الفصل الرابع

التصوير

في بيان كيفية عمل الألحان من غير مواضعها، وهو المسمى (بالتصوير) أو قلب العيان١

إن أرباب هذه الصناعة قد تلجِئُهم الضرورة أحيانًا إلى أن يجروا ألحانًا من نغمات غير نغماتها الأصلية، كلحن الدوكاه والحجاز مثلاً اللذين أصل كون قرارهما على نغمة الدوكاه، فإنهم أكثر الأحيان يجرونهما عن نغمة النوى؛ لكي ترتفع طبقتهما، وتلذ السامع وقد يكون ذلك ضروريًّا في بعض الألحان المزدوجة التي يكون عملها يتناول ديوانين، وقرارها على نغمات عالية مثل لحن شد عربان الذي يعسر على المنشد أن ينشده بأن يكون قراره على الدوكاه؛ لأنه حينئذ يضطر إلى أن يصعد بصوته إلى جواب الحسيني الذي على الغالب يعجز صوت المنشد عن بلوغه، وإن بلغه فيكون ذلك بعنف شديد، ويكون سماعه غير لذيذ، ففي مثل هذه الواقعة يصورون اللحن المذكور بأن يكون قراره نغمة اليكاه أو العشيران، كما أنهم غالبًا يعملون أيضًا لحن المحير من هذا المحل مثل (مرّ ساجي الطرف بدري) من تلحين المؤلف أصول (مربع) فإنه محير وخانته جواب بوسليك وتصعد إلى جواب الحسيني.

وأما عندما يراد إجراء العمل على آلتين مختلفتين في الطبقة من أصل وضعهما كقانون كبير طبقته منخفضة، ولا يمكن شدّ أوتاره أكثر من احتمالها فتنهتك، ومعه كرفت قصير وهذا تكون طبقته عاليةً بالضرورة، فحينئذ لا تتوافق أبراجهما إلا بأن أحدهما يصور اللحن المراد إجراؤه من أية نغمة في آلته تطابق نغمة تلك في الآلة الثانية؛ ولذلك كان يلزم أرباب الصناعة الموسيقية الحذاقة التامة في ضوابط فن اللحن المؤسس على معرفة أبعاد النغمات عن بعضها في كمية الأرباع بين كل نغمة ونغمة، ومما فوقها وتحتها؛ لأن بهذه المعرفة يتمكن الموسيقي من تصوير كل لحن على أية نغمة أراد.

ولأجل زيادة الإيضاح نورد لذلك مثالين: الأول إذا أُريد إحالة نغمة النوى إلى الدوكاه، أي: إذا أريد أن يعمل من على نغمة النوى ما يعمل على نغمة الدوكاه، يلزم لهذا العمل إفساد نغمتين من الديوان، وهما نغمة الحسيني ونغمة الأوج بأن ينزل كل منهما ربعًا واحدًا، لتكون الأولى تيك حصار والثانية عجمًا. وحينئذ تكون أبعاد النغمات من النوى إلى جوابها على نسبة أبعاد النغمات من الدوكاه إلى جوابها؛ لأن نسبة الدوكاه إلى سيكاه كنسبة النوى إلى تيك حصار، ونسبة السيكاه إلى الجهاركاه كنسبة تيك حصار إلى العجم، ونسبة الجهاركاه إلى النوى كنسبة العجم إلى الكردان، ونسبة الحسيني مع النوى كنسبة المحير مع الكردان، ونسبة الأوج مع الحسيني كنسبة البروك ومع المحير ونسبة الأوج إلى الكردان كنسبة الماهوران إلى البزرك إلخ..

والمثال الثاني أنه إذا أريد إحالة النوى إلى الراست بأن يعمل لحن الراست من نغمة النوى، فقد تقدم أن العمل من نغمة الغماز كالعمل من النغمة التي هي غماز لها، وفي هذا المثال كأن النوى غمازًا لنغمة الراست، وهكذا الحسيني غمازٌ لنغمة الدوكاه، والأوج لنغمة السيكاه والكردان لنغمة الجهاركاه والمحير لنغمة النوى، فهذه النغمات لا يفسد منها شيء؛ لأنها متناسبة وأما البزرك والكردان أن فلا تصح نسبتهما إلى الحسيني والأوج، بل يقعان، وحينئذ يلزم أن يرفع البزرك ليصير جواب بوسليك، ويقوم مقام الحسيني وهكذا أيضًا ترفع نغمة الماهوران ربعًا واحدًا لتصير جواب نيم حجاز وتقوم مقام الأوج، وبذلك يتم العمل.

وبرهان صحة العمل في المثالين المذكورين يظهر من هذين الجدولين الآتيين.

المثال الأول: في تصوير لحن الدوكاه من على برج النوى المثال الثاني: في تصوير لحن الراست من على برج النوى
النغمات الأصلية الأرباع النغمات المصورة النغمات الأصلية الأرباع النغمات المصورة
رمل توني محير رمل توني كروان
جواب تيك حجاز ٢٤ تيك شاهناز جواب تيك حجاز ٢٤ تيك ماهور
جواب حجاز ٢٣ شاهناز جواب حجاز ٢٣ ماهور
جواب نيم حجاز ٢٢ نم شاهناز جواب نيم حجاز ٢٢ أوج
ماهوران ٢١ كردان ماهوران ٢١ عجم
جواب تيك بوسليك ٢٠ تيك ماهور جواب تيك بوسليك ٢٠ نيم عجم
جواب بوسليك ١٩ ماهور جواب بوسليك ١٩ حسيني
بزرك ١٨ أوج بزرك ١٨ تيك حصار
سنبلة ١٧ عجم سنبلة ١٧ حصار
نيم سنبلة ١٦ نيم عجم نيم سنبلة ١٦ نيم حصار
محير ١٥ حسيني محير ١٥ نوى
تيك شاهناز ١٤ تيك حصار تيك شاهناز ١٤ تيك حجاز
شاهناز ١٣ حصار شاهناز ١٣ حجاز
نيم شاهناز ١٢ نيم حصار نيم شاهناز ١٢ نيم حجاز
كردان ١١ نوى كردان ١١ جهاركاه
تيك ماهور ١٠ تيك حجاز تيك ماهور ١٠ تيك بوسليك
ماهور ٩ حجاز ماهور ٩ بوسليك
أوج ٨ نيم حجاز أوج ٨ سيكاه
عجم ٧ جهاركاه عجم ٧ كردي
نيم عجم ٦ تيك بوسليك نيم عجم ٦ نيم كردي
حسيني ٥ بوسليك حسيني ٥ دوكاه
تيك حصار ٤ سيكاه تيك حصار ٤ تيك زيركوله
حصار ٣ كردي حصار ٣ زيركوله
نيم حصار ٢ نيم كردي نيم حصار ٢ نيم زيركوله
نوى ١ نوكاه نوى ١ راست

نظم طرق المقامات (الألحان)

ليكن معلومًا أن أسماء المقامات كثيرة، ولها تراكيب وطرق مختلفة، وليست كلها مستعملة في بلادنا المصرية؛ ولذا وضعت التراكيب الملحن عليها في مصرنا — قديمة كانت أو حديثة — حسب ترتيب المقامات من ابتداء الراست والمقامات التي تقر عليه، والدوكاه والمقامات التي تقر عليه إلى الأوج، وأمام كل تركيب تعبير الإفرنج عنه إذا كان مستعملاً عندهم، ثم أضفت إلى كل منها بعض تراكيب غير ملحن عليها عندنا عسى أن بعضًا من ملحنينا الفطاحل يتركون التلحين على مقامَي البياتي والصبا؛ رحمة وشفقة على هذين المقامين التعيسين، ويضعون بعضًا من التلاحين على هذه التراكيب المطربة، بدل أنهم يدعون اختراع مقام جديد، مع أن القديم لم يلحنْ عليه العشر منه.

  • (الراست): راست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني — أوج — كردان — وعند لزوم زيادة الصعود أو الدنو للهبوط في بردات هذه الطريقة، تستعمل أجوبة وأراضي تلك البردات والركوز عند الانتهاء في بردة الراست — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ الطريقة المذكورة من الراست، صول Sol — وإذا استعملت بهذه الطريقة بردة الكوشت بدلاً من بردة العراق في الهبوط فتسمى مقام (رهاوي) صول Sol — (يا هلالاً غاب عني واحتجب) — أصول (توخت) — قديم.
  • (شكل راست آخر): راست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا. ثم ترجع إلى الراست وتجس اليكاه وتقف على الراست (قال لي صنو الغزال) — أصول (مدور) قديم.
    وإذا أردت أن تجعله راستًا سوزدلارًا، فإنك تزيد الجهاركاه نصف مقام، وهو الحجاز، وتنزل الأوج ربعًا وهو العجم، فحينئذ يكون ذلك مقام الراست الوزردلارا إلا أن هذه الزيادة أو النقصان لا يلزمان دائمًا، بل ينقصان ويرجعان كما هو مشاهد ذلك في البيشر والمسمى (بالسوزدلارا): صول Sol وإذا استعلمت بردة السيكاه طورًا في هذه الطريقة، وأخرى بردة البوسليك مع دوام بردة العجم يدل الأوج فتسمى مقام (سازجار) صول ماجور Sol majeur (يا غزالاً شردا) — أصول (مصمودي) قديم.
  • (السوزناك): واست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — شوري — أوج — كردان — محير — سنبلة — عند لزوم يزادة الصعود في بردات هذه الطريقة، فيكون العمل حينذاك بأجوبة بردني الجهاركاه والنوا — وعند الدنو للهبوط تستعمل بردات العراق والعشيران واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الراست، وقد تسمى أيضًا هذه الطريقة باسم مقام (دلكشا) — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة الجهاركاه إلى بردة النوا — صول ماجور Sol majeur — (أيُّها المعرض عني) — أصول (نوخت) قديم.

    أما باقي الموشحات والأدوار المصرية التي من مقام الراست، فهي على هذا التركيب كلها تقريبًا — راست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — حصار.. إلخ.

  • (الكردان): مثل تركيب الراست تمامًا غير أنه يختلف عنه بأن الشروع في التلحين منه يكون من أعلى إلى أسفل صول Sol — (صاح خبر فاتر الأجفان) — أصول (أقصاق).
  • (حجاز كار): راست — زير كوله — سيكاه — جهاركاه — نوا — شوري — أوج — كردان — محير — سنبلة. عند لزوم زيادة الصعود في بردات هذه الطريقة تستعمل أجوبة بردتي الجهاركاه والنواب وعند لزوم الدنو للهبوط فيكون العمل ببردات العراق وأراضي الشوري والبكاء والركوز عند الانتهاء في بردة الراست. وقد تستعمل أيضًا في هذه الطريقة تارة بردة الشاهناز بدل المحير وجواب بردة السيكاه بدلاً من السنبلة والطريقة لم تزل مقام حجاز كار. وهي تصوير مقام الشاهناز ومقام الأوبج آرا ومقام السوزدل — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدي، هذه الطريقة من الأوج إلى الكردان. صول ماجور Sol majeur (مزق يصبح الحميا أستار الظلام) — أصول (مربع) من تلحين المؤلف. (مكتوب بالنوتة).
  • (النهاوند): راست — دوكاه — كردي — جهاركاه — نوا — شوري — أوج أو (عجم) — كردان — محير — سنبلة — الصعود بأجوبة بردتي الجهاركاه والنوا، والهبوط ببردات العراق وأراضي الشوري واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الراست، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدي هذه الطريقة من بردة الجهاركاه إلى النوا — صول ماجور وبعضهم عده صول مينو Sol majeur or Sol mineur (يا ولاة العشق قلوا) — أصول (نوخت) من تلحين المؤلف. (مكتوب بالنوتة).
  • (النوأثر): مثل تركيب النهاوند، غير أنه يكون فيه بدل الجهاركاه حجاز — وقد تسمى هذه الطريقة باسم مقام (نهاوند رومي) وهي تصوير مقام الحصار على أساس بردة الراست، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من الحجاز إلى النوا — صول مينور Sol mineur (أكثر الأدوار المصرية).
  • (التكريز): راست — دوكاه — كردي — حجاز — نوا — حسيني — عجم — كردان — محير — سنبلة — وتارة بدل العجم أوج — وقد تسمى هذه الطريقة أيضًا باسم مقام (حجاز تركي) — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة الراست — صول مينور Sol mineur (عازلي في الأغيد الأنس) — أصول (ورشان) من تلحين المؤلف، (مكتوب بالنوتة).
  • (نهاوند كبير): يبتدئ من الحجاز إلى النوا للعمل بطريقة مقام التكريز في الطبقة العليا، ومن النوا يصير التسليم بطريقة مقام النهاوند — صول ماجور Sol majeur (بالنهاوند الكبير) — أصول (شنبر) لأبي خليل.
  • (الطرز نوين): راست — زير كوله — كردي — جهاركاه صبا — حسيني — عجم — كردان — شاهناز — وجواب السيكاه — وتارة سنبلة — السعود بأجوبة بردني الجهاركاه والصبا — والهبوط بردات العجم عشيران وأراضي الشوري واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الرسات صول Sol وهي تصوير مقام شاهناز عشيران على أساس بردة الراست وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من العجم إلى الكردان. وهي من اختراع المرحوم السيد هاشم بك مؤلف مجموعة المقامات والأستانة العلية٢.
  • (مقام البياتي): دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني — عجم — كردان — محير — عند الصعود تستعمل أجوبة تلك البردات والهبوط بالراست والعراق والعشيران واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الدوكاه، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة الجهاركاه إلى النواة (بالذي أسكر من عرف اللمى) — أصول (دارج) لامينور La mineur والبياتي شوري بدل الحسيني حصار، وتارة يدل العجم أوج (طاف بالأقداح) أصول (مربع) قديم.
  • (البوسليك): دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني عجم — كردان — محير. الصعود بالموافقة لأجوبة تلك البردات. والهبوط من بردة الدوكاه تستعمل بردات الزير كوله والعجم عشيران، والعشيران، واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الدوكاه. وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة البوسليك إلى الجهاركاه والركوز عند الانتهاء في بردة الدوكاه. (وظبي سقاني من مراشِف ريقه) أصول (شنبر) من تلحين المؤلف. (سلطان البوسليك في مصر) — (مكتوب بالنوتة).
  • (العشاق): تستعمل طريقة مقام العشاق الآلات التركية بطريقة مقام البياتي؛ بحيث يكون الشروع ببرودة الراست إلى الدوكاه والركوز كذلك في بردة الدوكاه بمس بردة الراست (يا بدر تم في سماء الجمال) — أصول (مربع) من تلحين المؤلف.

    وأما في اصطلاح الآلات العربية تستعمل الطريقة المذكورة بطريقة مقام البياتي أيضًا مع خفض موقع بردة الجهاركاه قليلاً لتكون بولسليك والركوز أخيرًا في بردة الدوكاه. والأصوب رفع موقع بردة السيكاه؛ لتكون بوسليك وإبقاء بردة الجهاركاه على ما هي عليه وحينئذ تكون هذه الطريقة هي ذات طريقة مقام البوسليك فقط يختلفان باستعمال بردة الراست في مقام العشاق واستعمال بردة الزيركوله في مقام البوسليك لا غير.

    والفرق ما بين هذه الطريقة وطريقة مقام البياتي في الألحان التركية هو لميل طريقة مقام العشاق عند الروع في العمل إلى طريقة مقام الراست لا غير.

  • (الحجاز): دوكاه — كردي — حجاز — نوا — حسيني — أوج — كردان — محير — جواب السيكاه — جواب الجهاركاه. الصعود جواب النوا أيضًا، والهبوط بالراست والعراق والعشيران واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة الدوكاه. وقد تسمى هذه الطريقة باسم مقام (نهاوند صغير) دو دييز DO dièse — (زراني مرادي) — أصول (نوخت) تلحين المؤلف (مكتوب بالنوتة).
  • (الصبا): دوكاه — سيكاه — جهاركاه — صبا — حسيني — عجم — كردان — شاهناز — جواب السيكاه — جواب الجهاركاه. وتارة بدل بردة الراست في الهبوط بردة الزيركوله. ري بمول RÉ bémol.
  • (السيكاه): سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني — أوج — كردان — محير — جواب السيكاه — الصعود بجوابي الجهاركاه والنوا، والهبوط بردة الكردي بدلاً من بردة الدوكاه والركوز أخيرًا في بردة السيكاه، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من الكردي إلى البكاء. وهي تصوير طريقة مقام الكردي على أساس بردة السيكاه سي SI (في القلب مني غرام) — أصول — (نوخت هندي) من تلحين المؤلف. (مكتوب بالنوتة).

    والبكاء المستعملة في مصر مثلها غير أنه بدل الحسيني حصار مثل (يا نحيل القوام) — أصول. (سماعي ثقيل) قديم.

  • (شاعر): سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني — عجم — كردان — جواب الدوكاه — جواب السيكاه، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدي. هذه الطريقة من بردة الكردي؛ لأن عليه المدار في نطق هذا المقام، سي مينور Si mineur.
  • (الجهاركاه): جهاركاه — نوا — حسيني — عجم — كردان محير — جواب — سيكاه — جواب جهاركاه دو Do — وإذا استعلمت بردة الأوج بدلاً من بردة العجم، فتسمى مقام (ماهور صغير) أو مقام (بستة نكار عتيق) (لزمت السفار) أصول (نوخت هندي) من تلحين المؤلف. (مكتوب بالنوتة).
  • (جهاركاه تركي): يبتدئ من بردة العجم إلى الكردان والعمل بطريقة مقام الصبا والركوز أخيرًا في بردة الجهاركاه. وهي تصوير مقام الحجازكار.
  • (النوا): يكاه — عشيران — عراق — راست — دوكاه — سيكاه — حجاز — نوا. وتارة جهاركاه بدل الحجاز. وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة الحجاز وتنتهي بعمل طريقة مقام العراق والركوز في بردة اليكاه. وهي باستعمال بردة الحجاز تكون تصوير مقام الراست وباستعمال الجهاركاه تكون تصوير مقام السوزدلار — ري  (تالله أيا من أخذ العقل وسارا) أصول (سماعي ثقيل) قديم.
  • (فرحفزا): يكاه — عشيران — عجم — عشيران — راست دوكاه — كردي — جهاركاه — نوا. الصعود بالموافقة لأجوبة وأراضي تلك البردات. والركوز عند الانتهاء في بردة اليكاه بمس أراضي بردة الحجاز. وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ، هذه الطريقة من النوا إلى الحسيني وهي تصوير طريقة مقام البوسليك على أساس بردة البكاء، ري مينور RÉ mineur.
  • (الحسيني): عشيران — عراق — راست دوكاه — سيكاه — جهاركاه — نوا — حسيني — وقد تستعمل أيضًا في هذه الطريقة عند الصعود بردة العجم بدل الأوج وهي تشابه لامينور أو مي LA mineur ou MI (مرّ ساجي الطرف بدري) تلحين المؤلف — (مكتوب بالنوتة) تصوير لأن أصله محير.
  • (نوع آخر منه): جهاركاه — نوا — حسيني — أوج — كردان — محير — والركوز في بردة الحسيني إن يكن ساقي المدامة (أصول) (مربع) قديم.

    ولكن أكثر التلاحين المصرية القديمة أو الحديثة من هذا المقام تقر على الدوكاه.

  • (السوزدل): عشيران — عجم عشيران — زيركوله — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — حصار — حسيني. وقد تستعمل أيضًا بهذه الطريقة بردة الأوج بدل العجم، والكردان بدل الشاهناز. وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من الحصار علي الحسيني مي مينور MI mineur.
  • (العجم عشيران): عجم عشيران — راست — دوكاه — كردي — جهاركاه — نوا — حسيني — عجم، فا FA — وهذا المقام نادر الوجود في مصر، ولم يلحن عليه أحد قطعة متينة ألبتة، غير أن المجيدين في مصر يعرفونه بالتصوير. ولذا فقد لحنتُ منه فصلاً برمته ومنه (من لِصبٍّ في الهوى) أصول/نوخت (مكتوب بالنوتة) وغيره.
  • (مقام عجم): يبتدئ من الحسيني إلى العجم والعمل بطريقة مقام عرضبار والركوز عند الانتهاء في بردة العجم (قم ونادم)، (شنبر) لأبي خليل.
  • (شوق أفزا): يبتدئ بعمل طريقة مقام جهاركاه ومن الجهاركاه يصير التسليم بطريقة مقام العجم عشيران والركوز في بردة العجم عشيران (كيف لا أصبو لمرآها الجميل) أصول (أقصاق) لأبي خليل.
  • (العراق): عراق — راست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه نوا — حسيني — أوج — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من العشيران إلى العراق، فا دييز FA dièse (زار حبيب القلب) — أصول (دارج) لأبي خليل.
  • (الأويج): مثله غير أنه بدل الحسيني عجم — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة العجم إلى الأويج. (بأبي باهي الجمال) — أصول (أقصاق) قديم.
  • (راحة الأرواح): عراق — راست — دوكاه — كردي — حجاز — نوا — حسيني — عجم — وتارة بدل العجم أوج. وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من الحجاز إلى النوا فا دييز FA dièse.
  • (أوبج آرا): عراق — رسات — كردي — سيكاه — حجاز نوا — عجم — أوج — شاهناز — محير. وتارة سنبلة بدل المحير وكردان بدل الشاهناز والصعود بأجوبة الحجاز والنوا والهبوط ببردة العجم عشيران والبكاه. والركوز عند الانتهاء في بردة العراق، وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من العجم إلى الأوج. فا دييز FA dièse (في رياض الأنس وافاني) — أصول (مربع) من تلحين المؤلف الأدوار فيه (أوج). والخانة (أوبج آرا) (مكتوب بالنوتة).
  • (الفر حناك): عراق — راست — دوكاه — سيكاه — حجاز — نوا — حسيني — أوج — الصعود بالموافقة لأجوبة البردات المذكورة، فقط يستعمل جواب الجهاركاه بدل جواب الحجاز في الطبقة العليا، والهبوط بعد العراق بالعشيران واليكاه والركوز عند الانتهاء في بردة العراق. ري .
  • (البسته نكار): عراق — راست — دوكاه — سيكاه — جهاركاه — صبا — حسيني — عجم — كردان — شاهناز — وبحسب الاصطلاح التركي تبتدئ هذه الطريقة من بردة الراست — (الشوق أعياني) — أصول (ظرفات) من تلحين المؤلف وهو من أبدع وأطرب الموشحات في هذا المقام. (مكتوب بالنوتة).

تفسير بعض كلمات وأسماء سبقتْ ومستعملة في الموسيقى التركية والعربية

  • (قبا حصار): هو اسم مركب من كلمتين إحداهما قبا، وهي لفظة تركية معناها غليظ، والأخرى حصار وهي اصطلاحية فباجتماعهما يكونان اسمًا لتلك البردة.
  • (بوسليك): اسم تركي معناه لثمة خفيفة أي بوسة، والقصد بها مسة، أو دوسة صغيرة.
  • (ماهور): هو اسم فارسي معناه الهلال.
  • (كردان): هو اسم تركي معناه العقد.
  • (شاهناز): هو اسم فارسي مركب من كلمتين؛ إحداهما كلمة شاه ومعناه سلطان، والأخرى ناز ومعناه دلال، فباجتماعهما يصير معناهما: دليل السلطان حسب التركيب العربي.
  • (تيز): هي كلمة فارسية معناها حادٍ أو سريع، ومصطلح عليها في الموسيقى التركية بمعنى جواب.
  • (بردة): هي كلمة تركية وفارسية أيضًا ومصطلح عليها في الموسيقى التركية بمعنى: درجة من درجات أصوات الطبقة أو (نغمة) كما أن مجموع درجات الأصوات في الطبقة تسمى بردات أو (نغمات) وتسمية درجة صوت باسم بردة المحكي عنها؛ لأن الصوت قبل ظهوره يكون مستورًا وراء حجاب.
  • (بيشزو): هو اسم فارسيّ مركب من كلمتين؛ إحداهما كلمة بيش ومعناها أمام، والأخرى زو ومعناها ذهاب، فباجتماعهما يصير معناهما الذهاب أمام. وفي اصطلاح الموسيقى التركية يطلق هذا الاسم على الهواء الابتدائي الذي يصدر به أول الفصل ومعناه المقدم كما يقال نظير ذلك عند الرب بشرف وهي تحريف كلمة بيشرو المذكورة.
  • (نيم): هي كلمة فارسية معناها نصف ومصطلح عليها في الموسيقى التركية لرفع أو خفض أي: البردات نصف درجة أي: نصف مسافة كما يقال نظير ذلك عند العرب عربة، وفي الموسيقى الإفرنجية يقال لرفع أي البردات دبيز dièse ولخفضها بمول Bémol.
  • (بسته): هي كلمة فارسية معناها رابط، ومصطلح عليها في الموسيقى التركية بمعنى موشح أي: المربوط.
  • (شرقي): هي كلمة تركية تطلق على كل نظْم من الأنغام، كما يقال نظير ذلك عند العرب موشح أو هوا أو دور أو فرع.
  • (أصول): هي كلمة تركية وعربية أيضًا تطلق على كل وزن من أوزان الألحان الموسيقية، كما يقال نظير ذلك في الموسيقى الإفرنجية تمبو أي: الزمن le temps.
  • (ديوان): هي كلمة تركية وعربية تطلق على ثمانية درجات أصوات متصاعدة بالتدريج في هيئة سلم، ويقال طبقة وعند الإفرنج أكتاف Octave.
  • (دوزان): هي كلمة تركية تطلق على تصليح مقامات الآلات — وفي الموسيقى الإفرنجية أكوردو Accord ومعناها اتفاق الأصوات، ولتركيب جملة أكوردات يقال أرمونية Harmonies.
  • (رهاوي): هو اسم مدينة الرها أي: أورفة.
  • (سوزدلارا): هو اسم فارسي معناه نار المحبوب.
  • (سازجار): هو اسم فارسي معناه عمل الآلات.
  • (سوزناك): هو اسم فارسي معناه المحرق.
  • (دلكشا): هو اسم فارسي معناه محرق القلب.
  • (حجازكار): هو اسم فارسي معناه عمل الحجاز.
  • (طرزنوين): هو اسم فارسي معناه الطراز الجديد.
  • (نهاوند): هو اسم مدينة ببلاد العجم.
  • (نواثر): هو اسم فارسي معناه الأثر الجديد.
  • (فر حفزا): هو اسم فارسي معناه: مزيد الفرح.
  • (سوزدل): هو اسم فارسي معناه: محرق القلب.
  • (شوق أفزا): هو اسم فارسي معناه: مزيد الشوق.
  • (بستة أنكار): هو اسم فارسي معناه: رابط المحبوب.
  • (راحة الأرواح): هو اسم عربي معناه استراحة الروح.
  • (أويج آرا): هو اسم فارسي معناه مزين العلا.

— وأما ما بقي من الأسماء التي في كتابنا هذا فكلها أسماء اصطلاحية غير ما فسرناه في السابق.

آلات الطرب

اعلم أن آلات الطرب كثيرة مختلفة الأنواع، وهي قسمان: أحدهما يختص بفن الإيقاع أي: (الأصول) كالطبل والدف والنقارات، وما أشبه ذلك، وهذا لا يتعلق بمعرفة الألحان، بل هو متعلق بقياس الزمان٣.

والثاني يختص بالألحان وهو نوعان ذوات أوتار وذوات نفخ. أما ذوات الأوتار؛ فمنها ما يشدون عليه وترًا كالعود والقانون، ومنها ما يشدون عليه سلكًا من حديد أو نحاس كالطيور وما شاكله، ومنها ما يشدون عليه شيئًا من شعر الخيل كالمنجة والرباب ونحوهما، وذوات النفخ كالناي والمزمار وغيرهما، إلا أن المستعمل الآن كثيرًا في بلادنا للطرب الدف والعود والقانون والكمنجة والناي، فالدف من متعلقات الأوزان، وباقيها من متعلقات الألحان، وأهل مصر يسمون مجموع ذلك (بالتخت) أو (الجوقة) وأعظمها عندهم.

هوامش

(١) التصوير ما يعرفه الإفرنج بقلب القرار أو اللحن Transposition changement de ton.
(٢) إذا أردت تراكيب أخرى كثيرة تقر على مقام الراست أو الدوكاه بوجه الخصوص أو غيرهما، فعليك بمؤلفات السيد محمد هاشم بك.. طبع بعضها في الأستانة سنة ١٢٦٩هـ والبعض الآخر في سنة ١٢٨٠هـ و(الرسالة الشهابية) طبعت في بيروت سنة ١٨٩٩م وكتاب (قراءة نغمات) طبع في الأستانة سنة ١٣٠٤هـ وكتاب (موسيقى اصطلاحاتي) طبع في الأستانة سنة ١٣١٠هـ وكتاب حياة الإنسان في ترديد الألحان طبع في مصر سنة ١٣١٣هـ.
(٣) الإيقاع يزيد النغم رونقًا وتأثيرًا في مسامع المنصتين؛ ولذا فلما تحضر نوبة موسيقية لا يستعمل فيها الطبل والدفوف أو الصنوج لقياس الزمان. وزد على ذلك أن أهل الموسيقى من الأوربيين وغيرهم يرتبون الطبل كسائر الآلات المختصة بالألحان، أعني به أنهم يشدون أو يرخون جلدته حتى يتفق دويه بعض الاتفاق مع صوت سائر الآلات؛ ولذا فإني ربطت سائر الأوزان المستعملة في بلادنا وكثيرًا من الأوزان التركية والشامية بالنوتة الإفرنجية بغاية الضبط والدقة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤