الباب السادس

حينما يرى أن فلاسفة يقبلون تعدد عناصر الأجسام وينكرون في آن واحد أن العناصر تتغير بعضها إلى بعض، كما يفعل أمبيدقل، قد يمكن أن يسألوا في شيء من الدهش كيف يستطيعون إذن أن يقرروا أن العناصر هي قابلة للمقارنة بعضها ببعض، هذا مع ذلك هو ما يزعمه أمبيدقل إذ يقول:

لأن العناصر كلها كانت متساوية فيما بينها.

فإذا كانت المساواة في الكم لزم أن يوجد بين الأشياء المقارنة شيء مشترك يصلح لقياسها؛ مثال ذلك إذا كان من كوتيل (ربع لتر) واحد من الماء يمكن إيجاد عشرة كوتيلات من الهواء، فذلك بأن العنصرين كانا من بعض الوجوه شيئًا واحدًا ما دام أن قياسهما واحد.١
فإذا كانت الأشياء ليست قابلة للمقارنة هكذا بالنسبة إلى الكم؛ أي إن الكمية الفلانية مضارعة الكمية الفلانية، فيلزم على الأقل أن تكونه بعلاقة الأثر الذي يمكن أن تحدثه. مثال ذلك: إذا كان كوتيل من الماء يمكن أن يحدث من البرودة ما تحدثه عشرة كوتيلات من الهواء؛ فحينئذ تكون العناصر قابلة أيضًا للمقارنة بينها بعلاقة الكمية لا من حيث هي بالضبط كمية مادية، ولكن من حيث إنه يمكنها أن تحدث فعلًا ما.٢
قد يمكن أيضًا مقارنة القوى أو الطاقات ليس فقط بمقياس الكمية مباشرة، بل أيضًا بالتنسيب والتشبيه. على ذلك يمكن أن يقال إن الشيء الفلاني حار كما أن الشيء الآخر أبيض، فكاف التشبيه تبيِّن علاقة المشابهة إذا كان المعنى هو الكيف، فإن كان المقصود الكم فهي تفيد المساواة، ولكن من السخف — فيما يظهر — أن الأجسام التي لا يمكن أن تتبدل بعضها ببعض لا تكون قابلة للمقارنة فيما بينها بعلاقة المشابهة، وأن تكون فقط بمقياس قوتها، ولأن الكمية الفلانية من النار مثلًا يمكن أن تكون أيضًا حارة وتحدث الحرارة التي تحدثها الكمية الفلانية من الهواء التي هي أعظم منها. وفي الواقع إن جوهرًا من هذا الطبع إذا كانت كميته أعظم يمكنه أن يصير بالتنسيب مكافئًا؛ لأنه سيكون والآخر من جنس واحد.٣
أزيد على ذلك أنه على حسب مذهب أمبيدقل لا يوجد نمو ممكن إلا النمو الذي يحصل بالجمع، وهكذا هو يفترض أن النار تنمو بالنار حين يقول:

الأرض تنمي الأرض والهواء ذاته ينمي الهواء.

حينئذ ليس هذا إذن إلا مجرد إضافة، ولا يظهر أن الأشياء التي تنمو يمكن أن تنمو هكذا.٤
ولكنه أعسر أيضًا على أمبيدقل أن يوضح كون الموجودات في الطبع؛ لأن كل الموجودات التي تولد وتتكون بحسب القوانين الطبيعية، أو تولد دائمًا بطريقة منتظمة، أو بالأقل على الغالب بهذه الطريقة، والموجودات التي تتكون على ضد هذا النظام الثابت أزلًا أو بالأقل الأكثر في العادة، هي ثمرة علة اتفاقية وثمرة المصادفة. فما هو الفاعل إذن في أن من إنسان يولد إنسان، إما دائمًا وعلى حسب قاعدة أزلية، وإما بالأقل بحكم العادة الغالبة، كما أن من القمح يأتي دائمًا قمح لا شجرة زيتون. أم هل العظام لا تتكون أيضًا بالطريقة عينها؟ كلا إن الأشياء لا تكون بالمصادفة وبالاتفاق كما يقول أمبيدقل، بل هي تتكون بنوع ما من العقل.٥
فما هي إذن العلة في كل هذه الظواهر؟ إنها ليست في الحق لا الأرض ولا النار، وليست كذلك العشق والتنافر؛ لأن أحدهما ليس علة إلا لتأليف الأشياء والآخر لتفريقها. تلك العلة إنما هي أصل لكل شيء، وليست فقط كما يقول أمبيدقل:

اختلاط وتنافر للأشياء المختلطة.

فهي ليست إذن ما يسمى بالمصادفة وليست بِعِلَّة؛ لأنه ممكن تمامًا أن يوجد أحيانًا اختلاط اتفاقي ومشوش.٦
إذن ما هو علة لكل واحد من الموجودات الطبيعية إنما هو تركيبها، إنما هو الطبع الخاص لكل واحد منها مما لا يقول عنه أمبيدقل كلمة واحدة، بل يمكن التأكيد بأنه لم يدرس الطبع حقيقة، ولو أن الطبع هو بالضبط النظام والخير لجميع الأشياء. ولكن أمبيدقل لا يشيد مطلقًا إلا بذكر الامتزاج والاختلاط، ومع ذلك فليس هو التنافر، بل هو العشق الذي فصل العناصر، وهما على رأيه متقدمان على الله ذاته؛ لأن عناصر أمبيدقل هي أيضًا آلهة.٧
إنه لا يتكلم كذلك على الحركة إلا بطريقة غاية في العموم؛ لأنه لا يكفي أن يقال إن التنافر والعشق هما اللذان يعطيان الحركة إذا لم يعين أن العشق ينحصر في أن يسبب النوع الفلاني من الحركة والتنافر في أن يسبب النوع الفلاني منها. وحينئذ كان يجب على أمبيدقل ها هنا، إما أن يحدَّ الأشياء بالضبط، أو أن يتصور فرضًا ما، أو أن يوضح توضيحًا قويًّا أو ضعيفًا مع ذلك، أو أن يخلص منه بأية طريقة أخرى.٨
رد آخر: إن الأجسام هي تارة متحركة بالقسر وضد الطبع وتارة هي ذات حركة طبيعية، مثال ذلك النار تتجه إلى فوق من غير أن يكون ذلك بالقسر ولا تتجه إلى تحت إلا بالقسر؛ فالحركة الطبيعية هي ضد الحركة القسرية، فبالنتيجة كما أنه يوجد حركة قسرية يوجد أيضًا حركة طبيعية. فهل هو إذن العشق أو ليس هو العشق الذي يكوِّن هذه الحركة الأخيرة؟ متى كان للأرض حركة تحملها إلى تحت فإنما هي حركة مضادة للائتلاف وتُشبِه الانفصال. إذن يكون التنافر هو أولى من العشق في أن يكون علة الحركة الطبيعية، وبالنتيجة يكون العشق أولى من التنافر في أنه مضاد للطبع، فإذا لم يكن لا التنافر ولا العشق يكونان الحركة، فلا يكون للأجسام أعينها لا حركة ولا سكون. ولكن هذا إنما هو نتيجة باطلة.٩
يعترف أمبيدقل أن الأجسام بالبديهية في حال حركة؛ لأن التنافر هو الذي فصلها. والإيثير قد ارتفع في الملأ الأعلى لا بواسطة التنافر، ولكن كما يقول أحيانًا أمبيدقل بضرب من المصادفة:

الهواء حينئذ يطير هكذا، ولكن في الغالب على خلاف ذلك.

وأحيانًا يقول أمبيدقل أيضًا إن النار اضطرت أن تتجه بالطبع إلى فوق، وإن الإيثير قد جاء.

يتكئ بقوة على قواعد الأرض.

وأخيرًا يعلمنا أمبيدقل أن العالم هو مسيَّر الآن بالتنافر كما كان سابقًا مسيَّرًا بالعشق سواءً بسواء.١٠
فماذا هو إذن على رأيه المحرك الأول والعلة الأولى للحركة؟ حقًّا ليس هو العشق والتنافر، ولو أن كليهما مع ذلك يسبب نوعًا ما من الحركة، وإذا كانا هما المحرك الأول الذي يوجد فيكونان المبدأ الحقيقي للأشياء.١١
وأخيرًا فليس أقل سخفًا أن يفترض أن النفس تأتي من العناصر، أو أنها واحد من العناصر؛ لأنه كيف تتكون إذن الاستحالات الخاصة للنفس؟! مثال ذلك كيف يفهم أن يكون لها أو لا يكون لها صنعة الموسيقى؟! كيف يفهم الذكر والنسيان؟! من البين أنه إذا كانت النفس من النار يكون لها بما هي نار جميع الكيفيات التي تتعلق بالنار، وإذا كانت النفس مزيجًا من العناصر كان لها كيفيات الأجسام وليس ولا واحد من كيفيات النفس بجسماني. على أن هذه المناقشة تتعلَّق بدراسة غير هذه قطعًا.١٢

هوامش

(١) (ب٦ ف١) حينما يرى: ليس النص على هذه الصراحة. في آن واحد: أضفت هذه الكلمات حتى تكون المقابلة بين المعاني أظهر. كما يفعل أمبيدقل: ر. ما سبق ب٣ ف٦. قابلة للمقارنة: التعبير مبهم ولم أشأ أن أزيد عليه ما يعينه. وإن الأمثلة التي ستذكر فيما بعد ستقلل من إبهامه شيئًا. كانت متساوية: ها هنا أيضًا قد حصلت عبارة النص على ما فيها من عدم التعيين. فإذا كانت المساواة في الكم: على تقدير المادي ليقابل بكم القوة الذي سيجيء الكلام عليه فيما يلي. يمكن إيجاد عشرة كوتيلات من الهواء: أو «إذا كان كوتيل من الماء يقابل عشرة كوتيلات من الهواء.» وهذا ليس إلا مجرد فرض، وليس معناه أن أرسطو يظن أن هذه هي في الواقع النسبة بين الهواء والماء.
(٢) الأشياء: أو «العناصر». مضارعة: أو «آتية من». الأثر الذي يمكن أن تحدثه: ليس النص على هذا الوضوح. يمكن أن يحدث من البرودة: كان من حق هذه العبارة أن تكون أوسع مما هي. مادية: أضفت هذا الوصف. أن تحدث فعلًا ما: عبارة النص بالضبط هي: «بما هي مستطيعة شيئًا ما.»
(٣) القول أن الطاقات: ليس في النص إلا كلمة واحدة. مباشرة: أضفت هذه الكلمة لبيان الفكرة. بالتنسيب والتشبيه: ليس في النص إلا كلمة واحدة. فكاف التشبيه: ليس النص على هذا القدر من الضبط. ولكن من السخف فيما يظهر: الرأي الذي ينقده أرسطو هنا يجب أن يكون مسندًا أيضًا إلى أمبيدقل على رغم أن هذا التعيين لم يذكر في النص صراحة. قابلة للمقارنة فيما بينها: لم يذكر فيما سبق أن هذا الرأي هو رأي أمبيدقل. المشابهة: أو «التنسيب». مثلًا: أضفت هذه الكلمة. الكمية الفلانية من الهواء التي هي أعظم منها: في نسبة حرارة الهواء إلى حرارة النار. أما القاعدة فهي مع ذلك صحيحة، فإن جسمين مكيفين بكيف واحد يمكن أن يوازن بينهما بالزيادة على أضعف الاثنين.
(٤) أزيد على ذلك … هو يفترض: ليس النص على هذا القدر من الظهور. حين يقول: أضفت هاتين الكلمتين. تنمي الأرض: عبارة النص بالضبط: «تنمي نوعها الخاص.» وقد بيَّن أرسطو فيما سبق أن نمو الأشياء لا يمكن أن يحصل بمجرد الإضافة ك١ ب٥ ف٨. ولا يظهر: يحال على المرجع السابق.
(٥) على أمبيدقل: أضفت هاتين الكلمتين اللتين تُفهَمَان من صوغ النص. في الطبع: بصرف النظر عن الأشياء التي توجدها صناعة الإنسان. علة اتفاقية وثمرة المصادفة: أن إبطال نظرية المصادفة هذا هو مطابق تمام المطابقة، حتى في لفظه أحيانًا للنظرية الواردة في الطبيعة ك٢ ب٤ ف٦ و٨ ص٣١ و٣٢ من ترجمتي، وأيضًا في الباب الخامس وما يليه. أم هل العظام لا تتكون أيضًا: لا يرى جيدًا لماذا مثل بالعظام هنا. وإن كان أمبيدقل في الحق يستعمل هذا المثل غالبًا. كما يقول أمبيدقل: ر. الطبعة ك٢ ب٨ ف٣ ص٥٤ وما بعدها من ترجمتنا. بنوع من العقل: أو «بنوع ما من الفطنة.»
(٦) إنها ليست في الحق لا الأرض ولا النار: هذه الجملة واردة على صورة تهكمية. العشق والتنافر: المبدآن العظيمان عند أمبيدقل، ر. الطبيعة ك٧ ب١ ف٤ ص٤٥٥ من ترجمتنا. إنما هي أصل لكل شيء: يعني صورته الجوهرية. وكان يمكن أرسطو أن يترقَّى أيضًا إلى أعلى من ذلك ويتساءل إلامَ يجب أن يرجع في أصل كل شيء. وليست هذه بِعِلَّة: أو نوعًا من التناسب والنظام. وإن اللفظ المستعمل في النص هو في غاية السعة. لأنه ممكن تمامًا: يظهر أن فيلوبون لم يفهم هذه الجملة الصغيرة لأنه لم يفسرها. اتفاقي ومشوش: ليس في النص إلا كلمة واحدة.
(٧) إنما هو تركيبها: والترجمة الحرفية هي: «كونها على ما هي عليه.» ومع ذلك فإن هذا غير صحيح جدًّا؛ فإنه لا يمكن أن يقال إن تركيب الموجودات هو علتها الحقيقية. النظام والخير لجميع الأشياء: على هذا المعنى يمكن القول بأن هذا هو علتها الغائية. الامتزاج والاختلاط: ليس في النص إلا كلمة واحدة. العشق الذي فصل: لا يظهر أن هذا مطابق تمامًا لآراء أمبيدقل. وفي الحق أنه لأجل الجمع يلزم أولًا التفريق، ولكن أمبيدقل إنما يسند التفريق إلى التنافر. على رأيه: أضفت هاتين الكلمتين لبيان الفكرة. الله ذاته: إله أمبيدقل هو «السفوروس» الذي يحيط بكل شيء، فتارة ينبسط بالتنافر وتارة ينقبض بالعشق، ر. الطبيعة ك١ ب٥ ف٤ في التعليقات ص٤٥٥ من ترجمتنا.
(٨) غاية في العموم: ويمكن أن يترجم أيضًا: «أبسط مما ينبغي.» فإن عبارة النص تؤدي المعنيين. إذا لم يعين: ليس النص على هذه الصراحة. بالضبط: زدت هذا القيد لتمام المعنى. يخلص منه بأية طريقة أخرى: عبارة النص فيها من طابع المألوف العرفي نحو ما في العبارة التي ترجمناها بها.
(٩) رد آخر: ليس النص على هذا القدر من التعيين. بالقسر وضد الطبع: ر. الطبيعة ك٨ ب٤ ف٢ ص٤٨١ من ترجمتنا وما بعدها. كما أنه يوجد حركة قسرية على تقدير «بحسب نظريات أمبيدقل». هذه الحركة الأخيرة: زدت وصف «الأخيرة» ليتعيَّن المعنى. تحملها إلى تحت: وفي نسخ أخرى ربما كانت هي الأكثر عددًا «إلى فوق»، بدلًا من «إلى تحت». ولكن هذا لا يتفق مع تقارن النص؛ فإن أرسطو يرد بأنه حتى لو كانت الأرض محمولة إلى تحت بحركتها الطبيعية، فإن الحركة أشبه بالتفريق منها بالجمع. ما دامت الأرض أو بعض أجزائها على الأقل تتجه إلى المركز حيث النار يجب أن تلقاها بحركة قسرية لتنضم إليها. فإنما هي حركة مضادة: ليس النص مثل الترجمة في الوضوح، وفي كل هذه الفقرة شيء من الخفاء. للائتلاف: زدت هذه الكلمة. الحركة الطبيعية: التي تفرق بين الأشياء بدلًا من أن تجمعها، والتي توجه النار إلى فوق في حين أنها توجه الأرض إلى تحت. لا التنافر ولا العشق: في مذهب أمبيدقل. نتيجة باطلة يقبل أرسطو كقاعدة لا تحتمل الجدل أن الحركة موجودة: ر. الطبيعة ك١ ب٢ ف٦ ص٤٣٦ من ترجمتنا.
(١٠) يعترف أمبيدقل: النص لا يذكر هنا أمبيدقل وعبارته هي: «الأجسام يظهر أنها في حركة.» ولكن هذا بالبديهية يرجع إلى مذهب أمبيدقل كما تعينه القرينة. الهواء حينئذ يطير هكذا: هذا البيت بعينه قد استشهد به في الطبيعة ك٢ ب٤ ف٦ ص٣٢ من ترجمتنا. وأخيرًا يعلمنا أمبيدقل: هذا الأسلوب التهكمي موجود في النص.
(١١) على رأيه: زدت هاتين الكلمتين لأنه يظهر لي أن الكلام لا يزال مسوقًا إلى إبطال مذهب أمبيدقل. نوعًا ما من الحركة: فإن العشق يجمع العناصر والتنافر يفرقها، وفي هذا نوع مزدوج من الحركة. وإذا كانا هما المحرك الأول: النص ملتبس ويمكن أن يفهم على عدة معان؛ فأما فيلوبون فلم يوضحه، وأما سان توماس فإنه أعطى المعنى الذي اخترته تقريبًا.
(١٢) وأخيرًا: أضفت هذه الكلمة؛ لأبين في آن واحد أن هذا هو آخر الانتقادات الموجَّهة إلى نظرية أمبيدقل، ولأبين أن هذا الدليل الأخير مغاير للأدلة السابقة. الاستحالات: أو «الكيفيات»، ولكني حصلت لفظ النص بذاته. الخاصة للنفس: يعني كل التأثيرات الأخلاقية أو العقلية. من النار … بما هي نار … بالنار: هذا التكرير هو في النص. فالفرض الأول إنما هو أن النفس هي عنصر النار مثلًا، والفرض الثاني إنما هو أنها مزيج من العناصر. بدراسة غير هذه قطعًا: وفي الحق إن هذه المناقشة موجودة في كتاب النفس ك١ ب٢ ف٦ ص١١٢ من ترجمتنا؛ حيث يعيب أرسطو كما يعيب هنا نظرية أمبيدقل التي استشهد لها بعدة أبيات من الشعر تشتمل عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤