كلمة المؤلف (منذ ثلاثين عامًا)

ألجأني إلى هذه المقدمة أمرٌ واحد، هو موضوع الرواية؛ موضوعها وإن كان لم يزل محلًّا للكتابة الجدلية؛ فهو لا يزال غريبًا غير مألوف في عالم الكتابة التصويرية، موضوع ليس بالهيِّن، وهو فوق ذلك ذو شُعَب يشتبك بعضها ببعض، وينفذ بعضها إلى بعض، وما كان لرواية واحدة أن تتَّسع لهذا كله، كان من الرأي أن تختص هذه الرواية بشُعبة من تلك الشعب، تأخذها بالتمحيص والتحليل؛ حتى تبرز منها صورة مكبرة واضحة؛ ولكني ما ارتأيت هذا؛ فالموضوع جديد، واقتطاع شُعبة منه ليس مما ينير السبيل لأذهانٍ لمَّا تُهيَّأْ له. الأمر يستلزم عرض الموضوع بفروعه ونتائجه بإجمال، وأما التفصيل، فشأن روايات أُخَر، تبحث كُلٌّ في فرع، هذا ما قامت به الرواية من حيث هذا الموضوع الفسيح، أتت من أقسامه العدَّة بصور هي بالبداهة صورٌ مصغرة تعطي الفكرة، ولا تغني من يريد تعرُّف الملامح الدقيقة، ومن يتطلب الغَور البعيد في نفسيات الأشخاص. كذلك عمدتُ إلى صبِّ هذه الرواية في قالب الفكاهة، وقد أكون جاوزت في الفكاهة والمجون القدرَ الذي يحتمله نوع هذه الرواية؛ ولكن دفعتني لذلك خشيتي — في هذا الموضوع وأشباهه — من صعوبة التناول وعُسر الاستيعاب، ورغبتي في السهولة والاستساغة … وأخيرًا أرجو أن تكون في هذه الرواية منفعةٌ للناس، وللمرأة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤