كلمة المؤلف في الطبعة الأولى

هذه المحاضرات أُلقيت في فبراير سنة ١٩١٩ في الجامعة المصرية على أنها دروس تمرين، وكنت لقيت من إعجاب الأستاذ الدكتور أحمد ضيف والأستاذ الشيخ عبد الوهاب النجار، والأستاذ الشيخ مصطفى القاياتي ما حبب إليَّ ظهورها في كتاب يتناوله عشاق الآداب، ثم لم أكد أشرع في طبعها حتى كانت النهضة المصرية، فكتب الله لنا أن نمتَّ بسبب إلى الذائدين عن مصر والسودان، ثم اعتقلت مدَّةً غير قليلة أنكرت فيها كل ما يوحي به الشباب! ثم عدت من المعتقل، ونظرت ثانية في تلك الصحائف المطوية، فرأيت فيها أثرًا من آثار الثقة بالنفس، وعزَّ عليَّ أن لا يجد نسيم الشباب فضاءً يملؤه بالعزيمة والثبات.

وإني لموقن أن في الناس من لا يطرب لهذا النحو من البيان، ولكني لم أكتبه إلا لمن قُدِّرَ له أن يدرك أسرار الجمال، وهدى الله من يحسب أن التأليف لا يصلح إلا في الأبحاث التي تشبه بعض الأذهان في الجمود! ولعلِّي أجد من الشجاعة الأدبية ما أعيد به طبع هذا الكتاب مع ما سيقال فيه من مدح وهجاء! وإني لأرحب بكل كلمة فيها نفحة من النقد المبنيِّ على فهمٍ وإدراك، فمن شاء أن ينشر له شيء من ذلك في الطبعة الثانية، فليبعث به إليَّ لأعرض على الناس طائفة من العقول! وكل امرء بما كسب رهين!

•••

وإني أقدم الشكر الخالص من شوائب العقوق لأساتذتي في اللغة والأدب: الشيخ سيد المرصفي، ومحمد بك المهدي، والشيخ علي عبد الرازق، والشيخ مصطفى القاياتي، والدكتور أحمد ضيف.١

هوامش

(١) كان ذلك قبل أن يعود حضرة الأستاذ الدكتور طه حسين من فرنسا، واليوم يتشرف المؤلف بأن يضيف إلى أساتذته في اللغة والأدب اسم هذا الباحث العظيم الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وطبع الأدب في هذا العصر بطابع القوة والحياة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤