ثناء على الكتاب

في دراستها الأكاديمية البارعة والمتبحِّرة تستكشف لوري ماجواير التناقضات العميقة المتأصلة في أسطورة هيلين طروادة؛ فعلى الرغم من أنها كانت تُعتبر أجمل نساء العصور القديمة، فليس ثمة اتفاق على التفاصيل المحدِّدة لجمال هيلين. إن هيئتها عند غالبية الكُتَّاب، سواءٌ في مجال التاريخ أو الأدب، هي في الأساس مساحة شاغرة، يملؤها (أو لا يملؤها) مَنْ أتوا بعدها بتفاصيل تبعًا لتخيلهم. وعلى الرغم من اشتهارها بالتسبب في اندلاع حربٍ كبرى — وجهها دفع ﺑ «ألف سفينة» إلى الحرب، عبارةٌ يُعاد نسجها على نحو مثير للاهتمام في العصور الحديثة — فهي نفسها في الأساس شخصية سلبية غير فاعلة؛ فهي ضحية اغتصاب و/أو اختطاف. ورغم ذلك، كما تُبين بروفيسور ماجواير في الفصل البديع الذي يحمل عنوان «اللوم»، لطالما كان يُنظر إلى هيلين على أنها ملومة حتى على سلبيَّتها. شكسبير، على سبيل المثال، ربط ربطًا وثيقًا بينها وبين كريسيدا المتذبذبة أخلاقيًّا. بالإضافة إلى ظهور هيلين في أسطورة «فاوست» بطرق تقديمها المتنوعة، فهي تظهر ظهورًا غامضًا أيضًا في الأدب القصصي الفيكتوري والحداثي، وكذلك في الشعر المعاصر — وعلى رأسه قصيدة ديريك والكوت الملحمية «أوميروس» — وفي الأدب القصصي المعاصر، بما في ذلك الروايات المصورة، وفي الأفلام. في بحث لوري ماجواير الجديد تمامًا، تعلن هيلين — المتدثرة عادةً بعباءة الصمت والغائبة فعليًّا — عن نفسها كشخصية قوية ومؤثرة في الثقافة الغربية.

كاثرين دنكان-جونز، جامعة أوكسفورد

يحكي هذا الكتاب لمؤلفته لوري ماجواير عن أسطورة. إنه يقدِّر قدرة المراوغة لدى الأسطورة التي تكمن في تكرارها المتواتر، الذي قد يكون مفرطًا. يُعرِض الكتاب عن إغواء السعي المنهك خلف تنويعات حول موضوع ما أو فرض غائيات زائفة، ويتجنب، في المقام الأول، أي محاولة لإنهاء القصة بتفسير أو تأويل. وفي هذا الإطار يكشف الكتاب عن مزيج القلق والرغبة الذي نلقى به القصص، والقصص المختلفة التي نصوغها من إغفال هذا المزيج وغيابه. هذا العمل يتطلب عمقًا معرفيًّا مُذهلًا، ممتزجًا بأُذنٍ ضليعة في تذوق اللغة التي تجسِّد من خلال اشتقاقاتها وتداعياتها الترابط اللغوي والأصداء الخافتة التي تشكِّل قصة هيلين. إنه يكشف عن دَوي المعرفة والإخبار، عن الرجفة التي هي دائمًا مخيفة وشهوانية على السواء، إلى جانب حقيقة كل الأساطير التي تفيد بأن الجمال يتلاشى ما إن تُوضع عليه الأيدي (أو الكلمات). هذه القصة مثل هيلين نفسها لا يمكن الإمساك بها أو تكبيلها ولكن لوري ماجواير قد حققت السَّيْطَرة الفكرية والأدبية التي تتيح لنا أن نجيل النظر فيها وندرك بعضًا من قوتها، التي تنحو، بطريقة ما، إلى تفسير قوة الأدب نفسه.

كيت مكلوسكي، جامعة برمنجهام
– ما قصتها؟
– لم يكن ثمة قصة، يا سيدي.
(شكسبير، الليلة الثانية عشرة)

تخيَّل أنك تتوق للحقيقة، كعهد كل البشر دائمًا وأبدًا. وتخيل أن كل ما لديك هو حكايات.

(مارك هادون، ألف سفينة)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤