ملحق (ب): نصائح لكتابة السرد من عشرين كاتبًا محترفًا

إلمور ليونارد

نُشِر هذا الموضوع على جزئين في موقع صحيفة الجارديان.

  • (١)

    لا تفتتح كتابًا بوصف حالة الطقس؛ وإنْ كان هذا بغرض خلق جوٍّ عامٍّ، وليس لرصد ردِّ فعل الشخصية على حالة الجو، فلا تجعله يطول أكثر من اللازم. القارئ ميَّالٌ أكثر لأن يقلِّب الصفحة باحثًا عن الأشخاص. لا توجد استثناءات. أمَّا إذا كنتَ بالصُّدفة باري لوبيز، الذي يملك سُبُلًا أكثر مما يملك شعب الإسكيمو لوصف الثلج والجليد في كتابه «أحلام قُطبية»، فعندئذٍ يمكنك أن تكتب كلَّ تقارير حالة الجو التي تريد.

  • (٢)

    تجنَّبِ الفصولَ التمهيدية: بإمكانها أن تكون مزعجةً، خصوصًا إذا كان التمهيد يأتي بعد مقدمة وردتْ بعد مفتتح؛ لكنْ من المعتاد أن توجد في الكتب غير السردية. التمهيد ليس إلا قصَّة جرَتْ في الخلفية قبل بداية الأحداث، يمكنك أن تدسَّها في أي موضع تريد. هناك فصل تمهيدي في كتاب جون شتاينبك «الخميس العذب»، ولكن لا بأس في ذلك لأن إحدى شخصيات الكتاب تدعم قواعدي هذه، حين تقول: «أحِبُّ أن يحتوي الكتاب على الكثير من الحوار بين الشخصيات، ولا أحِبُّ أن يخبرني أحدٌ كيف يبدو المتحدِّث. أريد أن أكتشِفَ مظهرَه من طريقة حديثه.»

  • (٣)

    لا تستخدِمْ أفعالًا غير «قال» لنقل الحوار. سطْرُ جملةِ الحوار ينتمي للشخصية؛ وفعل القول هو الكاتب حين يدسُّ أنفه، ولكن الفعل «قال» أقلُّ تطفُّلًا من أفعال مثل: «دمدم»، «شهق»، «حذر»، «كذب». لاحظتُ مرةً أن ماري مكارثي أنهَتْ جملةَ حوارٍ بعبارة: «هكذا جزمَتْ مغلِّظةً الأيمان.» وكان عليَّ التوقُّف عن القراءة والرجوع إلى القاموس.

  • (٤)

    لا تلجأ إلى الحال لكي تعدِّل من فعْلِ القول؛ مثلًا: «قال عاتبًا بجدية». استخدامُ الحال بهذه الطريقة (أو بأي طريقة تقريبًا) خطيئة مُهلكة؛ فالكاتب هكذا يكشف عن وجوده بدرجة خطيرة، مستخدِمًا كلمات تشتِّت الانتباهَ ويمكنها أن تعترض تدفُّقَ إيقاع الحوار. لديَّ شخصية في أحد كتبي تروي كيف كانت تكتب الروايات الرومانسية التاريخية بقولها: «صفحات مليئة بالاغتصاب والأحوال.»

  • (٥)

    احتفِظْ بعلامات التعجُّب الخاصة بك تحت السيطرة؛ ليس مسموحًا لك بأكثر من اثنتين أو ثلاث لكل مائة ألف كلمة من نثرك. أمَّا إذا كنتَ تملك براعةَ توم وولف في اللعب بعلامات التعجُّب وما يسبقها من كلام، فأَلْقِ بها بالحفنة.

  • (٦)

    لا تلجأ لعبارات: «وفجأةً»، أو «ساد الهرج والمرج». وهذه القاعدة في غنًى عن تفسيرها. لقد لاحظتُ أن الكتَّابَ الذين يستخدمون «فجأةً» يميلون لممارسةِ سيطرةٍ أقلَّ في تطبيق القاعدة السابقة الخاصة بعلامات التعجُّب.

  • (٧)

    كُنْ شديدَ الاقتصادِ والشُّحِّ في استخدام اللهجات الإقليمية واللكنات المحلية. ما إنْ تبدأ في كتابةِ الكلمات كما تُنطَق في الجُمَل الحوارية وملْءِ الصفحة بالفواصل الموضحة للحروف المحذوفة، فلن تستطيع التوقف عن ذلك. لاحِظْ كيف استطاعَتْ آني برولكس أن تلتقط النكهةَ الخاصة بأبناء ولاية وايومنج في مجموعتها القصصية «حلقة ضيقة».

  • (٨)

    تجنَّبِ الوصفَ التفصيلي للشخصيات، وهو ما أحسن شتاينبك القيامَ به. في قصة إرنست هيمنجواي «تلال مثل فيلة بيضاء»، كيف يبدو «الأمريكي والفتاة التي بصحبته»؟ «خلعَتْ قبعتها ووضعتها على المائدة». كانت تلك هي الإشارة الوحيدة لوصفٍ ماديٍّ في القصة كلها.

  • (٩)

    لا تستغرِقْ في تفاصيل وصف الأماكن والأشياء، باستثناء أن تكون أنتَ الكاتبةَ مارجريت أتوود، ويمكنك أن ترسم باللغة لوحاتٍ من المشاهد. أنت في غنًى عن فقراتٍ وصفيةٍ تُوقِف تدفُّقَ الحدث والقصة.

  • (١٠)

    حاوِلْ أن تستبعِدَ الأجزاءَ التي سيقفز عليها القارئ. فكِّرْ فيما تقفز عليه أنت بينما تقرأ رواية؛ الفقرات النثرية السميكة التي يمكنك أن ترى امتلاءها بكلماتٍ تفيضُ عن الحاجة.

  • (١١)

    أمَّا قاعدتي الأهم على الإطلاق هي التي تلخِّص القواعد العشر السابقة: كلُّ ما بَدَا بمظهر كتابة، فإنني أعيد كتابته من جديد.

ديانا آثيل

  • (١)

    اقرأ «ما كتبتَ» على نفسك بصوت مسموع، فتلك هي الطريقة الوحيدة للتأكُّد من استقامة إيقاع الجُمَل (إن إيقاع النثر من التعقيد واللطف بحيث لا يمكن ضبطه إلَّا عن طريق الأذن).

  • (٢)
    احذِفْ (أو ربما يجب أن تكون بالخط الغليظ احذف): فقط مع غياب الكلمات غير الأساسية يمكن للكلمات الأساسية أن تأخذ رونقَها وتُوضَع في الاعتبار.
  • (٣)

    ليس عليك أن تشتطَّ إلى حدِّ اغتيال أعزائك الغالين — تلك التوريات والصور البلاغية التي تشعر نحوها بفخرٍ فائق حين تظهر على الصفحة — ولكن عُدْ إليها وأَلْقِ عليها نظرةً أخرى بعينٍ مستريبة؛ سوف يتضح لك على الدوام تقريبًا أن موتها خيرٌ وأبقى. (ليست كلُّ وخزة صغيرة من الرضا تستحق الشك فيها، ولكنِ التي يجب عليك أن تحترس منها هي تلك التي تنتفخ بنشوة الإعجاب بالنفس.)

مارجريت أتوود

  • (١)

    خُذْ قلمَ رصاصٍ لتكتب به في رحلات الطيران؛ فأقلام الحبر تطفح. ولكن إذا انقصَفَ سنُّ القلم الرصاص فلا يمكنك أن تبريه على الطائرة؛ لأنه ليس مسموحًا بالأشياء الحادة على متنها؛ ولذلك خُذْ قلمَيْن من أقلام الرصاص.

  • (٢)

    إذا انقصف القلمان، يمكنك أن تقوم بعملية شحذ صعبة باستخدام شريطٍ لتثبيت الملفات من نوع معدني أو زجاجي.

  • (٣)

    خُذْ شيئًا لتكتب عليه؛ الورق جيد، وكبديلٍ — عند الضرورة — ستفي بالغرض قِطَعٌ من الخشب أو ذراعك.

  • (٤)

    إذا كنتَ تستخدم كمبيوتر، فَلْتحرص دائمًا على حفظ النص الجديد على أداة تخزين خارجية.

  • (٥)

    قم بتمرينات للظهر، فالألم يشتِّتُ الذهن.

  • (٦)

    أبقِ القارئ شغوفًا (الأرجح أن هذا سيكون أسهل إذا استطعتَ البقاء أنت شغوفًا)، ولكنكَ لا تعرف مَن هو القارئ؛ لذا فإن الأمر أشبه بمحاولة اصطياد سمكة بنبلة في الظلام. الشيء الذي سوف يسحر فلان، هو نفسه سوف يُضجِر علَّان ضجرًا لا مزيد عليه.

  • (٧)

    أغلب الاحتمالات أنك بحاجة إلى معجم، وكتاب قواعد نحو مُبسَّط، وإحساس بمتطلبات الواقع. وهذه النقطة الأخيرة تعني: لا يوجد غداء مجاني. الكتابة عمل، وهي مقامرة أيضًا، ولا توفر لك معاشَ تقاعُدٍ. يمكن للآخرين أن يساعدوكَ قليلًا، ولكنك في الأساس وحدك تمامًا — لم يدفعك أحد للقيام بهذا: أنت اخترته، فلا تبكي وتنوح.

  • (٨)

    لا يمكن لك مُطلقًا أن تقرأ كتابتك بنفس التوقُّع البريء الذي ينتابنا مع قراءة الصفحات الأولى اللذيذة من كتابٍ جديد؛ لأنك أنت من كتب هذا الشيء. أنت كنت في الكواليس، ورأيتَ كيف يُخفِي الساحرُ الأرنبَ في القبعة؛ ولذلك فَلْتطلب من صديقٍ قارئ أو اثنين أن يلقوا نظرةً عليه قبل أن تدفع به إلى أي شخص في عالَم النشر. يجب ألَّا تربطك بهذا الشخص علاقةٌ عاطفية، إلَّا إذا كنتَ تنوي فسْخَ العلاقة.

  • (٩)

    لا تجلس مُستسلِمًا في قلب الغابة. إذا فقدتَ طريقك وسط الحبكة أو أعجزتك الكتابة، فَلْترجع بخطواتك إلى حيث بدأ الخطأ، ثم خُذِ الطريقَ الآخَر، و/أو غيِّرِ الشخصيةَ، غيِّرْ زمنَ الجُمَل، غيِّرِ الصفحةَ الافتتاحية.

  • (١٠)

    الصلاة والدعاء قد ينفعانك، أو قراءة شيءٍ آخَر، أو أن تتخيَّلَ صورةً واضحةً للكأس المقدسة باستمرار؛ والكأس هنا هي النسخة المنتهية والمطبوعة من كتابك البديع.

رودي دويل

  • (١)

    لا تضع صورةً فوتوغرافية لكاتبك المفضَّل على مكتبك، خصوصًا إذا كان الكاتب واحدًا من المشهورين المنتحرين.

  • (٢)

    تساهَلْ مع نفسك. املأ الصفحات بأقصى ما استطعتَ من سرعة؛ اترك مسافاتٍ مزدوجةً بين السطور، أو اكتب على سطر دون آخَر. اعتبِرْ كلَّ صفحة جديدة تكتبها مثل انتصارٍ صغير.

  • (٣)

    استمِرَّ حتى تصل إلى الصفحة رقم ٥٠، ثم اهدأ، وابدأ القلق بخصوص مسألة الجودة. لا بأس من التوتُّر، فهذا عمل يدَيْك.

  • (٤)

    أَعْطِ عملك اسمًا بأسرع ما يمكنك. امتلكه، انظر إليه؛ كان ديكنز يعرف أن روايته «البيت الكئيب»، سيكون هذا هو عنوانها من قبل أن يبدأ كتابتها. بقية الأمر لا بدَّ أن يكون سهلًا.

  • (٥)

    أقصِرْ تصفُّحَك للإنترنت على مواقع قليلةٍ كلَّ يوم. لا تقترِبْ من وكلاء الرهانات على الإنترنت — ما لم يكن هذا جزءًا من عملية بحثك.

  • (٦)

    احتفِظْ بمعجم، ولكنْ دَعْه مركونًا في سقيفة بعيدة وراء البيت أو حتى وراء الثلاجة؛ أيِّ موضع يتطلَّب مجهودًا للوصول إليه. أغلبُ الظنِّ أن الكلمات التي ستخطر في بالك سوف تفي بالغرض؛ مثل: «حصان»، «ركضَ»، «قالَ».

  • (٧)

    بين الحين والآخَر استسلِمْ للإغراء، نظِّفْ أرضيةَ المطبخ، انشرِ الغسيلَ. إنها عملية البحث.

  • (٨)

    غيِّرْ رأيك. الأفكار الجيدة غالبًا ما تقتلها الأفكارُ الأكثر جودةً. لقد كنتُ أكتب روايةً عن فرقة موسيقية سمَّيْتُها «تقاسيم»، ثم قرَّرْتُ أن أسميها «اقترافات».

  • (٩)

    لا تبحث في موقع أمازون لبيع الكتب عن الكتاب الذي لم تكتبه بعدُ.

  • (١٠)

    خصِّصْ بضعَ دقائق يوميًّا للعمل على التعريف بالكاتب على الغلاف — «يقسِّم وقته ما بين كابول عاصمة أفغانستان وتييرا ديل فويجو (أرض النار) في أمريكا الجنوبية» — ثم عُدْ إلى العمل.

هيلين دانمور

  • (١)

    أَنْهِ يومَ الكتابة بينما لا تزال راغبًا في الاستمرار.

  • (٢)

    استمع إلى ما كتبتَه. إنَّ مقطعًا غير موفَّق من الحوار قد يُظهِر أنكَ لم تفهم بعدُ الشخصياتِ بما فيه الكفاية لأنْ تكتب بأصواتهم.

  • (٣)

    اقرأ رسائل (الشاعر الإنجليزي) كيتس.

  • (٤)

    أَعِدِ القراءةَ، ثم أَعِدِ الكتابةَ، ثم أَعِدِ القراءةَ، ثم أَعِدِ الكتابةَ؛ فإذا ظلَّ العملُ غيرَ مُوفَّق فَلْتتخلَّص منه. إنه شعور لطيف، فلستَ مضطرًّا لأن تكوِّمَ جثثًا لقصائد وقصص يوجد بها كلُّ شيء عدا ما تحتاجه من أنفاس الحياة.

  • (٥)

    احفَظْ قصائد.

  • (٦)

    انضمَّ إلى المؤسسات المهنية التي توفِّر حقوقًا جماعية للكتَّاب.

  • (٧)

    كثيرًا ما تتضح مُشكلة في قطعة من الكتابة وتحلُّ نفسَها بنفسها، إذا ما خرجتَ في تمشية طويلة.

  • (٨)

    إذا اعتقدتَ أن رعايتك لأطفالك وشئون البيت سوف تدمِّر كتابتك، فَلْتتذكر (الروائي الإنجليزي) جيمس جراهام بالاراد.

  • (٩)

    لا تنشغل بالأجيال القادمة؛ فكما لاحَظَ لاركن (وهو ليس عاطفيًّا): «لن يبقى منَّا إلا الحب.»

جيفر داير

  • (١)

    لا تقلق بخصوص الإمكانيات التجارية لمشروع كتابك؛ دَعْ تلك الأمور للوكلاء الأدبيين ومحرِّري دور النشر ليهتموا بها. محادثة بيني وبين ناشري الأمريكي؛ أنا: «إنني أكتب كتابًا مملًّا، جاذبيته التجارية محدودة، وإذا قمتَ بنشره فسوف تفقد وظيفتك غالبًا.» الناشر: «هذا تمامًا ما يجعلني أريد الاحتفاظ بوظيفتي.»

  • (٢)

    لا تكتب في أماكن عامة. في مطلع عقد ستينيات القرن العشرين ذهبتُ لأعيش في باريس؛ للأسباب الكتابية المعتادة: وقتها كانوا إذا أمسكوا بك تكتب في حانةٍ بإنجلترا، فلربما «أكلتَ علقة محترمة»، أمَّا في باريس، في «الكافيهات» … ومنذ ذلك الحين … نما بداخلي نفورٌ شديد من الكتابة في أماكن عامة. أعتقد الآن أن الكتابة لا بدَّ أن تكون في مكانٍ خاص، مثل أيِّ نشاطٍ يلزمه الاختفاء عن أَعْيُن الآخَرين.

  • (٣)

    لا تكن واحدًا من هؤلاء الكتُّاب الذين يحكمون على أنفسهم بالمؤبد في غرام نابوكوف.

  • (٤)

    إذا كنتَ تستخدم كمبيوتر، فَلْتحرص على تطوير وتوسيع تطبيق التصحيح التلقائي للكلمات. السبب الوحيد الذي يجعلني مخلصًا لجهازي البَشِع هذا، هو أنني استثمرتُ الكثيرَ من البراعة في تكوين واحدٍ من أعظم ملفات التصحيح التلقائي في تاريخ الأدب؛ تظهر الكلمات بهجائها المضبوط من مجرد ضربات قليلة وسريعة على لوحة المفاتيح؛ بحيث إن «نيت» تصير وحدها «نيتشه»، و«فوتو» تصبح فوتوغرافيا، وهكذا. عبقري أنا!

  • (٥)

    احتفِظْ بدفتر يوميات. أكبر خطأ أندم عليه في حياتي الكتابية أنني لم أحتفظ قَطُّ بدفتر يوميات.

  • (٦)

    ليكن لديك ما تندم على ارتكابه، فهذا هو وقودك، وعلى الصفحة ستتوهج تلك الأخطاء بالرغبة.

  • (٧)

    لتكن لديك أكثر من فكرة واحدة تطوِّرها في أي وقتٍ كان؛ فعند الاختيار ما بين كتابةِ كتابٍ وعدم القيام بأي عملٍ بالمرة، فإنني على الدوام أميل للثاني. فقط حين يكون عندي فكرتان لكتابين أميل للاختيار الأول؛ عليَّ أن أشعر دائمًا أنني أتهرَّبُ من القيام بشيءٍ ما إلى شيءٍ آخَر.

  • (٨)

    خُذْ حذرَك من الكليشيهات. ليس فقط الكليشيهات التي يشنُّ مارتن آميس حربًا شعواء ضدها؛ هناك كليشيهات ردِّ فعلٍ مثلما في التعبيرات المنطوقة، هناك كليشيهات لها علاقة بالبصر وكذلك بالأفكار، بل حتى المفاهيم أيضًا. كثير من الروايات — حتى بين تلك الجيدة الكتابة إلى حدٍّ كافٍ — ما هي إلا كليشيهات على مستوى الشكل، تتحوَّل إلى كليشيهات على مستوى التوقُّع.

  • (٩)

    قُمْ بعملك كلَّ يوم. فَلْتكتسب عادةَ صياغةِ مشاهداتك في كلمات، وبالتدريج ستتحوَّل هذه العادةُ إلى غريزةٍ ثانية لك. هذه هي القاعدة الأهم على الإطلاق، وبطبيعة الحال أنا لا أتبعها.

  • (١٠)

    إيَّاك وركوب درَّاجة من دون فرامل. إذا أثبَتَ شيءٌ ما أنه أشدُّ صعوبةً من قدرتك، فَلْتتخلَّ عنه وَلْتَقُمْ بشيءٍ آخَر. حاوِلْ أن تواصِلَ الحياةَ دون الاحتماء بالمثابرة العنيدة. غير أن الكتابة ليست شيئًا آخَر سوى مثابرة عنيدة، ينبغي عليك أن تلتزم بها دون يأس. في ثلاثينياتي، اعتدتُ الذهاب إلى صالة الألعاب وإنْ كرهتُ ذلك؛ كان الغرض من الذهاب إلى صالة الألعاب هو تأجيل اليوم الذي سأتوقَّف فيه عن الذهاب. هكذا هي الكتابة بالنسبة إليَّ؛ طريقةٌ لتأجيل اليوم الذي سأتوقَّف فيه، اليوم الذي سأغرق فيه في كآبةٍ عميقةٍ بدرجةٍ لا يمكن تمييزها عن نعيمٍ لا يعكِّر صَفْوه شيء.

آن إنرايت

  • (١)

    أول ١٢ عامًا هي الأسوأ.

  • (٢)

    إن طريقة كتابة كتاب هي أن تقوم بكتابته فعليًّا. قلم الحبر مفيد، والنقر على لوحة مفاتيح جيد كذلك. واصِلْ وضْعَ الكلمات على الصفحة.

  • (٣)

    الكتَّابُ السيئون فقط هم مَن يعتقدون أن عملهم جيد فعلًا.

  • (٤)

    الوصف صعب. تذكَّرْ أنَّ كل وصفٍ ما هو إلا وجهة نظر في العالَم؛ فَلْتجد موضعًا لتقف فيه.

  • (٥)

    اكتب بأي طريقةٍ تروق لك. القصص والروايات مصنوعة من كلمات على صفحة؛ الواقع مصنوع من أشياء أخرى. ليس من المهم معرفة إلى أيِّ مدًى قصتك «واقعية»، أو إلى أيِّ مدًى «مختلقة»؛ المهم هو «ضرورتها ووجاهتها».

  • (٦)

    حاوِلْ أن تكون دقيقًا عندما يتعلَّق الأمر بالأشياء والأغراض.

  • (٧)

    تخيَّلْ أنك تحتضر. إذا كنتَ مصابًا بمرضٍ قاتل، فهل ستُنهِي هذا الكتاب؟ لِمَ لا؟ إن الشيء الذي يُعكِّر صَفْو الأسابيع العشرة المتبقية لك في قيد الحياة هو نفسه الشيء الخطأ في كتابك؛ إذن فَلْتغيِّرْه. توقَّفْ عن الجدال مع نفسك، غيِّرْ ما يتوجَّب تغييره. أرأيتَ؟ مسألة بسيطة، ولم يَمُتْ أحدٌ مع ذلك.

  • (٨)

    يمكنك القيام بهذا كله بصحبة الويسكي.

  • (٩)

    امرح.

  • (١٠)

    تذكَّرْ؛ إذا ما جلستَ إلى مكتبك على مدى ١٥ أو ٢٠ عامًا، كلَّ يوم، دون احتساب العطلات الأسبوعية، فإن ذلك يغيِّرك تمامًا، يغيِّرُك ببساطة؛ قد لا يُحسِّن من مزاجك، ولكنه سوف يُصلِح شيئًا آخَر؛ سيجعلك أكثر حريةً.

ريتشارد فورد

  • (١)

    تزوَّجْ شريكَ حياةٍ يحبك ويعتقد أنها فكرةٌ جيدة أن تكون كاتبًا.

  • (٢)

    لا تُنجِب أطفالًا.

  • (٣)

    لا تقرأ المقالات النقدية المكتوبة عنك.

  • (٤)

    لا تكتب مقالات نقدية (ستكون شهادتك مجروحة على الدوام).

  • (٥)

    لا تدخل في مشاحنات مع زوجتك في الصباح، أو في وقتٍ متأخِّر من الليل.

  • (٦)

    لا تشرب الخمر وتكتب في الوقت ذاته.

  • (٧)

    لا تكتب رسائل إلى المحرر. (لا أحد يهتم.)

  • (٨)

    لا تتمنَّ السوءَ لزملائك.

  • (٩)

    حاوِلْ أن تفكِّر في حُسْن حظِّ الآخرين باعتباره تشجيعًا لك.

  • (١٠)

    لا تسمح لأحد بإهانتك، ما وسعك هذا.

جوناثان فرانزين

  • (١)

    القارئ صديقك، فلا هو خصمك، ولا هو مجرد مُتفرِّج.

  • (٢)

    أيةُ كتابةٍ روائيةٍ ليستْ مغامَرةً شخصية للمؤلف داخل أرض الخوف والمجهول؛ غيرُ جديرةٍ بكتابتها، اللهم إلا من أجل النقود.

  • (٣)

    إيَّاك واستخدام كلمة «عندئذٍ» كأداة ربط — تكفيك الواو وما شابهها لهذا الغرض. اللجوء إلى «عندئذٍ» هو فعلُ كاتبٍ كسول أو في أُذُنه صمم من ناحية النبرة، وهو ليس حلًّا لمشكلة تكرار واو العطف كثيرًا على صفحته.

  • (٤)

    اكتب مستخدِمًا ضميرَ الغائب، إلا إذا عرض لك صوتٌ متميِّز حقًّا ولا تُمكن مقاومته بضمير المتكلم.

  • (٥)

    عندما تتوافر المعلومات ويسهل الوصول إليها في كل مكان، فإن عملية البحث الموسَّعة لكتابة روايةٍ، تفقد كثيرًا من قيمتها.

  • (٦)

    أشدُّ روايات سيرة الأعلام إخلاصًا للحقيقة تحتاج ابتكارًا في نفس درجة الإخلاص. لم يكتب أحدٌ قصةً أشدَّ إخلاصًا للحقيقة من كتاب «التحوُّلات» لأوفيد.

  • (٧)

    ترى في جلوسك أكثر مما تراه في جَرْيِكَ هنا وهناك.

  • (٨)

    من المشكوك فيه، أن شخصًا لديه وصلة إنترنت في الموضع الذي يعمل فيه، يقوم بكتابة سرد جيد.

  • (٩)

    الأفعال المثيرة (في جملتك) ليست بالضرورة مثيرةً للاهتمام.

  • (١٠)

    ينبغي أن تحبَّ قبل أن تقسو.

إستر فرويد

  • (١)

    احذف المجازات والتشبيهات. في كتابي الأول وعدتُ نفسي بألَّا أستخدِم أيًّا منها، وغفلتُ عن واحدٍ فقط في مشهد غروب في الفصل الحادي عشر؛ ما زلتُ أشعر بالخجل كلما مررتُ به!

  • (٢)

    أيُّ قصةٍ بحاجة لإيقاع. اقرأ عملك بصوتٍ مسموع؛ فإن لم تشعر بأنك تُلقِي تعويذةً سحريةً من نوعٍ ما، فثمة شيءٌ ما مفقودٌ.

  • (٣)

    التحرير هو كل شيء. احذف حتى لا يمكنك حذف المزيد، وغالبًا ما سوف تَسْرِي دماءُ الحياة في الأجزاء المتبقية.

  • (٤)

    اكتشِفْ أفضلَ وقتٍ من اليوم للكتابة بالنسبة إليك، ثم اكتب. لا تسمح لأيِّ شيءٍ آخَر بمقاطعتك وإزعاجك؛ بعد ذلك لن يكون من المهم أن يصبح مطبخك في فوضى كاملة.

  • (٥)

    لا تنتظر الإلهام؛ كلمة السر هي الانضباط.

  • (٦)

    ثِقْ في قارئك؛ لستَ مضطرًّا لتفسير كلِّ شيء له. إذا كنتَ حقًّا تعرف شيئًا ما، ونفختَ فيه الحياة، فسوف يعرفه قارئك أيضًا.

  • (٧)

    إياك أن تنسى، كلُّ القواعد موجودة لكسرها، حتى تلك التي وضعتَها أنت لنفسك.

نيل جايمان

  • (١)

    اكتب.

  • (٢)

    ضَعْ كلمةً بعد أخرى. اعثرْ على الكلمة المناسبة، اكتبْها.

  • (٣)

    أَنْهِ ما تكتبه؛ فَلْتفعل كلَّ ما يجب عليك إنجازه.

  • (٤)

    ضَعِ «النصَّ» جانبًا. اقرأه متظاهِرًا بأنك لم تقرأه قطُّ من قبلُ. اعرضه على أصدقاء تحترم رأيهم ويحبون ذلك النوع من الأمور.

  • (٥)

    تذكَّرْ؛ حين يخبرك الآخَرون أنَّ هناك خطأً ما، أو أن شيئًا ما لم يتجاوبوا معه، فهم مُحِقُّون على الدوام تقريبًا. وحين يخبرونك ما هو ذلك الخطأ وكيف يمكن إصلاحه، فهم مُخطِئون على الدوام تقريبًا.

  • (٦)

    اضبطِ النصَّ واستقِرَّ. فَلْتتذكَّرْ ذلك، آجِلًا أم عاجلًا، قبل أن يبلغ نصَّك الكمالَ بكثير، سيكون عليك أن تدعه وتمضي قدمًا وتبدأ بكتابة النص التالي. الكمال مثل مطاردة السراب؛ واصِلِ الحركةَ.

  • (٧)

    اضحك على نكاتك.

  • (٨)

    القاعدة الأساسية فيما يتعلَّق بالكتابة هي أنك إذا مارسْتَها بما يكفي من الاطمئنان والثقة بالنفس، فمن المسموح لك أن تفعل ما يحلو لك أيًّا كان. (ربما تكون هذه قاعدة للحياة كما هي للكتابة، لكنها تصدق مائة في المائة على الكتابة.) وهكذا اكتب قصتك كما تحتاج هي أن تُكتَب؛ اكتبها بأمانة، واروها بأفضل طريقة تستطيعها. لستُ متأكِّدًا إنْ كانت هناك قواعد أخرى، أو قواعد أخرى جديرة بالاهتمام.

دافيد هير

  • (١)

    اكتب فقط عندما يكون لديك ما تقول.

  • (٢)

    لا تأخذ بنصيحة أي شخص ليس له مصلحة في ثمرة كتابتك.

  • (٣)

    الأسلوب هو مهارة أن تنحِّي نفسَك جانبًا، وليس أن تقف في الصدارة.

  • (٤)

    إن لم ينفِّذ أحدٌ مسرحيتَك، فَلْتَقُمْ أنت بهذا.

  • (٥)

    النكات بالنسبة إليك مثل رسم الأيدي والأقدام للرسَّام؛ ربما لا تكون هي ما تريد أن تنتهي إلى القيام به، ولكن عليك أن تتقنها في الأثناء.

  • (٦)

    المسرح بالأساس ينتمي للشباب.

  • (٧)

    لا أحد على الإطلاق مُطالَب بالتماسك والاتساق مثل كاتب السيناريو.

  • (٨)

    إياك والذهاب إلى مهرجان لمشاهير التليفزيون يتنكر في هيئة مهرجان أدبي.

  • (٩)

    إياك أن تشكو من إساءة فهمك؛ فأنت الذي تختار أن يفهمك الآخَرون أو لا يفهموك.

بي دي جيمس

  • (١)

    ارفعْ من قوتك اللفظية. المفردات هي المادة الخام لحرفتنا؛ كلما تعاظَمَ مخزونُك اللغوي صارت كتابتك أقوى أثرًا. نحن كتَّاب اللغة الإنجليزية محظوظون بامتلاك واحدة من أثرى لغات العالم وأكثرها تنوُّعًا ومرونةً. احترِمْ هذا.

  • (٢)

    اقرأ بتوسُّعٍ ولكنْ بانتقائية مُتعصِّبة؛ الكتابة السيئة مُعدِية.

  • (٣)

    لا تخطِّط لأن تكتب وتكتفي بهذا؛ اكتب. إننا نطوِّر أسلوبنا الخاص بالكتابة وحدها وليس بتخيُّلها.

  • (٤)

    اكتب ما تحتاج لأن تكتبه، وليس وفقًا للموجة السائدة أو ما تعتقد أنه سيُباع أفضل.

  • (٥)

    افتح ذهنك على التجارب الجديدة، وخصوصًا لتأمُّل الآخرين. ليس هناك شيء يحدث للكاتب ويذهب هدرًا — مهما كان أمرًا سعيدًا، ومهما كان مأسويًّا.

آل كينيدي

  • (١)

    تَحَلَّ بالتواضُع؛ فالكتَّاب الأكبر سنًّا والأكثر خبرةً وإقناعًا قد يقدِّمون قواعدَ ونصائحَ كثيرة متنوعة. تدبَّرْ ما يقولون؛ ومع ذلك، لا تسلِّم لهم دماغَك تلقائيًّا، أو أيَّ شيءٍ آخَر غير دماغك؛ فربما يتَّصِفون بالسخرية المريرة، والعقول الملتوية، وقد يكونون منهَكِي القوى، ميَّالين للمناورات واللف والدوران، أو ببساطة مختلفين عنك.

  • (٢)

    تَحَلَّ بالمزيد من التواضُع. تذكَّرْ أنك لا تعرف حدودَ قدراتك؛ سواء كنتَ ناجحًا أم لا، فإذا واصلتَ المحاولةَ لتجاوُز ذاتك، فسوف تثري حياتك الخاصة — وربما تُسعِد بعض الغرباء أيضًا.

  • (٣)

    احمِ الآخرين. تستطيع بالتأكيد أن تسرق حكايات وأوصاف من أفراد العائلة والأصدقاء، أو حتى تنهض لملأ بطاقة شخصية خيالية مستمَدة ممَّن كان معك في الفراش قبل قليل. قد يكون من الأفضل أن تحتفي بهؤلاء الذين تحبهم — وبالحب نفسه — عن طريق الكتابة بطريقةٍ تحفظ للجميع خصوصيتهم وكرامتهم دون مساس.

  • (٤)

    احمِ عملَك. الكثير من المنظمات والمؤسسات والأفراد سوف يظنون غالبًا أنهم يعرفون عن عملك أفضلَ ممَّا تعرف أنت — لا سيما إنْ كانوا يدفعون لك مالًا. حين تعتقد بصدقٍ وإخلاصٍ أن قراراتهم سوف تدمِّر عملَك؛ فَلْتبتعد، اركض هاربًا؛ فليس للمال كلُّ هذه الأهمية.

  • (٥)

    احمِ نفسَك. فَلْتكتشِفْ ما الأشياء التي تجعلك سعيدًا ومتحفِّزًا للعمل ومُبتكِرًا.

  • (٦)

    اكتب. انسَ التعاسةَ التي يجلبها المرءُ لنفسه بنفسه، ونوباتِ تقلُّب المزاج، وارتداءَ الثياب السوداء، والتصرفاتِ البغيضةَ على الملأ؛ فإن أيَّ قدر من ذلك كله لن يضيف مثقالَ ذرة إليك ككاتب. الكتَّاب يكتبون؛ فامضِ قدمًا.

  • (٧)

    اقرأ. اقرأ كثيرًا بقدر ما يمكنك، وبأكثر درجة ممكنة من العمق والاتساع، بطريقةٍ تغذيك وتثيرك معًا. المادة الجيدة ستجعلك تتذكرها، فلا تشغل بالك بتدوين الملاحظات.

  • (٨)

    تخلَّصْ من الخوف. هذا أمرٌ مستحيل، ولكن دَعِ المخاوفَ الصغيرة تقود تحريرَك وإعادةَ الكتابة، وضَعْ جانبًا المخاوفَ الكبيرة إلى أن تزول وحدها؛ ثم استخدِمْها بعد ذلك، وربما تكتبها. إذا كان خوفك أكبر من اللازم، فلن تحقِّقَ إلا الصمت.

  • (٩)

    تذكَّرْ أنك تحب الكتابة، وإلَّا لما وجدتَها جديرةً باحتمال المشقَّة. إذا ذبل الحب وشحب، فقُمْ بما يلزم لاستعادته.

  • (١٠)

    تذكَّرْ أن الكتابة لا تحبك؛ فهي لا تكترث بك، وعلى الرغم من ذلك، فإنه يمكنها أن تعامِلَك بسخاءٍ استثنائي. تكلَّمْ عنها جيدًا، شجِّعِ الآخرين، مرِّرِ النعمةَ إليهم.

هيلاري مانتل

  • (١)

    هل أنت جادٌّ بهذا الشأن؟ إذن ابحثْ لك عن مُحاسِب.

  • (٢)
    اقرأ كتابَ دوروثيا براند Dorothea Brande «أن تصير كاتبًا Becoming a Writer»، وقُمْ بكل ما تقوله لك، بما في ذلك المهام التي تراها مستحيلةً. ولعلَّكَ سوف تكره على وجه الخصوص نصيحتَها بشأن الكتابة بمجرد الاستيقاظ في الصباح، ولكن إنِ استطعتَ تدبِّر هذا، فقد تكتشف أنه أفضل ما فعلتَه لنفسك على الإطلاق. لا يترك هذا الكتاب كبيرةً ولا صغيرةً في مسألةٍ تحولك لكاتب، وقد صدر لاحقًا الكثيرُ من كتيبات النصائح المُستلهمة منه. أنت لستَ بحاجة إلى كتب أخرى، ومع ذلك، إذا كنتَ تريد أن ترفع من ثقتك، فإن الكتب الإرشادية من هذا النوع لن تضرَّكَ؛ فيمكنك أن تنطلق في كتابة كتاب كامل انطلاقًا من تمرينِ كتابةٍ صغيرٍ قمتَ به.
  • (٣)

    اكتبِ الكتابَ الذي تودُّ قراءتَه؛ فإذا لم تودَّ أنت قراءته، فلماذا سيودُّ أيُّ شخصٍ آخَر ذلك؟ لا تكتبْ من أجل جمهورٍ محدَّد أو سوق بعينه؛ فقد يختفي هذا أو ذاك عندما يكون كتابُك جاهزًا للنشر.

  • (٤)

    إذا خطرَتْ لك فكرةُ قصةٍ جيدة، فلا تفترِضْ ضمنًا أنها لا بدَّ أن تأخذ شكلَ السرد القصصي؛ فقد تكون أفضل كمسرحية، أو سيناريو، أو قصيدة. كنْ مَرِنًا.

  • (٥)

    انتبِهْ إلى أن أي شيء يظهر قبل «الفصل الأول» قد يفوته القارئ؛ فلا تضع المفتاحَ الأساسي للعمل هناك.

  • (٦)

    غالبًا ما تكون الفقرات الأولى ضربةَ بدايةٍ قوية. راجِعْ فقراتك؛ هل هي مثل رقصة الهاكا المحفِّزة على بدء مباراة قوية، أم أنك تنقل قدمَيْك بلا هدفٍ؟

  • (٧)

    ركِّزْ طاقتَك السردية على نقطة التغيُّر؛ ولهذا أهمية خاصة في الأعمال السردية التاريخية. حين توجد شخصيتك في مكان جديد عليها، أو حينما تتبدل الأمور من حولها، فهذه هي النقطة التي تأخذ فيها خطوةً للوراء وتبدأ في ملْءِ تفاصيل عالَمِها. لا ينتبه الناس إلى تفاصيل محيطهم في روتين الحياة اليومية؛ ولذلك، حين يصف الكتَّاب ذلك المحيط، فقد يبدو الأمر وكأنهم يبذلون جهدًا مكشوفًا لتوجيه القارئ.

  • (٨)

    لا بدَّ أن يكون للوصف دور في موضعه، وليس مجرد حيلة زخرفية، وعادةً ما يعمل على خير وجه حين يشتمل على عنصر إنساني؛ فيكون أكثر تأثيرًا حين يأتي من وجهة نظر ضمنية، وليس من عين الراوي العليم المطَّلِع على كل شيء. إذا تلوَّنَ الوصف بوجهة نظر الشخصية التي تقوم بالملاحظة، فإنه يصير بالتالي جزءًا من تحديد معالم الشخصية، وجزءًا من فعلها وحركتها كذلك.

  • (٩)

    إذا وصلتَ لحائط سد، فابتعِدْ عن مكتبك؛ امشِ قليلًا، خذْ حمَّامًا، قُمْ وخُذْ غفوةً، أعِدَّ فطيرة، ارسم، اسمع موسيقى، مارِسِ التأمُّلَ، قُمْ بتمارين بدنية؛ أو أي شيء آخَر تفضِّله، المهم ألَّا تكتفي بالالتصاق بمكتبك مُقطبًا في وجه المشكلة. ولكن حذار من المكالمات التليفونية أو الذهاب لحفلة؛ فإذا فعلتَ فإن كلمات الأشخاص الآخرين سوف تنصبُّ في ذهنك وتأخذ المكانَ الذي يجب أن تكون فيه كلماتك المفقودة. افتحْ فجوةً لتصطاد تلك الكلمات، اخلقِ المساحة لهم. تجمَّلْ بالصبر.

  • (١٠)

    كُنْ مُستعِدًّا لأي شيء؛ فكل قصة جديدة لها مطالبها المختلفة وربما تطرح عليك أسبابًا تدعوك إلى كسْرِ جميع القواعد، بما فيها السابق ذِكْرها، عدا القاعدة رقم واحد؛ فلا يمكنك أن تمنح روحك للأدب لو أنك تفكِّر في ضريبة الدَّخْل باستمرار.

مايكل موركوك

  • (١)

    قاعدتي الأولى تلقَّيْتُها من تي إتش وايت، مؤلِّف «السيف في الحجر وخرافات أخرى من عصر الملك آرثر»، وكانت كالتالي: اقرأ؛ اقرأ كلَّ ما يمكن أن تقع عليه يداك، فلطالما نصحتُ الناسَ الذي يريدون كتابةَ قصص فانتازية أو خيال علمي أو رومانسية أن يتوقَّفوا عن قراءة كل شيء يخصُّ تلك الأنواع تحديدًا، وأنْ يبدءوا في قراءة كل شيء آخَر بدايةً من جون بانيان (المبشِّر الإنجليزي في العصور الوسطى)، وحتى إيه إس بيات (الكاتبة الإنجليزية المعاصرة).

  • (٢)

    اعثرْ على كاتبٍ يحظى بإعجابك (اختياري كان جوزيف كونراد)، وانسخ حبكاتهم وشخصياتهم في عملٍ لك حتى تحكي حكايتك أنت، بالضبط كما يقوم مَن يتعلَّمون الرسمَ والتصويرَ الزيتي بنَسْخ أعمال المُعلِّمين الكبار.

  • (٣)

    انتهِ من تقديم شخصياتك و«ثيماتك» في الثلث الأول من روايتك.

  • (٤)

    إذا كنتَ تكتب روايةً من النوع المعتمِد على الحبكة في الأساس، فتأكَّدْ من أنك قمتَ بتقديم جميع «ثيماتك» الأساسية وعناصر الحبكة في الثلث الأول، وهو ما يمكنك أن تسمِّيه المقدمة.

  • (٥)

    في الثلث الثاني طوَّرْ «ثيماتك» وشخصياتك، وَلْتسمِّه التطويرَ.

  • (٦)

    في الثلث الأخير قُمْ بحلِّ «الثيمات» وكشف الألغاز … إلى آخِره، وَلْتسمِّه الحلَّ.

  • (٧)
    من أجل فهْمٍ جيدٍ للميلودراما، اقرأ دراسةَ ليستر دينت Lester Dent حول إتقان صياغة الحبكة Master plot formula، وهي متوافرة على شبكة الإنترنت. لقد كُتِبتْ في الأساس بغرض إيضاح كيف تكتب قصةً قصيرةً لمجلات الأدب الرائج الخفيف، غير أنه من الممكن تكييفها بنجاح من أجل غالبية القصص، من أي نوع أو بأي طول.
  • (٨)

    إنِ استطعتَ، فاجعل شيئًا ما يحدث على الدوام بينما تبوح شخصياتك بأسرارها أو فلسفتها الخاصة؛ فمن شأن هذا أن يُبقِي على التوتُّر الدرامي.

  • (٩)

    سياسة العصا والجزرة، اجعل بطلَك مُلاحَقًا «من قِبَل هوسٍ يسيطر عليه أو شخص شرير»، واجعله هو نفسه يُلاحِق شيئًا ما؛ «فكرةً، هدفًا، شخصًا، لغزًا مُحيِّرًا».

  • (١٠)

    تجاهَلْ جميعَ القواعد السابقة، وقُمْ بوضع القواعدِ الخاصة بك بنفسك؛ بحيث تكون أكثر توافُقًا مع ما تريد قوله.

مايكل موربورجو

  • (١)

    الشرط الأساسي بالنسبة إليَّ هو أن أحتفِظَ بنبع أفكاري متدفِّقًا وغزيرًا؛ مما يعني العيشَ حياةً ممتلئة ومتنوِّعة بقدر المستطاع، وأن تكون قرونُ استشعاري مشرعةً في الهواء طوال الوقت.

  • (٢)

    قدَّمَ لي تيد هيوز هذه النصيحةَ، وهي تفعل الأعاجيب: «سجِّلِ اللحظات، الانطباعات العابرة، حوارًا تناهى إلى سمعك، لحظاتِ حزنِكَ وحيرتك وبهجتك.»

  • (٣)

    إن فكرة القصة بالنسبة إليَّ هي ملتقى روافد مختلفة من أحداث حقيقية، وربما تاريخية، أو من ذاكرتي الخاصة، لخلْقِ مزيجٍ مثيرٍ.

  • (٤)

    ما يهمُّ هو فترة الحمل «بالفكرة».

  • (٥)

    ما إنْ يصبح الهيكلُ العظمي للقصة جاهزًا، أشرع في التحدُّث عنها، غالبًا مع كلير زوجتي وأسألها عن انطباعها.

  • (٦)

    وحينما أجلس وأواجه الصفحة البيضاء أكون توَّاقًا للمضي قُدمًا؛ أحكيها كما لو كنتُ أتحدث إلى أعز أصحابي أو إلى أحد أحفادي.

  • (٧)

    ما إن أنتهي من خربشة فصلٍ كيفما اتفق — أكتب بخطٍّ شديدِ الصغر بحيث لا ينبغي عليَّ أن أقلب الصفحة، فأواجه الصفحة البيضاء من جديد — تقوم كلير بنَسْخه على الكمبيوتر، وتطبع منه نُسخةً، وأحيانًا بعد إضافة تعليقاتها الخاصة.

  • (٨)

    حين أكون مستغرِقًا للغاية في إحدى القصص، فإنني أعيش أحداثها بينما أكتبها، وبأمانة لا أعرف أي شيء عمَّا سوف يحدث تاليًا. أحاول ألَّا أوجِّهَ الأمورَ أو أُمْلِيها على الشخصيات، أحاوِل إلَّا ألعب دورَ الآلهة.

  • (٩)

    ما إن ينتهي الكتاب في مسودته الأولى، أقرأه على نفسي بصوتٍ مسموع. إن نبرة صوت الكتاب في أُذُني لَهِيَ أمرٌ بالغُ الأهمية بالنسبة إليَّ.

  • (١٠)

    مع كل عملية تحرير، مهما كانت مرهفةً وحسَّاسةً — ولطالما كنتُ محظوظًا للغاية من هذه الناحية — يكون ردُّ فعلي الأول هو العبوس والتجهُّم، ولكني أهدأ وأستقِرُّ فيما بعدُ، وأتكيَّف مع الأمر، وما هي إلا سنة بعد ذلك ويكون كتابي «المطبوع» بين يديَّ.

آندرو موشون

  • (١)

    قرِّرْ أي وقتٍ من النهار (أو الليل) هو الأوفق للكتابة بالنسبة إليك، ونظِّمْ حياتَك كلها تبعًا لذلك.

  • (٢)

    فكِّرْ بحواسك بقدر ما تفكِّر بعقلك.

  • (٣)

    احتفِ بالإعجازي في قلب العادي.

  • (٤)

    في غرفةٍ مُغلَقةٍ احبس شخصيات/عناصر مختلفة، وأخبرهم أن يتعايشوا معًا.

  • (٥)

    تذكَّرْ أنه لا وجودَ لما يُسمَّى هُراء.

  • (٦)

    لا تَنْسَ مقولةَ أوسكار وايلد أنه «لا يتطوَّر إلا كتَّاب الدرجة الثالثة»؛ وتحدَّاها.

  • (٧)

    دَعْ عملك ينهض على قدمَيْه قبل أن تقرِّر هل تقدِّمه لآخرين أم لا.

  • (٨)

    لا بأس بالأفكار الكبيرة، لكنِ ابْقَ مُحدَّدًا ودقيقًا.

  • (٩)

    اكتبْ للغد، وليس لليوم.

  • (١٠)

    اجتهِدْ.

جويس كارول أوتس

  • (١)

    لا تحاوِلْ إرضاءَ «قارئ مثالي» — ربما يكون موجودًا بالفعل، لكنه يقرأ الآن لشخصٍ آخَر.

  • (٢)

    لا تحاوِلْ إرضاءَ «قارئ مثالي» — فيما عدا أنت نفسك ربما، في وقتٍ ما من المستقبل.

  • (٣)

    كُنْ أنت محرِّرَك وناقِدَك. لا بأس من التعاطُف، ولكنْ لا رحمةَ ولا شفقةَ!

  • (٤)

    ما لم تكن تكتب عملًا طليعيًّا للغاية — عملًا شديدَ التعقيد والتشابُك و«الغموض» — فَلْتنتبه إلى إمكانية تقسيم كتابتك إلى فقرات.

  • (٥)

    ما لم تكن تكتب عملًا ما بعد حداثي للغاية — عملًا واعيًا بذاته، منعكسًا على نفسه، و«استفزازيًّا» — فَلْتنتبه إلى إمكانية استخدامك لمفردات واضحة ومألوفة بدلًا من الكلمات «الكبيرة» المركَّبة.

  • (٦)

    ضَعْ نصب عينَيْك قولَ أوسكار وايلد: «قليلٌ من الصدق شيءٌ خطير، والكثيرُ منه يرمي بك إلى التهلكة دون ريب.»

  • (٧)

    احتفِظْ بقلبك خفيفًا رقيقًا مُفعمًا بالأمل، ولكنْ توقَّعْ دائمًا أسوأَ الاحتمالات.

آني برولكس

  • (١)

    ابدأ ببطء وكُنْ حَذِرًا.

  • (٢)

    لتضمن أنك سوف تبدأ ببطء، اكتبْ بيدك.

  • (٣)

    اكتب ببطء وباليد فقط حول موضوعات تثير اهتمامك.

  • (٤)

    اكتسِبْ مهارةَ الصنعة من خلال سنوات من الكتابة المتشعِّبة المتَّسِعة.

  • (٥)

    أَعِدِ الكتابةَ وحرِّرْ عملك إلى أن تحقِّق أكثر صيغة مقبولة في كل عبارة/جملة/فقرة/صفحة/قصة/فصل.

فيليب بولمان

قاعدتي الأساسية هي أن أرفض القيامَ بأمورٍ مثل هذه؛ «تقديم نصائح للآخرين»، تلك التي تغريني بالابتعاد عن عملي الحقيقي.

إيان رانكين

  • (١)

    اقرأ كثيرًا.

  • (٢)

    اكتبْ كثيرًا.

  • (٣)

    اكتسِبْ مهارةَ النقد الذاتي.

  • (٤)

    تعلَّمْ ما النقد لتتقبَّله.

  • (٥)

    كُنْ مثابِرًا.

  • (٦)

    لتكن قصتك تستحِقُّ أن تُروَى.

  • (٧)

    لا تستسلِمْ.

  • (٨)

    اعرفِ السوقَ.

  • (٩)

    كُنْ محظوظًا.

  • (١٠)

    ابْقَ محظوظًا.

ويل سيف

  • (١)

    لا تنظر وراءك قبل أن تُتِمَّ كتابةَ المسوَّدَة بكاملها، ما عليك إلَّا أن تبدأ «عمل» كلِّ يومٍ من آخِر جملةٍ كتبتَها في اليوم السابق؛ فإنَّ هذا يَقِيك من مشاعر الرهبة والجفول، ويعني أن لديك مادةً ملموسة من العمل قبل أن تخوض غمارَ المهمة الحقيقية، التي تكمن كلها في …

  • (٢)

    التحرير.

  • (٣)

    احمل معك دائمًا دفترَ كتابة، وأنا أعني دائمًا وأبدًا؛ فإن ذاكرة المدى القصير لا تحتفِظ بالمعلومات إلا لمدة ثلاث دقائق؛ فقد تفقد فكرةً ما إلى الأبد إنْ لم تُودِعها صفحتك.

  • (٤)

    توقَّفْ عن قراءة السرد الخيالي — كلها أكاذيب على أي حال، وليس لديها ما تخبرك به مما لا تعرفه بالفعل (هذا طبعًا بافتراض أنك قد قرأتَ بالفعل قدرًا كبيرًا من السرد فيما مضى؛ وإنْ لم تكن قد فعلتَ، فلا شأن لك بعملية كتابة السرد من قريب أو بعيد).

  • (٥)

    أنت تعلم ذلك الشعور البَشِع — بانعدام الكفاءة والانفضاح — الذي تشعر به كلما تأمَّلْتَ نَثْرَك الأدبي الرفيع؟ استرخِ وسلِّمْ بحقيقة أن هذا الإحساس المروِّع لن يغادرك أبدًا، مهما أحرزتَ من نجاح، ومهما امتدحك الجمهور؛ فهو شيء في صميم عمل الكتابة الحقيقي، ولا بدَّ من القبول به.

  • (٦)

    عش حياتك واكتب عنها؛ فلا غاية من عملية إنتاج المزيد من الكتب، فهناك ما هو أكثر من اللازم بالفعل من الكتب المعتمدة على كتب سابقة.

  • (٧)

    تذكَّرْ كَمْ من الوقت ينفقه الناس في مشاهدة التليفزيون. إذا كنتَ تكتب روايةً جوُّها معاصِرٌ، فليس بالضرورة أن تكتب كتلًا سردية طويلة لا شيء يحدث فيها عدا مشاهدة التليفزيون: «بعد ذلك، شاهَدَ جورج برنامج جراند ديزانز بينما كان يأكل بسكوتات الهوبنوب، ثم بعد ذلك أخذ يشاهد قناةَ التسوُّق لفترة …»

  • (٨)

    حياة الكتابة هي بالضرورة حياة من العَزل الانفرادي؛ فإن لم تكُ قادرًا على هذا، فلا تتجشم العناء.

  • (٩)

    آه، ولا تَنْسَ الضربات التي ستتلقَّاها من وقتٍ لآخَر على أيدي الساديين، ممَّن يزعمون أنهم حرَّاسُ مملكة الخيال.

  • (١٠)

    اعتبِرْ نفسك شركةً صغيرة من شخصٍ واحد؛ انطلِقْ في تمرينات بناء الفريق (نزهات سير طويلة)؛ كلَّ سنة اعقدْ حفلةَ العام الجديد في الشركة التي هي أنت، تقف خلالها في ركن غرفة الكتابة، تصيح بأعلى صوتك حتى تسمع نفسك بينما تجرع من زجاجة نبيذ أبيض، ثم مارِسِ العادةَ السرية تحت مكتبك. في اليوم التالي سوف يعتريك إحساسٌ عميق بالخزي.

هيلين سيمبسون

أقرب قاعدة لي مكتوبة على ورقة ملاحظات لاصقة، مُعلَّقة أمام مكتبي، تقول بالفرنسية: (اعمل في صمت) Faire et se taire، وهي العبارة التي أترجمها بطريقتي على أنها: «سدِّي فمك واستمري مع هذا للنهاية.»

زادي سميث

  • (١)

    وأنت لا تزال صغيرًا، كُنْ حريصًا على أن تقرأ الكثير من الكتب. أَعْطِ وقتًا لهذا أكثر مما تعطي لأي شيءٍ آخَر.

  • (٢)

    عندما تكبر، حاوِلْ أن تقرأ ما تكتبه أنت كما قد يقرؤه شخصٌ غريب، أو الأفضل، كما قد يقرؤه عدوٌ لك.

  • (٣)

    لا تُضِفِ طابعًا رومانسيًّا على «مهنتك»، فإما أنك تستطيع كتابة جُمَل جيدة وإما لا تستطيع. ليس هناك ما يُسمَّى «أسلوب حياة الكتَّاب»، وكل ما يهم حقًّا هو ما تتركه على الصفحة.

  • (٤)

    تجنَّبْ نقاطَ ضعفك، ولكن قُمْ بهذا دون أن توهم نفسك بأنَّ ما تهمله لا يستحِقُّ الاهتمام. لا تُغطِّ مواطنَ الشكِّ في قدرتك بقناعٍ من الازدراء.

  • (٥)

    اترك مسافةً زمنية معقولة ما بين كتابة شيءٍ ما وتحريرِه.

  • (٦)

    تجنَّبِ الشللية، والعصابات، والجماعات. إنَّ وجودك في جَمْعٍ لن يجعل كتابتَك أفضل مما هي عليه.

  • (٧)

    اشتغل على جهاز كمبيوتر غير موصول بالإنترنت.

  • (٨)

    احرص على حماية الوقت والمكان المخصَّصين للكتابة. أَبْعِدِ الجميع عنهما، حتى أهم وأعز الناس لديك.

  • (٩)

    لا تخلط الشهادات والتقديرات بالإنجاز الحقيقي.

  • (١٠)

    قُلِ الحقيقةَ عَبْرَ أيِّ حجابٍ تجده في متناول يدك — ولكنْ قُلِ الحقيقة. تهيَّأْ لحزنٍ يدوم مدى العمر، ناجِمٍ عن عدم إحساسك بالرضا عن عملك أبدًا.

كولم تويبين

  • (١)

    احرص على إنهاء كلِّ ما تبدأ كتابتَه.

  • (٢)

    ابْقَ معه حتى نهاية الشوط.

  • (٣)

    اعمل على أنْ يبقى ذهنك مرتديًا بيجامته (طليقًا ومَرِنًا) طوال اليوم.

  • (٤)

    توقَّفْ عن الشعور بالرثاء لنفسك.

  • (٥)

    لا مشروبات كحولية أو علاقات جنسية أو مخدرات بينما تعمل.

  • (٦)

    اعمل في الصباح، خُذْ راحةً قصيرة للغداء، اعملْ فترة ما بعد الظهيرة، ثم شاهِدْ نشرةَ أخبار السادسة مساءً، ثم عُدْ إلى العمل حتى وقت النوم. قبل أن تنام، استمِعْ إلى شوبرت، يُفضَّل بعض أغنياته.

  • (٧)

    إنْ كان لا بدَّ من القراءة، فَلْتقرأ السِّيَرَ الذاتية للكتَّاب الذين مَسَّهم الجنونُ، من أجل أن تبهج نفسك.

  • (٨)

    في أيام الإجازة الأسبوعية، يمكنك أن تشاهِد أحدَ أفلام (المخرج إنجمار) برجمان، يُفضَّل الفيلمان: بيرسونا، وسوناتا الخريف.

  • (٩)

    لا تسافِرْ إلى لندن (العاصمة).

  • (١٠)

    ولا تسافِرْ إلى أيِّ مكانٍ آخَر كذلك.

روز تريمين

  • (١)

    انْسَ ذلك القولَ القديم الممل: «اكتب عمَّا تعرف.» وبدلًا من ذلك التمِسْ منطقةَ خبرةٍ تكون غير معروفة ولكنْ يُمكن معرفتها، منطقةً من شأنها أن تعزِّز فهْمَك للعالَم، واكتب عنها.

  • (٢)

    وعلى الرغم من هذا، فَلْتتذكر أنه بداخل تجربة حياتك الشديدة الخصوصية فقط، تكمن البذور التي سوف تُغذِّي عملك الخيالي؛ لذا فلا تُلقِ بها كلها في كتابة السيرة الذاتية. (في العالم الآن عدد كافٍ بالفعل من كتب مذكرات الكتَّاب.)

  • (٣)

    إياك والشعور بالرضا عن مسوَّدة أولى؛ وفي الحقيقة، إياك والشعور بالرضا عن عملك على الإطلاق، إلى أن تصل إلى يقينٍ أن هذا هو أعلى مستوًى للجودة تتيحه لك قدراتك المحدودة.

  • (٤)

    أنصِتْ جيدًا إلى كل الملاحظات النقدية والإشارات التي يخبرك بها «قارئك الأول» الذي تثق فيه.

  • (٥)

    حين تخطر لك فكرة، اقضِ بعضَ الوقت الصامت معها. تذكَّرْ فكرةَ (الشاعر الإنجليزي) كيتس عن المقدرة السلبية، وكذلك نصيحة (الروائي والكاتب) كيبلنج بأن «تنجرف، وتنتظر، وتطيع»؛ فإلى جانب قيامك بجمع حقائق لا لبسَ فيها، اترك نفسك كذلك لتحلم بفكرة وهي تتجسَّد.

  • (٦)

    في مرحلة التخطيط لكتابك، لا تُخطِّط للنهاية؛ فلا بدَّ أن تكتسبها بكل تلك الإرادة السابقة عليها.

  • (٧)

    احترِمِ الطريقةَ التي تتغيَّرُ بها الشخصيات ما إنْ تبلغ من عمرها خمسين صفحة. أعِدْ مراجعةَ خطتك عند هذه المرحلة، وانظُرْ إنْ كانت هناك أمورٌ بعينها لا بدَّ من تعديلها نظرًا لتلك التغييرات الطارئة.

  • (٨)

    إذا كنتَ تكتب روايةً تاريخيةً، فلا تجعلْ أبطالَها من الأعلام المشهورين؛ فمن شأن هذا أن يكسبها ضجرَ كتب السِّيَر والأعلام بالنسبة إلى القرَّاء، ويُعِيدهم من جديدٍ إلى كتب التاريخ. إنْ كان لا بدَّ أن تكتب عن شخصيات حقيقية، فَلْتقمْ إذن بحيلةٍ ما بعد حداثية وتلاعب بها.

  • (٩)

    تعلَّمْ من السينما. كُنْ مقتصِدًا مع الفقرات الوصفية. افرز التفاصيل، افصل تلك التي تقول شيئًا عن الأخرى العديمة الحيوية. اكتب حوارًا يمكن للناس فعلًا أن يقولوه.

  • (١٠)

    إياك أن تبدأ الكتابَ متى ما شعرتُ بأنك تريد ذلك، اكبح جماح رغبتك لوقتٍ أطول قليلًا.

سارة واترز

  • (١)

    اقرأ بجنون. ولكنْ حاوِلْ أن تحلِّل أيضًا ما تقرأ — وهو ما قد يكون صعبًا؛ لأنه كلما كانت الرواية أجمل وأفتن، كنتَ أنتَ أقلَّ انتباهًا لأدواتها. إنَّ اكتشافَ تلك الأدوات أمرٌ جدير بالمحاولة مع ذلك؛ فقد تكون مفيدة لك في عملك. مشاهدة الأفلام أيضًا يعلمكَ شيئًا؛ يكاد يكون كلُّ فيلم من أفلام هوليود المعاصرة الناجحة طويلًا وفضفاضًا إلى حدٍّ ميئوس منه. حاوِلْ أن تتخيَّلَ تلك الأفلام في حالتها الأفضل بعد عمليات قصٍّ وحذفٍ جريئة، هذا تمرين رائع لك في فن الحكي؛ وهو ما يؤدي بنا إلى …

  • (٢)

    احذف كالمجنون. تذكَّرْ مقولة ما قلَّ ودلَّ. كثيرًا ما يحدث لي بينما أقرأ مخطوطات — بما في ذلك شغلي أنا — أن أقول لنفسي بعد أن أكون بلغتُ بدايةَ الفصل الثاني مثلًا: «هذا هو الموضع الذي يجب أن تبدأ منه الرواية فعلًا.» كمية هائلة من المعلومات عن الشخصية والقصة الخلفية لحياتها يمكن توصيلها من خلال تفصيلٍ صغير. الارتباط العاطفي الذي تشعر به نحو مشهدٍ أو فصلٍ كامل سوف يتلاشى بينما تنتقل إلى قصص أخرى. كُنْ في هذا عمليًّا ومهنيًّا؛ وفي الواقع …

  • (٣)

    تعامَلْ مع الكتابة كأنها وظيفة؛ كن منضبطًا. كان كتَّابٌ كثيرون أقربَ إلى المصابين بالوسواس القهري حيال هذا الأمر؛ فمثلًا من المعروف أن جراهام جرين كان يكتب ٥٠٠ كلمة يوميًّا، والكاتبة جين بلايدي كانت تضع ٥٠٠٠ كلمة على الورق قبل وقت الغداء، ثم تقضي فترة ما بعد الظهيرة في الرد على بريد المعجَبين. الحد الأدنى الخاص بي هو ١٠٠٠ كلمة يوميًّا؛ وهو ما يكون أحيانًا أمرًا سهل الإنجاز، وأحيانًا أخرى بصراحةٍ يكون كأنك تتبرَّز قرميدًا، ولكني أُرغِم نفسي على الجلوس إلى مكتبي حتى أبلغ مقصدي؛ وذلك لأنني أعلم أنه بقيامي بهذا أدفع الكتاب للأمام ولو بوصةً بعد بوصة. قد يتَّضِح أن تلك الأَلْف كلمة ليست إلَّا قمامة — وهي كذلك في الغالب، ولكن عندئذٍ يكون من الأسهل على الدوام أن تعود إلى الكلمات القمامة تلك في وقتٍ لاحق للعمل على تحسينها.

  • (٤)

    كتابة السرد ليست «تعبيرًا عن الذات» أو «طريقةً للعلاج». الروايات للقُرَّاء، وكتابتها تعني توليفًا بارعًا وصبورًا ومنكرًا لذاته، للمؤثرات المختلفة. أفكِّر في رواياتي وكأنها نوع من أراجيح الملاهي الكبيرة؛ وعملي هو أن أحزِّم القارئ وأشدَّه إلى عربته جيدًا من مُستهل الفصل الأول، وبعدها أدور وأرتفع به من خلال المشاهد والمفاجآت، عبر مسارٍ مرسوم بكل عناية، وإيقاع مضبوط بكل دقة.

  • (٥)

    احترم شخصياتك، حتى الثانوية والعابرة منها. في الفن، كما في الحياة، كلُّ شخص هو بطل قصة حياته المميزة؛ من المثمر التفكير في القصص الخاصة بشخصياتك الثانوية، حتى لو لم يتقاطعوا مع حياة بطلك إلا قليلًا. وفي الوقت نفسه …

  • (٦)
    لا تزحم السرد بالناس؛ لا بدَّ أن يكون لكل شخصية طبيعتها الفردية الخاصة بها، ولكن ينبغي أن يكون لها دورها في السرد أيضًا — مثل الأشخاص المرسومين في اللوحات الزيتية. فكِّرْ في لوحة هيرونيموس بوش «تاج الشوك» Christ Mocked، التي يظهر فيها يسوع وهو يحتمل معاناته في صبرٍ، ويحيطُ به من مسافة قريبة للغاية أربعة رجال يتوعَّدونه ويتهدَّدونه. كلُّ شخصيةٍ في اللوحة فريدة، وكلٌّ منها تمثِّل نموذجًا بعينه؛ والشخصيات مجتمعة تشكِّل حكايةً سرديةً أكثر تأثيرًا بسبب بنائها المحكم والمقتصد. وبهذه المناسبة …
  • (٧)

    حذارِ من الإسهاب في الكتابة. تجنَّبِ العبارات الفائضة عن الحاجة، والنعوت التي تشتِّت عن القصد، والأحوال التي لا لزومَ لها. يبدو أن المبتدئين خصوصًا يظنون أن كتابة السرد بحاجةٍ إلى نوعٍ خاص من النثرِ المكتَظِّ بالمحسنات الأنيقة، والمغاير تمامًا لأي لغة قد يُقابِلها المرءُ في حياته اليومية. ويُعَدُّ هذا إساءةَ فهمٍ للطريقة التي ينتج بها السردُ تأثيرَه على قارئه، ويمكن التخلُّص من هذه المشكلة باتِّبَاع القاعدة رقم ١؛ فحين تقرأ أعمالَ كلٍّ من كولم توينين وكورماك مكارثي، على سبيل المثال، تكتشِفُ كيف يمكن لقاموسٍ محدودٍ عن عمدٍ أن يُنتِج أثرًا عاطفيًّا صاعقًا.

  • (٨)

    الإيقاع مسألة حاسمة. الكتابة المنمقة وحدها لا تكفي؛ بوسع دارسي الكتابة أن ينتجوا صفحةً من النثر المصقول على مستوى الحِرْفة، ولكنْ ما يفتقرون إليه أحيانًا هو أن يصحبوا القارئ في رحلةٍ، مع كل ما قد يرتبط برحلة طويلة من تغيُّر في تضاريس الأرض وفي السرعة والجو العام. ومن جديدٍ، أظنُّ أنَّ مشاهدة الأفلام يمكن لها أن تكون مفيدة؛ فأغلب الروايات تحتاج إلى أن تمضي بسرعة، أو تتريث، أو تتراجع، أو تتقدَّم، على نفس منوال الأفلام السينمائية.

  • (٩)

    لا داعيَ للذُّعر؛ فقد عانيتُ أكثر من مرة، في منتصف كتابتي لروايةٍ ما؛ رعبًا يكركب الأمعاء، بينما أتأمَّل الهُراء المكتوب أمامي على شاشة الكمبيوتر، وأرى ما سيتبع ذلك، في تتابُعٍ سريع، من قراءات صحافية ساخرة، وحرج الأصدقاء مني، وإخفاقي المهني، وتضاؤل دخلي، وضياع منزلي مني بسبب الديون، ثم الطلاق … ومع ذلك فإن مواصلة العمل العنيد خلال محنة نفسية مثل تلك دائمًا ما أوصلتني لمقصدي في النهاية. قد يكون من المفيد مغادرة المكتب لوهلة، أو يمكن للتحدُّث عن المشكلة أن يذكِّرني بما كنتُ أحاول تحقيقه قبل أن ألتصق في المصيدة، كما أن الخروج في نزهات سَيْر طويلة دائمًا ما يدفعني للتفكير في مخطوطتي بطريقةٍ جديدة إلى حدٍّ ما. وإذا ما أخفقتْ كلُّ تلك الوسائل، فهناك على الدوام القديس فرانسيس دو سال، وهو القديس شفيع الكتَّاب، الذي كثيرًا ما نَجَدَني للخروج من أزماتي؛ وإنْ لم يكن كافيًا بالنسبة إليك، فعندك أيضًا كاليوبي، ربة الإلهام المختصة بالشعر الملحمي، يمكنك أن تناجيها وتستجديها.

  • (١٠)

    الموهبة تجبُّ ما سواها؛ فإن كنتَ كاتبًا عظيمًا حقًّا فلستَ بحاجةٍ لتطبيق أيٍّ من تلك القواعد. فلو كان (الكاتب الأمريكي) جيمس بالدوين شعر بضرورة أن يشدَّ وترَ الإيقاع قليلًا، لَمَا كان حقَّقَ الكثافة الغنائية الممتدة في روايته «غرفة جيوفاني». ودون «إسهاب» في كتابة النثر، ما نلنا شيئًا من الغزارة اللغوية لدى كلٍّ من ديكنز أو آنجيلا كارتر، ولو حرصنا جميعًا على الاقتصاد في عدد الشخصيات، لما قرأنا الروايةَ التاريخية «وولف هول» … وعلى الرغم من هذا كله، وبالنسبة إلى بقيتنا، تظل القواعد لها أهميتها. والنقطة الحاسمة أنك لن تستطيع أن تبدأ التجريب مع تلك القواعد وكسرها، إلا حين تفهم وظائفها وطرائق عملها.

جانيت وينترسن

  • (١)

    انهضْ للعمل. الانضباط يتيح لك حريةً إبداعية، وعدم الانضباط يعني انعدامَ الحرية.

  • (٢)

    إيَّاك والتوقُّف عندما تقع أو تلقى طريقًا مسدودًا. ربما لا يكون بمقدورك حلُّ المشكلة، ولكنْ نَحِّها جانبًا واكتب شيئًا آخَر؛ لا تتوقفْ بالمرة.

  • (٣)

    أحب ما تعمل.

  • (٤)

    كُنْ نزيهًا مع نفسك. إنْ لم تكن جيدًا فتقبَّلِ الأمر. إذا كان العمل الذي تقوم به غير جيد، فتقبَّلِ الأمرَ.

  • (٥)

    لا تظل متشبِّثًا وحريصًا على عملٍ ضعيف. إنْ كان سيئًا عندما وضعتَه في الدرج، فسيكون بنفس السوء عندما تُخرِجه من الدرج.

  • (٦)

    لا تكترث لملاحظةٍ صادرةٍ عن أي شخصٍ لا تَكنُّ له احترامًا.

  • (٧)

    لا تكترِثْ لملاحظة صادرة عن أي شيءٍ له تحيُّزات خاصة بالجنس؛ فما زال كثيرٌ من الرجال يعتقدون أن المرأة تفتقر للخيال القابل للاشتعال.

  • (٨)

    اقصرْ طموحَك على العمل، وليس على الثمرة.

  • (٩)

    ثِقْ بقدرتك الإبداعية.

  • (١٠)

    استمتِعْ بهذا العمل!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤