المأمون ويحيى بن أكثم

أصبح المأمون وعندهُ عبد الله بن طاهر ويحيى بن أكثم، فغمز المأمون الساقي على إسكار يحيى، فسقاه حتى سكر، وبين يديهم هالة من الورد دفنوه فيها ونشروا عليه زهورها، فلما رآه المأمون ضحك كثيرًا وأنشد بيتين أمر إحدى جواريه أن تغنيهما عند رأس يحيى، فغنَّت:

ناديتهُ وهو ميت لا حراك
مكفنٌ في ثيابٍ من رياحين
وقلت قم قال رجلي لا تطاوعني
فقلت خذ قال كفى لا يؤاتيني

وجعلت تردد الصوت، فأفاق يحيى وهو تحت الورد، فأنشأ يقول مجيبًا:

يا سيدي وأمير الناس كلهم
قد جار في حكمه من كان يسقيني
إني غفلت عن الساقي فصيرني
كما تراني سليب العقل والدين
لا أستطيع نهوضًا وقد وهَى بدني
ولا أجيب المنادي حين يدعوني
فاختر لنفسك قاضٍ إنني رجلٌ
الراح تقتلني والعود يحييني

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤