كلمة تصدير

هذا كتاب يذكِّرنا بماضي مصر البحري، وما قام به أمراء البحار المصريون في القرن التاسع عشر من جلائل الأعمال، فرفعوا شأن مصر إلى أوج المجد بما كان لها من أسطول عظيم، فحقَّ أن تُخلَّدَ أسماؤهم.

وحينما أُزيح كابوس الاستعمار الذي كان جاثمًا على صدر مصر الناهضة كان أوَّل خاطر طرأ على سليل أولئك الذين أنشئوا ذلكم الأسطول المجيد الذي توَّج رأس مصر بأكاليل النصر والفخار أن أمر بإعادة مجد مصر البحري من جديد، فأعاد تنظيم السلاح البحري الملكي المصري الذي سيغدو بإذن الله تعالى وفضل الفاروق قوة يُحسَب حسابها.

وسيرى العالم من أشبال هذا الأسطول الحديث ما سمعوه عن أبطال أسطولنا القديم، وستغدو مصر بفضل قوَّته في مقدمة الأمم البحرية، فيرفرف علم مصر الخفَّاق عاليًا في ربوع البحار.

وإنَّا لنرى من تاريخ أمراء البحار المصريين الذين يضمهم هذا الكتاب دروسًا من البطولة والوطنية والتضحية، وسيَرًا فيها نفع لأبناء الوطن، وحافز لهم ليكرسوا علمهم وفنهم وجهودهم في سبيل إعادة مجد الوطن وإعلاء شأنه بين الأمم كما فعل السلف الصالح، فلا قوة ولا مجد لأمة بدون أسطول بحري، والحرب الأخيرة أكبر دليل على ذلك.

وإنَّا لنُثني ثناءً عاطرًا على جهود الأستاذ جميل خانكي لبحثه الفريد في تاريخ أبطال البحار المصريين، وما يتضمنه كتابه من حثٍّ ودعوةٍ لإعادة مجد مصر البحري.

ياور جلالة الملك وقائد عام السلاح البحري الملكي
محمود حمزة
أمير البحار
٢٨ أبريل سنة ١٩٤٧

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤