الْقَمَرُ الْعَاشِقُ

إلى ذات الغلالة الرقيقة النائمة تحت نافذتها المفتوحة في ليالي الصيف المقمرة.

إذا ما طافَ بالشُّرفةِ
ضوءُ القمر المضْنَى
ورفَّ عليكِ مثلَ الحُلـ
ـمِ أو إشراقةِ المعنَى
وأنتِ، على فراش الطُّهـ
ـرِ، كَالزَّنبقة الوَسْنَى
فضمِّي جسمَك العاري
وصوني ذلك الحُسْنا

•••

أغارُ عليكِ من سابٍ
كأنَّ لضوئِه لَحْنَا
تدقُّ له قلوبُ الحو
رِ أشواقًا إذا غنَّى
رقيقُ اللمس، عربيدٌ
بكلِّ مليحةٍ يُعْنَى
جريءٌ، إنْ دعاه الشو
قُ، أن يقْتحم الحصنَا!

•••

تحدَّرَ من وراءِ الغيـ
ـمِ، حين رآك، واستأْنَى
ومسَّ الأرضَ في رفقٍ
يشُقُّ رياضها الغَنَّا
عجبتُ لهُ، وما أعجـ
ـبُ كيفَ استلَمَ الرُّكْنَا؟
وكيفَ تَسَوَّرَ الشَّوْكُ؟
وكيفَ تسلَّقَ الغُصْنَا؟

•••

على خديكِ خمرُ صبا
بةٍ أفرغها دَنَّا
رحيقٌ من جَنَى الفتنـ
ـةِ لا ينضُبُ أو يفْنَى
وفي نهديكِ طلَّسما
نِ في حَلِّهما افتنَّا
إلى كنزهما المعبو
دِ باتَ يعالجُ الرُّدْنَا

•••

أغارُ، أغارُ إنْ قَبـ
ـلَ هذا الثغرَ أو ثنَّى
ولفَّ النَّهْدَ في لينٍ
وضمَّ الجسدَ اللَّدْنَا
فإنَّ لضوئِهِ قلبًا
وإنَّ لسحرِهِ جَفْنَا
يصيدُ الموجةَ العذرا
ءَ من أغوارها وَهْنَا!

•••

وكم من ليلةٍ لمَّا
دعاهُ الشوقُ واستدْنَى
جثا الجبَّارُ بين يديـ
ـكِ طفلًا يشتكي الغَبْنَا
أرادَ، فلم يَنَل ثغرًا
ورامَ، فلم يصب حضْنَا
حَوَتْكِ ذراعهُ رسمًا
وأنتِ حويتِهِ فنَّا!

•••

عصيتِ هواهُ فاستضرى
كأنَّ بصدرِهِ جِنَّا
مضى بالنظرةِ الرَّعنا
ءِ يطوي السَّهْلَ والحَزْنَا
يثيرُ الليلَ أحقادًا
وصدرَ سحابِهِ ضِغْنَا
وعادَ الطفلُ جَبَّارًا
يهزُّ صراعهُ الكوْنَا!

•••

فَرُدِّي الشرفةَ الحمرا
ءَ دونَ المخدَع الأسْنَى
وصوني الحسنَ من ثور
ةِ هذا العاشق المُضْنَى
مخافةَ أنْ يظنَّ النَّا
سُ في مخدعك الظنَّا
فكم أقلقتِ من ليلٍ!
وكم من قَمَرٍ جُنَّا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤