الفصل الرابع والعشرون

الغضب

قال أفلاطون: الغضب كالتابع الرديء الذي يحركك أولًا في مصلحتك، فإن أطعته حركك في مصلحته. السخيف من حرك غضبه على صورة اللفظ، والحصيف من حركه على حقيقة اللفظ والفعل، ولم يحرك منه إلا بمقدار ما يمنعه من الرحمة لمن لا يستحقها.

وقال مركوس أوريليوس: متى هاج الغضب فيك، اذكر أن من شيم الرجال الحلم واللين، لا إعطاء النفس هواها. وكلما كان المرء خاليًا من حدة الغيظ، كان أقرب إلى القوة.

وقال الإمام علي: لا تلاجَّ الغضبان فإنك تقلقه باللجاج، ولا ترده إلى الصواب. أول الغضب جنون وآخره ندم.

وقال بيليوس: غيظ المحبين يجدد قوة الحب. إذا صمت الأحمق ظُنَّ حكيمًا.

وقال إسخولس: الأحمق المفلح رزء ثقيل.

وقال سليم عنحوري: الأهل الحمق أعداء في صورة أحباء.

وقال بولانو: إذا ابتعدت عن الغضب ابتعدت عن الخطأ، وإذا ابتعدت عن الإفراط ابتعد عنك غضب الله. لا يُساءَل الإنسان عما يقوله في كآبته. لا تسكن قرب تقي أحمق.

وقال كورتس: الغضب لذة كثيرة النفقات، لا يستطيع أن يتمتع بها إلا من كان غنيًّا.

وقالت الإنكليز: الغضبان غضبه عليه لا له. الغضب في الرجل الصالح قصير المدة. قبل أن تغضب انظر: هل من سبب للغضب؟ الحماقة ألد الأعداء، والحزم خير الأصدقاء.

وقالت الترك: الغضب حلو وثمره مر، والنصيحة مرة وثمرها حلو. المداهنة لا يقع فيها إلا الأحمق. يصم الأحمق أذنيه عن الحق ويفتحهما للتملق. الأحمق والعنيد يزيدان ثروة المحامي.

ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم
عدوًّا لعقل المرء أعدى من الغضب

•••

ليست الأحلام في حال الرضا
إنما الأحلام في حال الغضب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤