التائِهُ بينَ شعابِ المرجان

منتظرًا فوق البرزخِ
أتشبَّثُ بالآمال،
أتعلَّلُ بالأنسام؛
لعَلِّي أتلقَّاكِ بصدري في رائحة اليُود،
أنظر في عينيك خلالَ الماء،
وأَعدُّ جيوشَ الأمواجِ لعلَّكِ تأتينَ على ذرَّاتِ الملحِ،
وأَضْرِبُ؛ علَّ عصايَ تشقُّ البحرَ اثنين،
أو ينشطرُ القلبُ اثنينِ فلا أتعذَّب،
وأُصَبِّرُ نفسي بالأمواجِ المتصارعةِ لحضنِ الشاطئِ؛
علَّ عروسَ البحرِ تُطِلُّ عليَّ،
تجيءُ إليَّ على أجنحةِ الأقدار،
يقفزُ قلبي فوقَ الزَّبدِ المتطايرِ في الأجواء،
يهتزُّ مع الأصداء،
يُصغي كي يسمع صوتَ حنين.

•••

يمضُغني الصمت،
وسكونُ الموت،
أجترُّ عذابَ الوحدَةِ دونَ رفيق،
لا صوتَ لحيٍّ أو لغريق
إلا أطيافُ نوارسَ فوق الصفحةِ تلمع،
والشمسُ عيونٌ من لهبٍ متجمِّد،
والبحرُ الماردُ في القلبِ يُعربِد،
وأظل أناجي الموجَ، أناجي الشَّوْقَ،
أنادي الحوت؛
علَّك تجتازين الأبحرَ،
تحتضنين الشاطئ،
تلتصقين بحبَّاتِ الرملِ المغروسةِ في جسدي،
تنْتزِعين نُيوبَ اللوعةِ من ذرَّاتي.

•••

آهٍ لو أُبْحِرُ في هذا الجبارِ،
على متن الأنواء،
بشراعِ الغيبِ وفي حضنِ الغيهبِ!
أسألُ عنكِ الأسماكَ، وأبحثُ في الأصداف،
أجتازُ جبالَ الملح ومملكةَ المرجان،
أبحثُ في عرقِ البحرِ وفي الشريان،
أحملُ قلبي فانوسًا في كفَّيَّ،
وأسيرُ بأحلامِ الفارسِ أستكشفُ قلبك،
أقطفُ حبكِ من بستانِ الخصبِ الأبديِّ؛
فهل ألقاكِ جزيرةَ حبي؛
كي ألقى
الأمل المنشود،
والكنز المفقود
وأُنَفِّضُ شَعْري الأَشْعثَ من
ملح الأسفار،
ولون الأقدار؛
كي تخضرَّ بعينيَّ الأشعار.
١٩٧٨م

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤