مُصطلحات موسِيقية

وقد رأينا إتمامًا للفائدة أن نذكر بعض المصطلحات الموسيقية مع الكلمات التي ترجمها بها الكاتب الإنجليزي فارجو، حاسبين أنها تؤدي معناها:

الاصطحاب Accordature
التأليف Composition
امتزاج الأصوات Consonent
تنافر الأصوات Dissonent
الدساتين Frets
الأبعاد Internals
بربط أو عود Lute
الأوزان Measures
الألحان Melodies
الأدوار Mode
الأنغام Notes
النغم المطلق Open notes
الإيقاع Rhythm
طبقات الأدوار Scales
الأوازات Secondary notes
المجموع System

(١) عريب جارية المأمون

في «العزيز المحلى»: أن جارية من جواري المأمون كانت تدعى «عريب» بفتح العين المهملة وكسر الراء وبالباء الموحدة، وكانت بارعة الحسن كاملة الظرف رقيقة الشعر لا نظير لها، وكان قد اشتراها «المعتصم» بخمسمائة ألف درهم وأعتقها.

ومن شعر عريب:

وأنتم أناس فيكم الغدر شيمة
لكم أوجه شتى وألسنة عشر
عجبت لقلبي كيف يصبو إليكمُ
على عظم ما يلقى وليس له صبر

وهذه الجارية من محاظي المأمون، وقد كان شديد الكلف بها، فأنشدها في بعض الأيام مداعبًا لها:

أنا المأمون والملك الهمام
على أني بحبك مستهام
أيرضيكِ أموت عليك وجدًا
ويبقى الناس ليس لهم إمام؟

فقالت له: يا أمير المؤمنين، أبوك الرشيد أعشق منك حيث يقول:

ملك الثلاث الآنسات عناني
وحللن من قلبي بكل مكان
ما لي تطاوعني البرية كلها
وأطيعهن وهن في عصيان
ما ذاك إلا أن سلطان الهوى
وبه قوين أعز من سلطان

فقدَّم ذكرهن على ذكر نفسه، وأنتَ قدمتَ نفسك على من تزعم أنك تهواها.

فقال لها المأمون: غير أني منفرد لك بحبي، وحب والدي مُقسَّم بين ثلاث.

قالت: أعرفهن؛ الواحدة المقصودة وهي فلانة، والثنتان محبوبتان لها، فأحبهما ليسرَّها، وقرَّبهما بسببها، وهذا مخرج لعذر الرشيد، فأين المخرج لعذرك؟

وقال خالد بن يزيد بن معاوية في «رملة» جاريته:

أحب بني العوام من أجل حبها
ومن أجلها أحببت أخوالها كلْبًا

وقال آخر:

أحب لأجلها السودان حتى
أحب لأجلها سود الكلاب

وفي «الأغاني» (ج١٣، ص٣٠-٣١) قال أبو الفرج: حدثني ابن حمدون قال: كنا يومًا مجتمعين في منزل أبي عيسى بن المتوكل، وقد عزمنا على الصبوح، ومعنا جعفر بن المأمون، وسليمان بن وهب، وإبراهيم بن المدبر، وحضرت عريب وشارية وجواريهما ونحن في أتم سرور، فغنَّت بدعة جارية عريب:

أعاذلتي أكثرت جهلًا من العذل
على غير شيء من ملامي ومن عذلي

والصنعة لعريب. وغنَّت عرفان:

إذا رام قلبي هجرها حال دونه
شفيعان من قلبي لها جذلان

والغناء لشارية، وكان أهل الظرف في ذلك الوقت صنفين: عريبية، وشروية، فمال كل حزب إلى من يتعصب له منهما، من الاستحسان والطرب والاقتراح، وعريب وشارية ساكتتان لا تنطقان، وكل واحدة من جواريهما تغني صنعة ستها لا تتجاوزها، حتى غنت عرفان:

بأبي من زارني في منامي
فدنا مني وفيه نفار

فأحسنت ما شاءت، وشربنا جميعًا، فلما أمسكتْ قالت عريب لشارية: يا أختي، لمن هذا اللحن؟ قالت: لي، فقد كنت صنعته في حياة سيدي (تعني إبراهيم بن المهدي) وغنيته إياه فاستحسنه وعرضه على إسحاق وغيره فاستحسنوه، فأسكتت عريب، ثم قالت لأبي عيسى: أحب — بأبي فديتك — أن تبعث إلى «عثعث» فتجيئني به، فوجَّه إليه، فحضر وجلس، فلما اطمأن وشرب وغنَّى، قالت له: يا أبا وليجة، تذكر صوت الزبير بن دحمان عندي وأنت حاضر وسألته أن يطرحه عليك؟

قال: وهل تنسى العذراء أبا عذرها، نعم والله إني لذاكره حتى كأننا أمس افترقنا عنه.

قالت: فغنِّه، فاندفع فغنى الصوت الذي ادَّعته شارية حتى استوفاه، وتضاحكت عريب ثم قالت لجواريها: خذوا في الحق ودعونا من الباطل وغنوا الغناء القديم، فغنت بدعة وسائر جواري عريب، وخجلت شارية وأطرقت، وظهر التأثر فيها ولم تنتفع هي يومئذٍ بنفسها، ولا انتفع أحد من جواريها، ولا متعصبيها أيضًا بأنفسهم.

(٢) أصيل القلعية المغنية

وفي «ابن إياس» (ج٣ ص٣١٢): كانت من أعيان مغاني البلد، وكان لها إنشادٌ لطيفٌ بديع، واشتهرت بأنها كانت بارعة في غناء الخفائف التي هي من فرح الزمان، ورأت من الأعيان وأرباب الدولة غاية الحظ والإحسان لها.

(٣) ست الفخر مغنية الملك الأشرف

في «تاريخ ابن الفرات» (رقم ٢١١٠، تاريخ، ج١٠، ص٣٥): كانت ست الفخر مغنية الملك الأشرف، تمدحه وتذكر كسره الفرنج حين هزيمتهم على دمياط، لما اجتمع الملوك الأيوبية لنجدة الكامل صاحب مصر.

وقد أبدعت في المغنى:

ولما طغى فرعون عكا وقومه
وجاء إلى مصر ليفسد في الأرض
أتى نحوهم موسى وفي يده العصا
فغرَّقهم في اليم بعضًا على بعض

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤