بداية مغامرة حقيقية

في اليوم التالي قرَّر «تختخ» أن يبحث عن البيت المختفي وراء الأشجار العالية قريبًا من المكان الذي سمع فيه «جلجل» الحوار بين الرجلين.

وجمع «تختخ» الأصدقاء، وأخبرهم عن عزمه، وقال لهم: إنها فرصةٌ أن أكتشف حقيقة هذا المنزل الغامض، والشاويش مشغولٌ بالعصابات الوهمية، والأدلة المزيَّفة.

انطلق الأصدقاء معًا في الطريق الذي سار فيه «جلجل» في تلك الليلة، وبعد نحو ساعة صاحت «لوزة»: انظروا، هذه هي الأشجار العالية، ولا بد أن المنزل يَختفي خلفها.

وأخذ «تختخ» ينظر حوله، ثم قال: يبدو أن ذلك صحيح، فهناك طريقٌ ملتوٍ بين الأشجار لا يكاد يراه أحد، ولا بد أنه الطريق الذي كانت تَسير فيه السيارة التي سمع صوتها «جلجل».

وأسرع الجميع إلى الطريق المُلتوي، فقال «محب»: من الأفضل أن نتحدث وكأننا ضللنا طريقنا، حتى إذا سَمعَنا أيُّ شخص ظنَّ أننا كنا نتنزَّه وفقدنا الاتجاه.

وفعلًا سار الأصدقاء يتحدَّثون بين الأشجار العالية، وفجأة نبَح «زنجر» الذي كان يَسبقُهم بمسافةٍ فأسرع إليه الأصدقاء، فوجدوا أنه يقف أمام بوابة ضخمة من الحديد، يحيط بها سورٌ مُرتفعٌ من الحجر، وقف الأصدقاء مبهورين أمام المنزل الغامض، وتقدم «تختخ»، وأخذ يهزُّ البوابة، ولكنَّها كانت مُغلقة.

تردد «تختخ» قليلًا ثم مدَّ يده، وقرع جرس الباب، ولم يمضِ سوى لحظات حتى ظهر رجلٌ ضخم، كأنه حكم في مباراة ملاكمة، وكان يضع صفارة حول رقبته، ولم يكد يرى الأولاد حتى صاح بعصبية: ماذا تريدون؟ من الذي دلكم على هذا المكان؟ هيا … هيا!

رد «تختخ» ببراءة: إننا نبحث عن منزل الأستاذ «حسونة»؟

الرجل: ليس هنا «حسونة» ولا غيره، هيا انصرفوا وخذوا هذا الكلب معكم!

تختخ: هل أنت متأكدٌ أن الأستاذ «حسونة» لا يسكن هنا؟ إنه يسكن هنا بالتأكيد.

ردَّ الرجل في ضيق: قلت لكم ليس هذا منزل «حسونة»، إنه منزلٌ مهجور لا يسكنُه أحد، ومالكه متغيب، وأنا هنا لأتسلَّم الخطابات التي ترد باسمه، هيا من فضلكم ولا داعي لإزعاجي.

انصرف الأصدقاء، وقد أحسوا أنهم مُقبلون على مغامرةٍ خطيرة، وقال «تختخ»: منزلٌ خالٍ، فيه حارس واحد، محاطٌ بأسوارٍ ضخمة، شيءٌ غريب، وأنا أشعر أننا سنَدخُل في مغامرةٍ رهيبة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤