آخر مغامرات بحارة الأرجو

رحل الأبطال بسفينتهم مارِّين بأراضٍ كثيرة وجزر عدة، وما كادوا يلمحون شاطئ وطنهم أرض بیلوبس من بُعد، حتى هبت عليهم ريح صرصر عاتية، مقبلة من الشمال، هبطت على السفينة وراحت تدفعها تسعة أيامٍ وتسع ليالٍ في طريق مجهولة عبر البحر الليبي، وفي نهاية هذه الفترة، جرفهم التيار صوب صحاري أفريقيا، وقذف بهم في أحد خلجان سورتیس Syrtis، وكانت الأعشاب الكثيفة تغطي مياهه، ويعلوها زَبد راكد، فكان ذلك الخليج عبارة عن مستنقع خطر، ولم يكن يحيط بالمكان سوى الرمال المترامية الأطراف؛ فلم يوجد هناك طيور ولا حيوانات.

أخذت السفينة تقترب من الشاطئ حتى انغرس قاعها في الساحل الرملي، فنزل الأبطال إلى اليابسة وهم في غاية الفزع؛ إذ رأوا الأرض المترامية تمتد أمامهم من كل جانب إلى ما لا نهاية، وكان الفَلا الواسع خاويًا كالفضاء … لم يكن هناك ينبوع ماء يروي ظمأهم، ولا طريقٌ يدلُّهم على وجود الحياة في تلك البقاع، ولا مأوًى يُظلهم، بل كان يخيم على المكان صمت مُطبِق دونه صمتُ القبور.

دبَّ الهلع في قلوب الأبطال، فراحوا يبكون وينتحبون، وهم يقولون: «يا ويلنا، ما هذا المكان؟ وما اسم هذا البلد؟ وإلى أين قذفت بنا الرياح؟ هل بعد كل ذلك العناء وتكبُّدِ المشاقِّ نصل إلى هذا المكان المقفر الموحش؛ لنلقى حتفنا جوعًا وظمأً في حرارة الشمس اللافحة؟ يا ليت سفينتنا كانت تحطمت وسط الصخور الطافية! ليتنا كنا فعلنا شيئًا واحدًا ضد إرادة زوس ثم هلكنا في مغامرة واحدة مجيدة!»

فقال مدير الدفة: «نعم، لقد تركنا التيار بعيدًا، ولن يعود أدراجَه إلينا ثانية، لقد ضاع كل أمل في الإبحار والعودة إلى الوطن، فليحاول أي واحد منكم أن يدير الدفة لو استطاع!» قال هذا ثم رفع يده عن الدفة، وجلس في السفينة يبكي. وكقوم في مدينة تفشَّى فيها الطاعون وصار ينهَش فيها الأبدان، غمرهم حزن عميق، وظلوا كذلك في انتظار الموت المحقق، هكذا أيضًا حزِن الأبطال وتسللوا عبر الشاطئ المجدِب المقفِر، فلما أقبل المساء بظلامه، أمسك كل واحد منهم بيد زميله مودعًا، ثم رقدوا فوق الرمال على الطَّوى، وقد التفوا جيدًا بعباءاتهم وانتظروا أن يهبط إليهم الموت إبان الليل الطويل المؤرِّق، وبالقرب منهم التفت الخادمات الفياكیات — اللواتي أهداهن ألكينوس إلى ميديا بمناسبة زواجها — حول سيدتهن وأخذن في الأنين كأنهن بَجَعاتٌ تلفظ النفَس الأخير، وتبعث في الفضاء آخر صوت لها في الحياة. ومما لا شك فيه، أن الجميع، رجالًا ونساءً، كادوا يموتون دون أن يبكيهم أحد، لولا أن أشفقت عليهم أنصافُ الرَّبَّات الثلاث اللواتي يحكمن ليبيا.

حضرت أنصاف الرَّبَّات في لَظَى الظهيرة القائظ، متدثِّرات بجلد الماعز من العنق حتى العقب، وأمسكن بعباءة جاسون التي غطى بها رأسه، وسحبْنها من فوق صُدْغيه، فانتصب قائمًا مذعورًا، وما إن وقع بصره على الرَّبَّات حتى انحني أمامهن في احترام وإجلال، فخاطبنه بقولهن: «أيها الرجل السيئ الحظ، المنكود الطالع، إننا نعلم جميع ما أصابك وما يُتعبك، والآن نخبرُك أن متاعبك قد وقفت عند هذا الحد، ولن تلقى مخاطرَ بعد اليوم. فعندما تُخلِّي ربة البحر الجيادَ عن عربة بوسايدون، قدِّمْ قرابين الشكر لأمك التي حملتك طويلًا في بطنها … ومن ثَم تعود سالمًا إلى بلاد الإغريق السعيدة المتلألئة، وتهنأ بعد ذلك بحياة هادئة.»

قالت الرَّبَّات هذا ثم اختفين، فوقف جاسون مبهوتًا فترةً من الوقت لا يدري أطالت أم قصرت، وبعد أن أفاق من غَشيته، ذهب إلى رفاقه وأعلمهم بالأنباء السارة برغم ما فيها من ألغاز … وبينما هم يَجوسون هنا وهناك، ظهرت لهم معجزة أخرى لا تقل عن سابقتها غرابة … فقد انبثق من البحر جواد جميل، قد انسدلت مَعرَفتُه الذهبية على جانب عنقه، وراح ينفُض الزَّبد عن جنبيه، ثم اندفع في الفضاء كما لو كان ينقل الرياح … عندئذٍ صاح بیلیوس في غبطة وسرور، وقال: «لقد حُل الجزء الأول من اللغز؛ فإن ربة البحر قد خلَّت جوادها عن عربتها، أما الأم التي حملتنا طويلًا في بطنها فهي سفينتنا، فيجب علينا إذن أن نقدم لها قرابين الشكر التي فرضتها علينا أنصافُ الرَّبَّات، هيا إذن نُخرج الأرجو من البحر ونحملها على أكتافنا فوق الرمال، في طريق الجواد البحري؛ لأنه لن يختفي في الأرض، بل سيدلُّنا على الطريق إلى بقعة صالحة لتعويم السفينة.»

نفَّذ الأبطال ما أشار به بیلیوس، فحملوا السفينة فوق أكتافهم، وظلوا يئنُّون تحت عبئها اثني عشر يومًا واثنتي عشرة ليلة، استمروا يسيرون فيها خلال صحراوات لا ماءَ فيها ولا عشب، ولو لم يهَبْ لهم أحد الأرباب القوة، لَلقيَ جميعهم مصرعه منذ اليوم الأول. وأخيرًا بلغوا خليج تريتونيس في نشاط لا مثيل له؛ حيث أنزلوا العبء عن كواهلهم. ولما كان الظمأ قد ألهب أفواههم وبرَّح بأجسامهم، فقد راحوا يبحثون عن عين ماء، وهم يجْرون هنا وهناك كالكلاب المسعورة، وبينما هم يبحثون عن الماء، التقى ذوات الحناجر العذبة الصوت، واللواتي يَقْطُنَّ في الحقل المقدس، المغني أورفيوس بالهيسبيريديس Hesperides، الحوريات؛ حيث يقوم التنين لادون Ladon بحراسة التفاحات الذهبية، فتوسل إليهن أورفيوس ليُرشدْنه إلى بئر، فاهتزت مكامن الشفقة في قلوب الحوريات، وأفضت إليه أيجلي Aegle، وهي أكثرهن رشاقة وعظَمة، بأمر في غاية الغرابة … فقالت: «إن اللص الجريء الذي ظهر هنا أمس، والذي قتل التنين، وأخذ تفاحاتنا الذهبية، لا بُدَّ أنه قد جاء لمعاونتكم، إنه لرجل متوحش، تقدح عيناه شررًا، ويغلي مِرْجل الغضب تحت حاجبيه، لقد كان يعلِّق على كتفه جلد أسد، وفي يديه هِراوة من خشب الزيتون والسهام التي قتل بها التنين، وكان ذلك اللص على ظمأ أيضًا بعد أن سار طويلًا خلال هذه الصحاري والقِفار، فلما عجز عن الحصول على الماء، ضرب الصخرة بعقبة، فتفجرت المياه منها متدفقةً كما لو كانت مستها يد سحرية، فانبطح ذلك الرجل القوي على الأرض، وصار یَعُبُّ الماء بحفنته، حتى ارتوى وافترش الأرض كثور انطفأ الأُوَار المستعرُ في جوفه.»

هكذا أخبرت أيجلي أورفيوس بوجود عين ماء تتدفق من الصخر الجلمود، وأشارت إلى مكانها، فجرى الأبطال نحوها يتزاحمون حولها، فألِفوا المياه تتدفق منها عذبة باردة صافية، فأخذوا يرْوون ظمأهم كما شربت النساء أيضًا، فلما روَوا، عاد إليهم السرور والمرح من جديد.

ثم تقدم أحد الأبطال وشرب جَرعةً أخيرة من الماء يبرد بها شفتيه الملتهبتين، وقال: «ما هذا الرجل الذي تتكلم عنه الحورية سوى زميلنا هرقل، وبالرغم من أنه كان قد فارقنا منذ زمان طويل، فإنه أنقذ حياتنا، ليتنا نستطيع مقابلته في أي مكان في رحلتنا المقبلة!» ومنذ تلك اللحظة أخذوا يبحثون عنه وسط الفيافي والقفار، وقد تفرقوا إلى جماعات؛ كل جماعة ذهبت تبحث عنه في جهة، فلما اجتمع شملهم ثانية، لم يكن أحد منهم قد عثر عليه أو رآه، ما عدا لونكیوس الحاد البصر الذي أعلن أنه لمح هرقل من بعيد، في صورة فلاح يعتقد أنه قد أبصر القمر الجديد من خلف السحب المتراكمة، وأكد لزملائه أنه من المستحيل عليهم أن يلحقوا به.

قضت بعض الأحداث المؤلمة على زميلين من أبطال الأرجو، فقام رفقاؤهما بدفن جثتيهما بالمراسم اللائقة بهما، وبعد ذلك اعتلى الجميع ظهر السفينة، وظلوا مدة طويلة يحاولون الخروج من الخليج إلى البحر الفسيح، ولكن الريح كانت ضدهم، فما كانت الأرجو تكاد تتقدم إلى الأمام حتى تردها الريح ثانية إلى الخلف؛ كثعبان يسعى دون جدوى إلى مغادرة مخبئه، فيمرُق برأسه هنا وهناك، وبناءً على نصيحة أورفيوس، اتجهوا صوب الشاطئ، وكرَّسوا لآلهة هذا المكان أكبر ركيزة ثلاثية القوائم كانوا يملكونها في السفينة، وفي طريق عودتهم قابلوا تریتون رب البحر، وكان متنكرًا في صورة صبي، فأخذ قطعة من طين الأرض اليابسة وقدمها إلى يوفيموس Euphemus؛ علامة على الترحيب والتكريم، فأخذها منه البطل وخبأها في صدره.

قال رب البحر: «لقد أرسلني أبي لحراسة مياه هذه المناطق، انظروا؛ هل ترون تلك البقعة التي بدا فيها الخليج معتمًا وعميقًا وراكدًا؟ جدِّفوا إلى هناك، تجدوا ممرًّا ضيقًا بين الخليج والبحر الفسيح، وسأبعث لكم بريح مواتية تدفعكم بسرعة إلى شبه جزيرة البليبونیز.»

ركب الأبطال سفينتهم وهم يطيرون فرحًا واغتباطًا، وعندئذٍ حمل تريتون الركيزة المثلثة القوائم فوق ظهره، واختفى بين الأمواج، وبعد بضعة أيام، وصلوا إلى ساحل كارباثوس Carpathus الصخري، ومن هناك قرروا الذهاب إلى جزيرة كريت الجميلة، بيد أنه كان يحرس تلك الجزيرة عملاق ضخم مخيف يُدعى تالوس Talos، كان هو الوحيد الذي بقي حيًّا من نسل الجيل البرُنزي المنحدر من أشجار الزان، ثم عيَّنه زوس حاجبًا على أوروبا، وأمره أن يدور حول الجزيرة بأقدامه البرنزية، ثلاث مرات كل يوم. كان جميع جسم ذلك العملاق من البرُنز لا تؤثر فيه الجروح أو يتطرق إليه الأذى، ما عدا جزءًا صغيرًا من أحد عقبيه؛ كان من اللحم تتخلله أعصاب وعرق ودم، فلو أُصيب في ذلك الجزء لخرَّ صريعًا لتوِّه؛ لأنه لم يكن من الخالدين. فلما اقترب الأبطال من الجزيرة، كان العملاق يقوم بالحراسة والمراقبة فوق ربوة قريبة من شاطئ البحر، فما كاد يراهم، حتى بدأ يحطم كتلًا ضخمة من الصخور، ويقذف بها نحو السفينة، فجدَّف أبطال الأرجو مبتعدين عن الجزيرة، والفزعُ يملأ نفوسهم، وأوشكوا أن يغضُّوا النظر عن فكرة الرُّسوِّ في كريت، برغم أنهم كانوا يعانون من جديدٍ حُرقةَ الظمأ الشديد، ولكن میدیا نهضت وأمرتهم أن يتحلَّوا بالشجاعة وينفُضوا الجبن عن أفئدتهم؛ فقد ظل العالم أجمع يتحدث بشجاعتهم وقوتهم ومغامراتهم طوال السنين الماضية، فكيف يتطرق إلى قلوبهم الإحجامُ والجبن وقد صاروا قاب قوسين أو أدنى من وطنهم!

أردفت میدیا تقول: «إنني أعرف كيف أُخضع هذا الوحش، وما عليكم إلا أن تبتعدوا بالسفينة عن مرمى صخوره.» ثم رفعت طيَّاتِ ثوبها القرمزي إلى فوق، وسارت بطول السفينة يقودها جاسون، وأخذت تتلو تعويذةً سحرية بصوت خافت مناديةً ثلاث مرات رباتِ القدر اللواتي يقطعن خيط الحياة، وكلابَ العالم السفلي التي تعدو بسرعة خلال الفضاء فتقتنص الأحياء.

أجبرت میدیا، بتعاويذها السحرية، جفون تالوس على أن تظل مغمضة، كما بعثت إلى روحه بأحلام سوداء؛ فكان يترنح من شدة وطأة النوم، وهو ينحني ليرفع صخرة يدافع بها عن الميناء، ولكن عَقِبَه اللحمي أُصيب من صخرة ذات نتوءات، فتدفق الدم من الجرح كأنه رصاص مصهور، وكإحدى أشجار الزان قطعها الحطَّاب من منتصفها فسقطت على الأرض عند أول هبَّة من الريح؛ هكذا ترنَّح تالوس فوق قدميه، ثم قفز إلى البحر يزأر كالرعد.

استطاع بحارة الأرجو أن يرسوا سفينتَهم بعد ذلك بسلام آمنين، ونزلوا إلى البر فألِفوا الجزيرة كثيرة الثمار، يانعة الأزهار، تجري في أنحائها جداول الماء الفرات، وهي غنية بالخيرات. فسار الأبطال في طرقاتها، وروَوْا ظمأهم من مياهها العذبة، وتناولوا طعامهم من الفاكهة الطازجة، ومكثوا في الجزيرة يمرحون حتى الصباح، فلما انبثق الفجر الوردي في جنبات السماء، وشق حجب الظلام بسيفه اللامع، أخذ الأبطال يملئون أوعيتهم من ماء الجزيرة، وينقلونه إلى السفينة استعدادًا للرحيل، وما إن بزغ قرص الشمس الذهبي من تحت الأفق، حتى اعتلوا ظهر مركبهم الميمون، وأقلعوا في عرض البحر بالمجاديف والشراع، وما كادوا يتركون جزيرة كريت، حتى قابلتهم مغامرة جديدة خطيرة … فقد وجدوا أنفسهم وسط ظلام دامس يخيِّم على الكون، لا أثر فيه للقمر، ولا يتلألأ فيه نجم واحد فيبعث ولو ضوءًا خافيًا ينير الطريق أمامهم، بل كان الفضاء حالكًا كما لو كانت جميع ظُلمة الدنيا قد تركزت في ذلك المكان، أو كأنما نشر زَنجي الظلام أجنحته على البسيطة فلفَّها في كِلَّةٍ سوداء قائمة.

لم يعرف الأبطال: هل كانوا يسيرون على صفحة الماء في البحر، أو جرَفتهم تیارات تارتاروس Tartaros في خِضَمِّها المتلاطم، فرفع جاسون يديه وتوسل إلى فويبوس أبولو Phoebus Apollo أن يخلصهم من ذلك الظلام المقيت، وكانت دموع الفزع تنحدر على خديه، وقدر نذرة أن يقدم إلى الرب ذبائح لا تُقدر بثمن، فاستجاب رب الشمس لدعائه، وهبط من أولیمبوس Olympos، وقفز فوق صُقْعٍ، وأمسك بقوسه الذهبية وصوَّب سهامها من اللجين فوق المنطقة، فأضاءت السماء، واستطاع البحارة، بمساعدة ذلك الضوء المفاجئ، أن يروا جزيرة صغيرة، فجدَّفوا صوبها؛ حيث ألقوا مراسيهم وانتظروا هناك حتى مطلع الفجر … وبينما هم يركبون البحار العالية في ضوء الشمس العريض، تذكر يوفيموس حلمًا جاءه في تلك الليلة … فقد بدت الكتلة الطينية التي قدمها له تريتون، والتي حملها في صدره طيلة تلك المدة، كأنها امتلأت باللبن من تلقاء نفسها، ثم دبَّت فيها الحياة، وأخذت تنمو شيئًا فشيئًا حتى أصبحت عذراء جميلة، خاطبته بقولها: «أنا ابنة تريتون، وموطني ليبيا … أعطني ابنة نيريوس؛ كي أستطيع أن أعيش في البحر قريبًا من أنافي Anaphe … بعد ذلك سأعود ثانية إلى الشمس؛ لأنه مكتوب لي أن أعول حفدتك.»
تذكر يوفيموس جميع ذلك؛ لأن اسم الجزيرة التي كانوا في انتظارها منذ الصباح هو أنافي … وما إن أدلى يوفيموس بما تضمنه حلمه لجاسون، حتى أدرك في الحال ما ينطوي عليه ذلك الحلم؛ ومن ثَم نصح صديقه أن يقذف بالكتلة الطينية التي يحملها في صدره إلى البحر، فلما أتم ذلك، حدث ما بهر عيون الأبطال وشغل بالهم، فقد خرجت من البحر جزيرة مخصبة زاهية، مزينة بالأزهار والثمار، فأطلق عليها الأبطال اسم كالیستي Calliste؛ أي: «أجمل الجميع»، وفي السنوات التي أعقبت ذلك عمَرها یوفیموس بأولاده.
كانت هذه هي آخر مغامرة للأبطال الأغارقة بحارة الأرجو، وسَرعان ما وصلوا إلى جزيرة أيجينا Aegina، ومن هناك جدَّفوا صوب وطنهم، وساروا بسفينتهم داخل ميناء أیولكوس … وفي مضيق كورنثة Corinth، كرَّس جاسون السفينة لبوسايدون … فلما تحولت إلى رماد، وضعتها الآلهة في السموات فراحت تتلألأ في القبة الجنوبية كأنها نجم متألق.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤