الفصل السابع

نظمت هذه الأبيات تعريبًا لإحدى قصائد «البستاني» على سبيل التسلية والتفكُّه على طريقة فارسيَّة وأورديَّة تقضي بتكرار كلمة أو كلمتين في آخر البيت والتزام القافية فيما دون ذلك المكرر. ومثاله من الشعر الفارسي قول عمر الخيام:

قرآن كه مهين كلام خوانند أورا
كه كاه نه بردوام خوانند أورا
در خط بياله آيتي هست مقيم
كاندر همه جا مدام خوانند أورا

ومن الشعر الأوردي:

در وديوار به حسرت سي نَظَرْ كرتي هي
خوش رهو أهل وطن هم بي سفَرْ كرتي هي

ثم خطر لي أن أحذفها فشفع لدي في إثباتها مجيئها على تلك الطريقة وكونها أول ما نظم طبقًا لها في العربية. أما من حيث المعنى، فحسبنا لفت النظر إلى مراد الشاعر من أن المبالغة في التبرج والتبهرج والتصنُّع على الإطلاق مما لا يستحب للنساء، ويُعد امتهانًا لجمالهن الطبعي الذي خلقن عليه:

هلمِّي هلمِّي يا عروس كما أنت
تعالَي تعالَي يا عروسُ كما أنتِ
أشعرُك لم يُضفَرْ فخلِّيهِ مُرسلًا
فِداكِ الغوالي والنفوسُ كما أنتِ
ولا تُحرجي غضَّ النهود بصدرةٍ١
تهادَيْ بأُملودٍ يميسُ كما أنتِ
على ناضِرِ الأزهارِ سيري بلهفةٍ
وهيِّي فقد جاءَ العريس كما أنتِ

هوامش

(١) صدرة الفتاة الهندية كالصدرة التي تعهدها من ملابس النساء في كل بلاد. إلا أنها تكون من الحرير الجميل ممَّا متن نسجه، وحسن لونه؛ لأنها تكرب وتشد على النهود مبالغة في سترها، ويكون مَعقدها أو مربطها إلى الخصر أو الظهر لا إلى الأمام، حتى إذا انحلَّت لم يكن النهدان أول ما يظهر للعيان؛ إذ لا بأس عندهن بظهور الظهر أو الخصر، أما النهد فهو الحري بالصيانة وشدة الحرص على إخفائه. ولا يخفى ما في ذلك من الحكمة والحشمة والصون، وإليك قول شاعر سنسكريتي مشيرًا إلى صدرة فتاة تخذتها من النَّجَب (قشر الشجر) تقشفًا وزهدًا:
كأني بنَهد الفتاة احتجبْ
وشدَّ عليه إزار النَّجَبْ
نديَّة ورد بأكمامها
تُجنُّ وتخفي الجمال العَجَب ْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤