أسرار «تختخ»

أصبح «جلجل» صديقًا للمُغامرين الخمسة، وكان كل يوم يزداد رغبةً في معرفة السر الذي سيَكتشفُه، وذات يوم قال: لقد مضت بضعة أيام دون أن تُخبروني بشيءٍ عن اللغز الذي سأحلُّه، لقد بدأت أحس أنكم تُخفُون شيئًا عني.

وتردد «تختخ» قليلًا ثم قال: في الحقيقة هناك سرٌّ خطير، ولكنَّنا نخشى إذا قلنا لك أن تُسرع وتُخبر عمك به، فمن الواضح أنك لا تستطيع أن تُغلق فمك أبدًا.

وظهرت الإثارة على وجه «جلجل» وقال: «تختخ» أرجوك أن تخبرني بالسر، وأعدك — كما وعدتُ قبلًا — ألا أُخبر عمِّي بأي شيءٍ على الإطلاق.

وأخذ «تختخ» يُفكر بسرعة، فلم يكن هناك أيُّ سرٍّ أو لغزٍ قد ظهر حتى الآن، ثم قال في ترددٍ: الحقيقة … أنني لا أستطيع أن أخبرك الآن.

صاح «جلجل» في لهفة: أرجوك يا «تختخ» قل لي، إنني أريد أن أشترك فورًا في حل اللغز.

وتدخَّلت «لوزة» في الحديث قائلة: بهذه المناسبة يا «جلجل» أرجو أن ترد لي المفكرة التي أخذتها مني أمس، إنها ليست لك، فقد أعددتها ﻟ «تختخ».

وظهر الأسف على وجه «جلجل»، وهو يمدُّ يده لها بالمفكرة وقال: لقد كنت أود الاحتفاظ بها لأكتب فيها شعرًا، فإنني شاعر.

وظهر التعجُّب على وجه الأصدقاء الخمسة وسألوه عن معنى الشعر فقال: ألا تعرفون الشعر، إنه ذلك الكلام الموزون، مثل نشيد: بلادي … بلادي … بلادي … لك حبي وفؤادي.

وسأُلقي عليكم الآن قطعة شعر من تأليفي.

ولكن قبل أن يبدأ «جلجل» في إلقاء شعره صاح «محب»: احترس إن عمك قادم.

وهنا ظهر الشاويش «فرقع» فصاح ﺑ «جلجل»: لماذا تقف هنا، مع هؤلاء، هيا أسرع بالدراجة لإصلاحها.

وصاح «جلجل»: حاضر … أنا ذاهب، ولكنه لم يتحرَّك من مكانه.

وأخذ «تختخ» يحك رأسه، والأصدقاء يكتمون ضحكهم؛ فقد كانوا يَعلمُون أنه ليس هناك أسرار حتى الآن، وعاد «تختخ» يتحدَّث: من الأفضل أن تَنتظِر قليلًا يا «جلجل».

جلجل: لا بأسَ سأنتظر، وسوف أُحضر معي مفكِّرة مثل المفكرة التي أهدتْها لك «لوزة» لأكتب فيها الأدلة، أليست هذه فكرة جيدة؟

تختخ: إنها فكرةٌ مُمتازة فعلًا، هات المفكِّرة لأقول لك ماذا تكتب فيها.

جلجل: والآن ما رأيكم في أن تسمَعُوا شيئًا من أشعاري! لقد كتبت قصيدة اسمها الحصان العجوز أقول فيها …

ولكن «تختخ» نظر في ساعته وقال: ليس الآن أيها الحصان العجوز، في المرة القادمة.

وودَّع الأصدقاء «جلجل» وعادوا وخلفَهم «زنجر»، وأسرعوا إلى حديقة «عاطف»، وأخذوا يُفكِّرون في اللغز الذي سيقولونه ﻟ «جلجل».

أخذ الأصدقاء يَقترحون أسرارًا مختلفة ليضحكوا بها على «جلجل»، فاقترح «محب» فكرة الاختطاف، وتحدثت «نوسة» عن الأشياء المسروقة، واقترحَت «لوزة» أضواءً تظهر في الليل، فقال «تختخ»: إنها جميعًا أفكار ممتازة، ومن الأفضل أن نضمَّها معًا، ونصنع منها لغزًا ضخمًا سوف يحضر «جلجل» المفكِّرة، وسأكتب له العناوين المُعتادة … الأدلة … المتهمون … خطوات التحقيق … وسوف نترك له بعض الأدلة ليَعثر عليها، وسوف أُخفي القصة كلها عنكم حتى تدهشوا أنتم أيضًا وتُمسكوا أنفاسكم.

لوزة: كيف نُمسك أنفاسنا يا «تختخ»؟! إنها مسألةٌ صعبة.

قال «عاطف» بغيظ: إننا لن نُمسك أنفاسنا بأيدينا أيتها الطفلة، إنَّ هذا يعني أننا سنحبسُها في صدورنا من كثرة الانفعال.

وافترق الأصدقاء الخمسة على أن يلتقوا فيما بعد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤