نفثة

في عتمة داكنة مثل ظلمة ليل شتاء شمالي.

حيث تغور النجوم بعيدًا ولا نور.

في وحدة قاسية مثل غُربة ذرة غبار في بحر متلاطم.

من زمن يكاد المنادي يُعلن فيه بخيلاء المنتصر انكفاءَ كلِّ الوعود الإلهية مبشرًا بهزيمة الطين أمام النار.

من وسط كل هذا ألمح في داخلي، بقعة مضيئة يكاد ينشق منها نورٌ سيضيء كلَّ هذا الليل ويرسم فجرًا سرمديًّا.

منها سيخرج طائر عشقي للشمس، ولن تُخيفَني كثرةُ لَسعات حبها التي تُحيلني رمادًا، ينفجر نافورة في تِيهِ صحراء قومي؛ ليُعيد خَلْقي من جديد.

سأجري مثل خيول برية في بيداء لا أمد لها ولا حدَّ.

وسأنزفُ حبرًا يروي حكايةً بعيدة كلَّ البعد عن الأنا.

لكنها ستروي حكاية ذاتَين، لا وحدة بينهما إلَّا ذاك الأب الدارويني.

ما بعد هذه الأسطر ليست حكاية شخصية، بل سيرة زمن كاد أن يهرس شعبًا، بين سِندان صمت ضمير أشك في صحوته ولو بعد حين ومِطْرقة غريزة منفلتة من عنانها، فغدت بحال أقل ما قيل فيها، وحشية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤