شكر وتقدير

سألني طالبي جوش قائلًا: «لِمَ يقرأ أي شخص الشكر والتقدير في الكتاب؟ فالمؤلف لا يذكر سوى أسرته وطاقم عمله.»

فأوضحتُ له قائلةً: «حسنًا، أحيانًا يستطيع القارئ معرفةَ معلومات عن عمليات الكتابة التي يتبعها المؤلفون، أو يكتشف أشياء مثيرةً للاهتمام عن حَيَواتهم.»

بدا عليه عدم التأثُّر، وقال: «امممم، أعتقد أنه لا يعدو كونه قائمةً من أسماء الأشخاص الذين لا أعرفهم.»

ربما يكون جوش على حقٍّ. قد يتخطى القرَّاء غير الملتزمين قسمَ الشكر والتقدير، لكن نظرًا لأن هذا الكتاب يستكشف عادات القرَّاء النَّهِمين، فإنني أعرف أن بعضًا منكم سيقرأ الشكر والتقدير؛ لأنكم مهووسون بإتمام الكتب، وشأنه كشأني، يقرأ كلَّ كلمةٍ في الكتاب. إنني أقرأ الإهداءات والتوطئة، والكلمة الختامية، وملاحظات المؤلف، والشكر والتقدير؛ لأنني أجد الكتاب والكتابة رائعَيْن. إن قراءة كتابٍ من البداية إلى النهاية تستدعي الاستماعَ إلى المؤلِّف وهو يثرثر قليلًا.

لا يمكنني أبدًا أن أعبِّر بشكل كامل عن امتناني لأناسٍ مثل هؤلاء الذين يعملون في جوسي باس؛ دارِ النشر التي أعمل معها، لمجازفتِهم مجازَفةً كبيرةً معي في كتاب «الهامسون بالكتب» منذ أربعة أعوام، وانتظارِهم لي في صبرٍ حتى انتهيت من كتابة هذا الكتاب. أشكر بالأخص محرِّرتي كيت برادفورد، وديمي بيركنر المدير التسويقي؛ لمساعدتهما إياي على الوصول بهذا الكتاب إلى مرحلة النشر، بالرغم من كثيرٍ من التحديات المهنية والشخصية التي واجهتني خلال الأعوام الثلاثة السابقة. كذلك أُعرِب عن تقديري للمدقِّقة اللغوية بيف ميلر لما تتمتَّع به من حسٍّ فُكاهي ومشاركتها إياي حبَّ القراءة؛ ممَّا جعل الخوضَ في أخطائي أمرًا محتمَلًا.

شكرًا لمئات المعلمين وأمناء المكتبات والآباء والقرَّاء الذين شاركوا في استقصاء القارئ النَّهِم؛ فتعليقاتُكم الصريحة واستعدادكم لمشاركة حياة القرَّاء التي تَحْيَونها معنا جميعًا أمَدَّتْنا بأساس لهذا الكتاب، وأثَّرَتْ في منهجيتي التدريسية بعُمْق.

لقد قضيتُ ستة أعوام رائعة في مدرسة ترينيتي ميدوز المتوسطة، التابعة لمنطقة كيلر التعليمية المستقلة في مدينة كيلر بولاية تكساس. وأتوجه بشكرٍ خاص لفريق نايل ريفر؛ دانا أليسون، وماريا كولينز، ومات كواتلبوم، وسارة هاتسون، وآشلي روبرتسون، وفيكي أرينجتون، وكارين نيكولاس. لقد كان العمل معكم أفضلَ تجربةٍ لي خلال حياتي المهنية كمُعلمة. وأتقدَّم بالتقدير لناظرَيْ مَدْرستِي رون مايرز وسوزان ماكي؛ لتبنِّيهما أفكاري الجنونية مثل: أبواب القراءة، وساعات فتح أبواب المكتبة المدرسية في الصيف. إن المعلمين ينجحون حين يعملون مع إداريين يدعمونهم ويوفرون لهم الاستقلاليةَ والثقةَ.

حين بدأتُ في استخدام تويتر منذ أربع سنوات، لم يكن بإمكاني توقُّع قدرِ ما سيُضِيفه لحياتي؛ لقد بنيْتُ علاقاتٍ مع زملاء مذهلين من خلاله. إن متابعِيَّ وزملائي من أفراد نادي «نيردي بوك كلَب» هم القرَّاء الجامحون الذين يدعمونني ويُعلِّمونني كلَّ يوم؛ بول هانكينز، وجون شوماكر، وسيندي مينيك، وماري لي هان، وكارين تيرلكي، وتوني كيفر، وكيت ميسنر، وسينثيا ألانيز، ونيكي بارنز، وبيث شوم، وأليسون بيتشر، وكاثي بلاكلر، وسوزان دي، وبرايان ويزليك، وجيليان هايس، وميندي رينش، وتيريزا كرافتين، وجين فينسنت، وشيري جيك، وكارين بيري، وكريستين ماكيلهاجا، ودون ليتل، ولي آن سبيلان، وسارة أندرسن، ولورا كوموس. وأخصُّ بالشكر آمبر وايت، وهيثر جنسن؛ من جمعية ميشيجان للقراءة، اللذين وجَّهَا لي الدعوةَ لأُلْقِي أولَ خطابٍ افتتاحي لي، وما زالا يَدْعُوانني إلى السفر إلى ميشيجان، التي باتت موطني الثاني.

لقد تعلَّمْتُ الكثير عن معنى أن يكون المرء كاتبًا محترفًا من جيف أندرسون وتيري طومسون، اللذين يتصلان بي ليَرَيَا إنْ كنت أكتب أم لا، ويُجيبَا عن رسائلي النصية المتضارِبة عن القراءة والكتابة والتدريس طوال الوقت. لقد أمَدَّني تيري بالدعم الأساسي في المراحل الأولى من هذا الكتاب، وساعدني على استيضاح معالم الطريق وقتَ أنْ كنتُ عالقةً في أجزاء غير مهمة. يومًا ما ستكتشف إحدى كبرى دور النشر مدى براعته كمحرر. إن جيف هو مرشدي الذي يقدِّم لي نصائح قيِّمة، ويدعمني على مدار السنين. لقد رأيتُ جيف يقود برامج التطوير المهني لطاقم العمل عشرات المرات، وفي كل مرة أتعلَّم منه شيئًا جديدًا. شكرًا لكما أيها السيدان النبيلان، أنا متأكدة أن الفتاتين اللتين رافقتاكما إلى حفل التخرج استمتعتا بوقتيهما.

خلال مؤتمر في دنفر، ساعدتني كلٌّ من بيني كيتل وفرانكي سيبرسون على إيجاد هيكل تنظيمي لكتابي هذا حين كنتُ عاجزةً عن رؤيته. شكرًا للضحكات والآراء الحكيمة أيتها السيدتان. إنكما عبقريتان.

لقد رُزِقتُ بأربعة أصدقاء نادرين لا تُقدَّر صداقتهم بثمنٍ (كما يقال فإن الخِلَّ الوَفِي من المستحيلات الثلاثة)؛ كولبي شارب، وكاثرين سوكولاوسكي، وتيريزا بانر، وتيري لاسِسْني، الذين قرءوا مخطوطةَ هذا الكتاب خلال مرحلة التأليف، وأمَدُّوني بالتشجيع والآراء النقدية الضرورية وقتَ أنْ كنتُ بحاجةٍ إليهما. أنا واثقة من أنهم سعيدون للغاية باكتمال الكتاب؛ ومن ثَمَّ فإنني لن أرسل إليهم مزيدًا من رسائل البريد الإلكتروني القَلِقة في الثالثة فجرًا. وقد أطلق كولبي على هذا الكتاب «كتابي»، وكان كثيرًا ما يسألني عن الوقت الذي سأنتهي فيه من تأليف «كتابه». أما كاثرين فكانت تقرأ فقرات متفرقة من الكتاب في بعض الأوقات، وظلت تبحث عن مصطلحات خاصة برياضة التجوُّل سيرًا على الأقدام لمدة ساعتين حين رحتُ أتحدَّث عن موضوعٍ مختلف تمامًا كعادة القرَّاء الجامحين، وأرسلَتْ لي رسالةً نصية ترشِّح لي رواية «الفتيان الغِربان» لماجي ستيفاتر حين كنتُ بحاجةٍ إلى الاستراحة. أما تيريزا فهي التي تقدِّم لي النصائح العظيمة؛ ينبغي أن أتبع نصائحك أكثر. شكرًا لأنكم أصدقائي والنماذج التي أحتذي بها. إنكم ترتقون بكل مَن حولكم بحماسكم وحبكم للأطفال، ودفاعكم عن حقوقهم في التمتع بتجارب إيجابية في المدرسة وفي القراءة. كما أنني أتشرف، بشكل خاص، بموافقة تيري لاسِسْني على كتابة مقدمة هذا الكتاب. شكرًا تيري على توجيهك وصداقتك.

وافقَتْ صديقتي العزيزة ومرشدتي سوزي كيلي على الاشتراك معي في دراسة القرَّاء الذين لا ينفكُّون يقرءون على مدار حياتهم، وجعلت من فصلها المدرسي معملًا لمدة عامين. لقد علَّمَتْني سوزي عن التدريس أكثر من أي شخص آخَر، وإنني محظوظة لتَعلُّمي منها. لقد جمعَتْ سوزي كل البيانات اللازمة لهذا الكتاب، وبحثَتْ في مئات من نماذجِ الطلاب وإجاباتِ المشاركين في استقصاء القارئ النَّهِم لاختيار الاقتباسات والأمثلة التي ظهرت في هذا الكتاب. لقد جعلَتْ حياتي أفضل، وجعلَتْ أسلوبي في التدريس أفضل؛ وبالتأكيد جعلت هذا الكتاب أفضل بإسهامها فيه.

لقد أصبحتُ معلمةً بسبب ابنتيَّ؛ سيليست وسارة، وما زلتُ أسعى لتحسين فصول القراءة لأجل الأطفال كافةً بسببهما. لقد علَّمَتاني كثيرًا عما يريد صغار القراء ويحتاجون إليه. سيليست — بصفتها معلمةً لمرحلةِ ما قبل المدرسة وأمًّا لرضيعَيْن — تقرأ مع الأطفال الصغار طوال اليوم؛ إنها تعرف مدى أهمية القراءة. أعتذر إليك سيليست؛ لقد تخلَّصْتُ من كتابَي «التنانين تحب أكل التاكو» و«مؤخرة الدجاجة». إنها مهمة الجَدَّة؛ أن تتخلَّص من الكتب السخيفة. شكرًا لأنك قرأتِهما مئات المرات. أما سارة فهي نموذج القارئ النَّهِم؛ إنها تطالب صديقها بأن يقرأ، وتتوسَّل إلى معلم اللغة الإنجليزية لزيادة وقت القراءة. شكرًا لك يا سارة؛ لأنك انتظرتِ عامين آخَرين حتى أنتهي من هذا الكتاب؛ يمكننا الآن أن نلعب لعبة الفيديو «سكايريم».

لولا زوجي دون، لَمَا استطعتُ كتابةَ كلمة واحدة؛ إنه يقرأ أبحاثًا حتى يتمكَّن من التحدُّث معي حول خلية الأفكار التي تطنُّ في مخي، ولا يُعلِّق عندما تصل جبالٌ من الكتب إلى بيتنا، ويعدُّ لي الغداءَ كلَّ يوم على مدار العام الدراسي. عزيزي، إنني بفضلك بِتُّ موضعَ حسدِ جميع المدرسين والمدرسات بالمدرسة. الأهمُّ أن دون يتفهَّم هَوَسي بالكتب والقراءة؛ لأنه يشاركني فيه. لقد كان زواجي بقارئٍ نَهِم آخِرَ أفضل قرارٍ اتخذتُه في حياتي.

لقد أسعدني أن أعمل مع كثير من الأطفال المتميزين، وأن أصبح جزءًا من عائلةِ كلٍّ منهم لمدة عامٍ أو أكثر. إنني الآن معلمة أفضل لأنكم علَّمتموني كيف أكون كذلك، وأُعرِب عن تقديري لعائلاتكم التي وافقَتْ على المساهمة في هذا الكتاب. أعرف أن أفكاركم حول القراءة وتجاربكم في الفصول المدرسية ستؤثِّر في كثيرين. جوش، أنت من بين هؤلاء؛ هل ما زلتَ تقرأ؟

دونالين ميلر

•••

أُعرِب عن شكري لدونالين لدعوتها إياي للمساعدة في هذا الكتاب، وإنِّي لَأُقدِّر تقديرَها لآرائي. في كتاب «الهامسون بالكتب»، ذَكَرَتْني دونالين بوصفي واحدةً من مرشديها. من الواضح أن أدوارنا كانت متبادَلةً على مدار السنين. إن حماسها للقراءة هو ما أبقاني مُطَّلِعة على كل الكتب الجديدة، وقد أُتِيحت لي فرصةُ ملاحظةِ دونالين والتعلُّم منها عن كثب، وأنا ممتنة للفرصة التي سمحَتْ لنا أن نتشارك أفكارنا ونتطور معًا كخبيرتين للقراءة، وأعلم أن طلابنا قد استفادوا من تعاوننا معًا.

سوزي كيلي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤