الفصل الثاني

(عند «سليمان بك».)

(صالون في دور «سليمان بك حلمي». أبواب في الجوانب. باب كبير زجاجي في الصدر، إذا فتح أمكن رؤية باب الدور الخارجي الموصل للسلم العمومي لمنزل (العمارة). أثاث «الصالون» من أحسن ذوق، في أحد الأركان مكتب، عند رفع الستار يكون «سليمان بك حلمي» «ونعمت» داخلين المسرح، من باب الجهة اليسرى، وأحدهما يجري وراء الآخر ويطارده، فيعبران «الصالون» ركضًا، ويخرجان من باب الجهة اليمنى، ولا تزال المطاردة مستمرة! يخلو المسرح لحظة، ثم يظهران ثانية من باب الصدر، وهما يتضاربان بلطف، «سليمان» بلا «جاكتة»، و«نعمت» لابسة «جونلة التزييرة».)

سليمان (يقف يرتِّب ملابسه وكرافتته) : بس بقى، إنتِي بهدلتيني خالص!
نعمت : وانت يعني ما بهدلتنيش؟ شوف إيدي احمرت إزاي؟
سليمان : شوفي انتِ عيني احمرت ازاي؟! بسلامتها إيدك راحت طابقة فيها كده، ولا هي سائلة إن كانت دي عين ولَّا مناخير!
نعمت : يعني إيه كلامك ده؟!
سليمان : يعني كان بيني وبين ما اتعور قيمة تلاتة سنتي!
نعمت : طيب وفيها إيه؟!
سليمان : ولا حاجة أبدًا، أنا قلت حاجة؟
نعمت : إنت بقيت دمك تقيل! يكون في معلومك دي آخر مرة، لا تهزر ويَّايَ، ولا أهزر ويَّاك.
سليمان : صحيح؟! طيب لما نشوف، إنتِي راخرة يا ست يكون في معلومك من تاريخه، مزع جاكتات، كرافتات، زغزغة، مرمغة … ممنوع! كل ده ممنوع، فاهمة؟!
نعمت : فاهمة، خلاص!
سليمان : تعمليش فيَّ جميل؟! بدل ما احنا قاعدين نزعَّل في بعضنا كده، تشوفي لي شوية بوريك ولَّا قطرة لعيني دي؟!
نعمت : برضه ياختي بيقول عينه! الدلع ده! ورِّيني عينك دي، (تقترب منه) أنهي فيهم؟
سليمان (بدون أن يشير إلى عينه) : اليمين.
نعمت (تشير إلى واحدة منهما) : دي؟
سليمان : وهي دي اليمين برضه؟!
نعمت (تشير إلى العين الأخرى) : دي بقى؟!
سليمان : دي الشمال يا ستي!
نعمت : يعني قصدك الاتنين شمال؟!
سليمان : يا سلام على النباهة! مش عارفة تطلعي اليمين؟!
نعمت : لأ، طلعهالي انت!
سليمان : اطلعهالك أنا، (يشمر كمه) طب قربي بقى.
نعمت (تتناول بسرعة وسادة صغيرة من فوق الكنبة، وترميه بها) : طب خد بقى!
سليمان : آه! رجعنا لكدة؟! إحنا قايلين إيه؟!
نعمت : إنتَ اللي بديت.
سليمان : الحق عليَّ، أنا غلطان!
نعمت (تقترب منه بلطف) : انت زعلت مني؟ طيِّب ورِّيني عينك، ما لها عينك بس؟ عينيك زي عنين الغزلان! وبقك خاتم سليمان! ومناخيرك؛ نبقة من الشام!
سليمان : يا سلام! جر الناعم دا ليه؟ اوعي تكوني عايزة تستلفي فلوس؟!
نعمت : أنا؟! مين فينا اللي يستلف من التاني؟ أنا عمري استلفت منك؟
سليمان : وأنا عمري استلفت منك؟!
نعمت : الله! انت حتاكل عليَّ اﻟ ٣٠٠ جنيه؟!
سليمان : الكم؟
نعمت : بقولَّك اﻟ ٣٠٠ جنيه!
سليمان : أنا استلفت منك ٣٠٠ جنيه؟!
نعمت (تنهض له) : نعم؟!
سليمان : إمتى الكلام ده؟!
نعمت : من مدة شهر.
سليمان : آه، أيوه، أيوه، تمام، لك حق، مضبوط، يا ساتر! دانتِي عندك ذاكرة قوية قوي! الله يجازيكي! فكرتيني دلوقت إني لازم أردهم لك!
نعمت : إمتى؟!
سليمان : لما … إن شاء الله … أيوه … لما … هه! نهايته سيبينا من المواضيع التافهة دي، تعالي أعلمك حتَّة لعبة جديدة، تبقي جدعة صحيح لو عرفتيها (فجأة لها) الله! الله! شوفي نحلة على كتفك!

(«نعمت» تنظر حالًا إلى كتفها، فيضربها «سليمان» بلطف على رقبتها بكفه، فتصرخ مبغوتة فيجري «سليمان» هاربًا فتجري هي خلفه متعقبة إياه، ويخرجان جاريَين من باب اليسار.)

(باب الصدر الزجاجي يفتح، ويدخل الخادم وخلفه رجل.)

الخادم (للرجل وهو المحصل) : يعني إذا كان سيدي هنا مش كنت أقولك؟ مش عيب؟!
المحصل : يا حضرة أنا لسه سامع أهو زعيق وصريخ و…
الخادم : دول يا حضرة اسم الله عليهم الصغيرين، ولاد سيدي البك بيلعبوا؛ ما يلعبوش؟
المحصل : طب اسمع، تبقى تقول للبك إن بكرة التلات آخر معاد، إن ما دفعش حنتخذ الإجراءات القانونية! فاهم؟ تقول له كده؟!

(في هذه اللحظة تدخل «نعمت» من اليسار بآخر سرعة في الجري، فتصطدم بالمحصل غير ملتفتة له، فلا تقف؛ بل توالي الجري قاطعة المسرح، حتى تصل الباب اليمين، فتدخل منه، وتقفله خلفها بعنف وعجلة.)

سليمان (يصيح من الخارج) : تضربي وتجري؟! والله ما أنا عاتقك!

(يدخل خارجًا من باب اليسار غير ملتفت للمحصل قائلًا: راحت فين؟!)

المحصل (يتقدم له) : ولا مؤاخذة يا «بك»! (المحصل يلقي على الخادم نظرة ويهمس له) هم دول اسم الله عليهم؟! (الخادم يحك رأسه خجلًا.)
سليمان (يلتفت للمحصل مبغوتًا) : دِهده؟! بسم الله الرحمن الرحيم!
المحصل : لا مؤاخذة! بس جيت لسعادتك علشان المبلغ!
سليمان : مبلغ؟ إحنا دلوقت في إيه ولا في إيه؟ دا مبلغ ذوقك؟ اعمل معروف سيبنا من المواضيع التافهة دي، بعدين!

(يتركه ويمشي.)

المحصل : يعني حضرتك رفضت الدفع نهائي؟!
سليمان : برضه بتقول الدفع؟!
المحصل (يتكلم بحدَّة وشدَّة) : طيِّب! وهوَ كذلك، أنا قلت لخدَّامك خلَّاص، بكرة آخر معاد!
سليمان (بحدَّة وشدَّة أيضًا) : معاد إيه؟ إنت مين؟!

(«نعمت» تفتح باب اليمين، وتطل برأسها ثم تختفي، وتقفله ثانيًا.)

المحصل : المحصل! محل «المواردي»!
سليمان (بلين وهدوء) : طيب؛ بس بتزعل قوام ليه كدا؟!
المحصل : مفيش زعل! أصلنا بعتنا لجنابك تسع جوابات ما ردتش! وجينا لجنابك هنا فوق السبع مرات، ويقولوا مش موجود!
سليمان (بهدوء ولين) : لا، ما تزعلش، حقَّك علينا!
المحصل : العفو يا «بك»!
سليمان : قل لي بقى كدا بكل إنسانية؛ حضرتك عايز إيه؟!
المحصل (بهدوء) : عايز سلامتك والفلوس.
سليمان : سلامتي والفلوس. طيب، خد النهارده سلامتي! هه! والفلوس، ابقى تعالى خدها بعدين! تبقى أديك خدت دفعة من المطلوب!

(يدير ظهره ليذهب. المحصِّل يستوقفه.)

المحصل (بضجر) : يا سلام يا «بك»!
سليمان : والمبلغ ده، ما قلتليش يعني، يطلع كام؟
المحصل (وهو يبحث في حقيبته) : ٣٥ جنيه بس.
سليمان (مرددًا نغمة معنوية) : ٣٥ جنيه بس! بس ٣٥ جنيه؟ آه! شيء بسيط! (ينظر للمحصل فيجده يبحث في جيوبه) بتبحث على إيه؟ عليهم؟ هه! حتسلفهم لنا؟!
المحصل : ببحث عن الفاتورة، (يخرجها من جيبه) أهيه؛ مظبوط ٣٥ جنيه! (يقدمها لسليمان.)
سليمان (ينظر فيها نظرة واحدة) : ٣٥ جنيه؟ آه! وكانوا بتوع إيه دول بقى؟!
المحصل : ثمن موبليات!
سليمان : موبليات؟!
المحصل : أيوه، الكراسي الفوتيل دول!

(يشير لكراسي الصالون.)

سليمان : الكراسي دول؟ ٣٥ جنيه؟! يعني يقف الكرسي ﺑ ١١ جنيه وكسور؟!
المحصل : أيوه!
سليمان : يا ساتر! غالي قوي!
المحصل : غالي؟
سليمان : معلوم، غالي نار! دا مين يشتري كرسي ﺑ ١١ جنيه؟
المحصل : جنابك اشتريتهم من مدة سنة.
سليمان : اشتريتهم من مدة سنة؟!
المحصل : أُمَّال!
سليمان : على كده بقيوا ملكي؟!
المحصل : لأ!
سليمان : لأ ازاي؟! مش ملكي؟!
المحصل : مش ملكك.
سليمان : طب حيث إنهم مش ملكي، أدفع حقهم ليه؟

(يدير ظهره ويمشي.)

المحصل (خلفه بسرعة مستوقفًا إياه) : ملكك، ملكك؛ لأنهم مستعملين!
سليمان : لقيتهم مستعملين؟!
المحصل : مضبوط، ولا يمكنش ينباعوا!
سليمان : ما يمكنش يتباعوا؟ طب وأنا أشتريهم ليه؟!
المحصل (بضجر) : أوه! ما ينفعش دلوقت الكلام ده. خلاص يا «بك» الوقت راح.
سليمان : ليه هي الساعة كام؟
المحصل (ضائقًا ذرعه) : يا سلام يا «بك»! انت مش سبق اخترتهم؟ واستلمتهم؟ واستعملتهم؟ لازم جنابك تدفع تمنهم!
سليمان : طيب مين يثبت إن أنا ما دفعتوش؟
المحصل : إزَّاي؟ مين؟
سليمان : خزينتكم ما فيهاش ٣٥ جنيه؟!
المحصل : طبعًا فيها.
سليمان : أهو هم دول فلوسي اللي أنا دافعهم.
المحصل (بضيق) : إف! يا سلام على كده!
سليمان : طب ما تزعلش، ندخل في الجد بقى، طبعًا اللي فات دا كله كان من باب المزاح، ليس إلَّا … آه! ندخل في الجد، بقى انت يا سيدي عايز ٣٥ جنيه؟ قل لي تحب تقبضهم شيك على البنك، ولَّا نقدية فكة، نيكل، من فيات القروش الصاغ والتعريفة والملاليم؟
المحصل : ٣٥ جنيه قروش وملاليم؟! يا سلام! لا، لا، لا، شيك أحسن.
سليمان : مش كدا؟ أنا استحسن لك الشيك برضه، أسهل. (يذهب إلى المكتب ويتناول من أحد أدراجه دفتر الشيكات، ثم يقف فجأة كمن تذكَّر شيئًا مهمًّا) بحق! أنا كنت ناسي، أنا لسه لازمني حاجات كتير من محلكم، خلي الحساب كله على بعضه! (يضع دفتر الشيكات محله.)
المحصل : إيه اللي يلزم جنابك؟
سليمان (يشير للكراسي) : الطقم ناقص، عايز كراسي ركن، تعرفوا تعملوهم؟!
المحصل (ينظر للكراسي) : موجانا، ولَّا؟ … أما يا «بك» البويه اللاكيه الأبيض هي دلوقت آخر موضة.
سليمان : أهو أنا بالي في كده، دا الطلب. يخلصوا في قد إيه فكرك؟
المحصل : في مسافة شهر غايته!
سليمان : شهر؟! يا سلام؟!
المحصل : كثير؟
سليمان : نهايته! زي بعضه، عشان خاطرك، شهر شهر، بس شهر «فبراير» علشان يكون أقصر شهر!
المحصل : من فكري يا «بك» إذا كان كمان ترابيزات ركن لاكيه، ودولاب كتب لاكيه، وبارفان لاكيه، ومراية لاكيه؟!
سليمان : كفاية لك.
المحصل : حاضر، سعيدة يا «بك»!

(يتحرك ذاهبًا.)

سليمان : سعيدة يا «افندم»! (المحصل يخرج) أف! أف!

(«نعمت» تفتح باب اليسار وتدخل باب المسرح بعد أن تطل برأسها من الباب فترى المحصل خارجًا.)

نعمت (لسليمان) : اديته فلوس؟!
سليمان : وأنا احتكم على فلوس؟! على الأقل في الوقت الحاضر؟!
نعمت : ليه؟ هي فلوسك اللي في البنك راحت فين؟
سليمان : تعيشي انتِي.
نعمت : مش ممكن!
سليمان : وحياتك زي ما بقولك كده.
نعمت (تسدد نظراتها لعينيه) : فتَّح فيَّ كويس!
سليمان : ما اقدرش افتَّح في الشمس.
نعمت : إخص عليك! والنبي تقولي بالحق، فاضل لك قد إيه في البنك؟
سليمان : يهمِّك تعرفي؟
نعمت : آه، قول!
سليمان : بلاش تعرفي، أنصحك.
نعمت : يعني يا سيدي بتخبي عليَّا؟! طب والنبي الناس كلهم عارفين.
سليمان : عارفين إيه؟
نعمت : عارفين إنك ضيعت ثروتك، ويدوب اللي فاضل لك حتة إيراد صغير مش مكفيك.
سليمان : دول الناس اللي عارفين كده، وانتِي عارفة إيه؟!
نعمت : زيهم!
سليمان (ينهض) : عال، اقفلي بقى على كده (يتمطى ويمشي).
نعمت : رايح فين؟!
سليمان : رايح ألبس. الساعة تطلع كام دلوقت؟
نعمت : أربعة وشوية.
سليمان : أربعة؟! أهو انتِي كده؛ يوم ما تكوني هنا لازم تضيعي النهار في الكلام الفارغ! قومي البسي من فضلك!
نعمت : كلام فارغ! يا أفندي يا فارغ؟! (تمسك بخناقه) يا مفلس!
سليمان (بضيق، وهو يخلص نفسه من يديها) : أوه بقى! بس يا «نعمت» أُمَّال! ما تمسكيش من الكرافتة، أنا في عرضك!
نعمت : تحرَّم؟
سليمان : أحرَّم، يالله بقى الْبسي.
نعمت : احنا حنروح فين؟
سليمان : ناخد عربية حنطور، ونتفسح في الجزيرة.
نعمت : ورايا مشوار لحد الخيَّاطة، الساعة خمسة ضروري.
سليمان : نفوت على الخياطة الأول يا ستِّي، بس قومي البسي (ينهضها ويخرجها من الصالون إلى غرفة اليسار بلطف).
نعمت (من الخارج) : قولِّي يا «سليمان».
سليمان : أفندم.
نعمت (داخلة وهي تلبس معطفها) : بمناسبة اﻟ ٣٠٠ جنيه بتوعي.
سليمان : بمناسبة اﻟ ٣٠٠ جنيه بتوعك؟! لكن دا … ما جتش مناسبة أبدًا ﻟﻠ ٣٠٠ جنيه بتوعك.
نعمت : جت مناسبة، دلوقت تشوف!
سليمان : إلا انتِي ليه يا «نعمت» مش عايزة أرد لك اﻟ ٣٠٠ جنيه بتوعك؟!
نعمت : عايزة؟!
سليمان : لا، أبدًا، اليوم اللي أرد لك فيه فلوسك هو اليوم اللي فيه حبنا …
نعمت (بحدة) : حبنا؟!
سليمان (مستدركًا) : صداقتنا، صداقتنا!
نعمت : ما لها صداقتنا؟!
سليمان : يعني بس تقل شوية!
نعمت : إخص عليك! بقى يعني صداقتنا دي مبنية بس على الفلوس؟!
سليمان : بالاختصار يهونوا عليك اﻟ ٢٠٠ جنيه بتوعك؟!
نعمت (مصممة) : اﻟ ٣٠٠.
سليمان (مستدركًا) : اﻟ ٣٠٠ أيوه، يهونوا في سبيل الصداقة؟!
نعمت : معلوم، يهونوا! ويهون أكتر منهم!
سليمان : يا سلام! دي صداقة إيه؟! وإخلاص إيه؟! أما برافو! أهو أنا دلوقت صحيح آمنت تمام بالكلام اللي كنتِي بتقوليه. فلتحيَا النهضة النسائية! ولتحيَا صداقة الرجل للمرأة!
نعمت : علشان تعرف إن المرأة تقدر تكون صديقة مخلصة للرجل!
سليمان : الله! وهو الرجل يقدر يلاقي صديق بالمعنى الصحيح غير المرأة؟! أنهي صاحب ولَّا صديق بس إن قلت له هات يكبش ويديني إلا إذا كان امرأة؟! إن احتجت أو انزنقت تعطيني في الحال أسورة، كردان، جوز حلقان؟! هي المرأة، مفيش غيرها! فتِّش عن المرأة.
نعمت : إنتم حتستفيدوا كتير من صداقتنا، بالك يا «سليمان»؛ بذمتي إحنا نستحق يكون مركزنا زيكم تمام يا رجَّالة! إمتى يكون مننا القضاة والمهندسين، والمحامين؟!
سليمان : آي والله؛ واجب؛ قضاة، ومحامين، وعسكر، وضباط، وخفر، و…
نعمت : بتضحك؟! طب بكرة تشوف!
سليمان : أضحك؟! أستغفر الله! وحياتك بتكلم جد! يا سلام يا «نعمت» لما تكوني انتِي محامي! ياه! بالشرف كنت أقتل واحد وأودي نفسي في داهية، علشان انتِي بس تدافعي عني! («نعمت» تضحك مسرورة) بتضحكي؟! طب بكرة تشوفي، صوتك الرقيق الحلو ده لما أسمعه بيدافع عني، مش بالذمة يهوِّن عليَّ السجن والشنق وكل شيء؟!
نعمت : صحيح يا «سليمان»؟!
سليمان : لكن افرضي إني اتحكم عليَّ بالإعدام، مش تعيطي؟!
نعمت (بتأثر) : بس أعيط يا «سليمان»؟!
سليمان : كفاية، كفاية، أشوف دموعك اللي زي الفضة وأعرف إنك بتعيطي علشاني! يا سلام! أبيع حياتي بتراب الفلوس!
نعمت : بتحبني قد إيه يا «سليمان»؟!
سليمان (برقة) : بحبك قد إيه؟! بتسأليني بحبك قد إيه؟! بحبك ٣٠٠ مرة! (يدنو منها كثيرًا وتدنو منه؛ كأن كليهما سيقبل صاحبه.)
نعمت : دايمًا اﻟ ٣٠٠؟!

(الباب يدق بشدة.)

(تتنبه فجأة على دق الباب.)

نعمت (تبتعد نافرة) : الباب! مين يا ترى؟
سليمان (وهو ينظر لباب الغرفة) : المرة دي حدفع دفعة من المطلوب ضروري.
الخادم (يدخل) : سيدي.
سليمان (بسرعة) : إديله نص ريال!
الخادم (محتجًّا) : دا واحد «بك» كويس!
سليمان (بسرعة) : طب هات منه نص ريال!
الخادم : يا سيدي دا صاحب الملك!
سليمان : صاحب الملك بحاله؟!
نعمت : ابق حصلني انت ع الخياطة!

(تستعد للانصراف.)

سليمان (للخادم) : اسمع، قوله سيدي مش …
محمود (يطل برأسه من الباب الخارجي، ويكون باب الصالون الزجاجي مفتوحًا، فهو يرى من في «الصالون» وعندما يطل يقول) : لا مؤاخذة يا «سليمان بيه»!
سليمان (مرتبكًا) : العفو، أهلًا، اتفضل يا «محمود بك» (لنعمت باحترام) مع السلامة يا … هانم! («نعمت» تخرج بسرعة.)
محمود (وهو يرمق بعينه «نعمت» في خروجها) : أنا آسف أكون سببت لك مضايقة، خصوصًا … (يغمز بعينه مشيرًا إلى جهة «نعمت») في الظروف الحاضرة!
سليمان : لا أبدًا، أبدًا (يشير له إلى كرسي) تفضل!

(يجلسان.)

محمود (وهو يغمز بعينه، مشيرًا إلى جهة خروج «نعمت») : ذوقك نضيف!
سليمان (متجاهلًا) : من حيث المفروشات؟
محمود : المفروشات و… خلافه!
سليمان : دا بس من لطفك!
محمود (يجيل النظر في الصالون حوله) : انت معتني بنفسك قوي؛ من حيث … جميعه … شاب عازب لازم يشوف مزاجه مفيش مانع، الشاب المدردح يبقى في الغالب زوج ناجح!
سليمان : الحمد لله إنك راضي عني! مفيش أحسن من رضا الوالدين، ورضا صاحب الملك!
محمود (وهو يفحصه بنظرة) : علشان كده أنا طالع أعاين.
سليمان : تعاين إيه؟!
محمود (كالمخاطب نفسه) : الشكل مقبول، السن مناسب!
سليمان (بدون فهم) : إيه هو؟
محمود (مستدركًا) : اﻟ… مفروشات، العفش!
سليمان : شكله مقبول صحيح، لكن السن؟! يبقى للعفش سن ازاي؟!
محمود : قصدي مش قديم؛ جديد، مش كده؟!
سليمان : لسه بنتفاوض في ثمنه!
محمود : المفاوضات دي أنا شخصيًّا ماليش دعوى بها! بعدين لما ييجي وقتها!
سليمان (بقلق) : حضرتك بقى طالع تعاين العفش والمفروشات؟!
محمود : أيوه طالع أعاين.
سليمان : ناوي تحجز؟!
محمود (بغموض) : ناوي اللي أنا ناوي عليه!
سليمان : يا ساتر استر!
محمود (بعنف مفاجئ) : إيه رأيك لو رميت لك مفروشاتك دي كلها من الشباك؟!
سليمان : ليه بس؟!
محمود : لأنك شخص متأخر!
سليمان : متأخر؟!
محمود : في سداد أقساط الإيجار؟!
سليمان : مفهوم! لكن المسألة للدرجة دي محتاجة لرمي عفشي من الشباك؟!
محمود : ما فكرتش في إن ده جايز يحصل في يوم من الأيام؟!
سليمان : أنا عادتي ما افكرش في المصايب قبل وقوعها.
محمود : عادة كويسة ومبدأ سليم! أنا برضه دايمًا كنت ماشي على كده؛ لكن الزمن غدَّار! أبقى قاعد مبسوط أربعة وعشرين قيراط، في ليلة فرفشة، منتظر زيارة مفرحة، موعد لطيف، وإذا بي أبص ألقى مصيبة هبطت على دماغي! ما كانتش على البال!
سليمان : إيه؟! صاحب الملك؟!
محمود : لأ؛ حاجة أتقل من كده بكتير!
سليمان : يا حفيظ يا رب!
محمود : علشان كده لازم تعمل حسابك إن عفشك ونفشك جايز يترمي في أي ساعة من الشباك.
سليمان : في أي ساعة؟!
محمود : وجايز في ساعة حظ!
سليمان : قلِّي يا سعادة البك؟
محمود (مقاطعًا بلهجة الجِد) : قلِّي انت إيه رأيك؟
سليمان : رأيي في رمي عفشي؟!
محمود : رأيك في الحب؟ في الزواج؟ في المرأة؟!
سليمان (بدهشة) : بمناسبة إيه؟!
محمود : بمناسبة المصايب!
سليمان : الحقيقة إن ده موضوع يطول شرحه.
محمود : يطول يطول! اشرح على مهلك، إحنا ورانا إيه؟
سليمان (ملتفتًا إلى الباب) : بس يعني …
محمود : آه، لا مؤاخذة! وراك موعد؟! الست الهانم اللي كانت هنا دلوقت يمكن ترجع تاني مثلًا؟ أنا ما احبش أضايقك! واحد عازب زيك لازم يشوف مزاجه، مفيش مانع.
سليمان : لا أبدًا، الست دي … صديقة لا غير.
محمود : أنعم وأكرم بالصداقة اللي زي دي! لازم الواحد يعرف يختار أصدقاؤه! ما تآخذنيش؛ أصدقاءك كلهم من الصنف الممتاز ده؟!
سليمان : من ده على ده.
محمود : مشكِّل! مفهوم، لازم يكون فيه ده وفيه ده! ومع ذلك الصداقة اللي من الصنف ده مع إنها لطيفة وظريفة؛ لكن برضه أظن الصداقة عمومًا شيء والزواج شيء تاني!
سليمان : الزواج ده أنا ما جربتوش.
محمود : غلطان! واجب تجربه.
سليمان : حضرتك جرَّبته؟!
محمود : مرة واحدة، وانتهت على خير.
سليمان : بلغني؛ لكن إيه المانع انَّك تجدِّده؟
محمود : مش من السهل تجديد العقود!
سليمان : إيه الصعوبة؟
محمود : اسمع لما أقول لك؛ كل زوجة تعتبر ساكن، وكل زوج يعتبر صاحب ملك، وكل عقد زواج يعتبر عقد إيجار يتجدد من نفسه كل عام، ولا ينتهيش إلَّا بوفاة الساكن. وانت وبختك؛ يا يطلع الساكن رِزِل مماطل! يا يطلع مؤدب مهذب!
سليمان : أنا أفضِّل أسيب الشقة فاضية، ولا أأجرهاش لساكن رزل مماطل.
محمود : أنا من رأيك.
سليمان : اتفقنا.
محمود : لكن بس مش من الجايز يسكن شقة حياتك ساكن مؤدب مهذب، لطيف ظريف، يملا حياتك بهجة وسرور؟!
سليمان : جايز، ما عنديش مانع! اللي عايز يسكن يسكن؛ لكن مش ضروري أحرر لشقة حياتي عقد إيجار يتجدد من نفسه كل سنة إلى ما شاء الله!
محمود : يعني عايز تعمل شقة حياتك بنسيون للداخل والخارج؟!
سليمان : مش ده أحسن؟!
محمود : دي مسألة متعلقة بنوع شقتك؛ إن كانت مفروشة أحسن فرش ومعتني بيها أحسن عناية، فأنا ما أنصحكش تعرَّضها للدهس والمرمطة!
سليمان : ومين قال إن شقة حياتي مفروشة؟ مش جايز تكون على البلاط؟
محمود : ما اعتقدش؛ اللي يعتني بفرش صالونه بالشكل ده والذوق ده، لازم يفرش حياته أجمل فرش.
سليمان : وإيه الفايدة؟ إذا كان الفرش والعفش حيصير رميهم في يوم من الأيام من الشباك؟!
محمود : مين حيرميهم؟!
سليمان : حضرتك!
محمود : حضرتي؟!
سليمان : نسيت؟ مش كنت بتقول دلوقت انك ناوي ترميلي عفشي من الشباك؟!
محمود : آه، دي حكاية تانية! كان قصدي عفش سكنك؛ مش عفش حياتك.
سليمان : وعفش سكني ناوي ترميه إمتى؟
محمود : مش وقته، إحنا دلوقت في عفش حياتك.
سليمان : وعفش حياتي داخل راخر في مسألة الأقساط المتأخرة؟!
محمود : وبعدين معاك؟! ما تخرجش عن الموضوع، الكلام دلوقت في شقة حياتك، ناوي تأجرها ولَّا تسيبها خالية؟!
سليمان : أأجرها ولَّا أسيبها خالية؟! حضرتك بتكلمني كما لو كنت أنا صاحب ملك، صاحب عمارة زيك!
محمود : إنت أحسن مني! إنت صاحب عمارة جديدة لنج! عمارة حياتك.
سليمان : عمارة حياتي؟! شيء جميل!
محمود : خسارتك انك مش عارف تستغل عمارتك!
سليمان : طيب بصفتك صاحب عمارة بحق وحقيق؛ انصحني أستغل عمارتي ازَّاي؟!
محمود : سكِّنها، سكِّنها في الحال، سكن، سكن!
سليمان : لمستأجر؟
محمود : يكون مضمون، نقاوة، عينه شبعانة.
سليمان : بعقد إيجار؟
محمود : مسجَّل.
سليمان : يتجدِّد من نفسه؟
محمود : كل سنة.
سليمان : يفتح الله!
محمود : رفض نهائي؟!
سليمان : بالثلث!
محمود : تسيب عمارتك خالية يا مغفل … إلَّا بعد طول الحياة؟!
سليمان : حفتحها لوكاندة؛ صالة، كاباريه … أنا حر، حر، حر!
محمود : وعفشك لما يترمي من الشباك؟!
سليمان : عفش حياتي؟!
محمود : ما ليش دعوى بحياتك، أنا دلوقت في عفش سكنك!
سليمان : سبحان الله!
محمود : انت واحد بتبحث عن حريتك، وأنا واحد ببحث عن حريتي، نبقى خالصين!
سليمان : الحمد لله اننا طلعنا خالصين، يعني دلوقت بقى ما انتش عايز مني حاجة؟!
محمود : عايز منك بس قيمة الأقساط.
سليمان : أقساط إيه؟!
محمود : أقساط الشقة!
سليمان : شقة حياتي؟!
محمود : ما قلنا مالناش دعوى بشقة حياتك، إنت حر فيها! إحنا دلوقت في شقة سكنك دي، ناوي تدفع ولَّا لأ؟!
سليمان : ناوي.
محمود : امتى؟
سليمان : ناوي وخلاص، هي الأعمال مش بالنيات؟!
محمود : وهو كذلك … أنا كمان ناوي! وحتظهر لك نيتي بالأعمال! (يتجه إلى الباب الخارجي وهو ينادي) يا «هاشم أفندي»!
هاشم (من الخارج عند باب السلم) : أفندم سعادة البيك!
محمود (وهو خارج) : جهِّز إجراءاتك!

(يخرج ويدخل «هاشم أفندي».)

هاشم : لا مؤاخذة يا «سليمان بك»، ما تزعلش مني! أنا حضايقك شوية بوجودي!
سليمان : لا، اتفضل ضايقني! بكل سرور، بالجملة!
هاشم : طبعًا حضرتك عارف الموضوع!
سليمان : تقريبًا؛ مسألة التلات أقساط.
هاشم : الأربع أقساط؛ بقيوا أربعة بالشهر اللي فات.
سليمان : أيوه، أيوه مظبوط، انت أدرى بالحساب؛ ما تآخذنيش في السهو والغلط!
هاشم : اسمع يا «سليمان بك»، انت عايز الحق؟
سليمان : حتقول إيه؟ إني أنا يعني ما ليش حق؟!
هاشم : مش قصدي! بدِّي أقول إن الحقيقة ده مش الموضوع اللي أنا جاي له.
سليمان (بسرعة متنفسًا) : مش الموضوع اللي انت جاي له؟!
هاشم : آه! وزيادة على كده كمان، أقول لك ان احنا لو كنا رايحين نتفق ونتفاهم، مش حاجيب من هنا ورايح أبدًا سيرة الأربع أقساط دول!
سليمان : طيب! إنما احنا رايحين نتفق ونتفاهم؟!
هاشم : دا كل اللي أتمناه!
سليمان (بعزيمة) : دا يجب!
هاشم : قبل ما ندخل في الموضوع أقول لحضرتك أنا بقالي كم يوم، وأنا باوضَّب في المشروع اللي حنتفاهم فيه دلوقت.
سليمان : يا سلام!
هاشم : أُمَّال! أهو من يوم ما جيت لك في أول الشهر، وقلت لي حكاية الزيادة، واﻟ ١٥ جنيه، وتغيير الوصولات … واخد بال سعادتك! من يومها وأنا واخد بالي طيب من سعادتك! تلاقيني دلوقت يا «سليمان بك» عارفك وعارف أحوالك وأطوارك وأخبارك بالضبط!
سليمان : أحوالي وأخباري وأطواري بالظبط … دا شيء ما يطمنش!
هاشم : بالعكس؛ دا كله في صالحك!
سليمان : إزَّاي بقى؟!
هاشم : آه! بس أرجو من حضرتك تسمح لي أتكلم معاك بحرية تامة لمدة ٥ دقايق، إن كنت عايز صحيح نتفق ونتفاهم. تسمح يا «سليمان بك» أتكلم معاك بحريتي، ولو فيها …
سليمان : لا؛ اتفضَّل وخُد راحتك! بس المهم نتفق ونتفاهم.
هاشم : إن شاء الله بقى — إن ما كانوش غشوني — فحضرتك تبقى ابن المرحوم «فؤاد باشا حلمي»، عمرك ٢٨ سنة، شاب، ظريف، لطيف، خفيف!
سليمان : العفو يا «افندم»!
هاشم : ساكن في شقة نازك مفروشة موبيليا آخر موضة.
سليمان : العفو يا «افندم»!
هاشم : تلبس لبس في غاية الشياكة والقيافة.
سليمان : العفو يا سيدي!
هاشم : إنما بقى يا أمير …
سليمان : هه؟!
هاشم : لا إيجار الشقة، ولا حق الموبيليا الموضة، ولا تمن الملبوسات الشيك …

(يغمز بعينه.)

سليمان (يبلع ريقه) : ما هو ع الحساب كله!
هاشم : مفهوم، مفهوم! ما تآخذنيش لغاية هنا، حدش غشني؟!
سليمان : لأ!
هاشم : أكمِّل بحريتي؟
سليمان : كمِّل بحريتك!
هاشم : بالاختصار كده؛ إنت كويس في كل شيء؛ بس يا خسارتك في قلة دول! (يشير للفلوس) من مدة سنتين وانت غارق في الدين! وإن كنت بتستلف ولاقي اللي بيسلف؛ لكن وإيش بعد السلف؟!
سليمان : حد قال لك افتح لي بختي؟!
هاشم : اسمع يا «بك»؛ الحاصل من ده كله، إنك متآخذنيش في حالة إفلاس! وإن ده هو سبب حزنك وهمَّك وتعاستك!
سليمان : تعاستي؟! لا! في دي غشوك!
هاشم : أبدًا، أنا عارف طيب، انت تعيس قوي! وإذا كنت رايح تستمر على الحالة دي …
سليمان : يا سيدي أنا …
هاشم : بقول لحضرتك: إذا كنت حتستمر على الحالة دي، مصيرك يوم تقع في إيدين المرابية الفايظجية يفترسوك! ما تآخذنيش على حريتي!
سليمان : حريتك؟! وبعدين يعني في حريتك دي؟!
هاشم : ما أطولش عليك؛ تحب تخش في شغلة؟!
سليمان (يضع يده على أذنه متسمعًا) : نعم؟!
هاشم : تحب ولَّا لأ؟
سليمان : إني أخش معاك في شغلة؟!
هاشم : أيوه.
سليمان : شغلة زي إيه يعني؟
هاشم : عايز أأسِّس شركة معنونة باسمك؛ شركة رأس مالها ٢٠ ألف جنيه!
سليمان : ٢٠ ألف جنيه؟!

(يضحك.)

هاشم : لا! ما تخافش؛ أنا اللي عليَّ أجيب الفلوس.
سليمان : أيوه، عملت طيِّب اللي ما ارتكنتش عليَّ في دي!
هاشم : وانتَ بقى عليك تجيب الشباب والهمة، والأمانة والاستقامة … هه؟!
سليمان : بس كده؟
هاشم : بس!
سليمان (باهتمام) : اسمع يا حضرة؛ يظهر إنها شغلة مش بطَّالة. بس … وضَّح شوية كمان اعْمِل معروف؛ إلَّا أنا لسَّه مش داخل عقلي الكلام!
هاشم : من جهتي أنا؛ أنا مش حيكون لي شأن كليةً في الموضوع. إنت حيكون لك شريك حعيِّنه لك دلوقت!
سليمان (بجِد واهتمام) : دا كويس! إنما … أنا … أنا حشتغل إيه؟! نوع العمل بتاعي إيه؟!
هاشم : مفيش عمل؛ إنت مش حتشتغل حاجة أبدًا!
سليمان (بدهشة) : إيه! إزاي؟!… آه! يعني الشريك هو اللي عليه كل الشغل؟!
هاشم : ولا هو راخر! مش حيشتغل حاجة أبدًا!
سليمان : شيء عجيب! الشركة يعني حتمشي لوحدها كده؟ شركة أتوماتيك؟!
هاشم : آه، وحتكون ماشية كويس قوي؛ زي الساعة!
سليمان : شيء لطيف خالص!
هاشم : أُمَّال! ثم إنك حترتبط انت والشريك بمقتضى عقد لمدة غير محدودة! عقد رسمي أمام موظف مختص، والعقد يسجَّل. طبعًا!
سليمان : شيء جميل!
هاشم : تعرف بقى العقد ده إيه؟!
سليمان : لأ، اسمه إيه؟!
هاشم : اسمه عقد …
سليمان (بصبر نافذ) : هه، انطق!
هاشم : عقد زواج!
سليمان : أيوه قل لي كده م الصبح! أنا راخر بقول يا ترى الشركة اللي تمشي لوحدها دي تبقى إيه؟! طيِّب، والشريك؟!
هاشم : صاحبة العمارة.
سليمان : أنهي عمارة؟!
هاشم : دي اللي انت فيها؛ ما هو صاحبها القديم «محمود بك وصفي» كتبها خلاص لبنته الوحيدة، وأصبحت هي دلوقت صاحبة الملك!
سليمان : كويس قوي! بقى دا يا سيدي المشروع؟!
هاشم : آه! إزيَّك بقى فيه؟!
سليمان (ناهضًا) : بقى اسمع! تأكد إنهم غشُّوك إن كانوا قالوا لك إن انا للبيع!
هاشم : بس ما تزعلش!
سليمان : أنا زعلت؟!
هاشم : ما ترفضش كده بالعجل!
سليمان : أنا رفضت؟!
هاشم : شوف يا «سليمان بك»، ما تبصليش كده، اقعد دقيقة واحدة أرجوك! بقى الحقيقة يظهر انك مش مصدق المسألة دي، لك حق؛ شيء يحير! واحد تقريبًا ما تعرفوش إلا بصفة معينة يجيلك من الباب للطاق كده ويقدِّم لك عروسة وفوقها ٢٠ ألف جنيه كأنه بيقدِّم لك سيجارة! طبعًا معذور ان افتكرتني بهزَّر، ولَّا سكران، جاي اتسلى عليك، ما تآخذنيش!
سليمان : اسمع يا «هاشم أفندي»، إنت من زمان بتشتغل في المسائل دي؟!
هاشم (بتجهُّم) : أنهي مسائل؟!
سليمان : المسائل الاجتماعية دي؛ اللي من اختصاص الخاطبة؟
هاشم (بغضب قليل) : يعني قصد حضرتك إيه بقى؟!
سليمان : لا؛ ولا حاجة لا سمح الله! بس عايز أعرف؛ إنت بتتكلم في الموضوع ده بالأصالة عن نفسك؟!
هاشم : بالأصالة … وبالنيابة! اطمئن! ما تعرفش ان من مدة شهر دلوقت فيه ناس مستلطفاك؟ أُمَّال إيه؟ أُمَّال يعني ما حدش طالبك ليه بالشهر اللي فات؟!
سليمان : يا سيدي العفو! دي تعطُّفات كبيرة قوي من الناس دول! (ينهض) اشكرهم بالنيابة.
هاشم (يجلسه) : اقعد كمان دقيقة، أرجوك! إنت خايف من الزواج ليه؟ فاكرها تلقيحة؟ توريطة؟!
سليمان : أبدًا يا سيدي، وشرفك!

(ينهض.)

هاشم (يُجلسه) : دا انت لما تشوفها، صاحبة البيت الجديدة دي، يا سلام! أنا برضه غلطان اللي كلمتك عنها الأول! إنت فاكرها وِحشة، وفيها عاهة، وعايزين نلزَّقها؟ أبدًا إنت غلطان! اسمع؛ من سوء الحظ إنها رايحة الليلة قليوب هي وأبوها! فأحسن طريقة تسافر لأبوها بحجة الاستعلام عن صاحب الملك الحقيقي، ولَّا بأي حجة ثانية!
سليمان : وليه يعني؟ أستعلم ليه؟ يا سيدي اعفيني من المأمورية دي اعمل معروف!
هاشم : بس انت خايف من الزواج ليه؟!
سليمان : أرجوك تفضِّنا من الموضوع ده!
هاشم : جرى إيه في الدنيا يا عالم؟! إن كان بنات ولَّا شبَّان مش قابلين السيرة دي يا «سليمان بك»!
سليمان : يا «هاشم أفندي» أنا مستعد تنذرني بالإخلا، تبيع الموبيليات، الملبوسات … كل شيء؛ إلَّا المشروع ده!
هاشم : شيء غريب! طيِّب … خلاص، خلاص. ما تزعلش!
سليمان : مش زعلان أبدًا؛ بس أصلي … مبسوط أنا كدا بحالتي دي!
هاشم : حالتك دي؟! والله حالتك دي ما تبسطش، ما تآخذنيش، شوف الشقة ازاي هُس؛ عليها الكآبة، ما فيهاش الجنس اللطيف ينوَّرها؟!
سليمان : لا ياخويا؛ الجنس اللطيف موجود بكثرة، البركة في الصداقة، والسفور، والنهضة!
هاشم : بقى يعني زمان، أيام ما كانت البنت محبوسة في البيت، كان ألف من يطلبها، ودلوقت بقى لما خرجت وعاشرتكم وعاشرتوها، قلتم وإيه فايدة الزواج؟ إنتم على رأي المثل: امنع عنه تذلُّه! (ناهضًا) نهايته؛ مش حتروح «قليوب» تقابل «محمود بك»؟!
سليمان : لا والله مشغول! سامحني، ما أقدرش!
هاشم : ما تيجي بكرة.
سليمان : لأ!
هاشم : تعالى بعده!
سليمان (بملل) : يا سيدي لأ! يفتح الله!
هاشم : طب خلاص، خلاص، خلاص. سلام عليكم!
سليمان : سلام ورحمة الله وبركاته.

(يفتح له باب الشقة الخارجي.)

هاشم (وهو بالعتبة) : الله! أهي نازلة أهي، «ليلى هانم»، (مناديًا) تعالي، اتفضلي في كلمة! («ليلى» بلبس الخروج الحديث تظهر على عتبة الشقة.) اتفضلي (مشيرًا إلى «سليمان») دا «سليمان بك حلمي»، الساكن اللي ما طلبناهش الشهر اللي فات، (لسليمان) الست المالكة صاحبة العمارة. (إلى «ليلى») عايز يكلم حضرتك في مسألة الأقساط المتأخرة! اسمحوا لي بدقيقة واحدة أجيب الوصولات من مكتبي تحت.

(يخرج.)

سليمان (مأخوذًا) : حضرتك! … تبقى حضرتك؟ … حضرتك؟!
ليلى : حضرتي إيه؟
سليمان (كالمخاطب نفسه مبهورًا) : الشركة؟!
ليلى : شركة إيه؟!
سليمان (ينظر إليها مشدوهًا) : اسمحي لي أقول لك إني كنت مغفل!
ليلى : أبدًا! بالعكس؛ معلوماتي عنك إنَّك انت اللي بتستغفل الناس!
سليمان : كنت عامل شاطر؛ لكن ما يقع إلا الشاطر!
ليلى : عايز تقول انَّك وقعت؟!
سليمان : لشوشتي!
ليلى : دفعت للوكيل الأقساط المتأخرة؟!
سليمان : لأ؛ أبدًا!
ليلى : أُمَّال بتقول وقعت ازَّاي؟!
سليمان (مرتبكًا) : آه … لا … دي مسألة تانية، اتفضلي استريحي!

(يقدم إليها الفوتيل.)

ليلى : قول لي بصراحة من فضلك، إنت واقع صحيح للدرجة دي؟!
سليمان : جدًّا!
ليلى : إيه السبب؟ لعبت قمار؟ خسرت في القطن؟ ضاربت في البورصة؟
سليمان : قمار إيه، وقطن إيه، وبورصة إيه؟
ليلى : أُمَّال إيه اللي حصل بالظبط؟
سليمان (مرتبكًا) : ماعرَفش؛ اللي حصل لي حصل لي كده فجأة!
ليلى : من إمتى كل ده؟!
سليمان : من دقيقة واحدة بس!
ليلى : عجيبة! من دقيقة واحدة بس كان معاك فلوس؟!
سليمان : وإيه دخل الفلوس هنا؟!
ليلى : أُمَّال فلوسك ضاعت ازَّاي؟!
سليمان : حد قال دلوقت إن فلوسي ضاعت؟!
ليلى : أُمَّال إيه اللي ضاع؟!
سليمان : عقلي!
ليلى (مبغوتة) : عقلك؟! جايز قوي! أنا برضه مش قادرة أتفاهم معاك!
سليمان : لأ؛ أرجوكِي! لا بد من إني أتفاهم معاكي!
ليلى : على تأجيل الأقساط؟
سليمان : أقساط إيه؟
ليلى : أُمَّال نتفاهم على إيه؟! عايز تسكن الشقة بلاش لغاية ما تيجي لك فلوس؟ ما عنديش مانع!
سليمان : لأ؛ عايزك تسكني انتي الشقة، أرجوكِي!
ليلى (في دهشة) : أسكن أنا؟!
سليمان : شقتي! شقة حياتي! بعقد إيجار يتجدد من نفسه كل سنة لآخر العمر!
ليلى (كالمرتابة في عقله) : إنت فاهم اللي بتقوله؟!
سليمان : مش ضروري أنا أفهم؛ المهم أخليكي انتِي تفهمي!
ليلى : أنا فاهمة كويس.
سليمان (بدهشة) : فاهمة إيه؟!
ليلى : فاهماك!
سليمان (يباغت) : فاهماني؟!
ليلى : وعارفة طرقك، وأساليبك اللطيفة!
سليمان : طيب خلاص، كويس قوي! على كده احنا الاتنين متفاهمين؟!
ليلى : جدًّا! ومستعدة لتنفيذ طلباتك.
سليمان (بفرح) : أنا اللي مستعد لجميع طلباتك! الشقة كلها، عمارة حياتي كلها تحت أمرك، الشركة الأتوماتيكي كلها مقبولة!
ليلى (غير فاهمة) : وضَّح كلامك شوية من فضلك!
سليمان : بالاختصار؛ أنا تحت تصرُّف أبوكِي والوكيل في كل مشروع، في كل شيء!
ليلى : «بابا» والوكيل ما لهمش دعوى دلوقت، أنا صاحبة الشأن!
سليمان : شيء عظيم!
ليلى : ويمكن أكون أرحم منهم بكتير.
سليمان : دا مؤكَّد!
ليلى : قل لي بقى بكل صراحة: إيه اللي يريحك؟
سليمان : من جهة إيه؟
ليلى : من جهة اللي تقدر تدفعه.
سليمان : قصدك المهر؟
ليلى : مهر؟! إيه الكلام اللي بتقوله ده؟!
سليمان : مش حضرتك بتسأليني؟
ليلى : أيوه باسألك عن الأقساط اللي تقدر تدفعها في الوقت اللي يناسبك.
سليمان : الأقساط؟!
ليلى : أيوه أقساط الشقة.
سليمان : شقة حياتي؟!
ليلى : إيش دخل حياتك في الموضوع؟! إحنا في شقتك دي.
سليمان : شقتي دي بس؟! مفيش كلام عن شقة تانية؟!
ليلى : ماعرَفش! إنت ناوي تعزل؟
سليمان : لأ! مش القصد؛ بس يعني «بابا» بتاعك والوكيل ما فاتحوكيش في مسألة شقة؟ شركة؟!
ليلى : شركة إيه؟! ما عنديش خبر. كل اللي أعرفه إن «بابا» كتب لي العمارة دي، والوكيل بلَّغني إن فيها ساكن له حِيَل لطيفة علشان ما يدفعش! فأنا قلت لازم معذور، وواجب ننتظر عليه ونريحه؛ لذلك جيت أقول لك ما تقلقش، ادفع وقت ما يكون في جيبك فلوس! ما تتقيدش بمواعيد؛ مبسوط؟
سليمان : أنا متشكر قوي، بس …
ليلى (تنظر في ساعتها) : الوكيل اتأخر تحت أكثر من اللازم! على كل حال مش مهم ننتظره؛ أديك عرفت الموضوع. اسمح لي أنا بقى! (تمد يدها) ورايا مشوار؛ علشان الليلة رايحين «قليوب».
سليمان (بلهفة) : أيوه بمناسبة «قليوب»؛ الوكيل كان عازمني، ولو انه ما معهش توكيل، إن آجي أقابل «محمود بك». تسمحي إني آجي؟
ليلى : في «قليوب»؟
سليمان : أيوه!
ليلى : اتفضل، شرَّف في أي وقت!
سليمان (بفرح) : في أقرب وقت، إن شاء الله في أقرب وقت!

(صوت «نعمت» فجأة.)

نعمت (من خارج الباب الخارجي للشقة) : نسيت منديلي … «سليمان»، سليمان!

(«سليمان» يلتفت خلفه فيرى «نعمت» داخلة فيرتبك، ويقف صامتًا. «نعمت» تدخل وكل أفكارها متجهة إلى «ليلى». «سليمان» يلحظ ذلك، فيشتد ارتباكه، ويأخذ في التقهقر والابتعاد كلما أخذت «نعمت» في الاقتراب من «ليلى»! تقف المرأتان وتحملق إحداهما في الأخرى. وفي أثناء ذلك يكون «سليمان» قد انسحب بهدوء من الغرفة، بدون أن يشعر به أحد. «ليلى» تجاه «نعمت».)

نعمت : «ليلى»؟!
ليلى : «نعمت»؟!
نعمت (بجفاء) : إنتِي هنا بتعملي إيه؟!
ليلى (ببرود) : بتسألي ليه؟
نعمت (بسخرية وغيظ) : أظن إنتِي فاكرة دا راخر «سامي»؟!
ليلى (باضطراب) : «سامي» مين؟!
نعمت : «سامي» مين؟ «سامي» جوزي!
ليلى : اسمعي يا «نعمت»، الكلام اللي بتقوليه ده عيب وما يصحش إنك تقوليه، أنا واحدة متربية، وإنتِي كمان متربية؛ وإنتِي، ولو إنك زعلانة مني ما اعرفش ليه؟ لكن أنا برضه اسمي صاحبتك!
نعمت : صاحبتي؟! إذا كنتِي صاحبتي صحيح ما كنتيش تهدمي سعادتي!
ليلى : أنا هدمت سعادتك؟!
نعمت : ما كنتيش بتحبي «سامي»؟!
ليلى : أبدًا!
نعمت : «سامي» ما كانش بيحبك؟!
ليلى : دا شيء تاني، إذا كان هو حبِّني، دا مش ذنبي؛ ومع ذلك تكوني إنتِي السبب يا «نعمت»!
نعمت : أنا السبب؟!
ليلى : معلوم! مين اللي خلا جوزك ينكشف عليَّ؟! مش انتِي يا «نعمت»؟! أنا مش كنت مكسوفة ومش راضية؟ وانتِي تجرِّيني من إيدي، وتقولي لي يا شيخة اتمدِّني، واترقِّي، دي الموضة والنهضة والسفور، بذمتك مش دي الحقيقة؟!
نعمت : إذا كان جه في بالي إن حيحصل كده، ما كنتش خليت «سامي» يلمح خيال واحدة من أصحابي.
ليلى : لو كنتِي تعرفي أنا كنت باقول له إيه عليكِي؟ ياما نبِّهته، ووبَّخته، ونصحته، وهو يقول لي أنا مش قاصد أخون مراتي، لكن دي عواطف، شيء غصب عني، لما قال كده يا «نعمت»، أعمل إيه أنا؟ آخر ما عملته إني أخدت عمتي وعزلت من العباسية كلها!
نعمت (بِشَك) : بقى انتِي كنت عزلتِي علشان كده، ولَّا علشان كلام الناس؟!
ليلى (باضطراب) : لأ؛ علشان ما يقابلنيش، رحت سكنت بعيد!
نعمت : مش قادرة أصدقك … يعني ما قابلتهش أبدًا بعد كده؟!
ليلى : اسأليه هو يقول لك!
نعمت : هو؟! وأنا بشوفه فين دلوقت؟!
ليلى : إزاي؟ مش أغلب وقته معاكي؟!
نعمت : ما تعرفيش إن بقالي ٤ أشهر سايباه؟!
ليلي : سايباه إزاي؟ ما قالِّيش! (تفطن لانزلاق لسانها، وتقطع الكلام في الحال.)
نعمت : قلتي إيه؟!
ليلى : ولا حاجة! قصدي ما حدش قال لي إنك سبتيه!
نعمت : سِبت له البيت وخرجت لغاية النهاردة، لا رجعتله ولا شفته، ولا عايزة أشوفه! يعني عايزاني أقعد وأعيش مع راجل ما بيحبنيش؟! بيحب واحدة صاحبتي؛ كانت صاحبتي؛ عاملة صاحبتي!
ليلى : عاملة صاحبتك؟!
نعمت : علشان تخطف جوزي!
ليلى : ما عليهش! مش حرُد عليكِي! ومع ذلك، مين قال لك إن جوزك ما بيحبكيش؟! بالتأكيد بيحبك! وكان بيحبك؛ بس هم الرجالة طبعهم كده؛ كل ما يشوفوا واحدة يتهيأ لهم إنهم بيحبوها. مين يعرف؟ مش جايز دلوقت يكون ندم، وزعلان عليكِي؟
نعمت : ما افتكرش!
ليلى : أنصحك انك تروحي لجوزك!
نعمت : مستحيل! مستحيل الخاين ده أرجع له! مش ممكن!
ليلى : إنتِي الحق عليكِي، إنتِي السبب!
نعمت : أيوه أنا السبب، أقدِّمه بكل بساطة هدية «كادوه» لواحدة زيِّك!
ليلى : واحدة زيي؟! عيب يا «نعمت»! ما تخلنيش أقبَّح عليكِي!
نعمت : اقفلي الموضوع ده بقى من فضلك! خلاص، قوليلي بس: إنتِي كمان تعرفي «سليمان»؟!
ليلى : لأ؛ ماعرفوش!
نعمت : أظن المرة دي الكدبة مكشوفة! لاحظي إنك في شقته!
ليلى : هو اللي في شقتي، في ملكي! في عمارة «بابا»، وكتبهالي، وجيت أكلم المستأجر ده في الأقساط المتأخرة. عايزة تعرفي معلومات أكثر من كده؟!
نعمت (ملتفتة حولها منادية) : «سليمان»، «سليمان»!

(سليمان يطل برأسه من خلف باب اليسار.)

سليمان : أفندم!
نعمت (تهرول نحوه وتسحبه) : إنت كنت زايغ فين؟! (تسحبه من كرافتته.)
سليمان (بصوت خافت لنعمت) : مش كده! مش قدامها!
ليلى : عن إذنكم، أروفوار!

(تخرج بسرعة.)

سليمان (يخلص كرافتته من يدها) : كويس كده؟! أهي خرجت!
نعمت : تتفلق!
سليمان : آدي اللي انا كنت حاسب حسابه، الهزار كمان يبقى قدام …
نعمت : قدَّام صاحبة الملك! علشان تفهم كويس إن الشقة ملكها؛ لكن انت ملكي، (تعود وتمسكه من رباط رقبته) فاهم؟!
سليمان : مش كده، أرجوك! حتخنق!
نعمت : الشقة ملك مين؟!
سليمان : ملكها هي.
نعمت : وانت ملك مين؟!
سليمان : ملكها هي!
نعمت (تشده من كرافتته) : مِلكي أنا! قول تاني، الشقة ملكها. وانت ملك مين؟!
سليمان : ملك الشقة!
نعمت : ملكي أنا!

(تشده من رباط الرقبة.)

سليمان : ملكك انتِ! حتخنق! يا ناس حروح فطيس!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤