الفصل الثاني عشر

الأوزان الأصول

الأوزان — وتسمى أيضًا (بالأصول) وهي الجزء الثاني من صناعة هذا الفن الذي لا يتم إلا به — وقد ربطوا البيشروات١ والموشحات لعدم اختلالها واختلال المغنين عندما ينشدون معًا حتى لا يسبق أحدهم الآخر ولا يتأخر عنه بل يكون مجموعهم كواحد ويعبرون عنه بقولهم (تُمْ) (تَكَ) وهو بمنزلة أجزاء العروض للشعر مركبًا من سبب خفيف وهو عبارة عن متحرك فساكن تُمْ — وسبب تقبل وهو عبارة عن متحركين تَكَ — وفي مصر ينطقون الاثنين سببين خفيفين تُمْ تَكْ — وتنقسم باعتبار إيقاعها إلى قسمين: أحدهما (التك) وهو ما يضرب على الصنوج المتخذة من النحاس الأصفر أو الأبيض المعلقة بالدائرة — و(التم) وهو ما يضرب على الرق — الجلدة الرقيقة المشدودة على الدائرة — وإذا لم يجدوا دقًا ضربوا التك باليد مقبوضة على الركبة أو أي شيء كان. والتم بها مبسوطة
figure13
شكل ١٢-١: الدف.

وفي الأستانة والشام يدقون التم باليد اليمنى — والتك باليد اليسرى.

وفي بعض البلاد الشامية والعربية يوقعون هذه الأوزان بالأرجل كم شاهد الكثير حضرة أستاذنا المرحوم الشيخ أحمد أبي خليل القباني وهو يلقي تلاحينه الشجية مع جوقته الموسيقية في أخريات التمثيل منذ زمن قليل٢ وهو أول أستاذ أتى بهذه الطريقة البديعة المستملحة في مصر — وقد أخذناه أيضًا عنه٣.

ولما كان مقدار الزمن فيما بين كل تم وتك يختلف في القصر والطول بحسب نظام كل وزن — ومن اللازم ضبط تنوع حركات التمات والتكات، سيما وقد تعسر على المبتدئين معرفة الإشارات الاصطلاحية التي وضعناها في كتابنا الأول (نيل الأماني — في — ضروب الأغاني) الذي نفق طبعه منذ خمس سنوات — وهو أول كتاب طبع في الشرق وذكرت فيه الأوزان المصرية صحيحة.

لذا وضعنا لفظ كل — تم — وتك — وبجانبه مقدار المسافات اللازمة.

الواحدة

تنقسم الواحدة المنظوم عليها أوزاننا إلى أربعة أقسام:

الكبيرة وكل خمس وعشرين منها تستغرق دقيقة وهي التي يغني عليها الأدوار بمصر الآن، وتساوي أربع خانات:

(والمتوسطة) ومنظوم عليها أكثر الأوزان وكل خمسين منها تستغرق دقيقة وتساوي خانتين.

(والصغيرة) ومنظوم عليها بعض الأوزان وكل مائة منها تستغرق دقيقة وتساوي خانة.

(ونصف الصغيرة) ومنظوم عليها بعض الأوزان أيضًا وكل مائتين منها تستغرق دقيقة وتساوي نصف خانة.

وعلامة الخانة الخالية (+) — وعلامة نصف الخانة أو ما يكمل بها الوزن (/) — وعلامة أول الوزن (") وعلامة آخره (**)٤.

والأوزان المصرية الشهيرة التي تلقاها الخلف عن السلف هي:

الخفيف — والثقيل — والشنبر — والورشان — والفاخت والرهج — والمصمودي — والمحجر بقسميه — والمدور — والمخمس — والأربعة والعشرون — والستة عشر — والتوخت بقسميه — والسماعي بأقسامه الثلاثة — والظرفات والأوقر — والمربع — فتكون الأوزان المصرية سبعة عشر فقط٥.
ومما يجب التنبيه إليه قبل الشروع في وضع الأوزان أن بعضًا من ضاربي الدف قديمًا أدخلوا في أكثر تلك الأوزان ما ليس فيها بأن وضعوا حلية أطلقوا عليها اسم (الرباط) الذي لا يصح وجوده إذا كان الوزن منظومًا على الواحدة الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة كما يتضح ذلك لحضرة المطلع الألمعي من وضعهم الستة عشر هكذا:
(( تم + تك + تم + تك + تم + تك + تم + تم +
تك + تم + تك + تك تك تم / تك + تك تك + تك تك **
وحيث أن مجموع هذا الوزن يساوي (٤) أربع وحدات كبيرة أي واحدًا من (الروند) فلا لزوم — إذًا — لوجود أنصاف الأرباع ووضع بدل التك والمسافة تسكين إلى غير ذلك من التعقيد الذي لا ينطبق على قواعد الفن على الإطلاق — ومن جهة أخرى لا يمكن أخذ هذا الرباط الأعلى أستاذ خبير — ولكن كيف وقد استحكمت تلك العادة في صدورهم وأيديهم ولا يمكن نزعها إلا في مدة طويلة وبعد أن يروا: البرهان القاطع على فساد طريقتهم فأقول:

أولاً قد تلقينا الأوزان التركية والشامية على فطاحل علماء هذا الفن كالأستاذ الفاضل الشيخ أبي خليل القباني والشيخ عثمان الموصلي وغيرهما — ودرسنا كتب الأتراك أيضًا لها التي فيها أوزانهم فلم نجد لذكر هذا الرباط أثرًا.

ثانيًا: قال حضرة المرحوم الأستاذ الشيخ شهاب في سفينته هو قدوة المصريين — أن موشح (قام يسعى سحر) (الراست) ضربه (١٦) ست عشرة نقرة فيكون هكذا:
(( تم + تك + تم + تك + تم + تك + تم + تم +
تك + تم + تك + تك تم + تك + تك + تك + تك + **
نعم وهذا أقرب برهان على صحة ما نقول ومنطبق تمام الانطباق على القواعد المتبعة في هذا الفن، فلم يضعونه الآن (١٩) تسع عشرة والأوزان التي فيها هذا الرباط هي: الورشان — والأربعة والعشرون والفاخت — والرهج — والمخمس — والمحجر — والستة عشر — وكل هذه الأوزان على الواحدة الكبيرة أو المتوسطة كما يتضح لك بعد.
وبالاختصار إذا أردت أن لا تضع هذا الرباط في الأوزان المتقدم بيانها؛ لكي يسهل عليك دقها بدون أستاذ — فيكون ذلك بحركة منتظمة في الخفض والرفع مثل حركة (بندول الساعة) أو (المترونوم) — يعني إذا كان العمل بحركة اليد مثلاً وجب أن تكون مرفوعة من قبل، ويصير خفضها بلفظ (التم) أو (التك) بحسب ما يصادفها مع مد الصوت بقدر عدد الخانات الخالية من التم أو التك — أو تضرب (التك) أو (التم) باليد اليُمنى وتضرب المسافة باليد اليسرى — وحينئذ تعلم حالاً وبدون كبير مشقة الزمن المتخلل فيما بين الحركات وبعضها بالضبط الشافي — وبانضمامها إلى عدم المسافات٦.

الخفيف

هذا الوزن فقد من مصر — وفي سفينة المرحوم الأستاذ الشيخ شهاب موشح واحد عليه (بياتي) وهو (إن الهوى قضى) ولم أسمع من أستاذ مصري أنه ألقاه على هذا الوزن، بل على وزن (المدور).

أما نحن فقد تلقينا هذا الوزن على حضرة أستاذنا المرحوم الشيخ أحمد أبي خليل القباني على موشحه (العجم عشيران) البديع الصناعة.
(( تم + + + تك + تك + تم + + + تك + تك +
تم + + + تك + تك + تم + + + تك + تك +
تم + + + تك + تك + تم + تم تم تم تك + تك +
تم + + + تك + تم + تك + تم + تك + تك + **
وتارة يكون الشروع في التلحين عليه من بعد التم الأول ومسافاته أو منه. وهو يساوي (٣٢) اثنتين وثلاثين من الواحدة المتوسطة أي (البلانش).
وقد تلقينا الخفيف أيضًا على كثير من البستات التركية من أساتذتنا الأتراك هكذا٧.
(( دم + تك + تك + + + دم + تك + تك + + +
دم + + + تكه + + + دم + تك + تك + + +
دم + + + تكه + + + دم + دم + تك + تكه +
دم + تك + تكه + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **

الثقيل

(( تك + تم + تك + تم + تك + تم + تك + تم +
تم + تك + تم + تك + تك تك تم + تم تك تم +
تك + تم تك تم + تك + تك تك تم + **

فيكون على هذا الحساب يساوي (٢٢) اثنتين وعشرين بالواحدة المتوسطة، بخلاف وضع الأتراك له فإن الثقيل عندهم يساوي (٤٨) ثماني وأربعين — ونصفه أي (التيم ثقيل) يساوي (٢٤) أربعًا وعشرين — فلم يعلم من أين جاء هذا النقص — وقد تلقيناه هكذا من حضرة الأستاذ الشيخ محمد عبد الرحيم. ولا بد أن يكون ناقصًا تمًا من أوله بثلاث مسافات وقد وضعه الشيخ المذكور ناقصًا من باب السهو في كتاب ذاكر بك.

الشنبر

(( تك + تك + تم + + + تم + تم تم تك + + +
تك + تك + تك + + + تم + + + تك + + +
تك + تك = تك = = = دم تم + + + + تك + + **
ويساوي (٢٤) أربعًا وعشرين بالواحدة المتوسطة — ويكون الشروع في التلحين عليه من أوله تارة كـ(زالت الأتراح) البياتي أو بعد التك الأول ومسافته كـ(يا حسن المعاني). أما في اصطلاحية الشاميين فيكون الروع فيه من التم وهو أوله كـ (يالنهاوند الكبير) تلحين المرحوم الأستاذ الشيخ أبي خليل — ويضعونه هكذا:
(( تم + + + تم + تم + تك + تم + تك + تم +
تك + + + تك + + + تك + تك + تم + + +
تك + تك + تم + + + تك + + + تك + تك + **

الأربعة والعشرون

(( تم + + + تم + تم + تك + تم + تك + تم +
تك + تك + تم + تك + تم + تك + تم + + +
تم + تم تم تك / تك + تك تك + تك تك تم + + **

هكذا تلقيناه على حضرة الأستاذ الشيخ محمد عبد الرحيم الشهير (بالمسلوب) على موشح كـ(للي) (الحجاز) — وقد تلقيناه على حضرة الأستاذ الشيخ إبراهيم المغربي على نفس الموشح السابق — وموشح آخر عراق وهو (ورقا على الغصون) هكذا:

(( تم + + + تم + تم + تك + تم + تم + تك +
تم + تم + تك + تم + تم + تك + + + تك تك
تم + تم تم تك / تك تك + تك تك تم + + + + **

ومسافة الاثنين واحدة؛ أي أن كلاً منهما يساوي (٢٤) أربعًا وعشرين بالواحدة المتوسطة، والشروع في التلحين عليه من آخره أي من التم الذي بعده ثلاث مسافات صغيرة.

الورشان٨

(( تك + تم + + + تك + تام / تك + تك تك + تك تك
تم + تم تم تك / تك + تك تك + تك تك تم + + + **
figure14
شكل ١٢-٢: الشيخ ابراهيم المغربى.

وفيه رباطان ويساوي (١٦) ست عشرة من الواحدة المتوسطة — والروع في التلحين عليه من آخره (قاتلي يغنج الكلح) (بياتي).

المحجر المعروف بالمصدر

إن الموشح الوحيد المنظوم على هذا الوزن من أبدع الموشحات التي يتفاخر بها المصريون وهو (زارني باهي المحيا) — (السيكاه) — ولما فقد تلحينه الأصلي من مصر وصار لا يعرفه إلا القليل — فقد تلقيته على أصله عن حضرة الأستاذ الشيخ (إبراهيم المغربي) ملحن طرق المولد النبوي الشريف التي يلقيها حضرة الأستاذ الشهير الشيخ (إسماعيل سكر) فريد في هذا الباب — والشيخ (سيد الصفتي) وغيرهما من الفقهاء، وحفظت مسافاته ورباطه بغاية الدقة والإحكام. وقد علمته — بتلحينه — لبعض الممثلين والمغنيين كيما ينتشر؛ حتى لا تفقد مصر تلك الموشحات البديعة.

(( تم + تم + تم + + + تك + + + تم +
+ تك + + تك + تك + + + تك + تك + **

والشروع في التلحين عليه بعد التم الأول ومسافته أي من التم الثاني — وهو يساوي (١٤) أربعة عشرة من الواحدة المتوسطة.

الرهج

(( تم + تم + تك + تم + تك + تك +
تم / تك + تك تك + تك تك تم + + + **

الشروع في التلحين عليه من التم الأول — (كم وكم ذا الصدود يا أملي) (عراق) — ويساوي (١٢) اثني عشرة من الواحدة المتوسطة.

الفاخت

(( تم + تم + تك + تك + تم / تك
+ تك تك + تك تك تم + + + **

الشروع في التلحين عليه من التم الأخير مع مسافاته الثلاث (على إيش يا منى قلبي) (سيكاه) ويساوي (١٠) عشرًا من الواحدة المتوسطة.

المخمس

(( تم + تم + تم / تك + تك تك + تك تم + + + **

والشروع في التلحين عليه من أوله (املا واسقيني يا أهيف) (السيكاه) — وهو يساوي (٨) ثمان من الواحدة المتوسطة.

المحجر

(( تم تم تم + تك + تم / تك + تك تك + تك تك **

وتارة يكون الشروع في التلحين على هذا الوزن من أوله (كهل على الأستار) (حسيني وقراره يكاه) وآونة من بعد التم الأول (كبدًا وفي كفه) (الراست) — و(يا غصن البان) الأوج ويساوي (٧) سبعًا من الواحدة المتوسط.

المدور

(( تك + تم + تك + تم تم تم + + + + **

الشروع في التلحين عليه من مسافته الأخيرة أي قبل التم (كراعي اليواقيت العذاب) (الراست) أو من أوله؛ كـ(فيك كل ما أرى حسن) — (البياتي) وهو يساوي (٦) ستًا من الواحدة المتوسطة.

المصمودي

(( تك تم + تك + تم تم + **

الشروع في التلحين على هذا الوزن من التم الأخير مع مسافته (كهجرني فدعني من البعاد) (الحجاز) أو من أوله (كوجنات الغيد) (الحجاز أيضًا) وللملحن الحقُ أن يدخل في هذا الوزن كيفما أراد غير أنه إذا دخل مثلاً من الأول وجب عليه أن يقفل على الآخر — وإذا دخل من التم الأخير وجب عليه حتمًا أن يقل على التم الذي بعد التك الأول من الوزن وهو يساوي (٤) أربعًا من الواحدة المتوسطة.

هذه هي الأوزان المصرية التي تأتي على الواحدة الكبيرة أو المتوسطة — ولنذكر لك أسماءها مرة أخرى؛ لتثبت في ذهنك وهي (الخفيف) و(الثقيل) — و(الشنبر) — و(الأربعة وعشرين) — و(الورشان) و(الستة عشر) — و(المحجر المصدر) — و(الرهج) — و(الفاخت) — و(المخمس) — و(المحجر) — و(المدور) — و(المصمودي).

ويسمون كل هذه الأوزان في النوتة الإفرنجية وزن ٤ من ٤ — وبعضها وزن ٢ من ٤.

أما الأوزان المصرية التي تأتي على الواحدة الصغيرة فهي:

الأوفر

(( تم + تم + + + تك + تك
+ تم + تم تك + تك + + + **

والمشروع في التلحين عليه من أوله كـ(من كنت أنت حبيبه) (الراست) أو (غضي جفونك يا عيون النرجس) (الصبا) — ولكن هنا اختلاف وهو أن هذا الوزن عند الأتراك يساوي (٩) تسعًا فقط من الواحدة المتوسطة — وحضرة ذاكر بك حينما أخذ بعض هذه الأوزان على الأستاذ الشيخ محمد عبده الرحيم كتبه (٩) تسعًا أيضًا — ولكن حينما أخذناه نحن على (المترونوم) وجدنا أنه (٩.٥) تسع ونصف أي أنه لا يأتي على الواحدة المتوسطة، بل على الصغيرة فيكون حينئذ يساوي (١٩) تسع عشرة بالواحدة الصغيرة، فتنبه.

المربع

(( تم تك + تم + + + تك + تك تك تم + **

ويكون الشروع في التلحين عليه إما من أوله (كغصن بان) (الحجاز) أو بعد ترك التم والتك الأولين (كماس عجبًا بدري) (السيكاه) — وهو يساوي (١٣) ثلاث عشرة من الواحدة الصغيرة وبعضهم يحذف التك الذي قبل التم الأخير ويضع بدلاً عنه مسافة.

النوخت الهندي

(( تم تم + تم + تم + تك تك تم + تك تم + تك تك **

ويكون الشروع في التلحين عليه من أوله (كيا غزال ملك) (الحجاز) — وهنا أيضًا شيء وهو أن هذا الوزن إذا عددته وجدته يساوي (٤) أربعًا من الواحدة الكبيرة — ولكن حين التلحين عليه يصعب جدًا إلقاؤه على الواحدة الكبيرة أو المتوسطة؛ ولذلك حينما يراد ربطه بالنوتة يأتي في داخله وزن ٣ من ٤ — مما يثبت أن بداخله أوزانًا لا تأتي على الواحدة الكبيرة أو المتوسطة. ويساوي (١٦) ست عشرة من الواحدة الصغيرة.

النوخت

(( تك تم + تك تك تم + **

ويكون الشروع عليه إما من أوله كـ(يا غزالاً قد أعار الظبي تكحيل العيون) (الحجاز) — أو من التم الأخير (كيا نسمات الصبا) الأوج — وهو يساوي (٧) سبعًا من الواحدة الصغيرة.

هذه هي الأوزان المصرية التي تأتي على الواحدة الصغيرة — ولنذكر لك أسماءها؛ لتثبت في ذهنك وهي: (الأوفر) — و(المربع) — و(النوخت الهندي) — و(النوخت).

ويكتبون هذه الأوزان في النوتة الإفرنجية بحسب العدد الأولي الموجود في البسط على المقام الثابت وهو (٤) أربعة فيقال ٧ من ٤ و ١٣ من ٤ — إلخ.

أما الأوزان التي تأتي على نصف الصغيرة فهي:

الظرفات

(( تم / تك / / تم / تم تم تك / / **

ويكون الشروع في التلحين عليه من أوله (كالشوق أعياني) (ألبسته نكار) — ويساوي (١٣) ثلاث عشرة بنصف الواحدة الصغيرة — وبعضهم يكتبه (١٣) ثلاث عشرة من الواحدة الصغيرة؛ لأجل زيادة الطرب وعدم السرعة في الإلقاء فيكون هكذا:

(( تم + + تك + + تم + تم تك تم تك + + **

ولم أدر من أين جاء لحضرة ذاكر بك أنه (١٦) ست عشرة بنصف الواحدة الصغيرة — وهو لا يأتي مطلقًا ست عشرة بالصغيرة ولا بنصفها.

السماعي الثقيل

(( تم / / تك / تم تم تك / / **

ويكون الشروع في التلحين عليه من أوله (كمائس الأعطاف تيمني) (الحجاز) أو من المسافة التي قبل التك مباشرة (كلي في ربا حاجر غزيل أغيد) (الراست) — أو من التيمن بالابتداء من أولهما (كزارني منيتي فطاب وقتي) (الجهاركاه) — وهو يساوي (١٠) عشرًا بأنصاف الواحدة الصغيرة.

السماعي الدارج

(( تم تك تك تم تك / **

والشروع في التلحين على هذا الوزن من التم الأول — (كأدر راحتي) (الأوج) — ولكن من الغريب أن هذا الوزن مع صغره أي انه لا يساوي إلا (٦) ستًا من أنصاف الواحدة الصغيرة — قلما أسمع عليه من المغنيين أو المشتغلين بهذا الفن ألحانًا مضبوطة — فمرة يدخلون من أوله — وأخرى من التك الأخير — وآونة من مسافته — فالأجدر بهم أن يلتفتوا إلى ضبط الأوزان أخص بالذكر منها الصغيرة التي يتهاونون فيها ازدراء فتسقطهم — فإن الآذان متعودة على سماعها أكثر من الأوزان الكبيرة — فإذا توفر فيها شروط الصحة كان موقعها في الآذان أطرب وأحلا — وهذا الوزن إذا أريد دقه على مهل لزيادة الطرب فيكون يساوي (٦) ستًا من الواحدة الصغيرة ويوضع هكذا.

(( تم تك تك تم تك + **

السماعي السربند — الطائر

(( تك تم / **

ويكون الشروع في التلحين عليه من التم الذي بعده المسافة (ساعد الغزال المخضوب) (الحجاز) — وهو يساوي (٣) ثلاثة من أنصاف الواحدة الصغيرة.

فتكون الأوزان المصرية التي تأتي على أنصاف الواحدة الصغيرة هي: (الظرفات) — و(السماعي الثقيل) و(السماعي الدارج) — و(السماعي السربند) — و(الأقصاق).

ويكتبون هذه الأوزان في النوتة الإفرنجية بحسب العدد الموجود في البسط على المقام الثابت وهو (٨) ثمانية — أي أن (الروند) كما قسم إلى (٢) اثنين من الواحدة المتوسطة — (٤) أربعة من الواحدة الصغيرة — يقسم أيضًا بالضرورة إلى (٨) ثمانية من أنصاف الواحدة الصغيرة وهو المراد فقال: — ٦ — من — ٨ — و — ٣ — من — ٨ — و ٩ — من — ٨ — إلخ.. فتنبه.

وإلى هنا انتهت الأوزان المصرية التي تلقاها الخلف عن السلف. ولكنهم أضافوا إليها أصول (الأقصاق) — المعروف في مصر (بالإفرنجي) ويضعونه هكذا.
(( تم / تك / تم / تك / تك **
ويكون الشروع في التلحين عليه في أكثر الأحيان من بعد ترك التم الأول ومسافته — (بأبي باهي الجمال) (الأوج) — وهو يساوي (٩) تسعًا من أنصاف الواحدة الصغيرة.
وحيث إن في كتابنا هذا موشحات من مقامات تحتاج إليها مصر على أوزان تركية وشامية، فسنذكرها أيضًا لزيادة الإفادة ضرورة كيما تحافظ على أصولها الملحنة عليها — كما تلقيناها على حضرة أستاذنا الشيخ أحمد أبي خليل القباني — والشيخ عثمان الموصلي ـ وأساتذنا الأتراك.
(( دم + تك + + + تك + دم + دم + تك + تكه
+ دم + دم دم تك + تك + تك + تم + تاهك +
+ + تكه + تكه + دم + تكه + دم + دم دم تك
+ تك + تك + دم + تاهك + + + تكه + تكه +
دم + دم + تك + دم تك تكه دم تك + تك + تك
+ دم + دم + تاهك + + + تكه + تكه + دم +
+ + تك + دم + + + تك + دم + + + دم
+ تك + دم + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **
ويكون الشروع في التلحين عليه من التم الأول — (كوكل دوشوب خم كيسوي ياره قالمشدر) — بستة مقام (محير) — وهو يساوي (٦٠) ستين من الواحدة المتوسطة — وهذا الوزن يحتوي على خمسة أصول متنوعة، وهي بالترتيب من الأول هكذا: — جفته دويك — وفاخته٩ — وجنبر١٠ — ودور كبير — وبرفشان١١.

الثقيل

(( دم + + + تكه + + + دم + + + تكه + + +
تكه + + + دم + + + تكه + + + دم تك تكه دم
تك + + + تك + + + دم + + + دم + + +
تك + + + دم + + + تك + + + تك + + +
دم + + + تكه + + + دم + دم + تك + + +
دم + تك + تكه + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **

ويكون الشروع في التلحين عليه من التم الأول (يا متى العين ترفق) — (عجم عشيران) — وهو يساوي (٤٨) — ثمانيًا وأربعين من الواحدة المتوسطة.

الدور الكبير

(( دم + + + دم + + + تك + + + دم +
تك + تكه + دم + تك + + + تك + + +
تك + + + دم + + + دم + + + تك +
+ + هك + + + تكه + + + تكه + + + **

ويكون الشروع في التلحين عليه من التيم الأول — (بركشاي معدات خاقان دوران دائمًا) — (عجم عشيران) — وهو يساوي — (٢٨) — ثمانيًا وعشرين من الواحدة المتوسطة. وله كيفية أخرى في الوضع — ولكن هذه هي المصطلح عليها عند إجراء العمل.

الرمل

(( تم + + + تك + تك + تم + + + تك +
+ + تك + تك + تم + + + تك + تك +
تم + تم تم تك + + + تك + تك + تم +
تك + تك + تم + تك + تم + تك + تك + **

والروع في التلحين عليه من التم الأول منه — (أي ظبي لوا) — (نهاوند) — وهو يساوي (٢٨) ثمانيًا وعشرين من الواحدة المتوسطة — هكذا تلقيناه على حضرة أستاذنا الشيخ أحمد أبي خليل القباني — أما أساتذتنا الأتراك فيدقونه هكذا:

(( تم + + + تك + تك + تم + + + تك +
+ + تكه + + + دم + + + تكه + + +
دم تك تكه دم تك + + + تك + + + دم +
تك + دم + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **

والخلاف بين الاثنين في مواقع التمات والتكات فقط.

المخمس التركي

(( تم + تك + تم + تك + تم + تم تم تك + تك +
تم + تك + تك + تم + تك + تم + تك + تك + **

والشروع في التلحين عليه من أوله — (يا من رمى القلب وسار) — (عجم) — وهو يساوي (١٦) ست عشرة من الواحدة المتوسطة. هكذا تلقيناه على حضرة الأستاذ الشيخ أحمد أبي خليل — أما الأتراك فيضعونه هكذا:

(( دم + تكه + دم + تك + دم + دم + تك + تكه +
دم + تك + تكه + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **

الورشان التركي

(( دم + + + تك + دم + + + تك + دم + + +
دم + تك + دم + دم + تاهك + + + تكه + تكه + **

ويكون الشروع في التلحين عليه من التم الأول — (آه من جور الغوالي) — (عجم عشيران) — وهو يساوي — (١٦) ست عشرة من الواحدة المتوسطة.

الدور الروان

(( تم تك تم + تك + تم تك تم + تك + تم +
تك + تم + تم تم تك + تم + تك + تك + **

والشرع في التلحين عليه من أوله — أي: من التم — (اشطح وهم يابن ودي) — (نهاوند) — وهو يساوي (١٤) أربع عشرة من الواحدة المتوسطة — ولكن من الإشكال أن حضرة ذاكر بك كتب في كتابه أنه تلقاه على حضرة المرحوم (محمد أفندي عثمان) (١٢) اثنتي عشرة من الواحدة المتوسطة — مع أننا تلقيناه على حضرة أستاذنا الإمام الشيخ أحمد أبي خليل القباني (١٤) أربع عشرة — وأساتذة الأتراك الموثوق بدقة بحثهم في هذا العلم سيَّما وإن الوزن لهم يضربونه (١٤) أربع عشرة أيضًا — وكتب الأتراك المذكور فيها هذا الوزن بنصه (١٤) أربع عشرة — فإن كان حضرة البيك المذكور يمكنه أن يسمعنا التلحين الذي على وزنه الذي كتبه (١٢) اثنتي عشرة — اعترفنا بأنه يوجد (دور روان) آخر بغير الكيفية التي يعرفها أرباب هذه الصناعة — أما إذا كان مجرد نقل وكتابة، فلا عبرة بما كتب وأرجوه السماح؛ لأني ولو كنت صغيرًا غير أني لا أقتنع إلا بالبرهان — ولا أكتب إلا بعد التحري والتثبت الشافي كما وإني لا أتلقى الوزن إلا بناحيته. كما وأنه لا يغرب عني بأنه يوجد شكل آخر اسمه (دور رواني) — وهو يساوي (٢٦) ستًا وعشرين من الواحدة المتوسطة.

الزرفكند

(( تم + تك + تم تم + تك + تك + **

والشروع في التحلين عليه من التم الأول — (عيد المواسم) — (كردان) — وهو يساوي (١١) — إحدى عشرة من الواحدة الصغيرة.

السماعي الأقصاق

(( تك تك + تم تم تك + تك تم + **

والشروع في التلحين عليه من التم الأول — (شجني يفوق على الغصون) — (الأوج) وهو يساوي (١٠) عشرًا من أنصاف الواحدة الصغيرة.

الدور الهندي

(( تم تك تم / تك / **

ويكون الروع في التلحين من التم الأول — (ارتشف بنت الدنان) — (الحجاز) وهو يساوي (٧) سبعًا من الواحدة الصغيرة.

وفي الطبعة الثانية لكتابنا هذا إن شاء الله سنضع باقي الأوزان التركية — مع وضع على قدر بستانها أوزانًا شعرية عربية؛ حتى نكون خدمنا هذا الفن بمصر خدمة يكافئنا عليها المولى الكريم جل ثناؤه، الذي لا يضيع أجر من أحسن عملاً — وهو الذي ألهم مثل عطو فتلو أفندم العالم الجليل، والرياضي الموسيقي النبيل، حميد السجايا والمناقب. (إدريس بك راغب) لمساعدتنا في تتميم هذا المشروع العظيم لحيله إلى نشر العلوم واهتمامه ببث الآداب — وهو الوحيد في مصر الذي يعضد جميع المشروعات المفيدة؛ فكم — والحق يقال — قلَّد جيد وطنه بجليل الأعمال ما تعجز عن مباراته فيه فحول الرجال، بيد أنه لا يريد بذلك جزاء ولا شكورًا غير الخدمة العامة والأخذ بأيدي العالمين من أصحاب الأفكار السامية والفنون النادية تنشيطًا لهم وحبًا لغيرهم على الاقتداء بهم في الجد والعمل — أبقاه الله لهذه الأمة ما بدأ ضوء الهلال وتوالى الفتيان.

هوامش

(١) تنبيه: اعلم أن البيشروات موضوعة على أوزان كبيرة كضرب (فتح) و(خفيف) و(زنجبير) وغيرها. أعني أنه يلزم أن يكون عدد موازين البدنية الأولى من البيشر ومساويًا للثانية والثالثة والرابعة — كما هو جار في الموشحات — أما نحن في مصر فنكتفي بأن نأخذها ونضربها على (الواحدة) ونتلاعب فيها كيفما نشاء وتدعي بأننا نطرب فيها أكثر من ملحنيها والمشتغلين بها في دار الأستانة وهو خطأ بيِّن ومحض افتراء يجب الانتباه إليه والتنبيه عليه.
(٢) وقد أخذ من هذا الاصطلاح العربي القديم الرقص الإفرنجي، فبدلاً من أن العرب كانوا يرقصون على وزن الشنبر والخفيف مثلاً يرقصون الإفرنج الآن على البولكه والولس.
(٣) [فصل في معرفة الأسباب التي تخرج من الإيقاع] يخرج من الإيقاع أسباب: أولها قلة الطبع، وهو أشدها وأردأها وأقلها زوالاً — والخروج بالعادة أقبح الخروج — قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: من لحن فهو منا، ومن كان قطيعًا فهو منا، ومن خرج من الإيقاع ولم يعلم بذلك فيقلع عنه فليس منا. ومن أسباب الخروج الاجتهاد والسرعة والمهل والفتور وشغل القلب عن حفظ أزمنة الإيقاع فيفوت الزمان، فيقع الخروج أو يعجل قبل استيفاء الزمان، ويقع من السهو والغط والخوف والكر، وكذا يقع أيضًا من الإعجاب وقلة الأحفال، وفساد الحس وقبح التصور والقياس ومن العناد غنى أحدهم في حضرة أمير فخرج في مقطعه فضحك بعض العارفين، فقال له الأمير: لأي شيء تضحك.. أَخَرَج؟ فقال: إنما يخرج من دخل، وبعضهم إذا خرج بين يديه مغن يقول له: اردد الباب خلفك. وآخر يقول: ارجع البر (وهذا كلام الملاحين في البحر).
(٤) يلاحظ أن المسافة الكبيرة التي تساوي أربع خانات هي مسافة (الروند) بعينها في النوتة الإفرنجية — ونصفها أي التي تساوي خانتين هي (البلانش) — وربعها أي التي تساوي خانة واحدة هي (النوار) — وثمنها أي التي تساوي نصف خانة هي (الكروش).
(٥) وممن تفرد بإجادة الضرب على الدف بعد المرحومين (محمد أفندي الشامي) ومصطفى أفندي عثمان حضرة (محمد أفندي سليمان) مساعد المرحوم (محمد أفندي عثمان) في الغناء ومعلم كثير من المغنيات الشاميات الغناء العربي كالمغنيتين الشهيرتين (ملكة سرور) و(مريم مراد) وغيرهما من المصريات الآن.
(٦) (قاعدة) إن ابتداء أكثر الأوزان من التم؛ لأن دقة (التم) كما لا يخفى قوية بخلاف (التك)؛ ولذا يجب على النابه أن يراعي حال الغناء الأوزان، فإن وجد أنه من الضروريّ أن يضع في وزن كان أوله (تكا) تمًا فلا بأس من باب التفنن، وبالعكس ما دام الوزن يكون في حال الإلقاء مضبوطًا لا زيادة فيه ولا نقصان. وبعبارة أخرى إن أكثر الأوزان التي أولها (تك) يكون الشروع في التلحين عليها من (التم) الأخير مما يثبت لنا — بأجلى وضوح — استحسان ملحني العصور الخالية لهذه القاعدة، فتأملْ.
(٧) يلاحظ في الأوضاع التركية ثلاث المسافات التي نضعها في الأوزان تعتبر عندهم مسافة واحدة وأن المسافة التي نضعها بعد التم أو التك لا تعد عندهم — ولكن إذا أريد كتابة أي وزن من هذه الأوزان بالنوتة يظهر حالاً إن وضعنا هو الأصح واللازم لمعرفة المسافات بغية الضبط في التقسيم فننبه — كما أنه لا يلاحظ أنهم يدقون (التم) باليد اليمنى (والتك) باليسرى كما تقدم الكلام — كذا لفظ (تكه) فإنهم يدقون نصفها باليد اليمنى والنصف الآخر باليسرى أي (تك — كه)، وتوجد (تاهك) بعدها ثلاث مسافات فتدق هكذا:

تا + هك +

أي: بعد دق (تا) باليد اليسرَى تدق (هك) باليد اليمنى واليسرى معًا مباشرة.
(٨) وبعضهم يكتبه أو ينطقه (البيرشان) وهو خطأ كما يتضح لمن اطلع على هذا اللفظ في الكتب القديمة للفارابي أو — الفتحية للفازاني أو للفارابي أيضًا أو غيرهما من المؤلفات المعتبرة في هذا الفن وهو بنصه (الورشان).
(٩) أي: فاخت.
(١٠) أي: شنبر.
(١١) أي: ورشان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤