إهداء الديوان

إِلَى الرُّوحِ الْجَمِيلِ وَكَمْ إِلَيْهِ
أَبُثُّ مِنَ التَّلَهُّفِ رُوحَ ظَامِي
فَلَا يُصْغِي لِآلَامِي وَيَنْسَى
فُؤَادًا حَسْبُهُ بَعْضُ ابْتِسَامِ
أَعِيشُ بِبَسْمَةٍ وَأَعُدُّ زَادِي
أَشِعَّتَهَا وَأَشْرَبُهَا مُدَامِي
حُرِمْتُ جَمَالَكِ الْمَعْبُودَ حَتَّى
غَدَا قَلْبِي حُطَامًا فِي حُطَامِ
كَأَنَّ الذِّكْرَيَاتِ بِهِ بَقَايَا
مِنَ الْأَشْلَاءِ أَشْتَاتٌ دَوَامِي
وَصَارَتْ مُهْجَتِي الثَّكْلَى بِحُبِّي
كَعَاصِفَةٍ تَرَامَتْ فِي الرَّغَامِ
وَعَيْشِي خُدْعَةٌ لِلَّيْلِ تَتْرَى
وَهَذَا الشِّعْرُ أَطْيَافَ الظَّلَامِ

•••

وَحِينَ تَنَفَّسَ الْإِصْبَاحُ شِعْرًا
وَتَاهَ الْحُسْنُ بِاللَّحْنِ الْبَدِيعِ
وَرَدَّدَتِ الصَّبَاحَةُ أُغْنِيَاتٍ
تَمُوجُ بِنَشْوَةِ الرُّوحِ الْوَدِيعِ
وَطَوَّفَنِي النَّسِيمُ بِكُلِّ عَطْفٍ
وَجَفَّفَ مَا تَرَقْرَقَ مِنْ دُمُوعِي
وَحَيَّتْنِي الْأَزَاهِرُ وَهْيَ سَكْرَى
بِخَمْرِ الْحُبِّ فِي أَدَبٍ رَفِيعِ
وَدَاعَبَتِ الْعَصَافِيرُ اللَّوَاتِي
مَرَحْنَ تَأَمُّلَاتِي بَلْ خُشُوعِي
عَرَفْتُ يَدَ الْأُلُوهَةِ مِنْكِ تُنْضِي
ظَلَامَ فُؤَادِيَ الْقَلِقِ الصَّرِيعِ
فَحَالَ دُجَايَ أَضْوَاءً بِشِعْرِي
وَصَارَ الشِّعْرُ أَطْيَافَ الرَّبِيعِ
أبو شادي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤