الباب الحادي عشر

لما أننا في جميع الأشياء التي تتحرك بحركة متصلة إما لتكون وإما لتستحيل وإما بالاختصار لتتغير، نرى دائمًا حادثًا يوجد بعد آخر وظاهرة تتكون على أثر أخرى، بحيث لا يقع لا خلو ولا تخلف، فيلزمنا أن نفحص ما إذا كان يوجد شيء ما بالواجب أو أنه ممكن في حق جميع الأشياء ألا تكون إذا لم يكن شيء موجودًا بالواجب. وبديهي أن بعض الأشياء هي واجبة، وهذا هو الحامل على أن القول على شيء بالتعيين إنه سيوجد هو مغاير تمامًا للقول بأنه يجب أن يوجد؛ لأنه ما دام قد حق القول على شيء بأنه سيوجد فيلزم أيضًا أن يحق القول ذات يوم على شيء أنه موجود، في حين أنه متى صدق القول بالبساطة على شيء أنه يجب أن يوجد فلا شيء يمنع من ألا يوجد؛ مثال ذلك: قد يمكن جدًّا أن إنسانًا كان يجب أن يتنزَّه ألا يتنزَّه.١
ولكن لما أن من بين الأشياء التي هي موجودة ما يمكن أيضًا ألا توجد، فبديهي أن يكون الأمر كذلك أيضًا بالنسبة للأشياء التي تصير وتكون، وأنه ليس هناك أيضًا وجوب. فهل جميع الأشياء التي تكون هي في هذه الحالة أم هل هي ليست فيها؟ أو ليس يوجد منها ما يجب بالضرورة أن يكون؟ أو لا يكون الأمر بالنسبة إلى الصيرورة كما هو الحال بالنسبة للوجود؟ أو ليس يوجد أيضًا أشياء لا يمكن ألا تكون في حين أن أخرى يمكن أن تكون؟ مثال ذلك: وجوب أن توجد المنقلبات الدورية، وليس ممكنًا أنها لم تكن أصلًا.٢
والحق هو أنه إنما يلزم بالضرورة أن المتقدم يكون لأجل أن المتأخر يكون أيضًا في دوره، مثال ذلك: لكي يوجد بيت يلزم بديًا أن يوجد أساس، ولأجل أن يوجد أساس البيت يلزم ملاط. ولكن هل لأن الأساس قد عمل يكون واجبًا أن البيت يقام أيضًا؟ أم هل ليس هذا واجبًا إلا إذا كان البيت نفسه واجبًا على الإطلاق؟ وعلى هذا الوجه إذن من الضروري في الواقع أنه ما دام الأساس قد عمل؛ فالبيت يكون أيضًا؛ لأن هذا هو في الحقيقة علاقة المتقدم بالمتأخر أنه إذا كان المتأخر يجب أن يكون فيلزم وجوبًا أيضًا أن يكون المتقدم قد كان من قبله.٣
وإذا كان حينئذ المتأخر واجبًا لزم أن يكون المتقدم واجبًا كذلك، وإذا كان المتقدم واجبًا وكان المتأخر واجبًا مثله، فذلك ليس بسببه بأية طريقة ما، بل فقط لأنه كان المفترض وجوب المتأخر نفسه. وعلى هذا إذن فإنه حيثما كان المتأخر واجبًا كان التكافؤ. ودائمًا حينئذ متى كان المتقدم فواجب أن المتأخر يكون في دوره.٤
إذا سار التعاقب إلى اللانهاية نازلًا من درجة إلى درجة، فمن ثم لا يكون واجبًا أن المتأخر يكون مطلقًا. ولكن حتى هذا لا يكون واجبًا بحسب الفرض الموضوع آنفًا؛ لأنه سيوجد دائمًا شيء آخر يتقدم بالضرورة على المتأخر، وهذا الشيء الآخر يجب أن يكون بالضرورة أيضًا. وبالنتيجة كما أنه لا يوجد مبدأ ممكن للانهاية فلن يوجد كذلك حد أول عامل على أن الأخير يجب أن يكون بالضرورة.٥
ولكن حتى في الأشياء التي لها حد منتهٍ لا يصدق القول بأنه يوجد وجوب لأن تكون الكائنات على الإطلاق، مثال ذلك أن البيت قد كان لأن الأساس قد كان؛ لأنه إذا البيت كان من غير وجوب وجود دائم بالضرورة فينتج منه أن ما يمكن ألا يكون دائمًا يكون دائمًا. ولكن شيئًا لا يمكن أن يكون دائمًا من حيث كونه إلا إذا كان هذا الكون واجبًا لأن الواجب والأزلي يتمشيان معًا، فما يكون وجوبًا لا يمكن ألا يكون، وعلى هذا إذا كان وجوبًا فهو بذلك نفسه أزلي، وإذا كان أزليًّا فهو واجب الوجود، وكذلك الحال أيضًا إذا كان كون الشيء واجبًا، فهذا الكون هو أزلي أيضًا، وما دام أزليًّا فهو واجب الوجود على سواء.٦
وإذا كان إذن الكون المطلق لشيء هو واجبًا لزم ضرورة أن يكون هذا الكون دائريًّا ويرجع على نفسه؛ لأنه يلزم مطلقًا إما للكون حدًّا أو ليس له حد، فإن لم يكن له لزم أن يقع على خط مستقيم أو على دائرة، ولكنه ليكون أزليًّا محال أن يكون على خط مستقيم؛ لأنه حينئذ لا يكون له ابتداء لا من تحت كما نرى أخذًا بالأشياء التي ستكون ولا من فوق إذا أخذنا بالأشياء التي قد كانت. ولكنه يلزم ضرورة ابتداءً للكون من غير أن يكون محدودًا، وإنه يجب أن يكون أزليًّا؛ فيوجد إذن ضرورة لأن يكون الكون دائريًّا، وعلى هذا النحو أن التكافؤ أو الرجوع يكون واجبًا، ومثلًا لو أن شيئًا كائن بالواجب لكان المتقدم على هذا الشيء هو واجبًا أيضًا، وإذا كان هذا المتقدم واجبًا يلزم وجوبًا أيضًا أن المتأخر يكون … وهاك إذن إتصالًا أزليًّا حقيقيًّا؛ لأنه لا يهم أن يقع الاتصال بين وسيطين أو عدة وسطاء. على هذا فالوجوب المطلق لا يوجد إلا في الحركة وفي الكون الدائري، ومتى وجدت الدائرة فكل شيء يكون أو كان بالواجب. وكذلك إذا وجد وجوب فالكون يقع دائريًّا.٧
كل هذا الترتيب هو غاية في المعقول، وما دام قد بين أيضًا في موطن آخر أن الحركة الدائرية هي أزلية كما هي الحال في حركة السماء، فبديهي أن كل ذلك يقع وسيقع بالواجب، وأن كل الحركات التي تتصل بتلك والتي تنتجها هي واجبة مثلها؛ لأنه إذا كان الجسم الذي يقبل أزليًّا الحركة الدائرية يوصلها إلى جسم آخر فينتج منه أن حركة هذه الأجسام الأخر يجب أن تكون دائرية أيضًا، ومثلًا لما أن النقلة تحصل بطريقة ما في الأفلاك العليا فيلزم أن الشمس تتحرك بالطريقة عينها. ومتى كان هذا هكذا بالنسبة إلى الشمس فللفصول بهذه العلة مجرى دائري وترجع دوريًّا. وما دامت كل هذه الظواهر العظمى تقع بهذه الطريقة فكل الظواهر السفلى تحصل بالانتظام عينه.٨
ولكن حينما توجد أشياء تتحقق بالفعل على هذا النحو، ومثلًا حينما الماء والهواء يكون لهما هذه الحركة الدائرية ما دام أنه لأجل تكوين السحاب يلزم أن تكون قد أمطرت، ولأجل أن تمطر يجب أن يوجد السحاب، فكيف يحصل أن الناس والحيوانات لا تعود هي أيضًا على نفسها بحيث إن الشخص نفسه يظهر مرة أخرى؟ لأنه من أن أباك قد كان، لا ينتج ضرورة أنك كان يجب أن تكون. والذي هو ضروري فقط إنما هو أنه إذا كنت فيلزم أن أباك قد كان. والعلة في ذلك هي أنه إنما هذا تناسل يقع على خط مستقيم.٩
غير أن مبدأ البحث الذي نتصدَّى إليه ها هنا سيكون أيضًا أن نتساءل عما إذا كانت كل الأشياء تعود أيضًا إلى أعيانها أو لا تعود، وعما إذا كان حقًّا أن بعضها يعود بالعدد وبالشخص في حين أن الأُخَر لا تعود إلا بالنوع. بالنسبة لجميع الأشياء التي يمكث جوهرها غير قابل للفساد في الحركة التي يلقاها من البيِّن أنها تبقى دائمًا عدديًّا متماثلة ما دام أن الحركة تطابق حينئذ المتحرك. ولكن كل الأشياء التي على ضد ذلك جوهرها قابل للفساد، فإنها يجب ضرورة أن تتم هذه الرجعى لا عدديًّا بل فقط بالنوع، وعلى هذا النحو أن الماء يأتي من الهواء، وأن الهواء يأتي من الماء، يأتي هو في نوعه لكن لا هو ذاته عدديًّا. غير أنه إذا كان من الأشياء ما ترجع عدديًّا أيضًا بأعيانها فليست ألبتة هي التي جوهرها هو بحيث إنه يمكن ألا يكون.١٠

هوامش

(١) لا خلو ولا تخلف: ليس في النص إلا كلمة واحدة. إذا كان يوجد شيء ما واجب: على نظرية الوجوب، ر. الطبيعة ك٢ ب٩ ص٦١ من ترجمتي. بعض الأشياء هي واجبة: تلك هي النتائج الضرورية لفرض ما، ولكن الفرض نفسه ليس واجبًا. بالتعيين: زدت هذه الكلمة زيادة في تحديد الفكرة. بأنه يجب أن يكون: يوجد في عبارة النص نحو من الاحتمال ليس موجودًا في التعبير الفرنساوي. بالبساطة: زدت هذه الكلمة أيضًا، وربما كان من الأحسن أن يستعاض في الترجمة عن عبارة «يجب أن يكون» بعبارة «يمكن أن يكون»؛ فإن هذه الصورة الدقيقة من الصعب نقلها من لغة إلى لغة أخرى.
(٢) التي تصير وتكون: ليس في النص إلا كلمة واحدة، ويلزم الالتفات إلى التمييز بين الوجود وبين الصيرورة؛ فإن أحدهما أزلي أو على الأقل باقٍ، في حين أن الآخر حادث ومؤقت. بالنسبة إلى الصيرورة: جئت بهذا التعبير الذي هو أولى ما يوفى عبارة النص. لا يمكن ألا تكون: يعني أنها واجبة. المنقلبات الدورية: ليس النص على هذا القدر من الصراحة.
(٣) المتقدم … المتأخر: الأمثلة التالية تبيِّن معنى هاتين الكلمتين. بيت … أساس: يكاد يكون هذا المثل هو عين المثل الذي ضرب في الطبيعة ك٢ ب٩ ف٢ ص٦٢ من ترجمتي لتبيان الفكرة عينها. ملاط: عبارة النص بالضبط «الحما». إلا إذا كان البيت نفسه: ليس النص على هذه الصراحة. فالبيت يكون أيضًا: ولكن فقط لأنه هو نفسه واجب، وليس ألبتة لأنه يجب ضرورة أن يكون النتيجة للأساس. المتأخر: إنما هو هنا البيت. المتنقدم: إنما هو الأساس الموضوع ليحمل البناء. الأساس ضروري للبيت، ولكن البيت ليس ضروريًّا للأساس.
(٤) مثله: زدت هذا اللفظ بسببه؛ فالبيت ليس واجبًا أصلًا بالنظر إلى الأساس، في حين أن الأساس واجب بالنظر إلى البيت. كان المفترض: إنما هو بالفرض الصرف أن البيت واجب، ولكنه ليس كذلك بالنظر إلى المواد التي تأسَّس عليها. كان التكافؤ: يعني أن الأول ضروري للثاني بقدر ما يكون الثاني للأول.
(٥) التعاقب: العبارة الإغريقية غير محددة. إلى اللانهاية: يفترض الشراح أن المقصود التناسل على خط مستقيم متناهيًا أو غير متناهٍ عوضًا عن تناسل دائري راجع على نفسه كتولد العناصر. نازلًا من درجة إلى درجة: عبارة النص هي بالبساطة: «نحو التحت». بحسب الفرض الموضوع آنفًا: ليس النص على هذا القدر من التحديد، ويمكن ترجمته هكذا: «هذا لا يكون واجبًا حتى على طريق الفرض.» لأنه سيوجد دائمًا، يعني قبل الحد الأخير المفروض أنه واجب توجد سلسلة حدود متقدمة، وهي لأنها غير متناهية لا يمكنها أن تنفذ؛ ومع ذلك فإن كل هذه الفقرة غامضة قليلًا، ويظهر أن فيلوبون يشكو من غموضها. عامل على أن الأخير: النص ليس على هذا القدر من الضبط. ففي اللانهاية لا يوجد حد أول ولا حد أخير؛ إذ لا أول لها كما لا آخر لها.
(٦) التي لها حد منتهٍ: أو آخر. لأن … الكائنات: عبارة النص غير محددة. لأنه إذا البيت كان: تابعت بالضبط أسلوب النص، ولكن ليس جيد البيان وفيه معانٍ وسطاء محذوفة سببت الغموض. وإليك شرحًا يجلو غامض هذه الفقرة: «حتى في الأشياء التي لها آخر معين ليس من الضروري دائمًا أن يتبع المتأخر المتقدم، مثال ذلك: أساس البيت يمكن أن يعمل دون أن يعمل البيت ضرورة بعده، مع أن الأساس ضروري للبيت؛ لأنه إذا كون البيت من غير أن يكون مع ذلك واجبًا فينتج منه أن شيئًا ممكنًا انقطع عن أن يكون ممكنًا ليصير واجبًا.» ما يمكن ألا يكون دائمًا: يعني ما هو ممكن الواجب والأزلي يتمشيان معًا، أو «الواجب هو في آن واحد أزلي أيضًا.»
(٧) دائريًّا ويرجع على نفسه: هذا أحد المبادئ المهمة المقررة في كتاب الطبيعة ك٨ ب١٣ و١٤ ص٥٥١ وما بعدها؛ فإن الحركة الدائرية هي الوحيدة التي يمكن أن تكون أزلية. للكون: أو التناسل. لا من تحت … ولا من فوق: ر. ما سبق ف٥. «من تحت»: يدل على السلسلة النازلة؛ فإنه يسار مما هو كائن لأجل افتراض كل تعاقب الكائنات. «من فوق»: يدل على السلسلة الصاعدة ما دام أنه يسار مما هو كائن للصعود إلى ما قد كان. فلا يوجد إذن ابتداء لا من إحدى الجهتين ولا من الأخرى، والسلسلة غير متناهية في الجهتين؛ لأن الخط المستقيم يمتدُّ على امتداد غير متناهٍ. يلزم ضرورة ابتداء: هذا يظهر أنه يناقض آراء أرسطو المعروفة على أزلية العالم، وزد على ذلك أنه ليس للدائرة ابتداء بالمعنى الخاص. للكون … الكون: النص ليس على هذا القدر من الضبط. التكافؤ أو الرجوع: ليس في الأصل إلا كلمة واحدة. اتصالًا أزليًّا حقيقيًّا: ليس في الأصل إلا وصف واحد. وسطاء: التعبير الإغريقي غير محدد بالمرة؛ لذلك لم أكن أكثر منه ضبطًا.
(٨) هو غاية في المعقول: اعترف دائمًا أرسطو بنظام الطبيعة العجيب من غير أن يجعل مع ذلك لمشيئة الله وعنايته الإلهية دخلًا مباشرًا. قد بين أيضًا في موطن آخر في الكتاب الثامن من الطبيعة كما يقول فيلوبون: الجسم الذي يقبل أزليًّا الحركة الدائرية هذا هو المتحرك الأول، يعني السماء أو جزء العالم الأبعد عن الأرض. بطريقة ما: زدت هذه العبارة لتمام الفكرة. هذه الظواهر العظمى: ليس النص على هذا القدر من الضبط بالانتظام عينه، ليس النص على هذا القدر من الضبط.
(٩) لهما هذه الحركة الدائرية: والمتكافئة بحيث إن إحداهما تولد الأخرى. لأجل تكوين السحاب يلزم أن تكون قد أمطرت: ر. الميتورولوجيا ك١ ب٦ ص٥٤ وما بعدها من ترجمتي. والعلة في ذلك هي: ليس النص على هذا القدر من التحديد. تناسل: أو كون.
(١٠) مبدأ: يظهر أن هذا أولى به أن يكون الملخص والمتمم ما دام أن هذه المناقشة هي آخر هذا الكتاب. بالعدد وبالشخص: ليس في النص إلا كلمة واحدة لا تعود إلا بالنوع، يعني أن الشخص يتغير كمن الأب إلى الابن وأن النوع يبقى هو عينه في الكائنين اللذين يخلف أحدهما الآخر. بالنسبة لجميع الأشياء: جواب على السؤال الموضوع آنفًا. عدديًّا متماثلة: وعلى ذلك فالشمس هي دائمًا بعينها كما نبَّه إليه فيلوبون؛ فإن جوهرها غير قابل للفساد ولا تتغير في الحركات القائمة بها. الحركة تطابق: عبارة النص بالضبط هي: «الحركة تتبع المتحرك.» وهذه العبارة ليست جلية وفيلوبون لم يفسرها. وأظن أنه يريد أن يقول إن الحركة هي أزلية وغير قابلة للفساد كالجسم الذي تحل به. لا عدديًّا: يعني لأن الشخص يبقى هو ما هو. بالنوع: كما يرى هذا من الأب إلى الابن؛ فإن الأب يهلك ولكن النوع يبقى منقولًا منه إلى الكائن الذي ولده. ذاته عدديًّا وشخصيًّا: فإن الهواء بالنوع مشابه للهواء المتقدم الذي دثر، ولكنه ليس هو عينه. هو بحيث إنه يمكن ألا يكون: يعني أنه ممكن وليس واجبًا. ويلاحظ أن نظرية الأبد الأزلي لبعض الأجسام وللأنواع ارتقاء وعظمة جديرة بالكتاب السابع من ما وراء الطبيعة والكتاب الثامن من الطبيعة، وهذا إنما هو أيضًا نقص جديد لمذهب المصادفة والاتفاق الذي طعن فيه أرسطو دائمًا، ر. مقدمتنا للطبيعة لأرسطو ص٩٣ و١٠٣ وما بعدها من المجلد الأول. ومقدمة كتاب السماء ص٩٤ وما بعدها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤