المرأة المسلمة

لم أرَ بين الناس ذا مظلِمهْ
أحق بالرحمة من مُسلمهْ
منقوصةٍ حتى بميراثها
محجوبة حتى عن المكرمه
قد جعلوا الجهل صوانًا لها
من كل ما يدعو إلى المَأثمه١
والعلم أعلى رتبة عندهم
من أن تلقَّاه وأن تعلمه
ما تصنع المرأة محبوسةً
في بيتها إن أصبحت مُعدِمه؟!
ضاقت بها العيشة إذ دونها
سُدت جميع الطرُق المُعلمه

•••

كم في بيوتِ القوم من حُرَّةٍ
تبكي من البؤس بعيني أمَهْ
قد لوَّحت نارُ الطوَى وجهها
وأعمل الفقرُ به مَيْسَمه
عاب عليها قومها ضِلَّةً
أن تكسب القوت وأن تطعمه
من أيِّ وجه تبتغي رزقها
وطُرقها بالجهلِ مستبهمه
وكيف والقوم رأوا سعيها
في طلب الرزق من الملأمَه

•••

وكم فتاة فقدت بعلَها
من بعد ما قد ولدت توءمه
فانقطعت في العيش أسبابُها
وأصبحت للبؤس مُستسلمه
تبيت لم تحمد لِفرط الجوى
لا قمر الليل ولا أنجُمه
من حيث لا تملك من دهرها
ما جلَّ أو دقَّ ولو سِمسمه
جفَّ على مُرضعها ثديُها
فاضطرها ذلك أن تفطِمه
فعاش عيشَ الأمِّ لم يوفهِ
ملبسه الدهر ولا مَطعمه
فشب منهوكَ القوى مثلها
يشكو من الدهر الذي أيتمه

•••

فهذه حالةُ نِسواننا
وهي لعمري حالة مؤلمه
ما هكذا يا قوم ما هكذا
يأمرنا الإسلام في المسلمه
فهل بكم من راحمٍ للنسَا
فهنَّ أولى الناس بالمرحمه؟
١  الصوان، بتثليث الصاد: ما يصان به الشيء ويحفظ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤