجاء الآن إلى باريس مطالبًا بالمكافأة الموعودة.
حصل فيصل على المكافأة بشكلٍ ما. في ذلك العام نفسه، عيَّنه اللنبي رئيسًا على إدارة عسكرية في دمشق. تولَّى الفرنسيون مسئولية الساحل واتخذوا من بيروت مركزًا لهم، بينما استولى البريطانيون على فلسطين؛ إلا أن ذلك لم يكن أكثرَ من ترتيبات مؤقتة. في مارس ١٩٢٠م، اجتمع مجلسٌ للنواب في دمشق ليعلن فيصل ملكًا على سوريا موحَّدة تتضمن فلسطين؛ وبعد شهر قرر مؤتمر الحلفاء في سان ريمو San Remo وضْعَ الاثنين تحت نظام انتداب Mandate جديد، وأن تكون سوريا تحت الانتداب الفرنسي. بدأ الفرنسيون كما كانوا يريدون أن يستمروا؛ ففي شهر يونيو أصدروا إنذارًا يطلبون اعتراف سوريا بسلطتهم الجديدة، ثم زحفوا بعده وطردوا فيصل؛ وأخيرًا وافقت عصبة الأمم The League of Nations في شهر يوليو ١٩٢٢م على الانتداب على سوريا ولبنان، التي أعلنت نفسها دولة مستقلة. في الوقت نفسه عيِّن فيصل ملِكًا على العراق، بينما تسلَّم شقيقه الأكبر عبد الله تاجَ شرق الأردن، التي ستُعرف فيما بعدُ (بدءًا من ١٩٤٩م) ﺑ «المملكة الأردنية الهاشمية».
بينما لا تهمنا هنا أيُّ تفاصيل عن الأردن أو العراق، إلا أن فلسطين مهمة. كان آخر وافد على مؤتمر السلام في باريس، الذي يستحق الذكر هنا، هو الدكتور حاييم وايزمان Dr. Chaim Weizmann الذي سيُعيَّن بعد وقت قريب رئيسًا للمنظمة الصهيونية العالمية. وايزمان، الذي كان إلى حدٍّ كبير، مسئولًا عن إعلان بلفور Balfour Declaration خاطب المجلسَ الأعلى في السابع والعشرين من فبراير مع طلب مُلحٍّ لإقامة وطن يهودي في فلسطين، كما كان حاضرًا كذلك — كعضو مراقب — مؤتمرَ سان ريمو، الذي أكَّد الإعلان ومنح بريطانيا الانتدابَ على فلسطين. فيما بعدُ، في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، ستكون مهارات وايزمان التفاوضية موضعَ اختبار صعب، عندما تفقد بريطانيا حماستَها السابقة للصهيونية، وتحاول التملُّص من التزاماتها، وبعد أن تجد نفسها في مواجهة اضطرابات مدنية متزايدة، نتيجةً لحركة القومية العربية الناشئة. إلا أنه سينتصر في آخر الأمر ليصبح رئيسًا لدولة إسرائيل في ١٩٤٨م.

وضع مؤتمر باريس للسلام الذي عُقد في ١٩١٩م، واتفاقية فرساي التي تلته، وضعا نهايةً للعالم القديم وبداية للعالم الحديث في ١٩١٤م، كان هناك خمس إمبراطوريات عظمى تتمركز حول عواصم أوروبية. بعد خمس سنوات كانت ثلاث منها قد زالت — الألمانية، والنمساوية-المجرية، والروسية — أما الرابعة (العثمانية) فكانت على فراش الموت. الإمبراطورية الأخيرة (البريطانية) فحسب، هي التي بقيت، ومنذ ذلك اليوم، سيصبح العالم مكانًا مختلفًا.

وهكذا … روينا قصتنا، على الأقل، حتى المرحلة التي هي موضعُ اهتمام هذا الكتاب. من الواضح أن صفحات تاريخ البحر الأبيض المتوسط لن تُطوى قبل أن يجفَّ البحر نفسه؛ ولكن بينما يمكن إكمال مرحلةٍ بعينها وصولًا إلى نهاية مُحكَمة، إلا أن مرحلةً تتخذ من منطقة معينة من العالم موضوعًا لها، يمكن أن تصل بنا إلى نهاية اعتباطية … والقصة طويلة بالفعل. مع كل يوم يمر، تصبح الحياة أكثرَ امتلاء بالأحداث. لا يصبح التاريخ أطولَ فحسب، ولكنه يتحرك بسرعةٍ أكبر كذلك. في الفصول الأولى من هذا الكتاب، كان بالإمكان تغطيةُ قرن كامل في صفحة أو صفحتين، بالقرب من نهايته كان الفصل يستوعب، بالكاد، عَقدًا من الزمن. ولو أننا واصلنا مسيرتنا عبر الحرب العالمية الثانية ونتائجها حتى آخر الألفية الثانية، فلربما كنا قد أصبحنا أمام مجلَّد بضِعف هذا الحجم على الأقل، ولكان ذلك عبئًا كبيرًا على الكاتب والقارئ على السواء.

قبل ستة أو سبعة آلاف سنة، كان البحر الأبيض المتوسط قد تمخَّض عن الحضارة الغربية كما نعرفها. حجمه الصغير نسبيًّا، كيانه المحصور، اعتدال طقسه، خصوبة وتنوُّع تضاريس شطآنه الأوروبية والآسيوية … كل ذلك ساعد على توفير بيئة حامية فريدة، لحياة وازدهار شعوبه. حتى الضوء له دور هنا … بما يعطيه لهذه الشعوب من وضوح في الرؤية لا مثيل له في مناطق أخرى. لقد آمنت هذه الشعوب بالآلهة، يشهد على ذلك ما لا يقل عن ثلاثة أديان كبرى، ولكن في البحر الأبيض الذي يغمره ضوء الشمس، لم يكن هناك مكانٌ للأشباح أو الشياطين أو العفاريت أو الكائنات الخرافية التي تسكن الكهوف أو تقيم تحت الأرض، كما تظهر كثيرًا في فولكلور الشمال الكئيب الملبَّد بالضباب والغيوم. لذلك كله ولغيره نحن مَدينون بالكثير الكثير. يبقى سؤالٌ مهم يحتاج إلى إجابة: الآن وقد تمَّت المشاركة، إلى أي مدًى يظل المشارك مهمًّا؟ هل ما زال البحر الأبيض المتوسط يحتفظ بالأهمية التي كانت له عندما كان العالم صغيرًا؟

من أسفٍ أن الإجابة لا بد أن تكون: لا! عندما كان العالم صغيرًا كان بلا حدود، والآن انكمش على نحوٍ مؤسف … ومعه انكمش البحر. اليوم، خوض حرب في العراق أو حتى في كوريا أسهلُ من نقل جيش من إنجلترا إلى إيطاليا أو إسبانيا قبل قرن. الطيران من جبل طارق إلى إسطنبول يستغرق أكثر قليلًا من ثلاث ساعات. طرق التجارة لم تَعُد موجودة. سفن النقل والشاحنات مستمرة في الحركة جيئةً وذهابًا من وإلى المحطات النهائية لخطوط أنابيب نفط الشرق الأوسط، إلا أن البحر تستولي عليه — باطراد — ظاهرةٌ مرعبة: سفن الرحلات الطوافة الضخمة التي تجوس، بلا انقطاع، من ميناء إلى آخر، ومن جزيرة إلى أخرى، لتلقي على كلٍّ منها بأعداد من البشر لم تُعرف مثلها من قبل.

لذا، في مطلع الألفية الثالثة، يصبح أكثر وضوحًا كلَّ يوم، أن علة وجوده القديمة قد ضاعت إلى الأبد، وأن الهدف الرئيسي لمتوسط اليوم هو المتعة والترفيه، ربما لا يكون ذلك شيئًا سيئًا على إطلاقه؛ ويمكن أن يقال إن المياه التي كانت في أغلب الأحيان مختلطةً بالدم قد أصبحت رائقة وصافية. يميل الواحد منَّا كذلك إلى نسيان تعاسة الأيام السابقة في البحر، أيام كانت السياط تلهب ظهورَ عبيد المجاذيف على السفن الشراعية، أيام كان الطاعون يضرب السفنَ ويجبرها على البقاء بعيدًا عن الشاطئ حتى يهلك كلُّ مَن عليها، أيام كانت رياح صيفية مفاجئة بمثابة حكمٍ بالموت على طاقم سفينة بالكامل. ما يدعو للحزن هو ضياعُ تلك المنزلة النبيلة: أن يصبح أهمُّ صحنٍ مائي تاريخي في العالم ملوَّثًا، وألا يقضَّ ذلك مضجعَ أحد، أن يصبح الكثير من شطآنه مغطًّى بفضلاتِ لدائنٍ بلاستيكية قديمة فيهجرها الناس.

ربما يكون هناك سببٌ آخر لكي ينتهي الكتاب حيث ينتهي. لقد سرد كثيرًا من الكوارث في تسلسلها الزمني، وقدْرًا غيرَ قليل من المآسي، وتتبَّع البحر الأبيض وتحولاته من مهدٍ إلى لحدٍ، من رابطٍ إلى عائقٍ، ومن نعمة إلى نِقمة ساحة قتال. كم هو مؤسف أن نشهده وقد تحوَّل إلى ملعب، والموانئ القديمة إلى أحواض لليخوت، وبدلًا من السفن القديمة ثلاثية المجاذيف، قوارب التزحلق النفَّاثة. لكم كان من الأفضل لو أسدلنا الستارَ على الأبيض المتوسط الذي كان … عندما كانت كلُّ موجة تروي قصةً، وكلُّ قطرة ماء تلمع بالنبل والكبرياء.

هوامش

(١) لم يُكشف النقاب قط عن اتساق هذا الوعد مع اتفاق سايكس-بيكو، ولا مع إعلان بلفور فيما بعدُ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤