ذو الوجه الملائكي
ومضى الأبله يحلم، في مُستودَع القمامة الذي استقرَّ فيه، تُغطِّيه أوراق الأشجار، وقِطَع من الجلد، ومزق، وهياكل مظلات، وأطواق قبعات من القش، وبقايا الحديد الخردة، وقطع خزف مكسورة، وصناديق من الكرتون وعجائن الكتب، وحطام زجاج، وأحذية قديمة لفحتها الشمس، وياقات، وقشر بيض، وندف من القطن وفضلات الطعام، ورأى نفسه الآن في فناء كبير، يُحيط به عدد من الأقنعة، سرعان ما تبين أنها وجوه أناس مُنهمِكين في متابعة صراع الديكة. واضطرمت المعركة بين الديكَين كالأوراق التي تضطرم وسط النيران. وقضى ديك منهما دونما ألم تحت أنظار المتفرجين الجامدة، سعداء برؤية المهماز المعقوف يخرج مضرجًا بالدماء. جو يعبق برائحة الخمر. بصاق بلون التبغ. أحشاء الديك الصريع. إنهاك وحشي. سبات. خور. ظهيرة مدارية. وطاف به في سباته شخصٌ ما، يمشي على أطراف أصابعه كي لا يوقظه!
كانت أم الأبله قد أصبحت محظية لأحد الأفاقين من أصحاب ديَكة المصارعة، يَلعب على الجيتار بأصابع كأنها من الحجارة. وسقطت الأم ضحية لشعور هذا الرجل بالغيرة عليها ولرذائله العديدة الأخرى. وكان شقاؤها قصة لا نهاية لها: محظية لهذا النكرة، وشهيدة للطفل الذي أنجبتْه تحت التأثير «المباشر للقمر المتحوِّل»، كما تقول القابلات مُدَّعيات العلم بكل شيء؛ ففي غمرة آلام مخاضها، امتزج رأس طفلها الهائل الحجم — رأس كبير ذو قرنين كالقمر — بالأوجه المعروفة لجميع المرضى الآخرين في المستشفى، وتعبيرات الخوف والسخط، والفواق، والجزع، وقيء صاحب الديكة المخمور، ونتج عن ذلك كله مولودها الأبله.
وأحسَّ الأبله بصوت تنروتها المنشاة وسط الرياح وأوراق الشجر، وجرى خلفها والدموع تملأ مقلتيه. ووجد راحة على صدر أمه. وامتصت أحضان تلك التي منحتْه الوجود آلام جراحه كأنها أوراق النشاف. يا له من ملجأ عميق لا يُعكر صفوه شيء! يا له من حب جارف! يا زهرتي! يا زهرتاه! يا زهرتي الحبيبة! يا زهرتي الحبيبة!
وكان صاحب الديكة يصل إلى أعماق أذنه وهو يغني برفق:
ورفع الأبله رأسه وقال دون أن يتكلم: إني آسف يا أمي، إني آسف!
وردَّ الطيف الذي مسح بيده على وجهه في حنان على شكواه قائلًا: إني آسفة يا بني، إني آسفة!
وترامى صوت أبيه من بعيد آتيًا عبر كأس من الخمر:
وتمتم الأبله: أماه، إن آلامي تصل إلى أعماق روحي!
وردَّ الطيف الذي مسح بيده على وجهه في حنان على شكواه قائلًا في ودٍّ: أي بني، إنَّ آلامي تصل إلى أعماق روحي!
إنَّ السعادة لا تعرف طعم الجسد. وإلى جوارهما كان ثمة ظل شجرة صنوبر ينحني ليقبل الأرض، غضة كالنهر. وكان طائر يغني على الشجرة، هو طائر وجرس من الذهب في نفس الوقت: إنني أنا الوردة — التفاحة لعصفور الجنة. إنني أنا الحياة، نصف جسدي أكذوبة، والنصف الآخر حقيقة؛ وإنني وردة وتفاحة. أعطي الجميع عينًا من زجاج وعينًا حقيقية، فأما الذين يرون بعيني الزجاجية فإنهم يرون لأنهم يحلمون، وأما الذين يرون بعيني الحقيقية فهم يرون لأنهم يَنتظرون! إنني أنا الوردة — التفاحة لعصفور الجنة، إنني الأكذوبة في كل شيء حقيقي، والحقيقة في كل شيء كاذب!
وفجأة، ترك الأبله حضن أمه وجرى ليُشاهد موكب السيرك. جياد ذات أعنة طويلة كأنها أغصان اللبلاب، تقودها نسوة يَرتدين ملابس متلألئة بالترتر. عربات مزدانة بالزهور، ولافتات من الورق الصيني معلقة على أفاريز الشوارع تتأرجح يمينًا ويسارًا كالسكارى. فرقة من دهماء الموسيقيين وعازفي البوق والكمان وقارعي الطبول. والمهرجون ذوو الوجوه المدهونة بالدقيق يوزعون البرنامج في ورق ملون، معلنًا عن الحفل الافتتاحي المخصص لرئيس الجمهورية، حامي حمى الوطن ورئيس حزب الأحرار المجيد وراعي الشباب المجتهد.
وانتقلت عينا الأبله الآن تطوف في نومه الهاذي حول سطح بالغ العلو. كان أهل السيرك قد خلفوه وحيدًا ضائعًا في بناية تقوم على شفا هوة سحيقة خضراء داكنة. وكانت المقاعد تتدلى من ستائر جانبية كأنها جسور معلقة، وقسس الاعتراف يصعدون ويهبطون من الأرض إلى السماء كأنما هم مصاعد للأرواح يقوم عليها الملاك ذو الكرة الذهبية والشيطان ذو الأحد عشر ألف قرن. وخرجت عذراء الكرمة من جدثها كالضوء الذي يمر من خلال الزجاج، كيما تسأله عما يريد، وعمن يبحث. وتوقف يتجاذب أطراف الحديث في انشراح معها، صاحبة هذا. البيت، أكثر الملائكة عذوبة، وجوهر وجود القديسين، وحلوى الفقراء البائسين. وكانت هذه السيدة العظيمة لا تكاد تبلغ المتر الواحد طولًا، بيد أنها حين تتكلم تعطي انطباعًا بأنها تفهم في كل شيء كالناس الكبار. وحكى لها الأبله بالإشارات كيف أنه يحب أن يمضغ الشمع، فقالت له بين جد وهزل إنه يستطيع أن يأخذ إحدى الشموع المضاءة في مذبح كنيستها. وبعد ذلك لملمت أطراف عباءتها الفضية الفضفاضة وقادته من يده إلى حوض للأسماك الملونة وأعطته قوس قزح يمتصه كأنما هو حلوى سكر النبات. إنها السعادة الكاملة! كان يشعر بالسعادة تغمره من طرف لسانه إلى طرف قدمه. لقد كان شيئًا لم ينله طوال حياته: قطعة شمع يمضغها كاللدائن، وسكر نبات نعناعي، وحوض سمك ملون، وأم تدلك ساقه الجريحة وتغني له: «إشف سريعًا، إشف سريعًا يا صغيري». كان كل ذلك ملك يمينه إذ هو ينام على أكوام القمامة.
بيد أن السعادة لا تدوم إلا كما تدوم زخة المطر مع طلوع الشمس. فمن خلال أرض بلون اللبن. ظهر حطاب يتبعه كلبه بعد أن ضل طريقه إلى مستودع القمامة ذاك. كان يحمل حزمة من الحطب على ظهره، ورداؤه ملفوف على الحزمة، بينما يحمل منجله بين ذراعيه كما يحمل الأب طفله. ولم تكن الوهدة سحيقة، بيد أن الغروب المنسدل جعلها تبدو عميقة مليئة بالظلال التي أحاطت بالقمامة المكومة في قاعها من الفضلات التي تثير الخوف إذا ما حل الليل. والتفت الحطاب وراءه: كان بوسعه أن يقسم أن ثمة شخصًا يتتبعه. وبعد هنيهة أخرى، توقف مرة ثانية. كان يشعر بوجود امرئ، ما يختفي هناك. ونبح الكلب وانتصب شعره كأنما يرى الشيطان أمامه. وأطارت دوامة ريح أوراقًا قذرة ملطخة إما بدماء امرأة أو بماء البنجر. وكانت السماء تتبدى على البعد، زرقاء ناصعة، كأنها قبة قبر عال، مرصعة بنسور حوامة غافية. وبعد برهة، جرى الكلب ناحية المكان الذي كان الأبله يرقد فيه. وارتجف الحطاب من قشعريرة الخوف، واقترب خطوة خطوة وراء الكلب ليرى من هو الميت. كان يتهدده خطر إصابة قدميه بالجراح من قطع الزجاج أو أكعاب الزجاجات أو علب السردين الصفيحية؛ وكان عليه أن يقفز فوق الروث النتن وعبر الوهاد المظلمة. وكانت ثمة فجوات مليئة بالمياه تبدت كالموانئ وسط أكوام القمامة.
ودون أن يطرح عنه حمله _ إذ كان خوفه أشد ثقلًا عليه أمسك بإحدى قدمي الجثة المزعومة، وشد ما كانت دهشته أن وجد أنه إنسان لا تزال الحياة تدب فيه، وامتزجت أنفاسه اللاهثة بصراخه بعواء الكلب، ليخلق كل ذلك صورة حية لمحنته، كالرياح التي تختلط أحيانًا بوابل المطر. وزاد من اضطراب الحطاب صوت خطوات شخص يمشي خلال أجمة صغيرة قريبة من شجر الصنوبر وأشجار الجوافة العتيقة. فماذا يحدث لو أنها خطوات رجل شرطة! آه حقًّا، إن ذلك سيكون القشة التي تقصم ظهر البعير! وهتف بالكلب: «صمتًا!» ولما استمر في نباحه، وجه إليه رفسة قائلًا: «اسكت أيها البهيم، اسكت!»
وفكر في الهرب … بيد أن الهرب هو اعتراف بالجرم … وسيزيد الطين بلة لو كان القادم من رجال الشرطة. وتحول إلى الرجل الجريح وهتف به: «هيا، أسرع سأساعدك على النهوض! يا إلهي، لقد كادوا أن يَقتلوك! هيا لا تخف، لا تصرخ فإني لا أريد بك سوءًا … لقد كنتُ مارًّا من هنا فرأيتك راقدًا …»
وقاطعه صوت من خلفه: «لقد رأيتك تنفض عنه أكوام القمامة، فعدت إليك لأنَّني فكَّرت أنه قد يكون شخصًا أعرفه؛ فلنُخرجه من هنا.»
وأدار الحطَّاب رأسه ليرد وقد كاد أن يغمى عليه من الخوف. وانقطعت أنفاسه، ولم يهرب إلا لأنه كان يُمسك بالجريح الذي لا يكاد يقوى على الوقوف. وجال في خاطره أن من تحدث إليه لا بد أن يكون ملاكًا: بشرة من مرمر ذهبي وشعر أشقر، وفم دقيق، وطلعة أنثوية تتناقَض مع سواد عينَيه الرجولي. كانت ملابسه رمادية اللون، وكان يبدو في ضوء الغسق كالسحاب. وكان يحمل في يديه الرقيقتين عصًا نحيلة من الخيزران وقبعة ذات حافة عريضة بدَت كالحمامة.
وردَّ الحطَّاب الذي لم يستطع أن يُبعد عينيه عنه: «ملاك، إنه ملاك. ملاك!»
وقال الغريب: «يبدو من ملابسه أنه من الفقراء. لشدَّ ما هو محزن أن يكون المرء فقيرًا!»
– الأمر متوقف على الظروف. كل شيء في هذه الدنيا يتوقَّف على شيء آخر. انظر لي مثلًا، إني فقير جدًّا، ولكن عندي عملي، وزوجتي، وكوخي، ولا أظنُّ أن وضعي مُثير للشفقة. قال الحطاب ذلك مُتلعثمًا كرجل يتحدَّث في منامه. وكان يأمل في أن يفوز بحظوة لدى هذا الملاك الذي قد يُكافئه على قناعته المسيحية بأن يُحوله من حطاب إلى ملك بمجرَّد رغبته في ذلك. ورأى نفسه لحظات مُشتملًا بالذهب وعليه عباءة حمراء، وعلى رأسه تاج وفي يده صولجان مرصع بالجواهر. وتراءى له مُستودَع القمامة بعيدًا بعيدًا.
وقال الغريب ملاحظًا وهو يرفع صوته فوق نواح الأبله: «هذا غريب!»
– غريب؟ لماذا؟ على أية حال، إننا معشر الفقراء أكثر قناعة من الآخرين. وما بوسعِنا أن نفعل، على كل حال؛ الحقيقة أنه مع وجود المدارس فإن من يتعلَّم القراءة يقع تحت تأثير أشياء يستحيل عليه تنفيذها. وحتى زوجتي ينتابها الحزن أحيانًا وتقول إنها تتمنَّى لو كان لها أجنحة أيام الآحاد.
وأغميَ على الجريح مرتين أو ثلاث مرات حين كانا يهبطان به أشد الجهات انحدارًا. وكانت الأشجار تَرتفع وتنخفض أمام عينيه المحتضرتين كأنما هي أصابع الراقصين في الرقصات الصينية. وتماوج في أذنيه حديث الرجلين اللذين يكادان يحملانه كلية كأنما هما رجلان سكرانان فوق أرض زلقة. كانت ثمة بقعة سوداء كبيرة تمسك بخناقه، وارتعاشات باردة مفاجئة تمر عبر جسده فتشعل من جديد رماد خيالاته المحترقة.
وقال الغريب: «إذن فزوجتك تريد أجنحة أيام الآحاد؟ أجنحة! حتى لو كان لها أجنحة فلن تكون بذات فائدة لها.»
– هذا صحيح، إنها تقول إنها تريد الأجنحة حتى تخرج للنزهة بها. وحين تتشاجر معي تطلب دائمًا الأجنحة من الرياح.
وتوقَّف الحطَّاب كيما يمسح العرق الذي تناثر على جبهته بطرف كمِّه، وقال متعجبًا: «إنه ليس بالخفيف الوزن!»
وقال الوافد الغريب: «يَكفيها ساقاها إن هي أرادت الذهاب؛ حتى لو كانت لديها أجنحة فإنها لن ترحل.
– «كلا، إنها لن ترحل، ولكن ليس كرمًا منها، بل لأن النساء طيور لا تستطيع العيش دون أقفاصها، ولأنني لا أحمل معي إلى البيت سوى قِطَع قليلة من الحطب لا أستطيع أن أكسرها فوق ظهرها.» وتذكَّر عند ذلك أنه يتحدث إلى ملاك فاستدرك سريعًا قائلًا: «وذلك لصالحها، طبعًا.» ومضى الحطَّاب يقول مغيرًا الحديث لشعوره بالحرج مما قاله توًّا: «مَن يا ترى ضرَب هذا الشاب المسكين؟»
– هناك الكثيرون …
– «أجل، كثير من الناس بوسعهم عمل أي شيء، ولكن هذا الشاب يبدو كما لو … كما لو أنهم لم يشعروا بأي رحمة نحوه. طعنة بالسكين في شفتيه … ثم إلقاؤه هكذا في مستودَع القمامة!»
– ربما كانت جراح أخرى كذلك.
– يبدو لي أن جرح شفتَيه من جراء طعنة موسى. ثم إنهم حملوه هنا بعيدًا حتى لا يكتشف جريمتهم أحد، هه!
– ويا له من مكان بائس! — هذا ما كنت على وشك أن أقوله.
وكانت الأشجار تغصُّ بالنسور التي توشك على مغادرة مستودع القمامة. وكان خوف الأبله يطغى على آلامه، فبقيَ صامتًا، وانكمش على نفسه كالقنفذ في سكون مميت.
وسرت الريح في خفة وسط السهل، تهبُّ من المدينة تجاه الحقول، خفيفة لطيفة، أنيسة.
وتطلع الغريب إلى ساعته، ثم سار بعيدًا بعد أن وضع بعض النقود في جيب الرجل الجريح وودَّع الحطَّاب بتحية ودية.
كانت السماء صافية رائعة. وكانت البيوت التي تقع في طرف المدينة تطلُّ على الحقول؛ وأنوارها الكهربائية تتوهَّج كأعواد الثقاب في سرح مُظلم. وبدأت تظهر وسط الظلمة طرقات متعرجة، تقوم الأشجار على جانبيها، بالقرب من أول صف من البيوت: أكواخ طينية تفوح منها رائحة القش، وأعشاش خشبية تفوح منها رائحة الهنود، بيوت ضخمة ذات فناء أمامي نتنة الرائحة كالإسطبلات، وخانات فيها المعتاد من العلف الذي يباع للحيوانات والخادمة التي تُطارح حبيبها الغرام في الثكنات، وجماعة من البغالين يتحادثون في الظلمة.
وترك الحطاب الرجل الجريح عند وصولهما إلى أول البيوت بعد أن شرح له كيف يتوجَّه إلى المستشفى. وفتح الأبله جفنيه باحثًا عن الراحة، وعن شيء يخلصه من الفواق، بيد أن نظرته المحتضرة، الثابتة كالشوكة، دقت رجاءه على الأبواب الموصدة في الشارع المهجور. وترامى على البعد صوت أبواق تُنادي القوم الرحَّل، وأجراس تدقُّ ثلاثًا على أرواح الموتى المسيحيين: ال … رح … مة، ال … رح … مة، ال … رح … مة.
وشعر بالرعب من نسر يجرُّ نفسه وسط الظلال. كان جناحه مكسورًا، ورن نواحه في أذن الأبله كالوعيد. وتحرَّك بعيدًا في بطء، خطوة خطوة، مستندًا إلى الجدران، إلى ارتعاشات الجدران الثابتة، مُطلقًا أنَّة وراء أخرى، دون أن يدري أيان يذهب، والرياح تصكُّ وجهَه، الرياح التي بدَت كما لو كانت قد امتصَّت ثلجًا قبل أن تهبَّ في الليل. وكان الفواق يهدُّ كيانه.
وألقى الحطاب رزمة الحطب في فناء كُوخِه كالعادة. وكان كلبه قد وصل قبله إلى البيت واستقبله في حفاوة بالغة. وأزاحه بعيدًا عنه؛ قبل أن يخلع عنه قبعته، فك أزرار سترته فتدلت على كتفيه كأنها جناحا وطواط، ثم توجه إلى النيران الموقدة في ركن الحجرة، حيث كانت زوجته تطهو بعض الكعك، وقص عليها ما حدث.
– «لقد قابلت ملاكًا عند مستودع القمامة.»
وخفق ضوء النيران على جدران الخيزران وعلى السقف المصنوع من القش كأنه أجنحة ملائكة آخرين.
وصدر عن الكوخ خيط مرتعش من الدخان الأبيض النباتي.