الفصل السابع

عباس حلمي باشا الخديوي الحالي

وُلد سنة ١٨٧٤ وتولى عرش الخديوية سنة ١٨٩٢
fig13
شكل ٧-١: عباس حلمي باشا، الخديوي الحالي.

هو بكر الخديوي السابق، ولما تُوفِّي والده كان سموه أعزه الله في مدرسة فينا، وكان قبل ذهابه إليها قد تثقف في مدرسة عابدين التي شادها والده له ولدولة شقيقه البرنس محمد علي، فلما أتما دروسهما فيها أرسلهما والدهما إلى مدرسة جنيف بسويسرة، فمكثا فيها مدة يجدَّان في تحصيل العلوم ثم برحاها إلى فينَّا وانتظما في مدرستها الملوكية العليا، وفي أثناء إقامتهما في تلك المدرسة استأذنا والدهما المرحوم بالتجول في أنحاء أوروبا لاستطلاع أحوال تلك المدنية من مصادرها، فزارا ألمانيا وإنكلترا وروسيا وإيطاليا وفرنسا، ولقيا من ملوك هذه الممالك ترحابًا حسنًا، وزارا الممالك الأخرى.

fig14
شكل ٧-٢: الخديوي يقرأ خطابه أمام سراي الخرطوم.

وفي سنة ١٨٨٩ عادا إلى مصر واستأذناه في زيارة معرض باريس لذلك العام، فأجابهما إلى ذلك، فلقيا هناك ترحابًا جميلًا وعادا إلى المدرسة، وفي سنة ١٨٩١ عادا إلى مصر في أثناء الراحة المدرسية، ثم رجعا إلى المدينة في فينَّا، وفي ٨ يناير من السنة التالية عام ١٨٩٢ جاءهما النبأ البرقي بوفاة الخديوي السابق فأصبح سمو أكبرهما مولانا الأمير خديويًّا على مصر من ذلك اليوم، ثم جاءته رسالة الصدر الأعظم بتثبيته على ذلك العرش، فأسرع إلى مقر حكومته فوصل الإسكندرية في ١٦ يناير المذكور فاحتفل القطر بقدومه احتفالًا يليق بمقامه.

واشتهر سمو الخديوي بانعطاف المصريين إليه أكثر مما إلى كل خديوي سواه؛ لما يلاقونه من دعته ولطفه وصدق محبته لهم، ويمتاز عصره عن عصور سائر أسلافه بنهضة الأقلام، واتساع نطاق الصحافة، وإطلاق حرية المطبوعات، وتكاثر المطابع والجرائد والمجلات والمكاتب، وسائر عوامل النهضة العلمية.

وفي أيامه فتح السودان وانقضت دولة الدراويش بتعاضد الجيشين المصري والإنكليزي، ورحل الجناب العالي إلى السودان في شتاء سنة ١٩٠١ لتفقد أحواله فاحتفلوا بوطء أقدامه هناك احتفالًا عظيمًا، وتلا في الخرطوم خطابًا دل على حسن ظنه بحكومة السودان المشتركة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤