ترجمة حضرة صاحب العزة السري الوجيه أمين بك خياط

كبير أعيان بندر أسيوط

كلمة للمؤرخ

حقًّا لقد صدق المثل القائل: «إن هذا الشبل من ذاك الأسد»، فإن حضرة صاحب الترجمة أعزه الله وأبقاه عنوان فخر للشبيبة المصرية حيث أودع الله في نفسه العالية صفات سامية وأخلاق عالية وهمة شماء، ويكفيك فعاله الغراء ومآثره الفيحاء فكم له من عمل مبرور ومشروع مشكور، وهاهي حسناته وتبرعاته المتوالية للجمعيات الخيرية والمستشفيات وغيرها تنبئ بأنه شهم غيور وأديب مشهور.
figure
صاحب العزة أمين خياط.

مولده ونشأته

ولد حضرة صاحب الترجمة في بندر أسيوط سنة ١٩٠٠م، وتربى في أحضان والديه تربية صالحة، ولما بلغ أشده أدخله مدرسة الأمريكان بأسيوط فاغترف من بحور علومها، وارتشف كؤوسها العذبة بهمة لا تعرف الملل ونشاط لا يعتوره كلل، فكان بين الطلبة مثال الذكاء والاستقامة محبوبًا جدًّا من عموم أساتذته، محترمًا بين أقرانه ومن ثم أرسله إلى المدارس والكليات العالية، فأتم علومه فيها، ولما كان الوحيد لوالده وفي حاجة عظمى لمن يعاونه على إدارة شؤون دائرته الكبرى، وأطيانه الواسعة، فقد أخذ في تمرينه على هذه الأشغال طويل زمن حتى أصبح ملمًّا بكل شاردة وواردة، وحل محل المرحوم والده في إدارة أعماله جميعها، فذاع فضله واشتهر كرمه بما كان يجود به من وقت لآخر بالأموال الطائلة على البر والإحسان، إلى أن بلغ مسامع جلالة مولانا المليك المعظم، فأنعم عليه بالرتبة الثانية جزاء فضله وشهامته.

ولحضرة صاحب الترجمة ولع شديد في اقتناء ثمين الجياد، وله في اصطبلاته الكثير منها لا سيما ما كان منها للسبق في مصر والإسكندرية، حتى اشتهر بالربح في مضمار السبق.

وبالأجمل فحضرته آية في الدعة واللطف، ومكارم الأخلاق، جواد كريم، محب للفقراء والبؤساء، أدامه الله وأبقاه وأكثر من أمثاله النبلاء بين شباب مصر العاملين على رفع لواء شأنها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤