الفصل الرابع والثلاثون

غبار الحرب

قال عز الدين البزاز لأصحابه وهم جلوس على مصطبة دكانه في سوق مرجوش: إنَّ الشر واللهِ ليتربص بنا من سوء تدبير أولئك الجركس، فهذه خيل العدو على باب الديار، ولا يزالون مختلفين لا يريدون أنْ يخفُوا للدفاع إلَّا والسيف في رقابهم.

قال أبو بكر الرماح: إنه المال وشهوة الإمارة، فلا ترى جنديًّا منهم يرضى أنْ يخرج للحرب إلَّا إذا ضاعف له السلطان الرزق، ولا ترى سيدًا إلَّا طامعًا في ولاية يتولاها أو إمارة يتأمر عليها قبل أنْ يأخذ أُهْبَتَهُ لقيادة عسكره، وإني لأعجب للسلطان طومان باي كيف رضي أنْ يحمل أعباءها وليس حوله إلَّا هؤلاء الحمقى، يوشكون بسوء تدبيرهم أنْ يُسلموه إلى عدوه ويبيحوا الروم في أرض الوطن، كأنما خُيِّل إليهم أن سيكونون تحت راية الروم سادة، وما لهم واللهِ عند ابن عثمان إلَّا السيف!

قال أرقم الرمَّال وقد بلغ منه الغيظ: فهل كانت مصر لهؤلاء الجركس وحدهم حتى يكون عليهم وحدهم عِبْءُ الدفاع، فأين المصريون، والعربان، وفتيان الزعر، ولماذا لا يكتِّبون كتائبهم للدفاع عن حريمهم والذود عن بلادهم، وإنهم لأهل لأن يَرُدُّوا جيش الروم فُلُولًا مبعثرة على أديم الصحراء لو اجتمعت عزيمتهم؟

قال عز الدين: هذا هو الحق، فما طرق هذا العدوُّ بلادنا من أجل الجركس، بل من أجل مصر، وما هؤلاء الجركس في مصر؟! هل هم إلَّا قلة حاكمة لا يعنيها إلَّا حظها من ترف العيش وأسباب التنعُّم، ولو مات هذا الشعب ووطئته الخيل وهتك حريمَه جندُ العدو؟! وإنما علينا نحن واجب الدفاع عن حريمنا وعيالنا وأموالنا وعن أرض هذا الوطن.

قال أبو البركات الأعرابي ساخرًا: وعن عرش السلطان!

قال أرقم محتدًّا: نعم، وعن عرش السلطان، فهَلَّا قلتها يا أخا العرب وعلى العرش قنصوه الغوري، ومَن سبقه من السلاطين الذين أكلوا هذا الشعب لحمًا وشحمًا، وتركوه عظمًا معروقًا على الطريق، فإن على عرش مصر اليوم رجلًا غير أولئك، فلولا هذه الفتنة الناشبة لرأيتم كيف ينهض بالحكم فيسوسها سياسة عمر.

قال الأعرابي: ومن لنا بأن يظل طومان باي على العرش فلا يخلعه جان بردي الغزالي أو خاير بك، وإنَّ شيوخ الأمراء لَيَتَرَبَّصُونَ به والعدو على الأبواب يتربص بنا وبهم؟!

قال أرقم: فإننا نستطيع أنْ نحمي سلطاننا من غدر أولئك الأمراء، ونحمي مصر من ذلك العدو.

قال الأعرابي وقد تهيأ للانصراف: قد يكون ذلك لو أنَّ السلاطين لم يضربوا الذِّلَّة على هذا الشعب حتى ماتت فضائله وغلبه اليأس، فليس يشق عليه أنْ تكون الدائرة عليه وعلى أعدائه في وقت معًا!

وتواترت الأنباء باقتراب العدو، ولا يزال الأمراء مختلفين قد فرقت بينهم المطامع، ولا يزال المماليك غاضبين يريدون أنْ يضاعف السلطان لهم الرزق، والسلطان الشاب يحمل وحده عبء التدبير ويرسم خطة الدفاع.

ودنا جيش السلطان سليم من بلبيس، وهمَّ أنْ يخرج السلطان للقائه فثبَّطه أمراؤه، وأمر أنْ تُحفَرَ الخنادق في طريقه عند الخانكاه فلم يَجِدْ من يطيع أمره، وأشار بأن تحرق مخازن المؤن في شمال المطرية قبل أنْ يستولي عليها العدو، فلم يسمع مشورته أحد …

وصار جيش الروم على مسيرة أيام من القاهرة وسبقه غباره، فقال السلطان طومان باي لأمراء جنده: هذه آخرتي وآخرتكم قد حانت، فإما خرجتُم للدفاع عن أعراضكم وذراريكم وأموالكم، وإما خرجت وحدي للقاء العدو!

ثم لبس لَأْمته ورفع لواءه وبرز للناس في عُدة حربه، فأثار نخوة الأمراء وحَمِيَّةَ الجند وحماسة المصريين، فنسلوا إليه من كل حدب، ورفع الأمراء راياتهم وكتَّبوا كتائبهم، وكأنما لم يدركوا واجبهم إلَّا حين أحسوا رِيحَ الموت، فخرجوا دفاعًا عن أنفسهم لا عن العرش ولا عن الوطن!

واحتشد الجند أفواجًا أفواجًا وكتيبة إثر كتيبة، وكانوا مستطيعين أنْ يحتشدوا كذلك منذ أسابيع، وأُخرجت المكاحل والمدافع واصطف رماة البندق، واستكمل الجيش عدته وعدده في اللحظة الأخيرة وقبل أنْ يفوت الأوان، وارتجت القاهرة لعِظَمِ ما رأت من وسائل الدفاع وكثرة ما شهدت من الجند والعتاد، وتجاوبت الزغاريد من طاق إلى طاق …

وعسكر الجيش في الريدانية شمال القاهرة متأهبًا للقاء العدو، وشقَّ موكب السلطان المدينة من جنوبها إلى الشمال، فاجتاز باب زويلة، ومرَّ على قبة الغوري، واخترق سوق مرجوش، وكان في شرفة وراء الستارة في بيت من البيوت عينان ترقبان موكب السلطان، ولكنهما لم تريا شيئًا مما غام عليهما من الدمع، ومضى ركب السلطان في طريقه.

وخرجت على إثر الموكب عجوز من دارها مهرولة تريد أنْ تدرك موكب السلطان وهي تهتف بصوت عميق النبر: «ولدي! ولدي!» وتدافعها زحام الطريق فردَّها على وجهها قبل أنْ ترى السلطان أو تُسمعه نداءها، وحملتها الأكف مغميًا عليها إلى دارها في سوق مرجوش، ولم تزل شفتاها تتحركان في همس خافت: «ولدي! ولدي!»

وقال لها أرقم وقد ثَابَتْ إليها نفسها: صبرًا يا نوركلدي، فسترينه ويراك يوم يعود مُظَفَّرًا من هذه الحرب، إنَّ طومان باي لذو همة وعزم، وسترين ما سيكون من بلائه في حرب الروم حتى يردهم على أعقابهم منهزمين، ويومئذٍ تلقينه على العرش فتسعدين به وتقرُّ عينك.

قالت وهي تغالب انفعالها: يا ليت يا سيدي يا ليت! ويومئذٍ أنبئه أول ما أنبئه بما لقيتُ من كرم صحبة أرقم الرمَّال!

قال أرقم وقد انحدرت على خديه دمعتان: وينبئه أرقم الرمَّال بما لقي في صحبتك يا نوركلدي.

وراح السلطان يحفر الخندق بيده ويحمل التراب على كتفه، ثم أخذ يرتب الجيش ميمنة وميسرة، وركب حصانه يرتب الأمراء ويتفقد العسكر صفًّا صفًّا، وهو يبث فيهم من رُوحه وينفُخ فيهم من عزمه. من ذا يرى اليوم هذه الكتائب المتراصَّة قد أجمعت نيتها على النصر أو الموت، فيذكر ما كان يدب في صفوفها أمس من عوامل الخذلان والهزيمة؟!

تلك همة السلطان قد جمعتهم قلبًا، ووحَّدتهم رأيًا، وشدتهم عزيمة، وما كانوا لولا السلطان الشاب إلَّا فلولًا مبعثرة قد توزعتها الأهواء وتقسمتها الشهوات.

وبُني حائط يستر المكاحل والمدافع، وقد فَغَرَتْ أفواهها ذات اليمين وذات الشمال تأخذ العدو من حيث بدا له أنْ يبدأ الهجوم …

وأدار جان بردي الغزالي عينيه فيما حوله، فرأى من وسائل الدفاع ما لم يخطر مثله على باله، فأكلت قلبه الحسرة. توشك واللهِ هذه القوة أنْ تأكل جيش ابن عثمان أكلًا، وترميه أشلاء على ظهر الطريق، فماذا يكون من أمره وأمر خاير بك لو انتصر المصريون على جيش ابن عثمان وعادوا إليه، وإلى صاحبه يناقشونهما حساب الماضي وما أسلفاه من الخيانة؟

واختار جان بردي مملوكًا يأتمنه على السر، فأفضى إليه برسالة يحملها إلى ابن عثمان.

ووقف السلطان سليم على أسرار الدفاع قبل أنْ تنشب المعركة، فدبر أمره لإحباط خطة السلطان طومان باي …

ونفَذ جيش العثمانيين من وراء الجبل، فأطبق على الجيش المصري بغتة من وراء وجاءه من مأمنه، وتعطلت المكاحل والمدافع فلم ترسل قذائفها، ولم يبقَ إلَّا السيوف يتجالد بها الأبطال، وجال طومان باي بسيفه وحوله طائفة من أصفيائه، ومضوا يشقون طريقهم بين صفوف الروم يقصدون قلب الجيش، فنثروا الرءوس وقَدُّوا الدروع، وشقوا المرائر وجندلوا الأبطال، ولم يثبت لهم شابٌّ ولا شيخ، ولكن ماذا يُجدي عليهم أنْ يصرعوا مائة أو ألفًا، وإنهم لآحاد بين مئات الألوف، وقد بعثرت المفاجأة جيشهم من ورائهم فليس لهم ظهر يحميهم أو جناح يؤازرهم … وفي يد العدو قذائف البارود وليس في أيديهم إلَّا السيوف؟!

ونظر السلطان طومان باي وأصحابه فيما حوالَيْهم فإذا هم فرادى، وقد تمزق جيشهم شراذم مدبرة يطلبون النجاة من النار والبارود، وأيقن السلطان بالهزيمة فتقهقر وهو يُجِيلُ سيفه في يده يدفع به عن نفسه، حتى خرج من زحام المعركة …

وسقطت القاهرة في يد العثمانيين قبل مغرب الشمس.

فلما كان يوم الجمعة خُطب في مساجد القاهرة باسم السلطان سليم خان بن بايزيد العثماني، ملك البرين والبحرين، وكاسر الجيشين، وخادم الحرمين الشريفين …

وخيم السلطان سليم وحاشيته على النيل في الجزيرة الوسطى تجاه بولاق، فأقام هناك ينتظر ما يكون من أمره وأمر المصريين وأمراء الجركس.

أطلت نوركلدي من شرفة دارها في سوق مرجوش؛ لتشهد جند الروم يجوسون خلال الديار، يفتكون ويسفكون ويهتكون الحرمات، وقد أوى الناس إلى بيوتهم فغلَّقوا أبوابها وجثموا وراءها يتربصون بأنفسهم … وخلت الأسواق من الباعة والمشترين، فلا أحد هنالك إلَّا هؤلاء الجند ذاهبين أو آيبين، وإلَّا طوائف من الفتيان وشراذم من الأعراب يستخْفُون حينًا ثم يظهرون، يطلبون غرة جنديٍّ من أولئك العثمانيين قد انفرد في الطريق ليغتالوه أو يسلبوه ثيابه وماله!

وضاقت نفس نوركلدي بما تشهد من تلك المناظر المثيرة، وجثم على صدرها الهم والقلق، ولكنها لم تزايل موقفها من الشرفة تنظر وتنتظر، لقد غادرها أرقم منذ الصباح الباكر لأمرٍ من أمره فلم يَعُدْ، وما بها شوق إلى طلعته ولا قلقٌ لغيابه، ولكنها تريد أنْ تعرف ما وراءه من أنباء الحرب، لقد كان ولدها السلطان طومان باي هنالك في الريدانية يحارب على رأس الجند، وقد انهزم عسكره ونفذ هؤلاء العثمانيون إلى المدينة كما ترى، فماذا أصاب طومان باي وأين مستقره الساعة؟ أحيٌّ فيُرجى أم خلصت إليه قذيفة من قذائف الروم فجندلته؟ ولدها الذي تجدُّ في أثره منذ ثلاثين عامًا لا تدري أين ينتهي بها الطريق، فلما خيل إليها أنها قد بلغت مأملها أو كادت، ثار غبار الحرب فأنشأ بينها وبين ولدها جدارًا لا تكاد تخلص إليه من ورائه، ثم كانت هذه الهزيمة، من ذا يخبرها خبره فيهدأ وجيب قلبها وتسكن مما بها من الاضطراب والقلق؟ لو جاء أرقم الساعة!

وأَظَلَّهَا الليل ولم تزل في موقفها من الشرفة تشهد أولئك الجند ذاهبين أو آيبين، وهذه الطوائف من فتيان الزعر، وتلك الشراذم من الأعراب، وإنها فيما بين ساعة وساعة لتسمع طلقة بندقة، أو ضجة معركة، ثم يعود السكون ولم يَزُلْ ما بنفسها من القلق والاضطراب!

وجاء أرقم موهنًا فطرق الباب بخفة، ولبث ينتظر أنْ يُفتح له وهو يدير عينيه فيما حوله قلقًا قد توزعته أشجانه …

وفتحت له نوركلدي فدخل وأغلق الباب وراءه، فأحكم رتاجه ثم جلس.

وقالت نوركلدي ضارعة: بالله خَبِّرْنِي يا أرقم ماذا جرى لطومان؟ ولا تُخْفِ عني شيئًا من خبره؛ لقد ذُقْتُ من عَنَتِ الأيام وقسوة المقادير ما لا مخافة بعده، فصِفْ لي كل ما تعرف من خبر طومان، وما كان مآل أمره بعد هذه الهزيمة!

– إذن فقد عرفتِ!

– لم أعرف شيئًا غير ما قرأت في وجوه الناس منذ الصباح، وما رأيت في حركاتهم من الاضطراب والفزع، ثم ما حدثتني به وجوه أولئك الروم وهم يجوسون خلال البيوت وفي عيونهم شهوات المنتصر … فقد سقطت المدينة إذن في أيدي العثمانيين، ولكن ما شأن السلطان؟

– السلطان بخير يا نوركلدي ولا خوف عليه!

– هل أصابه جرح غير ذي خطر؟ هل وقع أسيرًا في يد الروم؟ هل نالته قذيفة بندقة أو طعنة رمح؟

– لا شيء، لا شيء من ذلك يا نوركلدي، وإنه لحرٌّ طليق سليم البدن، ولكنه …

– ماذا بالله؟ هل أسلم نفسه راضيًا إلى عدوه ودخل في طاعته؟ هل ذَلَّ بعد كبرياء وهان بعد عزة؟ هل اشترى حياته بالعرش والوطن وباع رعيته للعدو الغالب؟

صرخ أرقم في وجه نوركلدي غاضبًا: اسكتي يا امرأة! … لستِ أم طومان إنْ ظننت به هذه الظنون، إنه لأعز نفسًا وأرفع منزلة من ذاك!

– إذن فهو محصور في قلعته قد أطبق عليه العدو من كل جانب، وما يزال يدافع عن عرشه بلا يأس!

– ولا ذاك يا نوركلدي، لقد غادر طومان باي القاهرة يتهيَّأ لوثبة جديدة يعود بها إلى العرش، ويقذف بهؤلاء الغزاة إلى البادية أو إلى البحر، وقد رأيته منذ ساعة في طائفة من أصحابه يُعد عدته ويتربص …

– رأيته؟

– نعم.

– بعينيك هاتين؟

– بعينيَّ، وتحدثتُ إليه بلساني!

– تحدثتَ إليه؟

– نعم!

– وقلتَ له أمك نوركلدي تطمع أنْ تراك؟

ولمعت دمعتان في عيني أرقم، وأجهشت نوركلدي باكية واستدارت إلى الجدار لتستند إليه من الإعياء والضعف.

ونهض أرقم فوقف خلفها ومس كتفيها بكلتا يديه وهو يقول: صبرًا يا نوركلدي، فستلقينه في يوم قريب فترين بطلًا كريمًا يستحق شرف أمومتك الكريمة.

وارتجفت نوركلدي حين أحست يدين تلمسان كتفيها، فاستدارت وقالت مستحيية وفي صوتها نبرة عتاب: ولكنك يا أرقم لم تحدثه أن أمه هنا، في القاهرة، وأنها تطمع أن تراه …

– لا يا نوركلدي!

– وبخلتَ عليَّ بهذه النعمة!

ليس بخلًا عليك يا نوركلدي ولكنه بخل طومان أن تتوزعه العواطف في وقت يجب أن يجتمع فيه قلبه على فكرة، إن طومان باي اليوم تتمثل فيه آمال أمة قد وطِئَتها خيل العدو وليس لها في محنتها غير رجل واحد!

– صدقت!

– ولم أبخل إذن؟

– بلى، ولكنك استأثرت بالنعمة وحدك فأمتعت قلبك وعينيك!

– وستمتعين قلبك وعينيك عن قريب يا نوركلدي!

قالت باسمة: نعم، وأصف له ما لقيت من صديقه أرقم الرمَّال!

قال أرقم متأوهًا: ويصف له أرقم الرمَّال ما لقي من نوركلدي!

ونظر في وجهها فأطال النظر، كأنما يحاول أنْ يسترجع ماضيًا قد غَبَرَ منذ أربعين عامًا أو يزيد.

ونظرت في عينيه فأطالت، كأنما ترى فيهما خيال صورة مطبوعة لفتاها المحبوب الذي فقدته منذ أمد طويل، ولم تزل تطمع في لقائه.

هاتان العينان نظرتا في وجه طومان باي منذ ساعة، فإن فيهما لصورة منه مُدَّخَرة في الأعماق، فلولا الحياءُ لقالت لهذا الرجل الملثم بأسراره: ادْنُ مني يا حبيبي لأرى في عينيك صورة الفتى الواحد الذي آثرتُه بالحب على جميع الناس …

هل استشفَت نفسها ما وراء هذا اللثام المضروب على وجه أرقم، فأحست إحساس القلب الملهم بما بينها وبينه من الأواصر حين عجز عقلُها عن استكشاف السر؟ من يدري؟!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤