رثَاء إسماعيل صَبري باشا

أنشد الشاعر هذه القصيدة في حفل التأبين الذي أقيم في فناء مدرسة المعلمين العليا بالمنيرة في مايو سنة ١٩٢٣م:

صادِحَ الشَّرْقِ قَدْ سَكَتَّ طَوِيلا
وَعَزِيزٌ عَلَيْهِ ألا تقُولَا
أَيْنَ ذَاكَ الشعْرُ الذي كُنْتَ تزْجِيـ
ـهِ فَيَسْرِي في الأَرْضِ عَرْضًا وَطُولا؟١
قَدْ سَمِعْنَاهُ فِي الْمَزَاهِرِ لَحْنًا
وَسَمِعْنَاهُ فِي الْحمَامِ هَدِيلا٢
وَشَمِمْنَاهُ فِي الْكَمَائِمِ زَهْرًا
وَشَرِبْنَاهُ فِي الْكُؤُوسِ شَمُولا٣
تَنْهَبُ الدُرَّ مِنْ عُقُودِ الْغَوَانِي
ثُمَّ تَدْعُوهُ فاعِلاتُنْ فَعُولَا!
خَطَرَاتٌ تسِيرُ سَيْرَ الدَّرَارِي
آبِيَاتٍ عَلَى الزمانِ أُفُولَا٤
تَخْدَعُ الْجَامِحَ الشمُوسَ مِنَ الْقَوْ
لِ فَيُلْقِي الْعِنانَ سَهْلًا ذَلُولا٥
غَزَلٌ كالشبَابِ أَسْجَحُ رَيَّا
نُ يُذِيبُ الْقَاسي ويُدْنِي الْمَلُولا٦
وَنَسِيبٌ يَكادُ يَبْعَثُ فِينَا
مِنْ جَدِيدٍ كُثَيِّرًا وَجَمِيلَا٧
وَقَوافٍ سَالَتْ مِنَ اللُّطْفِ حَتَّى
لَحَسِبْنَا الْمُجْتَثَّ مِنْهَا طَوِيلا٨
نَقَدَتْ جَيِّدَ الْكلامِ وَخَلَّت
سَقَطًا مِنْ وَرَائِها وفُضُولا٩
عَبِثَتْ «بالْوَلِيدِ» ثُمَّ أَرَتْهُ
مِنْهُ أَنْقَى مَعْنًى وَأَقْوَمَ قِيلَا١٠
لَوْ وَعَاهَا مَا اهْتَزَّ يُنْشِدُ يَوْمًا
(ذَاكَ وادِي الأَرَاكِ فَاحْبِسْ قَلِيلًا)١١
(قِفْ مَشُوقًا أَوْ مُسْعِدًا أَوْ حَزِينًا
أَوْ مُعِينًا أَوْ عَاذِرًا أَوْ عَذولًا)
بَرَزَتْ نَفْسُهُ بِها فَرَأَينَا
هُ نَبِيلًا يَنُثُّ قَوْلًا نَبِيلَا١٢
هَبَطَتْ حِكْمَةُ الْبَيَانِ عَلَيْهِ
فَاذكُروا فِي الْكِتَاب إسْمَاعِيلَا١٣

•••

لَوْ شَهِدْتَ الردَى يَحُومُ عَلَيْهِ
وَالْمَنَايَا تَرْمِي لَهُ الأُحْبُولَا١٤
لَرَأَيْتَ الطَّوْدَ الأَشَمَّ الَّذِي كَا
نَ مَنِيعَ الذرَا كَثِيبًا مَهِيلًا١٥
وَرَأَيْتَ الصمصامَ لَا يَقْطَعُ الضِّغـ
ـثَ وَقَدْ كَانَ صَارِمًا مَصْقُولَا١٦
وَرَأَيْتَ الرُّوحَ الْخَفِيفَةَ حَيْرَى
إنَّ عِبْءَ السقَامِ كَانَ ثَقِيلَا
شَيَّعَ الدَّمْعُ يَوْمَ شَيَّعَ «صَبْرِي»
دَوْلَةً فَخْمَةً وَعَصْرًا حَفِيلا١٧

•••

خُلقٌ لَوْ يَمَسُّ هَاجِرَةَ الْقَيـ
ـظِ لَأَمْسَتْ عَلَى الْأَنَامِ أَصِيلَا١٨
وَخِلالٌ مِثْلُ النَّسِيمِ وَقَدْ مَرْ
رِ بِزَهْرِ الربَا عَلِيلًا بَلِيلَا
وَحَدِيثٌ حُلْوُ الْفُكَاهَةِ عَذبٌ
لَمْ يَكُنْ آسِنًا وَلَا مَمْلُولا١٩
يُذْهِلُ الصَبَّ عَنْ أَحَاديِثِ لَيْلَا
هُ وَيُنْسِيهِ حَوْمَلًا وَالدخُولَا٢٠
يَقصُرُ اللَّيْلُ حِينَ يَسْمُرُ «صَبْرِي»
بَعْدَ أَنْ كَانَ نَابِغِيًّا طَوِيلَا٢١

•••

يَوْمَ «صَبْرِي» هَدَمْتَ لِلْمَجْدِ رُكْنًا
وَتَرَكْتَ الْعَلْيَاءَ أُمًّا ثَكُولَا
يَوْمَ «صَبْرِي» أَغْمَدْتَ فِي التُّرْبِ سَيْفًا
حِينَ جَرَّدْتَ سَيْفَكَ الْمَسْلُولَا

•••

إِنَّمَا نَحْنُ فِي الْحَياةِ إلَى حِيـ
ـنٍ شَبَابًا وَفِتْيَةً وَكُهُولَا
نَتَمَنَّى الْحَياةَ جِدَّ تَمَنٍّ
وَهْيَ لَيْسَتْ إلَّا مَتَاعًا قَلِيلَا
وَقَفَ الطِّبُّ حَائرًا وَالْمَنَايَا
ساخِرَاتٍ يَغْتَلْنَ جِيلًا فَجِيلَا
دَوْرَةُ الأَرْضِ كَمْ أَمَدَّتْ قَبِيلًا
بِحَيَاةٍ وَكَمْ أَبَادَتْ قَبِيلَا٢٢
نَضْرَةٌ فِي أَزَاهِرِ الصُّبْحِ تُمْسِي
بَعْدَ لَأْيٍ تَصَوُّحًا وذُبُولًا٢٣
رُبَّ قَصْرٍ قَدْ كَانَ مَلْعَبَ أُنْسٍ
صَيَّرَتْهُ الأَيَّامُ رَبْعًا مُحِيلَا٢٤
وَفَتاةٍ طَوَى مَحاسِنَهَا الدَّهـ
ـرُ بَنَانًا غَضًّا وَخَدًّا أَسِيلَا٢٥
نَأْكلُ الأَرْضَ ثُمَّ تَأْكُلُنَا الأَرْضُ
دَوَالَيْكَ أَفْرُعًا وَأُصُولَا٢٦

•••

يَا مَلِيكَ الْبَيَانِ دَعْوَةَ خِلٍّ
وَجَد الصَّبْرَ بَعْدَكُمْ مُسْتَحِيلَا٢٧
أَنا أَرْثِيكَ شَاعِرًا وأَديبًا
ثُمَّ أَبْكِيكَ صَاحِبًا وَخَلِيلَا
قُلْ لِحَسَّانَ: إنْ مَرَرْتَ عَلَيْهِ
فِي ظِلَالِ الْفِرْدَوْسِ يُطْرِي الرَّسُولَا٢٨
إِنَّ مِصْرًا أَحْيَتْ مَوَاتَ الْقَوَافِي
وَأَقَامَتْ عَمُودَهَا أَنْ يَمِيلَا
وَأَعَادَتْ إِلَى سَلِيلَةِ عَدْنَا
نَ شَبَابًا غَضًّا وَمَجْدًا أَثِيلا٢٩
قُلْ لَهُ غَيْرَ فَاخِرٍ: إِنَّ «صَبْرِي»
بَعْدَ «سَامِي» هَدَى إِلَيْها السَّبِيلَا٣٠

•••

وَيْكَ يا قَبْرُ صِرْتَ لِلْفَضْلِ مَثْوًى
لَا يُسَامَى ولِلنُّبُوغِ مَقِيلَا٣١
فِيكَ كَنْزٌ لَمْ تَحْوِ أَرْضُ الْفَرَاعِيـ
ـنِ لَهُ بَيْنَ لَابَتَيْهَا مَثيلَا٣٢
فِيكَ سِرُّ الْجَلالِ وَالْخَطْبُ فِيهِ
كَانَ يَا قَبْرُ لَوْ عَلِمْتَ جَلِيلَا
ضُمَّهُ ضَمَّةَ الْكَمِيِّ حُسَامًا
تَركَ النَّصْرُ حَدَّهُ مَفْلُولَا٣٣
لَهْفَ نَفْسِي عَلَيْهِ يَفْتَرِشُ التُّرْ
َب وَقَدْ كَانَ لِلسماكِ رَسِيلَا٣٤
لَهْفَ نَفْسِي عَلَيْهِ لَوْ كَانَ يُجْدِي
لَهْفَ نَفْسِي أَوْ كَانَ يُغْنِي فَتِيلًا٣٥
كُنْ عَلَيْهِ يا قَبْرُ رُوحًا وَرَيْحَا
نًا ومَثْوًى رَحْبًا وَظِلًّا ظَلِيلًا٣٦
لَمْ يَمُتْ مَنْ يَزُولُ مِنْ عَالَمِ الْحسْ
سِ وَتَأْبَى آثارُهُ أَنْ تَزُولَا

هوامش

(١) تزجيه: تدفعه وتسوقه برفق. يسري: يسير.
(٢) المزاهر: جع مزهر وهو العود من آلات الغناء والطرب. اللحن: التغريد والتطريب والغناء. الهديل: صوت الحمام.
(٣) الكمائم: جمع كمامة وهي غطاء النور أي: الغلاف الذي يحيط بالزهرة ويغطيها قبل أن تتفتح. الكؤوس: جمع كأس، ولا تسمى كأسًا إلا وهي فيها الشراب. الشمول: الخمر.
(٤) الخطرات: الخواطر. الدراري: الكواكب.
(٥) الجامح: اسم فاعل من جمع الفرس أي: اعتز فارسه وغلبه. والشَّموس: الصعب الممتنع. العِنان: سير اللجام. ذلول: سهل منقاد.
(٦) أسجح: حسن معتدل. ريان: صفة من الري.
(٧) كثير بن عبد الرحمن أحد الشعراء الغزليين المشهورين. شبب بعزة بنت حميدة الضمري حتى عُرف بها، وكانت وفاته سنة ١٠٥ﻫ. وجميل بن عبد الله بن معمر العذري أحب ابنة عمه بثينة، وعرف بها وقال فيها شعرًا كثيرًا يدل على شعور صادق وحب عفيف طاهر، ولبث يشبب بها أكثر من عشرين سنة، وكانت وفاته بمصر سنة ٨٢ﻫ أيام عبد العزيز بن مروان واليها من قبل أخيه عبد الملك.
(٨) المجتث: من بحور الشعر. وأجزاؤه مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن مرتين مجزوء وجوبًا. الطويل: أول بحور الشعر. وأجزاؤه فعولن مفاعيلن أربع مرات.
(٩) نقد الدراهم: إخراج الزيف منها، والمراد اختارت. السقط بفتحتين: رديء المتاع والخطأ من القول والفعل. فضول الكلام: ما لا خير فيه.
(١٠) الوليد: هو أبو عبادة بن عبيد الطائي البحتري الشاعر المطبوع، وبحتر بطن من طيء كانوا ينزلون بناحية «منبج» بين حلب والفرات. ولد سنة ٢٠٦ﻫ، وتخرج في الشعر على أبي تمام ثم خرج إلى العراق وأقام في خدمة المتوكل والفتح بن خاقان وزيره إلى أن قتلا، فرجع إلى «منبج» وبقي يختلف أحيانًا إلى رؤساء بغداد وسر من رأى حتى مات سنة ٢٨٤ﻫ.
(١١) وعاها: حفظها وتدبرها أي: القوافي والمراد الأبيات. و«ذاك وادي الأراك فاحبس قليلًا» مطلع قصيدة للبحتري.
(١٢) برزت: ظهرت. النبل والنبالة: الذكاء والنجابة والفضل. نث الحديث: أفشاه.
(١٣) «فاذكروا في الكتاب إسماعيل» اقتباس جميل من قول الله تعالى في سورة مريم: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا.
(١٤) الأحبول: المصيدة كالحبالة والأحبولة.
(١٥) الطود: الجبل العظيم. الأشم: الطويل الرأس المرتفع. المنيع: الحصين الذي لا يقدر عليه من يريده. الذرا: جمع ذروة وهي من كل شيء أعلاه. الكثيب: المجتمع من الرمل. المهيل: المرسل المصبوب. والمراد مهدم منهار.
(١٦) الصمصام: السيف القاطع الذي لا ينثني. الضغث: قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس. الصارم: القاطع. المصقول: المجلو.
(١٧) المراد بالدولة هنا مملكة الأدب والشعر. حفيل: كثير مجتمع.
(١٨) الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر. القيظ: شدة حر الصيف. الأنام: جميع الخلق. الأصيل: العشي وهو الوقت بعد العصر إلى الغروب.
(١٩) آسن: آجن أي: متغير الطعم واللون. والمراد قديم معاد تافه.
(٢٠) ليلاه: معشوقته. عشق قيس بن الملوح العامري ابنة عمه ليلى وشبب بها في شعره فحيل بينها وبينه فاتقد هواه حتى صار إلى حالة تشبه الجنون. ومن أجل ذلك لقب بمجنون ليلى، كان ذلك في بادية نجد في صدر الدولة الأموية. وحومل والدخول موضعان بنجد على مقربة من طريق البصرة إلى مكة، ذكرهما امرؤ القيس في مطلع معلقته متغزلًا بابنة عمه عنيزة فقال:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
(٢١) نابغي: شاق طويل منسوب إلى النابغة الذبياني زياد بن معاوية.
(٢٢) القبيل: الجماعة.
(٢٣) النضرة: الحسن والرونق والبهاء. اللأي: البطء، والمراد هنا الزمن القليل. التصوح: أن ييبس النبات من أعلاه.
(٢٤) الأنس: اطمئنان النفس، وهو ضد الوحشة. الربع: الدار. محيل: اسم فاعل من أحال الشيء بمعنى تحول وتغير، أو من أحالت الدار أي: أتى عليها أحوال.
(٢٥) المحاسن: جمع على غير قياس لحسن. البنان: الأصابع أو أطرافها الواحدة بنانة. غض: طري. أسيل: لين طويل.
(٢٦) دواليك: مداولة على الأمر أو تداول بعد تداول، من الدولة وهي انقلاب الزمان.
(٢٧) الخل: الخليل والصديق.
(٢٨) حسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله وهو من بني النجار من أهل المدينة. نشأ في الجاهلية ونبه شأنه فيها، ولما هاجر النبي إلى المدينة، وأسلم الأنصار أسلم معهم حسان ودافع عن النبي بلسانه كما دافع عنه قومه بسيوفهم، وعاش بعد رسول الله محببًا إلى خلفائه حتى مات في خلافة معاوية سنة ٥٣ﻫ وعمره ١٢٠ سنة.
(٢٩) سليلة: بنت. وعدنان أبو العرب المستعربة سكان شمالي الجزيرة، وهو من نسل إسماعيل ابن إبراهيم — عليهما السلام — وسليلة عدنان كناية عن اللغة العربية. غضا: طريًّا. المجد: العز والشرف. الأثيل: الأصيل العظيم.
(٣٠) «صبري» هو المرثي إسماعيل صبري باشا. و«سامي» هو محمود سامي باشا بن حسن حسني بك البارودي، أحد زعماء الثورة العرابية وأشعر الشعراء المتأخرين بالديار المصرية، نظم الشعر من صغره محاكاة ومعارضة للشعراء الأقدمين الذين حفظ من كلامهم ونسج على منوالهم. ولد سنة ١٢٥٥ﻫ، ثم تعلم فنون العسكرية وما زال يترقى في مراتب الجيش حتى ولاه الخديوي توفيق باشا نظارتي الحربية والأوقاف، ثم استقال واعتزل العمل حتى ولي رياسة النظار قبيل الثورة العرابية، فلما اضطرمت نيرانها خب فيها ووضع. ثم حكم عليه بعد انقضائها بالنفي إلى جزيرة سرنديب (سيلان)، فبقي بها ١٧ سنة ثم أذن له بالقدوم إلى مصر، وبقي في منزله كفيفًا يشتغل بالأدب إلى أن مات سنة ١٣٢٢ﻫ.
(٣١) ويك: عجبًا لك. مثوى: مقام. لا يسامى: لا يفاخر ولا يبارى. النبوغ: مصدر نبغ الشيء أي: أظهر وعظم شأنه. مقيل: اسم مكان من قال يقيل قيلًا وقيلولة ومقيلًا أي: نام في القائلة وهي الظهيرة.
(٣٢) الكنز: المال المدفون. الفراعين: جمع فرعون وهو لقب ملوك مصر الأقدمين وأرض الفراعنة هي الأراضي المصرية. اللابتان: مثنى لابة وهي الحرة أي: الأرض ذات الحجارة السود. وفي الحديث: «أنه — عليه الصلاة والسلام — حرم ما بين لابتي المدينة» أي: حرتيها اللتين تكتنفانها، والشاعر يريد بلابتي أرض الفراعنة حدودها التي تحيط بها.
(٣٣) الكمي: الشجاع المتكمي في سلاحه أي: المتغطي المستتر بالدرع والبيضة. الحسام: السيف القاطع. مفلول: متكسر.
(٣٤) السماك: نجم نير من نجوم السماء وهما سماكان: السماك الأعزل والسماك الرامح. رسيل الرجل: من يباريه في نضال أو غيره، وهذا رسيلك الذي يراسلك الغناء أي: يباريك في إرساله.
(٣٥) يجدي: يغني وينفع. الفتيل: ما يكون في شق النواة يضرب به المثل في التفاهة والضآلة.
(٣٦) الروح: الرحمة والراحة. الريحان: كل نبات طيب الريح. مثوى: مقام أي مكان ثواء وهو الإقامة. رحب: واسع. ظل ظليل: دائم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤