الفصل الثامن

المواد المُسجَّلة

عليك بالاستماع إلى شرائط تعليم اللغة منذ أن تبدأ تعلُّم اللغة مباشَرةً. لا تبدأ برنامجًا تحريريًّا لتعلُّم اللغة قبل أن تستمع إليها؛ فأنت تحتاج على أقل تقدير إلى الاستعانة بكتاب عبارات تصاحبه موادُّ تكميلية مسجلة. ثمة عديد من برامج تعليم اللغة الزهيدة الثمن للمسافرين، تبيع معظم متاجر بيع الكتب الجيدة بعضًا منها. تأكَّدْ من أن العبارات المطروحة فيها ذات صلة باحتياجاتك. يمثِّل كتاب العبارات المصحوب بشريط كاسيت أو أسطوانة مضغوطة أداةً ضروريةً لتعلُّم اللغة.

(١) حاكِ موسيقى اللغة

بينما تستمع إلى أسطوانات تعليم اللغة، حاوِلْ أن تحاكيَ المتحدِّث بالضبط بقدر الإمكان. أحيانًا ما ستشعر بالحماقة؛ لأن الطريقة التي ينطق بها المتكلِّمُ العباراتِ والجمل قد تبدو غريبة لك. يختلف التنغيم ما بين لغة وأخرى اختلافًا كبيرًا. قلِّدْ لُكْنة المتكلم ونُطقه والتغيُّرات في نبرة صوته قدر استطاعتك. استمع إلى الأصوات المتحركة؛ ربما تكون النظائر الصوتية في كتابك الدراسي مشابِهةً لها، لكن ستكون ثمة فروق دقيقة. استمِعْ إليها وحاوِلْ أن تحاكيها بأفضل ما في استطاعتك.

استخدِمْ زرَّ الإيقاف المؤقت في المشغل مرارًا. كرِّرْ كلَّ جملة وعبارة وراء المتحدث. تحتوي بعض التسجيلات على وقفات لتتيح لك الفرصة كي تكرِّر الكلام وراء المتحدث. لا تكن مجرد مستمع سلبي. استغِلَّ هذه الوقفات في تحدُّث اللغة. وقد وجدتُ أن محاولاتي الأولى للتحدُّث بالعديد من اللغات تركَتْني معقودَ اللسان. كانت لديَّ صعوبة في تكوين الكلمات والجمل، والتحدُّثُ بصوت مرتفع طريقةٌ سهلة للتغلُّب على هذه الصعوبة. قسِّمِ الكلمات إلى مقاطع وانطق مقطعًا واحدًا في المرة، ثم مقطعين في المرة، إلى أن تتمكَّن من تجميع الكلمات. يتعيَّن عليك أن تكون قادرًا على تحدُّث اللغة علاوةً على فهمها.

بينما تتحدَّث باللغة، حاوِلْ أن تركِّز على المفهوم الذي تريد أن توصِّله، بدلًا من التركيز على الترجمة الحرفية لما قد تقوله بلغتك الأم. حاوِلْ أن تتحدَّث باللغة مباشَرةً. حاوِلْ أن تفكِّر بها؛ فهذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكِّنك من أن تصير طليقَ اللسان.

(٢) مناهج متكاملة لتعليم اللغة

ثمة عديد من المناهجِ المتكاملة لتعليم اللغة، المصحوبةِ بشرائط كاسيت أو أسطوانات مضغوطة؛ أينبغي لك أن تشتري أحدها؟ وإن كان ينبغي أن تفعل ذلك، فأي منهج (مناهج) ينبغي لك شراؤه؟ بالتأكيد أُرجِّح أن تشتري منهجًا. يُمكِنك أن تختار ما بين «فورين سيرفس إنستيتيوت»، و«لينجوافون»، و«آسيميل»، و«ليفنج لانجوِدج»، و«ترانسبيرنت لانجوِدج»، و«بيمزلر» ومناهج أخرى كثيرة؛ وإلى حدٍّ ما سيعتمد اختيارُك على شخصيتك وطريقة تعلُّمك، ولكلِّ منهج منها ميزاته وعيوبه.

أنصح بصفة عامة بأن يكون منهج تعلُّم اللغة السمعي الرئيسي لديك مسجَّلًا بالكامل باللغة الهدف؛ فهذا سيشجعك على التفكير باللغة التي تتعلَّمها، ولسوف تتعلَّم كمًّا أكبر في وقت أقل.

إن المناهج التي تجمع ما بين اللغة الهدف وشروحات باللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم) مفيدة، لكن نصيحتي لك أن تستخدمها كأدوات ثانوية أو تكميلية؛ فمثلًا أثناء القيادة، سيسهُل عليك متابعة دروسٍ جديدةٍ إذا كانت مشروحةً بلغتك الأم. كذلك يمكن تشغيل المناهج المُسجَّلة باللغة الهدف بالكامل أثناء القيادة، لكنها مفيدة للمراجعة فحسب.

تَعِدُك بعض برامج تعليم اللغات المتاحة في متاجر بيع الكتب بتعلُّم اللغة خلال ستة أسابيع أو أربعة أشهر. إن كانت هذه المناهج رخيصة، فليس هناك ما يمنع من ضمِّها إلى أدواتك؛ فأي مادة مسجَّلة ستكون فعَّالةً في مساعدتك على فهم الكلام المنطوق، ولو أن التعلُّم من المناهج المسموعة يتطلَّب دائمًا بذل الجهد. كثيرًا ما يتولَّد انطباع لدى الأفراد أنه بمجرد تشغيل المادة المسموعة والاستلقاء، فإن تعلُّم اللغة سيحدث تلقائيًّا، كما لو كان تعلُّم اللغة أمرًا سلبيًّا تمامًا؛ شيئًا يحدث من تلقاء نفسه ببساطة. صدِّقْني، هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. ثمة عديدٌ من مناهج تعليم اللغة التي تُباع على أنها مستعملة، وفي الحقيقة هي لم تُستخدَم البتة. أحيانًا ما تذكر الإعلانات أن «الشريط الأول فقط هو الذي استُخدِم.»

تُعرِّف بعض البرامج المسموعة المتعلِّمَ بقائمة من التدريبات؛ تمارين من تلك النوعية التي تُقدَّم في معامل اللغات، والتي تطرح جملةً على المتعلِّم وتطلب منه تغييرَ كلمة واحدة في الجملة، أو تغيير زمن الفعل. أُشير مرةً أخرى إلى أنه يمكن استخدام مثل هذه المناهج المسموعة إلى جانب منهج تعلُّم اللغة الرئيسي، لكن لا أظن أنها ينبغي أن تكون وسيلتك الرئيسية لتعلُّم لُغة من اللغات. أرى مثل هذا التكرار مضجرًا، ويضيع وقتي فيه هباءً، لكني أحاول أن أتحاشى أيَّ شيء يبدو كالعمل الشاق؛ لأنني أظن أنني لن ألتزم باستخدامه. سأتناول في الأجزاء التالية بعضًا من المناهج التعليمية التي أرى أنها الأكثر نفعًا وإمتاعًا، ولو أنني ينبغي أن أُنوِّه إلى أن الاختيار النهائي يعتمد إلى حد كبير على شخصيتك. يجد بعض الأفراد متعةً في حلِّ التمارين والتدريبات، وينجحون في هذه الطريقة لتعلُّم اللغة؛ فإذا كان هذا هو أسلوب التعلُّم الذي يناسبك، فاستخدِمْه بلا تردُّد بكل الطرق الممكنة، أو على الأقل استخدِمْه كوسيلة مساعدة لوسائل التعلُّم الأخرى؛ فربما يكون ذوقك وتفضيلاتك مختلفين عن ذوقي وتفضيلاتي.

(٢-١) آسيميل

تروق لي على المستوى الشخصي مناهجُ آسيميل التعليمية؛ فقد تعلَّمْتُ التحدُّث بلغة ألمانية مقبولة في غضون شهرين باستخدام منهج آسيميل وحده، لمدة عشرين أو ثلاثين دقيقة في اليوم، وقد استغرق تعلُّمُ المنهج التعليمي بأكمله حوالي ستة أشهر، بالإضافة إلى بعض الوقت لإنهاء «الموجة الثانية»، التي تمثَّلَتْ في مذاكرة القواعد النحوية. وهذه المناهج زهيدة الثمن نسبيًّا، وأكثر كفاءةً من مناهج أخرى تَكْلِفتُها عشرة أمثال تَكْلِفتها أو أكثر. ولديَّ الآن مناهج آسيميل لتعليم اللغات: الفرنسية، والألمانية، والروسية، والإيطالية، والإسبانية، والبولندية، والهولندية، والعبرية.

تروق لي مناهج آسيميل؛ لأن الدروس مقسَّمة إلى أجزاء سهلة للمذاكرة اليومية (ولو أنني أحتاج في بعض الأحيان حين أقترب من نهاية المنهج إلى يومين لإنهاء الدرس؛ لأنني أجد صعوبةً في التقدُّم). لكل درس صور كاريكاتيرية هزلية؛ لتوضيح النص الخاص بدرس اليوم، وتمرين قصير. من المفترض أن تعجِّل إيقاعَك في النصف الأول من المنهج؛ حيث تقوم بقراءة الدروس والاستماع إليها ومتابعة الشروح. لا يتعين عليك أن تحفظ أي شيء عن ظهر قلب أو تتعلَّم القواعد النحوية؛ كلُّ ما عليك هو أن تقرأ النص والشروح وتُعوِّد نفسك على الكلمات والقواعد النحوية. في اليوم التالي، تنتقل إلى الدرس التالي حتى لو لم تُتقِن الدرس السابق جيدًا؛ فأنت تراجع الأجزاء التي لا تتقنها جيدًا في الدروس التالية. أقوم بمراجعة الثلاثة أو الأربعة دروس السابقة كل يوم في جميع الأحوال؛ ومن ثَمَّ أعرف أنني سوف أفهم ما فاتني (أو ما نسيته) من الدروس السابقة. بين الفينة والفينة أستمع إلى الدروس العشرين أو الثلاثين السابقة، وأجد أن بمقدوري فهمها بسهولة. عندما تصل إلى ثلث المنهج أو نصفه، تبدأ في حلِّ تمارين القواعد النحوية والترجمة، بحيث تبدأ من الدرس الأول مرةً أخرى، ثم تعيد ترجمة النص الإنجليزي إلى اللغة الأجنبية مرةً أخرى. الآن صار هذا أمرًا بالغَ السهولة؛ لأنها جميعًا تمارينُ وترجمةُ نصوصٍ لدروس قديمة؛ فأنت أمضيتَ شهرين أو أكثر في مذاكرة المفردات واستخدامها؛ يعني هذا أن ما تعلَّمْتَه أعلى بكثير من التمارين وترجمة النصوص إلى اللغة الأجنبية. واصِلْ شقَّ طريقك في المنهج بمذاكرة درس جديد ومراجعة درس قديم كلَّ يوم؛ فقد خلفتَ وراءك حوالي خمسين درسًا. من المفترض أنك تجد سهولةً في فعل ذلك الآن؛ فهكذا تعلَّمْتَ لغتك الأم؛ لقد تعلَّمْتَ أن تقول: «أنا جائع» I am hungry، وليس: «أنا أكون جائعًا» I is hungry. لماذا لا تقول: «أنا أكون جائعًا»؟ أنت لم تكن مُلِمًّا بأصول القواعد النحوية للغتك الأم، لكنك عرفت أنها لا تبدو صحيحة فحسب. وإذا درستَ القواعد النحوية في المدرسة، فإنك قد تعلَّمْتَ القواعد التي كنتَ بالفعل تستخدمها دون وعي؛ هذا التعلُّم بوعي هو الموجة الثانية لآسيميل.

من الأسباب التي تجعلني أوثر مناهج آسيميل — أيضًا — أن النص يُعرِّفك على متحدثين أصليين للغتك الهدف. إنه منهج يثير فيك شعورًا بالودِّ؛ فهو ليس مجرد منهج يقدِّم للمتعلِّم جملًا ليستخدمها في المطار والفندق وما إلى ذلك. يُعرِّفك المتحدثون بعادات بلدهم وثقافته؛ فتشعر أنك تعرَّفْتَ على الأفراد. ويتمثَّل سببٌ آخَر لتفضيلي هذه المناهج في أنني أتعلَّم من المفردات، مع كل أسطوانة مضغوطة أو شريط كاسيت استمع إليه، ما يفوق المفردات التي أتعلَّمها من التسجيلات التي تحتوي تدريبات؛ لأن المناهج مسجَّلة بالكامل باللغة التي تتعلَّمها. أعتقد أنك تستفيد من وقتك بدرجة أكبر، كما أن مراجعة محادثات وقصص هزلية قديمة أسهل وأكثر متعةً من مراجعة تمارين قديمة. إن قضاء عشر دقائق في مراجعة المواد المسموعة لمنهج آسيميل، يقدِّم لك استفادةً أكبر ممَّا لو قضيتَ عشر دقائق في مراجعة موادَّ مسموعةٍ لتمارين مصحوبة بشروحات باللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم).

نظرًا لأن المواد السمعية لمنهج آسيميل مسجَّلةٌ بالكامل باللغة الهدف، أشعر بالارتياح عندما أُعِيدُ تشغيلَ الدروس القديمة التي انتهيتُ من مذاكرتها بالفعل؛ لأنني أستمع إلى اللغة التي أتعلَّمها وأفكِّر بها أيضًا؛ وهو ما لا يمكنك فِعْله إذا كنتَ تستمع إلى شروح بلغتك الأم. يضبط عقلي نفسه على اللغة. يمكنني أن أستمع على مدار خمس أو عشر دقائق إلى دروس الأسبوع الماضي وأراجع ما تعلَّمْتُه.

(٢-٢) ترانسبيرنت لانجودج

مناهج ترانسبيرنت لانجوِدج التي تُشغَّل على قرص الذاكرة المدمج جيدةٌ أيضًا. لقد اشتريتُ مجموعةَ المناهج الكاملة لترانسبيرنت لانجوِدج لتعليم كلٍّ من اللغة السويدية، والصينية، والعبرية، والإسبانية، والروسية، وأُرشِّحها بقوةٍ. وهي بالتأكيد تعلِّم اللغةَ المنطوقة، بما في ذلك كافة العبارات الهامة التي يتعيَّن عليك أن تعرفها. عيبُها الرئيسي هو أنه لا يمكن تشغيلها إلا على الكمبيوتر، ولا تصلح للاستخدام أثناء مزاولة الأنشطة الأخرى، وإن كان بمقدورك أن تنسخ المحادثات على شريط كاسيت أو أسطوانة مضغوطة كي يمكنك الاستماع إليها متى شئتَ؛ فلربما راجعتَ دروسَك أثناء القيادة أو الركض. والجزء السمعي لمنهج ترانسبيرنت لانجوِدج مُسجَّل بالكامل باللغة الهدف. يتيح لك منهجُ ترانسبيرنت لانجوِدج أن تشغل الصوت بأربع سرعات، وأنْ تكرِّر سماعَ الكلمة قدرَ ما يحلو لك، وأن ترى وصفًا وشرحًا نحويًّا وافيَيْن لكل كلمة أثناء الاستماع. وهو يُترجِم كل عبارة، ويقدِّم المعنى الحرفي كذلك. وبإمكانك أن تحفظ الحديثَ المُسجَّل كنصٍّ أو كملفٍ مستند يمكن أن تطبعه كي تراجِعه وتذاكره.

يقدِّم منهج «لغات العالم اﻟ ١٠١» — من ترانسبيرنت لانجوِدج — دروسًا تمهيدية في ستٍّ وسبعين لغة، بالإضافة إلى معلومات ومفردات إضافية لخمسٍ وعشرين لغة أخرى، فإذا لم تكن واثقًا من رغبتك في تعلُّم لغة بعينها، أو كنتَ تريد الإلمام بمعلومات أساسية فحسب، أو إذا كنتَ تريد تعلُّمَ القدر الذي يكفيك لقضاء رحلةِ نهايةِ الأسبوع في أحد البلدان، فإن هذا المنهج اختيارٌ جيد، وربما يكون أيضًا أفضلَ منهجٍ متوافر لبعض من اللغات الأكثر تعقيدًا. أقترِحُ عليك أن تجعل منهج «لغات العالم اﻟ ١٠١» جزءًا من موادك التعليمية. لقد استعنتُ بهذا المنهج لأُعِدَّ منهجَ الأساسيات الخاص بي لِلُغة الملايو؛ لقد سجَّلتُ الجزءَ السمعي، وطبعتُ النصَّ ودوَّنتُ ترجمتي معه وحفظته في ملف؛ كي أستخدمه ككتاب دراسي لِلُّغة الأساسية. تقدِّم ترانسبيرنت لانجوِدج أيضًا مناهجَ اللغة الأساسية للعديد من اللغات على موقعها.

في أستراليا، يمكنك شراء برامج «نودترونيكس يوريكا» لتعليم اللغات بأقل من عشرة دولارات؛ يحتوي كلُّ قرص على مقدمات ترانسبيرنت لعشر لغات. أنصح بهذا الاختيار بقوة أيضًا.

(٢-٣) بيمزلر

يثق كثير من الناس ثقةً كبيرة في برامج بيمزلر لتعليم اللغات. هي ليست من مناهجي المفضَّلة لعدم احتوائها على نصوص مكتوبة، ولأنها باهظة الثمن إلى حدٍّ مبالَغ فيه، وتستغرق وقتًا طويلًا لتعليم اللغة. مع مناهج آسيميل، بإمكانك أن تتعلَّم لغةً كاملة على ثلاث أو أربع أسطوانات مضغوطة أو شرائط كاسيت، لكن مع مناهج بيمزلر، عندما تكون قد انتهيتَ بالفعل من الشريط أو القرص المضغوط الرابع، بالكاد تكون قد بدأت في تعلُّم اللغة؛ كما أنها تقدِّم الشروحَ باللغة الإنجليزية، ومدةُ كل درس ٣٠ دقيقة، وهي مدة طويلة لمراجعة درس قديم.

لكن من ناحية أخرى، تأخذك مناهجُ بيمزلر عبر أساسيات اللغة وتجعلك تتحدَّث اللغةَ في مواقف تخيُّلية من البداية. وتتميَّز بيمزلر بقوتها في التمارين التي تقدِّمها، أما مناهج آسيميل فهي ضعيفة في هذه المنطقة. أيضًا يختلف النهج المتَّبَع في تعليم اللغة المنطوقة؛ فمناهج بيمزلر تجعلك تتحدَّث اللغةَ في سياقٍ، لا أن تحفظها وتقلِّد الكلمات والعبارات؛ على سبيل المثال: يقول المتحدث: «لقد التقيتَ لتوِّك بأحدهم، فكيف تقدِّم نفسك له؟» أو: «إنْ كنتَ تريد أن تسأل أحدَ الأشخاص عمَّا إذا كان يتحدَّث الإنجليزية، فماذا تقول؟»

تتمثَّل إحدى مزايا بيمزلر الأخرى في أنه عندما يقدِّم لك كلمة جديدة ربما تكون صعبة النطق، يقول المتحدِّث مقطعًا واحدًا من الكلمة في المرة، ويطلب منك تكرارَ المقاطع وربطها معًا إلى أن تتمكَّن من نطق الكلمة بسهولة.

لقد اشتريتُ المناهج التمهيدية «كويك أند سيمبل» للعديد من اللغات من بيمزلر، وهي زهيدة الثمن تمامًا عندما تشتريها من أمازون www.amazon.com، وهي تساعدك على البدء في تعلُّم اللغة، لكنها لا تقدِّم لك أدنى فكرة عن كيفية كتابة اللغة. ومع ذلك، قد تقدِّم لك كلَّ ما تحتاجه لزيارةٍ خاطفةٍ إلى البلد الذي تتعلَّم لغته. وهي نوع من العمل بمبدأ «جرِّبْ قبل أن تشتري»؛ فبمقدورك أن تشتري الدروسَ التمهيدية بثمن رخيص، وعندئذٍ إذا راقتْ لك فاشتَرِ المنهجَ المتكامل. عندما ظننتُ أنني سأمكث لوقت طويل في آسيا، اشتريتُ منهجَ كويك أند سيمبل من بيمزلر لتعلُّم اللغة الصينية، وقد أدَّى الغرضَ المطلوب منه جيدًا.
يمكنك العثور على بعض النماذج من دروس بيمزلر لتعليم اللغات على الإنترنت على موقع www.sybervision.com/freeaudio.htm. سيتيح لك هذا الاستماع إلى درس كامل بعدد من اللغات؛ جرِّبها وكوِّن رأيًا بشأنها. والملفات الصوتية مصمَّمة بحيث يتم تشغيلها على الإنترنت؛ ومن ثَمَّ لا تُضاهَى جودةُ الصوت على الإطلاق بجودة المواد المسجَّلة للمناهج التي تشتريها، لكنها لا تزال في الوقت نفسه تقدِّم لك فكرةً جيدة عمَّا ستحصل عليه.

(٣) مواد مسموعة أخرى

إن الأغاني الأجنبية هي طريقة تكميلية ممتعة لتعلُّم اللغة؛ غالبًا ما سيمكنك أن تجد كلمات الأغاني مكتوبة على الأسطوانة المضغوطة، أو شرائط الكاسيت، أو على الإنترنت. إنك تراجع المفردات كلما غنيتَ أغنية؛ وتمثِّل أغاني الأطفال اختيارًا سهلًا، وعادةً ما يمكنك شراء أغاني أطفال مسجَّلة مصحوبة بكتاب لكلمات الأغاني. يمكنك أيضًا أن تبحث عن كتب أغاني الأطفال المصحوبة بكلمات وموسيقى؛ زُرْ متاجرَ بيع الكتب الأجنبية بعاصمة بلدك أو متاجر بيع الكتب الخاصة بالمجتمعات اللغوية؛ فكثيرًا ما يكون لديها مخزونٌ من كتب الأطفال والمواد السمعية للأطفال.

كما ذكرتُ آنفًا، يمكنك أن تشاهد أفلامًا مصحوبةً بنُسَخٍ لنصِّ الفيلم على الشاشة، أو أن تشتري أقراصَ الفيديو الرقمية التي تتضمَّن نُسَخًا لنص الفيلم على الشاشة، بل يمكنك أيضًا مشاهدة الفيلم بلغتك، وقراءة الترجمة إلى اللغة الأجنبية على الشاشة. لقد اشتريتُ أفلامًا من سنغافورة وماليزيا، التسجيلُ الصوتي فيها باللغة الإنجليزية، بينما ترجمةُ الشاشة بلغة الملايو؛ هذه طريقة ممتعة لتعلُّم المفردات ومراجعتها، وهي قطعًا ليست عملًا شاقًّا.

عندما تشتري أقراص الفيديو الرقمية، انظر إلى ظهر العلبة لتعرف لغةَ التسجيل الصوتي للفيلم. إذا كنتَ تتعلَّم لغةً مغمورة، فقد يصعب العثور على أقراص فيديو رقمية تحتوي على تسجيل صوتي باللغة التي تتعلَّمها. وحتى لو كان قرص الفيديو الرقمي باللغة الإنجليزية (اللغة الأم) مصحوبًا بترجمة شاشة باللغة الهدف، فربما يكون مفيدًا أيضًا؛ في هذه الحالة، استخدِمْ زرَّ الإيقاف المؤقت باستمرارٍ لتتابِعَ الترجمةَ الأجنبية وتفهمها.

(٣-١) قصص الأطفال

يشكِّل الاستماع إلى قصص الأطفال المسجَّلة خيارًا آخَر ممتعًا؛ إذ ينبغي أن تكون الكلمات سهلةً وأساسية. يمكنك تحميل القصص من على الإنترنت، أو شراؤها من متاجر بيع الكتب الأجنبية؛ زُرْ أحدَ متاجر بيع كتب اللغات الأجنبية، وابحثْ عن كتب الأطفال المصحوبة بشرائط كاسيت أو أسطوانات مضغوطة.

(٣-٢) الكتب المسموعة

ثمة تشكيلة جيدة من الكتب المسموعة المسجَّلة بلغات بخلاف اللغة الإنجليزية. ابحث على الإنترنت عن «كتب مسموعة» باللغة التي تتعلَّمها؛ يمكنك الاتصال بالمتاجر المحلية لبيع الكتب الأجنبية أو المتاجر الخاصة بكتب المجتمعات اللغوية لتعرف ما لديهم من كتب مسموعة. إن الكتب المسموعة هي طريقة رائعة لتتعوَّد أُذُنك على سماع اللغة، وتعتاد فهْمَ اللغة الهدف، بل التفكير بها أيضًا. اشترِ نسخةً مطبوعة أيضًا من الكتاب حتى يتسنَّى لك متابعة النص والتحقُّق من أي كلمات أو فقرات لا تفهمها. ينبغي أن تحصل أيضًا على نسخة من الكتاب باللغة الإنجليزية إذا كان ذلك ممكنًا؛ كيما تعرف كيفية ترجمة المصطلحات.

(٣-٣) شبكة الإنترنت

في أغلب الأحيان، يمكنك تحميل المحادثات والمواد المسموعة من الإنترنت. في البداية، إذا كنتَ لا تفهم هذه المواد، فإنها لن تمثِّل فائدةً كبيرة في أفضل الأحوال، إلا إذا تمكَّنْتَ من تحميل نسخة مكتوبة من الحوار أيضًا؛ عندئذٍ يمكنك بسهولة البحثُ عن معاني الكلمات والعبارات التي لا تفهمها. سيصبح هذا الخيار أكثرَ نفعًا مع تطوُّر مهاراتك.

يمكنك الاستماع إلى محطات الراديو حول العالم على الإنترنت؛ بجودة صوت عالية جدًّا. في بعض الأحيان، تقدِّم محطات الراديو نشراتِ الأخبار بلغة سهلة مع نص مكتوب حتى يمكنك متابعة ما يقوله مذيع الأخبار. والعثور على محطة مناسبة ليس بالأمر العسير: فإذا كنتَ تتعلَّم اللغةَ الآيسلندية — على سبيل المثال — يمكنك أن تبحث عن «تعلَّمِ اللغةَ الآيسلندية»؛ فالبحث على محرك البحث جوجل باستخدام هذه الكلمات سيُسفِر عن أقل قليلًا من النصف مليون نتيجة. لقد بحثتُ عن «محطات راديو آيسلندا» واندهشتُ من النتيجة، فكافة المعلومات متاحة؛ وحالما تعثر على المواقع المناسبة، يمكنك الاستماع إلى اللغة الهدف أثناء عملك على الكمبيوتر.

يمكنك أيضًا استخدام الإنترنت في البحث عن الكتب، ومقاطع الفيديو، وأقراص الفيديو الرقمية باللغة التي تتعلَّمها؛ ستجد كمًّا وفيرًا من المواد المسموعة والمسجَّلة المتاحة على الإنترنت إذا بحثتَ عنها، استفِدْ منهما أيما استفادة؛ فالمواد المسجلة لا تعلِّمك النطق الصحيح لِلُّغة فحسب، بل تمكِّنك من تعويد مخك على اللغة أيضًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤