اللوح الأول

العمود الأول

  • (١) هو الذي رأى كلَّ شيءٍ في تخوم البلاد،١
  • (٢) عرف البحار، وأحاط علمًا بكلِّ شيءٍ،
  • (٣) كما نفذ ببصره إلى أشد الأسرار غموضًا.
  • (٤) امتلك الحكمة والمعرفة بجميع الأشياء،

  • (٥) واطلع كذلك على المكنون، وكشف عن الأمور الخافية.
  • (٦) جلب معه أخبار (العهود السابقة) على الطوفان،

  • (٧) وقطع طريقًا بعيدًا، حتى أصابه التعب (ونال منه) الإرهاق،
  • (٨) ونقش على نصب حجري كل ما عاناه.
  • (٩) أمر ببناء سور أوروك (الفيحاء)،٢
  • (١٠) حول معبد إيانا المقدس، وحرمها السني.
  • (١١) انظرْ إلى (جدار) سوره الذي تتألق أفاريزه،

    كأنما صُنِعَت من نحاس!

  • (١٢) تأمَّلْ قاعدته! فليس لها (في أعمال البشر) شبيه!

  • (١٣) وتلمَّسِ العتبة الحجرية — الموجودة في مكانها من أقدم الأزمان!

  • (١٤) اقترِبْ من إيانا، مقام عشتار،

  • (١٥) الذي لا يماثله عمل ملك لاحق ولا (يدانيه عمل) إنسان،

  • (١٦) واعتلِ كذلك سور أوروك، تَمشَّ عليه.
  • (١٧) اختبر أسسه، تفحص لبناته.

  • (١٨) أَوَلم تصنع من آجر مفخور؟٣
  • (١٩) أَوَلم يضع الحكماء السبعة أسسه؟٤
    … [ثغرة صغيرة.]٥
  • (٣) لمَّا خُلِقَ جلجاميش،٦
  • (٤) أكمل بطل الآلهة هيئته،
  • (٥) اشترك الآلهة في صنع صورته؛

  • (٦) فأضفى عليه الجمال شمش السماوي، وحباه أدد٧ البطولة.
  • (٧) على أروع صورة خلق الآلهة العظام جلجاميش:
    بلغ طول قامته أحد عشر ذراعًا،
  • (٨) وعرض صدره تسعة أشبار.٨

العمود الثاني

  • (١) ثلثاه إلهي، والثلث (الباقي) بشري!

  • (٢) وهيئة جسمه شامخة.٩،  ١٠
  • ١١
  • ***

  • (٨) كالثور الوحشي مهيبة خطاه،
  • (٩) وبأس سلاحه ليس له نظير.١٢
  • (١٠) على (دقات) الطبول تستيقظ رعيته.١٣
  • (١١) (وكم) ثار أهل أوروك ساخطين: …

  • (١٢) «جلجاميش» لا يترك الابن لأبيه.

  • (١٣) يقهر الشعب بالليل وفي وضح النهار،
  • (١٤) (مع أن) جلجاميش هو راعي حمى أوروك،

  • (١٥) (وهو) الفائق القوة والجمال، والخبير الحكيم.
  • (١٦) إن جلجاميش لا يترك العذراء لحبيبها،
  • (١٧) (ولا) ابنة البطل، ولا زوجة المحارب.

  • (١٨) سمع شكواهم الآلهة العظام.

  • (١٩) فنادت آلهة السماء «آنو» سيد أوروك:١٤
  • (٢٠) ألم تكن أنت الذي خلق الثور الوحشي العنيد؟١٥
  • (٢١) إن بأس سلاحه ليس له مثيل.

  • (٢٢) على (أصوات) الطبول يوقظ رعاياه.
  • (٢٣) جلجاميش لا يترك الابن لأبيه.

    يقهر شعبه بالليل وفي وضح النهار!
  • (٢٤) وهو الراعي لحمى أوروك،

  • (٢٥) هو راعيهم، وهو مع ذلك قاهرهم الظلوم!
  • (٢٦) فائق القوة والجمال، وهو الخبير الحكيم!
  • (٢٧) لا يترك جلجاميش العذراء لحبيبها،
  • (٢٨) ولا ابنة البطل، ولا زوجة المحارب.

  • (٢٩) سمع شكواهم آنو الجليل.
  • (٣٠) ونادوا «آرورو»١٦ العظيمة (قائلين):
    «أنت يا مَن خلقت ما أمر به آنو!
  • (٣١) اخلقي الآن ما يأمر به،

    وليكن له ندًّا يضارعه في جموح الفؤاد!

  • (٣٢) ليتنافسا في الصراع، فتستريح أوروك!»

  • (٣٣) ما إن سمعَتْ «آرورو» هذا (النداء)،

    حتى سوت في قلبها ما أمر به آنو.١٧
  • (٣٤) غسلت آرورو يديها.

    أخذت (قبضة) من الطين ورمتها في البرية.١٨
  • (٣٥) خلقت أنكيدو الجبار، بطلًا وربيب سكون الليل.

    حباه القوة «نينورتا».١٩
  • (٣٦) بشعر (كثيف) يكسو جسده كله.

    وشعر رأسه كشعر امرأة:

  • (٣٧) جدائل شعر رأسه نامية كجدائل شعر «نصابا»،٢٠
  • (٣٨) وهو كذلك لا يعرف البلاد ولا الناس:

    ويلبس (من الثياب) مثلما يلبس «سموقان».٢١
  • (٣٩) يرعى الكلأ مع الغزلان،

  • (٤٠) ويتدافع إلى موارد الماء مع الحيوان،
  • (٤١) ويفرح قلبه بتزاحم القطعان على الماء.

  • (٤٢) (تصادف) أن رآه عند موارد الماء

    صياد قنَّاص،

  • (٤٤) واجهه يومًا، ويومًا ثانيًا، وثالثًا

    عند موارد الماء.

  • (٤٥) لما رآه الصياد تجمَّد وجهه (من الخوف)،

  • (٤٦) فدخل مع حيواناته إلى بيته.

  • (٤٧) أصابه الهلع، ثم سكنت حركته وشُلَّ (لسانه).

  • (٤٨) اضطرب قلبه، واكتأب محياه،
  • (٤٩) ونفذ الغم إلى أعماقه،

  • (٥٠) حتى صار وجهه أشبه بوجه مسافر جاب الدروب البعيدة.

العمود الثالث

  • (١) فتح الصياد فمه وقال لأبيه:

  • (٢) «يا أبتِ لقد هبط رجل من الجبال،

  • (٣) هو أقوى من في البلاد، وبأسه شديد،

  • (٤) تشبه قوته الجبارة قبضة آنو،
  • (٥) وهو لا ينفك يجوب الجبال (والتلال)،

  • (٦) ويلتهم العشب مع الحيوان،

  • (٧) وتتوقف قدماه عند موارد الماء،
  • (٨) منعني الخوف فلم أَقْوَ على الاقتراب منه.

  • (٩) ردم الحفر التي حفرت،

  • (١٠) وقطع شباكي التي نصبت.

  • (١١) جعل الوحش وحيوان البرية تفلت من بين يدي،

  • (١٢) وصيد البرية حرَّمه عليَّ!»

  • (١٣) فتح الأب فمه وقال للصياد:

  • (١٤) «اعلم يا بني أن أوروك يعيش فيها جلجاميش،
  • (١٥) ما من أحد فاقه في قوته؛
  • (١٦) فقوته الجبَّارة تشبه قبضة آنو.
  • (١٧) يمِّمْ وجهَك شطر (هذا) الملك،
  • (١٨) أنبئه بنبأ الرجل القوي (الجبار)،
  • (١٩) وَلْيعطِك بغيًّا٢٢ تصحبها معك إلى البرية،٢٣
  • (٢٠) ولتتمكن المرأة منه بقوتها التي تفوق قوة الرجل،

  • (٢١) وعندما (يأتي) مع الوحوش ليَرِدَ الماء،

  • (٢٢)دعها تخلع ثوبها لينجذب إلى فتنتها؛٢٤
  • (٢٣) فسوف يتقرب منها، بمجرد أن يراها،

  • (٢٤) لكن ستنكره حيواناته التي تربت معه في البرية!»
  • (٢٥) عمل الصياد بمشورة أبيه،

  • (٢٦) وانطلق في طريقه إلى جلجاميش،
  • (٢٧) أخذ يغذُّ السير (حتى) استقر به المقام في أوروك:
  • (٢٨) «استمع إليَّ يا جلجاميش، وجُدْ عليَّ بالنصيحة.
  • (٢٩) هناك رجل متفرد هبط من الجبال،

  • (٣٠) هو أقوى من في البلاد، وبأسه شديد،

  • (٣١) قوته الجبارة تشبه قبضة آنو،
  • (٣٢) وهو لا ينفك يجوب الجبال (والتلال)،

  • (٣٣) ويلتهم العشب مع الحيوان،

  • (٣٤) وتتوقف قدماه عند موارد الماء،
  • (٣٥) وقد منعني الخوف من الاقتراب منه.

  • (٣٦) ردم الحفر التي حفرتها،

  • (٣٧) قطع الشباك التي نصبتها،
  • (٣٨) جعل الوحش وحيوان البر يهرب من يدي،

  • (٣٩) وحرَّم عليَّ القنص في البرية.»

  • (٤٠) قال له جلجاميش، قال للصياد:

  • (٤١) «اذهب يا صياد، وخذ معك بغيًّا.

    (خذ معك) المومس،
  • (٤٢) فإذا ما اقترب الوحش البري ليرد الماء،

  • (٤٣) فاجعلها تخلع ثوبها، وتكشف عن فتنتها،
  • (٤٤) وما إن يقع عليها بصره، حتى يقترب منها،

  • (٤٥) لكن حيواناته ستنكره، وهي التي تربت معه في البرية.»
  • (٤٦) مضى الصياد مصطحبًا معه البغي،

    (مصطحبًا معه) المومس،

  • (٤٧) وانطلقا قُدُمًا على الطريق الصحيح.٢٥
  • (٤٨) في اليوم الثالث بلغا الموضع المقصود،

  • (٤٩) وقبع الصياد والبَغِي في مخبَئِهما.
  • (٥٠) مكثا اليوم الأول، واليوم الثاني تجاه مورد الماء،

    وجاء حيوان البر وشرب من الماء.

العمود الرابع

  • (١) ورد الحيوان الماء فطاب فؤاده،

  • (٢) أما أنكيدو، الذي كان موطنه في الجبال،

  • (٣) والذي يأكل العشب مع الغزلان،

  • (٤) ويَرِد الماء مع الحيوان،

  • (٥) فقد طاب فؤاده مع حيوان البر عند الماء.

  • (٦) رأته البغي، رأت الرجل الوحش،
  • (٧) الرجل الجبار الآتي من أعماق البرية.

  • (٨) «ها هو ذا، أيتها البغي! فاكشفي عن نهديك،

  • (٩) افتحي حجرك لينغمس في التلذذ بك!٢٦
  • (١٠) لا تخجلي، بل خذي منه زفراته؛

  • (١١) فإنه متى ما رآك تقرَّب منك.

  • (١٢) انشري ثوبك، كي ينطرح عليك،

  • (١٣) وعلِّميه — وهو الوحش — صنعة المرأة،
  • (١٤) وسوف تنكره حيواناته التي تربت معه في البرية.
  • (١٥) ويطَؤُك فتحسي زخم (عاطفته).»٢٧
  • (١٦) كشفت البغي عن نهديها،

    فتحت حجرها،٢٨  فانغمس في التلذذ بمفاتنها.
  • (١٧) لم يمنعها الخجل، فراحت تتلقى زفراته،

  • (١٨) نشرت ثوبها لكي ينطرح عليها،

  • (١٩) علَّمته — وهو الوحش (الفطري) — صنعة المرأة.
  • (٢٠) (وأخذ يواقعها) فأحسَّتْ وطأته عليها.٢٩
  • (٢١) أنكيدو لبث متيقظًا ستة أيام وسبع ليال،

    قضاها في مضاجعة البغي.

  • (٢٢) لما شبع من التمتع (بمفاتنها)،

  • (٤٥) كان قد نسي المكان الذي وُلِدَ فيه.٣٠
  • (٢٣) توجَّهَ إلى إلفه من حيوان (البر)،

  • (٢٤) فما إن رأته الظباء حتى وثبت ولاذت بالفرار،

  • (٢٥) وهربت من الاقتراب من جسده حيوانات الفلاة.

  • (٢٦) عاق أنكيدو عن الحركة (وأثقله) جسده النظيف.٣١
  • (٢٧) خذلته ركبتاه (عن اللحاق) بحيواناته الهاربة،

  • (٢٨) وخارت قواه، ولم تَعُد مشيته كما كانت من قبل،
  • (٢٩) غير أنه اكتسب الفهم، وصار واسع الحس.

  • (٣٠) قفل راجعًا وجلس عند قدمي البَغِي،

  • (٣١) راح يتأمل وجهها، وجه البَغِي،

  • (٣٢) وتصيغ أذناه السمع إلى كلامها.

  • (٣٣) قالت له البَغِي، قالت لأنكيدو:
  • (٣٤) «حكيم أنت، يا أنكيدو، وشبيه بإله!
  • (٣٥) فلماذا ترعى في البرية مع قطعان الحيوان؟

  • (٣٦) تعالى آخذك إلى أوروك ذات الأسوار،٣٢
  • (٣٧) إلى المعبد (الطاهر) السني، مقام آنو وعشتار؛

  • (٣٨) حيث يعيش جلجاميش الكامل القوة (والبأس)،

  • (٣٩) الذي يجرب — كالثور الوحشي — قوته العاتية على الناس!»

  • (٤٠) لما تكلمت إليه، وقع كلامها من نفسه موقع القبول (والاستحسان)؛

  • (٤١) فالفطن الحس يبحث عن صديق.
  • (٤٢) قال لها أنكيدو، قال للبغي:

  • (٤٣) «هلمي أيتها البغي، خذيني معك
  • (٤٤) إلى المعبد السني، مقام آنو وعشتار،

  • (٤٥) حيث يعيش جلجامش الكامل القوة (والبأس)،

  • (٤٦) الذي يجرب — كالثور الوحشي — قوته الطاغية على الناس!٣٣
  • (٤٧) وأنا الذي سأطلبه وأكلمه بنفسي،

    وأعنفه في القول.

العمود الخامس

  • (١) سأهتف مناديًا في أوروك: «القوي هو أنا!
  • (٢) متى دخلت (مكانًا)، غيَّرت فيه المصائر،

  • (٣) إن المولود في البراري، لَذو قوة (وبأس عظيم)!»»

  • (٤) – «تعالَ، هيا بنا نذهب (إليه)، وَلْيَرَ وجهك.
  • (٥) سأدلك على جلجاميش، فأنا أعلم (أين) مكانه.
  • (٦) هلمَّ بنا ندخل أوروك الحمى يا أنكيدو؛
  • (٧) حيث يزهو الرجال بأروع الأحزمة،٣٤
  • (٨) وكل يوم هناك يحتفل بعيد …
  • (٩) حيث الغلمان يتنافسون في جلب الفرح (والمتعة)،٣٥،  ٣٦
  • (١٠) والبغايا (المقدسات) يفتن الأبصار كما ينتظر منهن،
  • (١١) تغمرهن البهجة، ويمتلئن بالشهوة والنشوة.

  • ***

  • (١٣) أنكيدو، يا من لا تعرف الحياة،
  • (١٤) سأريك جلجاميش المختلف في طبعه عنك!٣٧
  • (١٥) انظر إليه، تطلع إلى وجهه،

  • (١٦) (تَرَه) رائع الرجولة، مكتمل القوة،

  • (١٧) والبهجة تغمر جسده كله.

  • (١٨) أنه يفوقك في قوته الجبارة،

  • (١٩) (قَلِق) لا يهدأ ليلَ نهارَ.

  • (٢٠) أنكيدو، تخلَّ عن غرورك؛٣٨
  • (٢١) فجلجاميش قد شمله شمش بعطفه (ورعايته)،

  • (٢٢) كما حباه آنو وإنليل وإيا سعةَ الفهم.٣٩
  • (٢٣) وقبل أن تأتي أنت من ذلك الجبل،

  • (٢٤) طفت بأحلامه (التي رآها)،٤٠ في أوروك:
  • (٢٥) استيقظ جلجاميش (من نومه) وأخذ يقص رؤياه،

    على أمه وهو يقول:

  • (٢٦) «أماه، لقد رأيت الليلةَ حلمًا:

    (٤) كنت أمشي بين الناس مزهوًّا بقوتي،٤١،   ٤٢

    (٦) عندما (أبصرت) نجوم السماء تحتشد من حولي،

  • (٢٨) وهوى واحد منها عليَّ وكأنه قبضة آنو.٤٣
  • (٨) أردت أن أرفعه، فثقل عليَّ،٤٤
  • (٩) حاولت أن أحركه، ولكني لم أستطع أن أزحزحه!

  • (١٠) تجمع حوله أهل أوروك.

  • (١١) قبَّل رجالي قدميه،

  • (١٢) عندما انحنيت عليه،

  • (١٤) (حتى تمكنت) بمعاونتهم من رفعه وحمله إليك.»
  • (١٥) ردَّت أم جلجاميش٤٥ الخبيرة بكلِّ شيء، قائلة له:
  • (١٧) «ربما وُلِدَ لك نظير

  • (١٨) في البراري يا جلجاميش،

  • (١٩) وربته الجبال (والتلال) في الفلاة،

  • (٢٠) إذا رأيته فسوف يفرح به فؤادك،

  • (٢١) ويقبِّل الأبطال قدميه،

  • (٢٢) وسوف تحتضنه، وتأتي به إليَّ.٤٦

العمود السادس

  • (١) إنه أنكيدو القوي،

    الرفيق الذي يعين صديقه (في وقت) الشدة!

  • (٢) وهو أقوى مَنْ في البلاد، بأسه شديد،

  • (٣) وعزمه الجبار مثل قبضة آنو!

  • (٤) لقد انحنيت عليه كما تنحني على امرأة،
  • (٥) … ولكنه سينقذك المرة بعد المرة.»
  • (٢٤) أخلد إلى النوم ورأى حلمًا آخر،

  • (٢٥) قال لأمه:

  • (٢٦) «أماه، لقد رأيت حلمًا آخر،

  • (٢٧) … بحثت على الطريق في سوق أوروك،
  • (٢٩) كانت ثمة فأس مطروحة، تجمع الناس حولها،

    (١٢) وتزاحم الشعب عليها.
  • (٣١) بدا منظر هذه الفأس فظيعًا!
  • (٣٢) ولما أبصرتها، شعرت بالفرح،

  • (٣٣) وأحسست نحوها بالحب،

    فانحنيت عليها كما أنحني على امرأة،
  • (٣٥) وتناولتها ووضعتها بجانبي.»

  • (١٦) نينسون الحكيمة، العارفة بكلِّ شيء، قالت لابنها:
  • (١٧) نينسون الحكيمة، العارفة بكلِّ شيء، قالت لجلجاميش:
  • (١٨) «إنَّ الفأس التي رأيتها رجل،

  • (١٩) سوف تنحني عليه كما تنحني على امرأة،
  • (٢٠) وسوف أجعله ندًّا لك.
  • (٢١) ثم إنه هو أنكيدو القوي،

    وهو الرفيق الذي يعين صديقه عند الشدة!

  • (٢٢) إنه أقوى مَنْ في البلاد، وذو بأس شديد،

  • (٢٣) وقوته الجبارة شبيهة بقبضة آنو!»
  • (٢٤) عاد جلجاميش يقول لأمه:

  • (٢٥) «عسى أن أنال هذا الحظ العظيم،
  • (٢٦) فلَكَم أتمنى أن يكون لي صديق، (أو يكون لي) رفيق
  • ٤٧
  • ***

  • (٢٨) وأخذ جلجاميش يقص رؤاه.٤٨
    (٦٢) هلمَّ بنا، انهض من على … الأرض!»٤٩
  • (٢٩) هكذا قالت البَغِي، وهي تكلم أنكيدو.

  • (٣٠) وكانا وحدهما عند مورد الماء.

هوامش

(١) هذه هي الترجمة الآشورية التي نقلها طومبسون R. Campell Thompson. [المراجع]
(٢) الكلمة الأصلية — في ترجمة «ألبيرت شوت» الألمانية التي نعتمد عليها بصورة أساسية بعد مراجعة العلامة «قولفرام فوق سودن» لها، واستكمالها من النسخ الأخرى والشذرات المختلفة المتبقية من ألواح الملحمة — تصف مدينة أوروك خلال النص كله بروض أوروك Uruk-Gart، وقد رأيت التصرف في الكلمة على هذا النحو، مع استخدام صفة أوروك الحمى في بعض الأحيان.
(٣) كان الآجر المفخور أو المحروق (الطابوق) أعلى قيمة من الطين العادي المجفف، وكثيرًا ما كان يُغلَّف به الأخير.
(٤) شاع بين السومريين أن الحكماء السبعة هم الذين وضعوا أصول الحضارة في بلادهم، وأسسوا مدنهم السبع القديمة قبل الطوفان بوحي من الآلهة والشرائع السماوية المنزلة أو من حكمتهم الفائقة، وهم بطبيعة الحال غير الحكماء السبعة الإغريق (طاليس وصولون وزملائهما المعروفين) وأقدم منهم بما يزيد على الألفي عام …
(٥) يمكن تحديد هذه الثغرة بحوالي ثلاثين سطرًا مفقودة قياسًا باللوحات الأخرى، ولكن يمكن تحديد بعض السطور كما يلي بالاستعانة بمقدمة الترجمة الحيثية التي يمكن قراءتها بعد السطرين الأولين المشوشين تمامًا كما يلي. [المراجع]
(٦) من ٤–٦ غير مذكورة لدى طومبسون. [المراجع]
(٧) شمش السماوي هو إله الشمس، ورب العدل، وصديق البشر العطوف الذي يهدي الحائرين والتائهين في الفيافي والجبال، أما أدد فهو إله الرعود والعواصف والأمطار …
(٨) ٩ وطول … كان ثلاث …
١٠ والآن … التفت هنا وهناك ليرى البلاد.
١١ وجاء إلى مدينة أوروك.
وهنا ينقطع النص ويبدأ مع العمود الثاني تكملة لوصف جلجاميش وبعد هذا تبدأ الترجمة الحيثية في وصف جلجاميش. [المراجع]
(٩) أو قوامه شامخ مهيب …
(١٠) لا يبار بها أحد. [المراجع]
(١١) من ٣–٧ لا يمكن قراءتها إطلاقًا لتلفها. [المراجع]
(١٢) أي ليس له ند يصده ويصمد له، أو ليس لفتكه من نظير (راجع ترجمتي طه باقر وفراس السواح) …
(١٣) أو أصحابه ورفاقه في السلاح، كأنما يستنفرون للقتال …
(١٤) أو رب أوروك (الوركاء)، وآنو هو إله السماء وكبير الآلهة، وكانت أوروك هي مركز عبادته …
(١٥) أو المخيف الجبار، والهائج الجامح.
(١٦) هي إحدى الآلهات الموكلة بالخلْق …
(١٧) أي إنها صورته في فؤادها وتخيلته على صورة آنو …
(١٨) هكذا جاء هذا السطر في ترجمة طه باقر، أما المترجم الألماني، فيضع كلمة «في الخارج» التي يثبتها بالحروف المائلة كما فعل مع الكلمات والجمل التي لم تتأكد صحة ترجمتها بعدُ وطبعناها بالحبر الأسود المكثَّف … وفي ترجمة الدكتور سامي سعيد الأحمد: وقرصت الطين (و) رمته على السهل (ص٥١).
(١٩) «نينورتا» (سيد الأرض) هو إله الخصب، وإله الحرب والصيد، وابن «إنليل» إله الهواء والعواصف المدمرة …
(٢٠) نصابا أو نيسابا هي إلهة الغلة والحبوب، وكانت جدائل شعرها تنساب على كتفيها كسنابل القمح الذهبية …
(٢١) سموقان هو إله الرعي والماشية، والمقصود أن أنكيدو «وحش البرية» كان يرتدي جلود الحيوان.
(٢٢) محظية أو غانية. [المراجع]
(٢٣) هي إحدى بغايا المعبد اللائي كن يمارسن طقوس الدعارة المقدسة في معبد عشتار إلهة الحب والخصب والحرب … وقد كانت «شمخات» التي صحبها الصياد لإغراء «أنكيدو وحش البرية» بالحضور إلى أوروك وإعادة القانون والنظام إليها هي إحدى هذه البغايا، وصدق الأستاذ فراس السواح عندما أطلق عليها اسم «كاهنة الحب» …
(٢٤) أو ينغمس في لذائذ الشهوة والاستمتاع بمفاتن الجسد …
(٢٥) وانطلقا قُدُمًا، واختارا الطريق الأيمن. [المراجع]
(٢٦)   في بعض الترجمات الأخرى: افتحي ساقيك، واكشفي عورتك، لينال من مفاتن جسدك أو ليقطف ثمرك … وقد تقيدت بالترجمة الألمانية مع الحد الأدنى من التصرف، وفي ترجمة سامي سعيد الأحمد: افتحي جسمك العاري وليتمتع بمفاتنك (ص٨٠).
(٢٧) تصرفت في هذا السطر المشكوك في بعض كلماته للتوفيق بين الترجمة الألمانية وترجمة طه باقر التي تقول بعد السطر السابق مباشرة: إذا حفى بك وانعطف حبه إليك، وفي ترجمة سامي سعيد الأحمد: وسيضغط صدره بقوة على ظهرك (وكذلك السطر ٢٠).
(٢٨) راجع الهامش السابق رقم ٢٤.
(٢٩) يُفْهَم من هذا النص أن البغي أحست أثناء الجماع بوطأة الجسد وزخم الشهوة والعاطفة التي احتوتها، ومعظم الترجمات الأخرى تؤدي المعنى بطرق تقريبية بالإضافة إلى وجود كلمتين غير مؤكدتين في هذا السطر … ولذلك تصرفت في دائرة الدلالة المحتملة بقدر الإمكان …
(٣٠) هذا السطر غائب عن الترجمات التي تحت يدي، ولعل المترجم الألماني أو المراجع قد أضافاه اعتمادًا على الألواح والشذرات المتبقية من الأصل البابلي القديم أو من إحدى الترجمتين الحيثية أو الحورية … وقد أبقيت عليه لإحساسي بأنه لا ينبو عن السياق، ولتقيدي بالترجمة التي أنقل عنها كما سبق القول … وذلك على الرغم من وضعه تحت رقم مختلف عن ترتيب السطور (وهو رقم ٤٥) …
(٣١) هذه هي الترجمة الحرفية، وعند سامي سعيد الأحمد: فصار أنكيدو يسرع (وراءها) ضعيف جسمه، والمقصود أن جسمه ثقل عليه وعاقه عن اللحاق برفاقه من الدواب والحيوان، وربما أوحت صفة «النظافة» — والكلمة التي تدل عليها ما تزال غير مؤكدة — أن رائحة جسده قد عافتها حاسة الحيوان وأنكرتها عليه بعد أن امتزجت برائحة الأنثى وبدأت تفوح منها روائح الإنسان … ولذلك يبدو أن بداية تحول أنكيدو من الوحشية البدائية إلى الإنسانية كان نوعًا من الرجس في نظر الحيوان، ونوعًا من التطهر «والنظافة» من وجهة نظر الإنسان … وطبيعي أن تكون «بؤرة» هذه الدلالات الموحية ومنبعها هي «كاهنة الحب» شمخت التي يرجع إليها الفضل في هذا التحول، والمعنى على كل حال أن جسد أنكيدو ثقل عليه بعد ممارسة العشق المسئول عن تحوله الجذري من الحيوانية الفطرية أو البهيمية إلى الإنسانية الرحيمة المستنيرة، والثائرة أيضًا للحق والقانون …
(٣٢) في ترجمات أخرى: أوروك الحمى، وأوروك المنيعة ذات الأسوار … راجع اللوح الأول، هامش رقم ٢.
(٣٣) أي يتسلط عليهم ويقهرهم ويسخرهم كما ذُكِرَ بالتفصيل في العمود الثاني من اللوح الأول …
(٣٤) هكذا في الأصل الذي أنقل عنه، وإن كانت معظم الترجمات تضع أبهى الحُلل أو حلل في موضع الأحزمة …
(٣٥) من ٩–١٢ مشوهة للغاية في الأصل. [المراجع]
(٣٦) ربما تكون هذه إشارة إلى طقوس اللواط المقدس وإلى اللوطيين الذين كانت تعج بهم أطراف معبد عشتار (انظر ترجمة فراس السواح للملحمة، ص١٠١، هامش والسطور من ٩–١١ مهمشة وتتعذر قراءتها).
(٣٧) تتفق معظم الترجمات العربية على وصف جلجاميش في هذا السطر بأنه المبتهج بالحياة، والحقيقة أن المعنى الحرفي — كما تؤديه الترجمة الألمانية — يمكن التعبير عنه بالفرح المتألم أو المبتهج المشتاق، وهذا هو الذي يؤكده السطر السابع عشر …
(٣٨) تحتمل الكلمة الأخيرة معاني مختلفة، منها الغرور والغلواء والتبجح والعبث …
(٣٩) آنو هو إله السماء وكبير مجمع الآلهة السومرية كما سبق القول، وإنليل هو إله العواصف الغضوب، وإيا هو إله الحكمة والمياه العذبة العميقة والشفوق على البشر كما سنرى بعد …
(٤٠) التي رآك فيها. [المراجع]
(٤١) الناس هنا وفي سائر السطور يمكن أن تؤدى بالأبطال والرفاق والصحاب والرجال … إلخ.
(٤٢) ٤، ٦، ٨، مخالفة للأصل وهو:
٢٧ كان بالسموات نجوم،
٢٨ كأنها مخيفو السماء، وقع أحدها فوقي … [المراجع]
(٤٣) في ترجمتَي: طه باقر وفراس السواح: شهاب آنو (الثاقب) وفي ترجمة سامي سعيد الأحمد: قد سقطت على ظهري مثل جنود الرب آنو.
(٤٤) من ٨–٢٢ = ٢٩–٤٧. [المراجع]
(٤٥) هي ننسون الحكيمة (أم جلجاميش). [المراجع]
(٤٦) ٨–٢٢ = ٢٩–٤٧ بنفس المعنى تقريبًا. [المراجع]
(٤٧) ٢٧ مشوَّه بالأصل. [المراجع]
(٤٨) مخالفة لترجمة هيدل حيث جاء لديه بدلًا من ٢٨–٣٠:
٢٨ بينما يقص جلجاميش رؤاه،
٢٩ قالت المحظية لأنكيدو:
٣٠ … الاثنان.
٣١ [أنكيدو واقفًا] أمامها.
٣٢ [إنه هو الذي رأى كلَّ شيءٍ داخل حدود] البلاد،
٣٣ … … الذي يثق في ننليل.
٣٤ … آشور. [المراجع]
(٤٩) تضيف الترجمتان السابقتان: الأرض فراش الراعي، أو سرير الرعاة، وقد كان البابليون يطلقون على الأرض اسم سرير الراعي؛ لأنه يستلقي عليها صيفًا وشتاءً …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤